إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات سياسية / نظرية توازن القوى وتوازن المصالح




موقع عسكري بعد قصفه
موقع عسكري قبل قصفه
مبنى التجارة العالمي ينهار
أحداث 11 سبتمبر
مطار عسكري بعد قصفه
مطار عسكري قبل قصفه
انهيار البرج الجنوبي

ميزانية وكالة المخابرات المركزية
ميزانية العمليات المغطاة
هيكل نظام الردع النووي
مكتب مخابرات البحرية
مكتب التحقيقات الفيدرالي
الإنفاق الدفاعي
النسبة المئوية للأفراد
التوازن في الحرب الباردة
التوازن في ظل نظام أحادي القطبية
التوازن في ظل الوفاق الدولي
التحليل الزمني لمسارات الطائرات
تنظيم وكالة مخابرات الطيران
تنظيم وكالة الأمن الداخلي
تنظيم وكالة الأمن القومي
تنظيم وكالة المخابرات المركزية
تنظيم مخابرات الجيش
تنظيم مجتمع المخابرات الأمريكية
تنظيم مكتب المخابرات والأبحاث
تقديرات العمليات المغطاة
عناصر ومكونات أبعاد التوازنات
عناصر قوى الدولة
قوات حلف الناتو
منطقة مركز التجارة العالمي
الهجوم على مركز التجارة
الرحلة الرقم 11
الرحلة الرقم 175
تحليل الهجوم على البنتاجون
بطء الدفاع الجوي
خطوط سير الطائرات
شكل مهاجمة مبنى البنتاجون

الأحلاف العسكرية
الحدود الجغرافية للأحلاف والمعاهدات



الفصل الأول

المبحث الثامن

التوازنات العالمية والإقليمية في فترة أحادية القطبية

أولاً: الطريق نحو أحادية القطبية عالمياً:

    شهد العالم بعد ما حدث خلال فترة الوفاق بين القطبين بعض نوايا تحولات جذرية وعميقة في النظام السياسي العالمي، وقد بدأت هذه التحولات بوصول جورباتشوف إلى السلطة في الاتحاد السوفيتي. وقد وُلد جورباتشوف عام 1931، وتولى منصب رئيس اللجنة الإقليمية للحزب الشيوعي في ستافروبول عام 1970، وفي عام 1978 عُين سكرتيراً للحزب للشؤون الزراعية، واختير رئيساً للحزب الشيوعي عام 1985، ثم في عام 1988 صار رئيساً للجنة التنفيذية الدائمة لمجلس السوفيت الأعلى، والذي عُرف بعد ذلك برئاسة مجلس السوفيت الأعلى. وفي مارس 1990، ابتدع منصب رئيس جمهوريات الاتحاد السوفيتي، إلى أن استقال في ديسمبر 1991 ليصبح الاتحاد السوفيتي في عالم الماضي تاريخياً، حيث تكونت دول الكومنولث المستقلة.

1. البروسترويكا والجلاسنوست ومقدمات الانهيار السوفيتي:

أ. البروسترويكا "التفكير الجديد للسوفيت وللعالم أجمع":

     البروسترويكا  تعبير خرج به جورباتشوف على العالم بشكل عام، وعلى الشعب السوفيتي بوجه خاص ـ وعَدّه كما أسماه في كتابه الذي أصدره يحمل هذا الاسم ـ أنه تفكير جديد لبلاده وللعالم. ورأى جورباتشوف أن البروسترويكا ضرورة ملحة لتطوير المجتمع، الذي كان يمثل واحدة من أقوى الدول في العالم. ثم في مرحلة معينة، وبالتحديد في النصف الأخير من السبعينيات، بدأت البلاد تفقد قوة اندفاعها، وتكرر الإخفاق الاقتصادي بصورة أوسع، وبدأت الصعوبات تتراكم والمشاكل تتضاعف، وبدأ في الظهور ما يُسمى بالركود وتباطؤ في النمو الاقتصادي وتدهور في معدلات نمو الدخل القومي. وبدأت بحلول الثمانينيات تحدث فجوة في غير صالح الاتحاد السوفيتي في كفاءة الإنتاج وجودة المنتجات، والتطور العلمي والتكنولوجي، وبينما صواريخه كانت تطير إلى كوكب الزهرة بدقة عالية، كان هناك نمو هابط أثر سلباً بشكل خطير على المجال الاجتماعي.

