إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / السِّير الذاتية للشخصيات الواردة في كتاب "مقاتل من الصحراء" / السِّير الذاتية للشخصيات، في فرنسا









ماو تسي تونج Mao Tse-tung

سيرة ذاتية

شارل ديجول Charles de Gaulle

(1890 ـ 1970)[1]

قائد عسكري فرنسي كبير، ورجل دولة، ورئيس جمهورية فرنسا الراحل

 

ولد في 22 نوفمبر 1890، في مدينة (ليل) في شمال فرنسا، على الحدود مع بلجيكا. وهو من عائلة كاثوليكية مثقفة. وكان والده هنري ديجول يعمل مدرساً، وأمه جان مايو ديجول ابنة عم والده هنري. وكانت من مؤيدي الملكية، على غرار والده. وتوفى والده هنري ديجول، في 3 مايو 1932.

تزوج ديجول من ايفون فاندرو (1900 ـ 1979)، في 6 أبريل 1920، في مدينة كاليه، في شمال فرنسا، وذلك بعد تعيينه أستاذ مساعد في مادة التاريخ بكلية سان سير. وفي عام 1921، رزق منها بمولود في 28 ديسمبر 1921، أسماه فيليب، ورزق بمولودة أسماها اليزابيث ديجول في 15 مايو 1925، وفي 1 يناير 1928، رزق بمولودة أسماها آن، وقد ولدت مشلولة، وتوفيت في 6 فبراير 1948.

تلقى ديجول دراسته في مدارس مسيحية مختلفة، فقد التحق بالكلية المتوسطة لليسوعيين، في باريس، في أكتوبر 1900. وأعد منذ الصغر لدخول كلية سان سير العسكرية الشهيرة، حيث التحق في 30 سبتمبر 1909، بمدرسة ستانسلاس للتحضير لكلية سان سير، ونجح في مسابقة دخول سان سير، حيث التحق بها في دفعة أطلق عليها "دفعة فاس"، وتخرج فيها في 1 سبتمبر 1912. برتبة ملازم.

عقب تخرجه، عين في الكتيبة 33 مشاة، في مدينة أراس، تحت قيادة الكولونيل فيليب بيتان Philippe Petain   في 10 أكتوبر 1912. وقبل الحرب العالمية الأولى أصبح ديجول قائد الفصيلة الأولى من الكتيبة الثالثة والثلاثين، وذلك في 1 أغسطس 1914، وحدثت له الإصابة الأولى على جسر دينانت، في بلجيكا، في 15 أغسطس 1914. ورقي إلى رتبة النقيب في يناير 1915، وقُلد وسام "صليب الحرب"، وفي 10 مارس 1915 حدثت له الإصابة الثانية في يده اليسرى، في مقاطعة أرجون.

وفي 2 مارس 1916، أبيدت السرية التي كان يقودها، واعتقل وأرسل إلى أوسنابروك في ألمانيا. وتمكن من الهرب من المعتقل في 29 أكتوبر 1916، بعد عدة محاولات، إلا أنه اعتقل مرة أخرى، بعد ثمانية أيام. وتمكن من الهرب في 15 أكتوبر 1917، مع أربعة من رفاقه من قلعة روزنبرج.

التحق شارل ديجول بكلية الحرب العليا، في 2 مايو 1922، وهو برتبة نقيب، وأمضى فيها سنتين، حدثت فيهما مشاجرات مع أساتذته كادت تؤخر تخرجه، لولا تدخل المارشال بيتان، وتخرج بتقدير جيد.

وفي 1 يوليه 1925 عمل ديجول بهيئة إمداد وتموين جيش الراين، ثم استدعاه المارشال بيتان للعمل في مكتبه الخاص. ورُقي لرتبة الرائد في سبتمبر 1927. ثم التحق بجيش الشرف في أكتوبر 1929، حيث خدم لمدة سنتين في بيروت عمل خلالها رئيساً لهيئتي الاستخبارات والعمليات. ثم التحق بالسكرتارية العامة لوزارة الدفاع في نوفمبر 1931، حيث أمضى فيها 6 سنوات. وفي 5 مايو 1934 رقي ديجول إلى رتبة المقدم. وفي سبتمبر 1937 تولى ديجول قيادة اللواء 507 المدرع، في مدينة ميتز، وكان مقتنعاً أن الدبابة ستكون السلاح الحاسم في الحرب التالية. ورُقى شارل ديجول لرتبة العقيد، في 24 ديسمبر 1937، وكان عمره وقتئذ 47 سنة.

