إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / السِّير الذاتية للشخصيات الواردة في كتاب "مقاتل من الصحراء" / السِّير الذاتية للشخصيات، في فرنسا









ماو تسي تونج Mao Tse-tung

سيرة ذاتية

بيير جوكس Pierre Joxe

(1934 ـ )

وزير دفاع فرنسي

 

بيير جوكس، نجل الوزير الديجولي الراحل، لوي جوكس، وابن ابنة الكاتب دانيال هاليفي. ولد بيير في 28 نوفمبر 1934، في باريس، وأكمل تعليمه الثانوي في مدرسة هنري الرابع الثانوية، المعروفة بمستواها الرفيع وتفوق طلبتها. وحصل على ليسانس الحقوق من كلية الحقوق في باريس، والتحق بالمعهد الوطني للإدارة "اينا" عام 1960، وتخرج فيه عام 1962.

وفي عام 1963، عُين مقرراً للجنة الوطنية للتنظيم المدني، لدى المفوضية العامة للتخطيط. عمل محاضراً في معهد العلوم السياسية في باريس (1963 ـ 1973)، وكُلِّف بمهامٍ لدى وزارة الخارجية (1967ـ 1970). ثم عُين مستشاراً لدى ديوان المحاسبة عام 1968.

وبخلاف الانتماء السياسي لوالده، فضّل جوكس الابن، العمل السياسي في الوسط اليساري. فانضم إلى اتحاد النقابات الشيوعية "سي جي تي"، وبقي يشارك في اجتماعات القسم المالي لهذه النقابات حتى سنة 1981. كما أنه ظل عضواً في المكتب التنفيذي للحزب الاشتراكي الفرنسي (1971ـ 1993). وإلى جانب عضويته في الحزب الاشتراكي الفرنسي، تولي أول مقعد نيابي له سنة 1973. وفي سنة 1977، تولى منصب نائب رئيس بلدية منطقة شالون، حتى سنة 1983. كما شغل منصب رئيس المجلس الإقليمي لمنطقة بورجونييه Bourgogne، من سنة 1977 حتى 1982. وكان نائباً في البرلمان الأوروبي (1977ـ 1979). وأُعيد انتخابه نائباً عام 1978، وعيّن وزيراً للصناعة في أول حكومة اشتراكية شكلت في عهد الرئيس الراحل فرانسوا ميتران سنة 1981.

بعد انتخابه نائباً سنة 1981، تولى رئاسة الكتلة الاشتراكية في البرلمان، التي ضمت 281 نائباً، وفرض عليها سيطرته المطلقة. وفي يوليه 1984، تخلى عن مقعده النيابي، ليخلف جاستون دوفير في منصب وزير الداخلية، وعمل على ترسيخ موقعه في هذا المنصب إلى عام 1986. وخلال تلك الفترة تناولت الصحافة الفرنسية، مطولاً، تورطه في قضية تفجير سفينة "رينبو واريور"، التابعة لحركة أنصار البيئة "جرين بيس"  Green Peace، قرب سواحل نيوزيلندا، من قبل عميلين في الاستخبارات الفرنسية "دي جي اس أي". فاتُّهم جوكس بأنه سهّل مهمة الشرطة النيوزيلندية في ملاحقتها للعميلين الفرنسيين.

ولم يتلقى جوكس تأهيلاً عسكرياً، لكنه خدم برتبة ضابط في الاستخبارات العسكرية الفرنسية في الجزائر، واكتسب جوكس من خلال عمله ذلك، السرية والدهاء، وقد أدلى بتصريح لمجلة "فرانس سوار" في عددها، السابع والعشرين، الصادر في يوليه 1982، عن عمله في الاستخبارات بالقول "إنه اختصاص غريب جعلني أدرك أنه بالإمكان تثبيت أي تهمة مهما كانت على أي شخص".

وإثر الانتخابات التشريعية، عام 1986، استعاد جوكس مقعده النيابي، واستعاد أيضاً رئاسة الكتلة البرلمانية للحزب الاشتراكي، لكن هذه الكتلة كانت قد فقدت الغالبية في الجمعية الوطنية، واحتلت بالتالي موقع المعارضة، في ظل حكومة التعايش الأولي، التي ترأسها الرئيس الفرنسي الحالي جاك شيراك. واعتبر جوكس من أكبر معارضي عملية التعايش بين شيراك اليميني، والرئيس الاشتراكي آنذاك، فرانسوا ميتران.

وتزامنت هذه الحقبة، مع استئناف جوكس لنشاطه في منظمة "جران اوريان دوفرانس" الماسونية، التي كان قد انضم إلى عضويتها قبل بضع سنوات.