ب. الجلاسنوست "الانفتاح وازدهار النقد والنقد الذاتي":

    إن ممارسة البروسترويكا من خلال توفير المعلومات كافة والانفتاح وازدهار النقد والنقد الذاتي لأداء الحزب الشيوعي السوفيتي، فيما عرف بالجلاسنوست، جعل كلاً من الحزب والشعب يضعان تقييماً عميقاً وموضوعياً بما يؤدي إلى التعجيل بالتطور الاجتماعي والاقتصادي.

    ويُعَدّ الجلاسنوست من وجهة النظر الحزبية الشيوعية شرطاً حتمياً للتعبير عن الجوهر الديموقراطي للنظام الاشتراكي وهو شرط لممارسة الحقوق الدستورية وحريات المواطنين، وهي أداة لتشكيل علاقات دولية حديثة، وتعكس علانية النظام السياسي للمجتمع.

2. الانهيار الكبير للاتحاد السوفيتي:

أ. الأسباب السياسية:

    أفاض جورباتشوف في شرح الفوضى في النظام الاجتماعي والسياسي، وجاهد للتحول، وقدم عديداًً من الاقتراحات لتغيير الأنشطة السياسية والاجتماعية وجعلها أكثر انفتاحاً وديموقراطية. ونادى بالحد من سلطة الحزب الشيوعي، إلا أن المسؤولين الذين كانوا يقاومون التغييرات التي تحد من سلطاتهم وامتيازاتهم حاولوا إعاقة تطبيق تلك الإصلاحات، بينما طالب مسؤولون آخرون بديموقراطية أكثر مما اقترحها جورباتشوف. واحتج أعضاء المجموعات العرقية في بعض الجمهوريات السوفيتية، وطالبوا بتوسيع الحكم الذاتي أو الاستقلال عن الاتحاد السوفيتي، وقد شكل كل هذا بما فيه من أحداث للعنف مشكلة كبيرة لجورباتشوف.

    أُقيم الكومنولث المكون من جمهوريات مستقلة، وتنحى جورباتشوف، وانهار الاتحاد السوفيتي السابق. وبدأ الغرب يمد يد العون لهذا الكومنولث الجديد، طالما يلتزم باقتصاديات السوق وبالديموقراطية الغربية. وثبت أن الغرب لم يقبل بعالم ثنائي القطبية حتى مع تعاون القطب الشيوعي ومحاولته الوفاق.

ب. الأسباب الأيديولوجية:

    تحولت الأيديولوجية الشيوعية الماركسية إلى مؤسسات وأدوات تقهر الجماهير وأن مطالب وتطلعات الجماهير السوفيتية تُعَدّ انحرافاً عن الأيديولوجية السليمة. ونشأت طبقة المنتفعين بالمؤسسات الاشتراكية، وأصبح التخطيط الاشتراكي ينطوي على عملية الانحدار إلى مستوى الفقر بدلاً من عملية الارتفاع بالمستوى لزيادة الثراء. وكان واضحاً أن المؤسسات الوحيدة التي استمرت في المحافظة على كيان الاتحاد السوفيتي هي الحزب والمخابرات والجيش، وكلها أدوات قمع. وإلى جانب ذلك، تعددت صور التفكك لأسباب قومية ودينية، واختفى عنصر التماسك الذي كان من المفترض أن يكون موجوداً طبقاً للأيديولوجية والعقائد الشيوعية.