بدأت الحرب العالمية الثانية واحتلت ألمانيا بولندا في 1 سبتمبر 1939، وتولى ديجول قيادة دبابات الجيش الخامس، في مقاطعة الزاس. وفي 10 مايو 1940، دخلت القوات الألمانية سيدان، وتقهقرت القوات الفرنسية اعتباراً من 16 مايو، وحاول ديجول تنفيذ هجوم مضاد غير مرة لكنه فشل، ويعزي هذه الهزيمة إلى رفض القيادة الفرنسية إنشاء وحدات وتشكيلات على شكل واسع.

وفي يونيه 1940، عُين ديجول في منصب وكيل وزارة الحرب والدفاع، وذهب إلى لندن لمقابلة ونستون تشرشل، الذي صرح لديجول بأن إنجلترا تركز جهودها لتمنع غزو ألماني لها. وفي 10 يونيه دخلت إيطاليا الحرب، وكان الألمان على أبواب باريس، فغادرت الحكومة الفرنسية العاصمة، واتخذت من مدينة تور مقراً لها.

اجتمع المجلس الأعلى للحلفاء في 11 يونيه 1940، وكان يتكون في ذلك الوقت من تشرشل وإيديه ورينو وبيتان وفيجان وديجول، وقد اتفق تشرشل وديجول في الرأي الخاص بالانسحاب نحو مقاطعة بريتاني وإنشاء مقاومة شعبية، إلا أنه في اليوم الثاني، خلال اجتماع مجلس الوزراء الإنجليزي، اقترح بيتان وفيجان توقيع الاستسلام. ودخل الألمان باريس، واتخذت الحكومة من مدينة بوردو مقراً لها، وتوجه ديجول إلى لندن، وقابل تشرشل بمقر مجلس الوزراء البريطاني، الذي وضع إمكانيات هيئة الإذاعة البريطانية تحت أمر ديجول، وناشد الفرنسيين بمواصلة المقاومة، وفي 19 يونيه أملى هتلر شروطه لوقف المعارك، وفي 22 يونيه وقعت فرنسا الاستسلام. فتقطع بريطانيا علاقاتها بحكومة بوردو، وتعترف بالهيئة الوطنية الفرنسية التي أنشأها ويرأسها ديجول، كما تعترف بريطانيا بأن ديجول قائد لكل الفرنسيين، في 28 يونيه 1940. وكان يحمل رتبة اللواء في ذلك الوقت ورفض قبول الاستسلام. وفي بريطانيا قام ديجول بتنظيم القوات الفرنسية الحرة، الموجودة هناك، وفي بعض المستعمرات الفرنسية، حيث قام بزيارة القاهرة وسوريه ولبنان في مارس 1941، من أجل استقطاب القوات الفرنسية الموجودة بها.

بدأ نجم ديجول يلمع، ففي سبتمبر 1941 أصبح رئيساً للهيئة الوطنية الفرنسية في لندن، وفي 23 يوليه 1942، عقد لقاء بين ديجول ووفد عسكري أمريكي، واقترح ديجول عليهم القيام بعملية إنزال بحري في منطقة نورماندي، إلا أن القوات الأمريكية والبريطانية، قامت بعملية إنزال في الجزائر، في 8 نوفمبر 1942، بدون علم ديجول، ولكنه يؤيد العملية. وبحلول عام 1943، وافق الحلفاء على أن يصبح ديجول قائداً للفرنسيين المقاتلين.

وفي 28 نوفمبر 1943 اجتمع ستالين وروزفلت وتشرشل في طهران، وقرروا إنزال القوات الحليفة على شواطئ فرنسا في ربيع 1944، ونظم اجتماع بين ديجول وتشرشل في يناير 1944، طالب فيه ديجول بزيادة المعدات العسكرية للمقاومة الفرنسية، وكذلك فرض سيطرته على الأراضي الفرنسية التي ستحررها القوات الحليفة. وفي 6 يونيه 1944 تم إنزال قوات الحلفاء في منطقة نورماندي، ووصل ديجول إلى الشواطئ الفرنسية في 14 يونيه 1944، واستقبلته مدينة بايو بحفاوة. وقام ديجول بزيارة للولايات المتحدة الأمريكية في يوليه 1944، واستقبله الرئيس روزفلت في البيت الأبيض بحفاوة، كما استقبل استقبالاً حافلاً في مدينة نيويورك، وكذلك زار ديجول كندا والجزائر في نفس الشهر.