وعندما عاد وتولى منصب وزير الداخلية في مايو 1988، واصل سعيه لاستمالة الشرطة الوطنية الفرنسية نحو اليسار. وفي يونيه من السنة نفسها، أعيد انتخابه نائباً لدائرة، نافس فيها مرشح حزب "التجمع من أجل الجمهورية"، جاك مارشان. وترأس في مارس 1989، اللائحة الاشتراكية، في الانتخابات البلدية، في باريس، وواجه هزيمة قاسية، بعد فشل المرشحين على لائحته، في الفوز بأي من بلديات دوائر العاصمة.

والمعروف عن جوكس، عداءه المطلق لليمين المتطرف، الممثل "بالجبهة الوطنية الفرنسية"، التي يتزعمها جان ماري لوبن. ففي العاشر من مايو 1990، كان أول من علّق على انتهاك حرمة المدفن اليهودي، في بلدة كاربنتراس، في حادث تحوّل لاحقاً، إلى قضية على مستوى الدولة، نتيجة الأضواء الإعلامية التي سلطت عليها. فمنذ اللحظات الأولى التي أعقبت الحادث، صرّح جوكس بصفته وزيراً للداخلية، أنه: "لا داعي لقيام الشرطة بتحقيقات للوقوف على هوية المسؤولين عن الحادث"، مشيراً إلى أن لوبن: " هو أحد المسؤولين، ليس فقط عن الأعمال التي ارتكبت، وإنما أيضاً عن كل ما هو من وحي الحقد العنصري". وغداة حادثة كاربنتراس، حرص جوكس على زيارة المدفن، مصطحباً معه على طائرته كبير الحاخامات جوزيف سيتروك. وأعقب الحادثة استجواب 200 شخص، من قبل أجهزة الأمن، واحتجاز 76 آخرين على ذمة التحقيق، كما أصدر وزير الداخلية، قراراً، نص على حظر أي تجمع عام للجبهة الوطنية، طوال أكثر من ستة أشهر.

أثناء تولي جوكس منصب وزير الداخلية عام 1988، أسس مجلساً ضم شخصيات فرنسية ومسؤولين عن المنظمات الإسلامية الموجودة في فرنسا، وكلفه بوضع أفكار حول كيفية تنظيم أوضاع الجالية المسلمة في فرنسا، وتسهيل ممارسة المسلمين لديانتهم، وإعطاء هذه الديانة المكانة التي تستحقها. لكن هذا المجلس، الذي أُطلق عليه اسم "كوريف CORIF"، لم ينجح في إنجاز المهمة التي كلف بها، بسبب حدة التنافس بين المنظمات الإسلامية المختلفة، وبسبب الارتباطات القائمة لبعض هذه المنظمات مع دول أجنبية. كما أن جوكس من أنصار إعطاء المهاجرين حق الاقتراع في فرنسا، باعتبار أن هذا الحق، عامل يساعد على اندماجهم في المجتمع الفرنسي، ويحملهم على تبني القيم الجمهورية.

ولم يكن جوكس يبدي أي قلق إزاء الهجرة من دول شمال أفريقيا، لكنه كان يبدي تخوفاً علنياً من احتمال أن يؤدي انهيار المعسكر الاشتراكي، إلى تدفق العاطلين عن العمل، من دول هذا المعسكر إلى فرنسا، مما جعله يتحفظ على اتفاقية "شنجن"، حول التنقل الحر للأفراد، ضمن دول الاتحاد الأوروبي.

تولى جوكس حقيبة وزارة الدفاع، خلفاً لجان بيير شوفنمان، الذي استقال من منصبه في 29 يناير 1991. وكان شوفنمان معارضاً للمشاركة الفرنسية في حرب الخليج، باعتبارها حرباً أمريكية، وقد أدى موقف شوفنمان إلى عراقيل وعقبات متعددة. أما جوكس فاعتبر أن المشاركة الفرنسية تندرج في إطار كفاح فرنسا من أجل الحق، وبالتالي فإن مختلف المشاكل التي برزت في ظل وجود شوفنمان في منصب وزير الدفاع، غابت مع تولى جوكس لذلك المنصب. وقد زار جوكس المملكة العربية السعودية في 4 فبراير 1991.

غادر وزارة الدفاع عام 2003، ليُعيّن في منصب رئيس ديوان المحاسبة الفرنسي، الذي يشرف على نزاهة ودقة الأداء المالي للإدارات الفرنسية. واستقال من هذا الديوان عام 2001.

عُيّن بعدها في عضوية المجلس الدستوري الفرنسي، وبقي في ذلك المجلس حتى عام 2010.

وبيير، متزوج ولديه ولدان من زوجته الأولى، وبنتان من زوجته الثانية. وتزوج للمرة الثالثة، في 17 أكتوبر 1981، من فاليري كايو  Valerie Cayeux.