ج. الأسباب الاقتصادية:

    فشلت مدرسة جورباتشوف للإصلاح من أعلى المسؤولية نتيجة عدم التوازن بين السياسة الخارجية، التي ركز عليها جورباتشوف، والإصلاح الداخلي الذي لم يحظّ إلا بكل إهمال، حتى بدا وكأنه نوع من "الرازستوريكا" أو الهدم وليس "البروسترويكا" أو إعادة البناء. وقد ظهر ذلك واضحاً في شعبية جورباتشوف الخارجية وتناقضها مع شعبيته الداخلية. وعملية الهدم هذه لم تكن متعمدة، ولكنها تعبر عن فشل إدارة جورباتشوف في تنفيذ الإصلاحات المطلوبة.

ثانياً: أحادية القطبية والهيمنة الأمريكية:

    بسقوط الاتحاد السوفيتي وتفككه وتحوله إلى كومنولث، أصبح المسرح العالمي للسياسة الدولية مُهَيَّئاً لاستقبال الولايات المتحدة الأمريكية، لتفرض هيمنتها وسيطرتها على العالم وتحكمه من خلال القيام بدور شرطي العالم أو قاضي الصلح. وأصبحت الولايات المتحدة الأمريكية القوة الأعظم (انظر شكل التوازن في ظل نظام أحادي القطبية التي تحاول فرض السيطرة على العالم في المجالات كافة، سياسياً واقتصادياً وإعلامياً وثقافياً وعسكرياً. كما تحاول فرض قواعد نظام عالمي جديد يتفق مع الأهداف الإستراتيجية الأمريكية، تدعمها أدواتها الحربية والتكنولوجية والمادية.

    إن الولايات المتحدة الأمريكية، طبقاً لمؤهلاتها المتعددة وخاصة في مجال الآلة الحربية، استطاعت بالفعل فرض هيمنتها على الكون بوصفها القوة الوحيدة الكبرى في العالم. فمن حرب الخليج (انظر جدول الدول المشاركة في حرب الخليج الثانية تحت القيادة المشتركة، وجدول الدول المشاركة في حرب الخليج الثانية ـ القيادة المركزية الأمريكية، وجدول المساهمات في تمويل نفقات حرب الخليج) إلى البوسنة، إلى الصراع في الشرق الأوسط، إلى صربيا وكوسوفا، ومن أفريقيا إلى أمريكا اللاتينية إلى أفغانستان (انظر صورة مطار عسكري قبل قصفه، وصورة مطار عسكري بعد قصفه، وصورة موقع عسكري قبل قصفه، وصورة موقع عسكري بعد قصفه) إلى محور الشر، ففي كل هذه العناوين للصراعات الدائرة في العالم نجد أن واشنطن تحتل فيها موقعاً مفروضاً على العالم. وهو موقع له بريقه وهيمنته، إلى جانب أقطاب أخرى أقل بروزاً، فأوروبا والصين وروسيا وبلاد العالم الثالث يمكن أن يكون لها دور مساعد، لكنه يظل حتى الآن أقل من الدور الأمريكي بكثير.

    والقدرة العسكرية تنسب أساساً إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وتأتي القدرة الاقتصادية لنجدها أيضاً لدى الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن يشترك معها في هذه القدرة كل من اليابان وأوروبا، ويمكن أن تنضم إليها الصين أيضاً، إلا أنه في مجال الهيمنة على العالم فالولايات المتحدة الأمريكية لا تريد إلا نفسها. وكما قال جيل كوتيرو Gilles Cottereau رئيس جامعة لوفين: "لا يوجد في الوقت الحالي أبسط مما يُسمى بالحاكم الآمر العالمي Global Government"، ويعني بها الولايات المتحدة الأمريكية. (انظر جدول المتغيرات في التوازنات في ظل النظم العالمية السابقة والجديدة)