وفي 20 أغسطس وصل ديجول إلى مدينة شربورج بشمال فرنسا، وبدأت عمليات تحرير فرنسا. واستطاعت الفرقة الثانية المدرعة وفرقة المقاومة الشعبية أن تجبر القوات الألمانية تحت قيادة الجنرال شولتيتز على الاستسلام. وفي 25 أغسطس وصل ديجول إلى مقر وزارة الدفاع بشارع دومينيك واتخذه مقراً له. وفي 26 أغسطس 1944، استقبل ديجول في باريس استقبالاً شعبياً حافلاً. وعقد اجتماع مع رؤساء المقاومة. وفي سبتمبر 1944، أصبح رئيساً للحكومة المؤقتة، كما استقبل تشرشل في باريس بحفاوة. وفي 8 مايو 1945 وقعت ألمانيا استسلامها في برلين.

وفي 13 نوفمبر 1945 انتخب ديجول من قبل البرلمان رئيساً للوزراء. ولكن عندما أسفر استفتاء عام للفرنسيين، عن إيثار الشعب لحكومة برلمانية، بدلاً من حكومة رئاسية، كما اقترح ديجول. قدم استقالته في يناير عام 1946 من الحكم واعتكف.

وبعد حدوث اضطرابات داخلية كبيرة في فرنسا في شهر مايو 1958، أعلن ديجول أنه مستعد أن يتسلم زمام الحكم، على أن يكون رجوعه للحكم بشكل شرعي. في يونيه 1958، قام ديجول بتشكيل حكومة، تتمتع بصلاحيات مطلقة لمدة ستة أشهر، وحصلت على الأغلبية. كما وضع دستوراً جديداً للبلاد، قدمه للفرنسيين في شهر سبتمبر 1958، ويحوز على 80% من أصوات الشعب. كما حاز حزب الوحدة من أجل الجمهورية الديجولي على 200 مقعد في البرلمان. وقد أرسى أركان الجمهورية الخامسة، وتم انتخاب شارل ديجول رئيساً في 21 ديسمبر 1958.

وكانت ثورة الجزائر قد اشتدت، وفرضت نفسها في وجه الاحتلال الفرنسي، وأحس ديجول بحسه التاريخي أن ثوار الجزائر لا بد منتصرون، مضى ديجول في سياسة التفاوض مع الثورة الجزائرية واعترف باستقلال الجزائر في اتفاقية ايفان في مارس 1962، وفي مايو 1962، منحت الجزائر استقلالها، وبذلك أنهى ديجول حرب دموية، دامت سبع سنوات.

عرض ديجول إجراء تعديلات على الدستور، وطرح ذلك في استفتاء شعبي، في أبريل 1969، إلا أن عرضه فشل في الاستفتاء، فاستقال من منصبه في 28 أبريل 1969. واعتزل العمل السياسي، وعاش في بلدة كولومبي لي دوزيجليز في فرنسا، وواصل تدوين مذكراته. وكان ديجول شخصية مهيبة ومتحفظة وصارمة.

وقد عمل ديجول خلال فترة حكمه، على بعث فرنسا كأمة عظيمة، وشكل قوة نووية فرنسية ضاربة مستقلة. وأقام علاقات جيدة، مع بلدان العالم الثالث، والبلدان الاشتراكية، واعترف بالصين الشعبية. وعلى أثر العدوان الإسرائيلي، على بعض الدول العربية، عام 1967، حظر تصدير السلاح إلى إسرائيل.

وتوفي ديجول، في بلدة كولومبي لي دوزيجليز في فرنسا في التاسع من نوفمبر 1970، على إثر نوبة قلبية. وأصبح شارل ديجول رمزاً لفرنسا، في نظر الفرنسيين، وغيرهم من الشعوب.

أصدر شارل ديجول كتابه الأول "الخلاف عند العدو" في مارس 1924، وكتابه الثاني "حد السيف" في 22 يوليه 1932، وقد أهده إلى المارشال بيتان. وفي مايو 1934 أصدر كتابه الثالث "نحو جيش المستقبل" وقد ساعدت الأفكار التي طرحها في كتابه هذا، الجيش الألماني على إنشاء فرقة المدرعة، في حين ضرب الجيش الفرنسي بهذه الأفكار عرض الحائط. وفي سبتمبر 1938 أصدر كتاب "فرنسا وجيشها"، والظروف التي أصدر خلالها الكتاب تسببت في نزاع مع المارشال بيتان. وفي أكتوبر 1946، أصدر ديجول مذكراته تحت اسم.



[1] الموسوعة العربية العالمية، ط2، 1999، ج10، ص553 ـ موسوعة السياسة، ط2،1991، ج2، ص742.