    بعض المتخصصين ورجال السياسة الأمريكية، ومنهم باسكال بونيفاس، لا يؤمنون بعالم أحادي أو متعدد القطبية، وإنما كل ما يعنيهم هو أن الولايات المتحدة الأمريكية التي تحمل قيماً عالمية رفيعة لا يجب أن يعارضها أو يناصبها العداء قوى أو أقطاب أخرى، فروسيا وفرنسا واليابان وبعض الدول المارقة أو حتى الأمم المتحدة ليست إلا معوقات تعرقل المسيرة الأمريكية لتطبيق هذه القيم تطبيقاً سليماً.

    والولايات المتحدة الأمريكية تجد أن ما يصلح لها لابد وأن يصير صالحاً لباقي دول العالم، وأن أمركة ثقافتها وطرق معيشتها يجب أن تُملى وتُفرض على الجميع في أنحاء العالم، بصفتها مسؤولة عن الإدارة والإشراف على الشؤون والقضايا العالمية، ودورها كشرطي لهذا الكون. لهذه الأسباب، نجد أن الولايات المتحدة الأمريكية تفعل ما تريد، فهي تشن غاراتها على العراق دون موافقة الأمم المتحدة، ولجأت للضغط بشن غارات في مشكلة صربيا وكوسوفا، عندما قامت، في 24 مارس 1999، بقيادة 19 دولة من دول حلف شمال الأطلسي بشن غارات على يوغسلافيا، كما أن إعداد وزارة الخارجية الأمريكية لقائمة الدول الإرهابية منها ليبيا وإيران وكوريا الشمالية وسورية قد تمارس عليها تدخلات بواسطة واشنطن.

    والولايات المتحدة مقتنعة تماماً بأنها القوة العظمى الوحيدة في العالم دون منافس، كما أنها تمكنت من تنمية وتطوير إستراتيجيتها لكي تظل القوة العظمى الوحيدة في هذا الكون. وتقول مادلين أولبرايت وزيرة خارجيتها السابقة "نحن أمة لا غنى عنها، حيث تعمل واشنطن ما بوسعها لكي لا تظهر قوى أخرى تهدد أو تنافس هذه الهيمنة، فعلى المدى القريب لا وجود لمثل هذا التهديد، ولكن ربما على المدى البعيد يمكن أن تحدث منافسة من جانب أوروبا أو روسيا أو الصين"، ولذلك تعمل الولايات المتحدة الأمريكية على عدم استقطاب روسيا لأي دولة في العالم، ولن يتأتى ذلك إلا من خلال قوة اقتصادية روسية لا تتمناها الولايات المتحدة الأمريكية، ولذلك تقدم المعونات لروسيا بصورة محسوبة بعناية.

    كما أن إعادة تشكيل حلف شمال الأطلسي وتقويته بهدف الحفاظ على النفوذ الأمريكي في القارة الأوروبية عسكرياً وسياسياً (انظر شكل قوات حلف الناتو، وشكل النسبة المئوية للأفراد، وشكل الإنفاق الدفاعي)، فضلاً عن توسيع دائرته بضم دول شرق أوروبا، خاصة بعد حل حلف وارسو عام 1991.

    إن القرن الأمريكي الجديد ليس مجرد تعبير عابر صاغه الرئيس السابق كلينتون، ولكنه رؤية إستراتيجية كاملة بهدف استمرار الهيمنة منفردة على قمة النظام العالمي. ومن أجل تعظيم مكاسب "الإمبراطورية الجديدة"، على العالم أن يدفع الثمن من خصوصيته وسيادته، وفي سبيل ذلك، لابد أن تتغير الأدوار والمفاهيم والموازين. ومن هذا المنطلق كان للولايات المتحدة الأمريكية إستراتيجية قومية مبنية على عديد من الأسس والسياسات واضعة في حسبانها المتغيرات والظروف والصراعات في العالم أجمع.

ثالثاً: الإستراتيجية الأمريكية القومية الجديدة:

    هي خطة يمكن للحكومة الأمريكية استخدامها في حشد وتعبئة الإمكانيات المعنوية والمادية للأمة، من أجل حماية وحفظ ودعم المصالح والقيم الأمريكية. وهذه الإستراتيجية توضع على أساس "مبادئ واضحة"، تكون هي القوة الموجهة للسياسة الخارجية الأمريكية، وتكون منهج لأسلوب حماية هذه المصالح ضد تهديدات بعينها. والغرض من هذا المنهج هو الانضباط والصرامة في اتخاذ القرار، بشأن كيف وأين وتحت أي ظروف ينبغي للولايات المتحدة الأمريكية ربط ما بينها وقوتها العسكرية والاقتصادية بالشؤون الدولية، دفاعاً عن المصالح والقيم الأمريكية.

1. الأهداف القومية الأساسية الدائمة للولايات المتحدة الأمريكية:

أ. توفير الحماية والدفاع عن وحدة أراضي الولايات المتحدة الأمريكية.

ب. الحفاظ والدفاع عن الحرية والديموقراطية والنظام الاقتصادي للولايات المتحدة الأمريكية من التهديدات الخارجية.

ج. تعزيز الرفاهية المادية طويلة الأمد للشعب الأمريكي.

2. مبادئ الإستراتيجية القومية الأمريكية:

أ. أن تكون قوية بتوفير دفاع قومي قوي ونشيط.

ب. أن تكون حرة بالحفاظ على الزعامة الأمريكية واستقلال الولايات المتحدة الأمريكية.

ج. أن تكون نصير الحرية في أرجاء الحرية.

د. أن تكون انتقائية بتخصيص القوة الأمريكية من أجل مصالحها الذاتية.

3. الأولويات في الإستراتيجية والسياسة الخارجية:

أ. إدارة عملية تنافس وتعاون مع الدول الكبرى في العالم، مع التركيز على القضايا الإقليمية الناجمة من العلاقات مع روسيا والصين والدول الرئيسية في الاتحاد الأوروبي واليابان.

ب. استخدام القوات المسلحة الأمريكية في الدفاع عن الولايات المتحدة من الهجمات الصاروخية وفي ردع الدول الشريرة في المناطق الرئيسية وفي إخماد النزاعات بين الدول الكبرى.

ج. إبقاء تركيز التحالفات العسكرية بشكل أساسي في الحفاظ على التوازن في المناطق الرئيسية، وإذا كان ينبغي على الولايات المتحدة تقديم الدعم والمساندة أو حتى المشاركة في عمليات حفظ السلام الإقليمي التي قد يدير شؤونها حلف شمال الأطلسي، كما حدث عندما تم توقيع وثيقة تعاون بين روسيا وحلف شمال الأطلسي في 27 مايو 1997 (انظر ملحق وثيقة التعاون بين حلف شمال الأطلسي وروسيا)، إلا أنه لا ينبغي عليها أن تأخذ بزمام القيادة في تنظيم مثل هذه الجهود أو المشاركة بجنودها في هذه العمليات، ولكن يقتصر دورها على أعمال الإمداد والتموين وغير ذلك من أشكال الدعم المادي.

د. مواجهة الإرهاب وانتشار أسلحة الدمار الشامل (انظر جدول تقديرات رصيد البلوتونيوم واليورانيوم عالي الإغناء، وجدول رصيد وقود البلوتونيوم لنوعية السلاح غير المشع حتى نهاية عام 1997، وجدول المفاعلات البحثية في الشرق الأوسط، وجدول تقديرات عدد الرؤوس الحربية لدى دول النادي النووي) ووسائل استخدامها، من خلال تبني إستراتيجية هجومية تمكنها من توجيه ضربات انتقامية أو إجهاضية لردع العمليات الإرهابية التي تقوم بها دول معادية. أمّا عمليات الانتشار، فيجب مواجهتها بأساليب تجمع بين الردع والدفاعات الصاروخية والإجهاض والحد من الأسلحة. وليس أدل على هذه الأولوية في الإستراتيجية الأمريكية من توقيع معظم دول العالم على معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية (انظر ملحق مضمون أحكام معاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية)، إلى جانب اتفاقيات أخرى كثيرة  (انظر ملحق قائمة بالاتفاقيات ذات الصلة بنزع السلاح)

هـ. تحرير النظام العالمي للاقتصاد والتجارة باتباع سياسة تؤكد حرية التجارة ليس فقط في المنظمات الدولية كمنظمة التجارة العالمية، ولكن أيضاً في التجمعات الإقليمية مثل منظمة التجارة الحرة الأمريكية في أمريكا الشمالية ومنتدى التعاون الاقتصادي لآسيا والباسفيك.

4. المصالح القومية الأمريكية:

أ. المصالح الحيوية: (انظر ملحق المصالح الحيوية)

(1) حماية الأراضي الأمريكية وحدودها ومجالها الجوي:

(2) حماية المواطنين الأمريكيين من المخاطر التي تهدد أرواحهم ورفاهيتهم:

(3) منع التهديد من جانب دولة كبيرة لأوروبا أو شرق آسيا أو الخليج الفارسي.

(4) الحيلولة دون تدخل عدائي من جانب قوى خارجية في نصف الكرة الغربي.

(5) حرية الوصول للتجارة والاستثمارات الدولية.

(6) تأمين حرية البحار والإبحار.

(7) سهولة الوصول إلى مصادر الثروات.

ب. المصالح الهامة "الأقل حيوية": (انظر ملحق المصالح الهامة "الأقل حيوية")

(1) ضمان الاستقرار في أوروبا.

(2) منع ظهور اتحاد روسي إمبريالي.

(3) العمل على وجود دولة الصين الجديدة الأكثر انفتاحاً.

(4) العمل على استقرار منطقة الشرق الأوسط.

(5) تعزيز وتنمية التعاون السياسي والأمني والاقتصادي الياباني ـ الأمريكي.

(6) زيادة وتعزيز النمو الاقتصادي العالمي.

(7) دعم الحرية والقانون والنظام الدوليين.

ج. المصالح الهامشية "مصالح أقل أهمية": (انظر ملحق المصالح الهامشية "مصالح أقل أهمية)

(1) الاستقرار في جنوب شرق آسيا.

(2) الاستقرار في جنوب آسيا.

(3) تبني الحلول للقضايا الإنسانية.

(4) الاستقرار السياسي والاقتصادي في أفريقيا.

    هذه الإستراتيجية الأمريكية والمصالح المختلفة الأبعاد جعلت الولايات المتحدة الأمريكية تنظر إلى التوازنات الدولية على أنها تمثل تحقيق هذه الإستراتيجية وهذه المصالح، وذلك في إطار الأوضاع السائدة في العالم. فمن بعد وجود الاتحاد السوفيتي المعادي لها، إلى وجود روسيا الأقل تهديداً، وأوروبا التي تتبنى علاقة مناهضة لها في المجال الاقتصادي، وتفوق معدلات النمو الاقتصادي في شرق آسيا جعل بها قوى جديدة تسعى للظهور في المسرح الدولي. ووجود تطرف إسلامي قد يزعزع استقرار دول إسلامية حديثة في أنحاء العالم. وبينما كانت الولايات المتحدة الأمريكية تتصدى لتحدٍ عالمي واحد في الماضي وهو الاتحاد السوفيتي، أصبحت الآن لديها تحدٍ إستراتيجي أساسي وهو شكل توازنات القوى الإقليمية في مناطق كثيرة من العالم لها تأثيرها على أمنها القومي ومصالحها الإقليمية.