إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / السِّير الذاتية للشخصيات الواردة في كتاب "مقاتل من الصحراء" / السِّير الذاتية للشخصيات، في الصين









ماو تسي تونج Mao Tse-tung

سيرة ذاتية

دنج سياو بنج

Deng Xiaoping

(1904م ـ 1997م)

 

 

 

وُلِد دنج سياو بنج عام 1904م. وانضمّ إلى الحزب الشيوعي الصيني وهو في سنّ العشرين، بعد انتصار الثورة التي قادها الزعيم الصيني الأسبق ماوتسي تونج Mao Tse-tung (ما بين1893 ـ 1976م) عام 1949م. وتدرج سياو بنج في المراكز الحزبية، إلى أن أصبح عضواً في اللجنة المركزية. غير أن أسلوبه العمليّ في إدارة الأمور وتوجّهاته "البرغماتية"، سببت له كثيراً من الخلافات والصدام مع كبار المنظّرين في الحزب الشيوعي الصيني. وقد أُبعِد بسبب ذلك مرّتيْن من قيادة الحزب.

وبعد وفاة ماوتسي تونج عام 1976م، برز سياو بنج ليتولى حكم الصين؛ فشرع في تطبيق سلسلة من الإصلاحات الاقتصادية والإجراءات الانفتاحية، التي غيرّتْ وجه الصين والعالم من حولها. فقد كان هدفه أن يجعل من الصين بلداً حديثاً يَنعم بالثراء والقوّة، ويحظى بالاحترام الكامل على الصعيد الدولي. واعتمد سياو بنج لذلك أسلوب "الباب المفتوح"، فعمل على تعزيز علاقات بلاده بالولايات المتحدة الأمريكية، وبلدان العالم الغربي، كما عمل على تشجيع الاستثمار الأجنبي، والشركات الحرّة، وإقامة المزارع الخاصة، وغير ذلك من مظاهر اقتصاد السوق.

واشتهر عنه قوله إنه "من غير المهم أن يكون القط أسود أو أبيض، مادام يصيد الفئران". وأثمرت سياسته العملية هذه تحسناً ملحوظاً وتغيراً كبيراً، فقد ارتفع مستوى المعيشة في الصين إلى درجات قياسية؛ وتضاءل تأثير المذهب "الماويّ" الصارم بين أبناء الشعب الصيني، فأقبلوا على الحياة الراقية بشتى مظاهرها، وكأنهم يكتشفونها لأوّل مرّة.

غير أن تيّار الانفتاح الذي واكب تلك الإصلاحات أدّى من جهة أخرى إلى نوع من الخلل في التوازن الاقتصادي داخل البلاد، وأثار موجات منَ التوتر والاستياء العامّ سرعان مَا طفَتْ على السطح، وتجلت في الانتفاضة الطلابية التي شهدها ميدان تيانانمن Tiananmen Square، في بكين، في ربيع عام 1989م، وحركة الاحتجاج التي رافقتها، والتي شكّلت أخطر تحدٍّ للحكم الشيوعي الصيني منذ أيام الثورة. إلاّ أن سياو بنج تصدى لهذه الحركة، وأمر بضربها، وأصبح ميدان تيانانمن في بكين رمزاً حيًّا لمعارضة القادة الصينيّين لأي انفتاح سياسيّ في البلاد.

واصل سياو بنج إصلاحاته الاقتصادية. وقد زادت قناعته، منذ انهيار الاتحاد السوفيتي ومعه المذهب الشيوعي الروسي، بأن خير ضمان لاستمرار الحزب الشيوعي الصيني في الحكم، وتلافي أن تتكرّر أحداث من قبيل التي شاهدها ميدان تيانانمن مرّة أخرى، هو إتاحة أسباب التقدم الاقتصادي لأبناء الشعب.

وعلى هذا النحو، وبعد سنة قضاها مختفيًا عن الحياة العامة، خرج سياو بنج من جديد، عام 1992م، ليعلن سلسلة جديدة من الإصلاحات الاقتصادية على النمط الرأسمالي. وانعكس ذلك في موجة ازدهار اقتصادي حققت الصين بفضله نسبة نموّ هائلة، وعزّزت موقع الحزب الشيوعي الحاكم، لكنها في الوقت نفسه أبعدته شيئًا ما عن حياة الشعب الذي أصبح أكثر انشغالاً بتحصيل المال وتحسين مستوى عيشه منه بتطبيق مبادئ الثورة.

وبذلك، يكون سياو بنج، وعلى الرغم من القبضة الحديدية التي قابل بها المتظاهرين في ميدان تيانانمن، ربيع عام 1989م، قد ساهم في إيجاد عوامل داخل الصين أبعدتها عن النهج الشيوعي.

قضى سياو بنج السنين الأخيرة من حياته بعيداً عن الحياة العامة؛ بسبب تدهور حالته الصحّية، إلاّ أنه ظل محتفظًا بمنزلته كزعيم لأكثر البلدان سكّانًا في العالم. وبعد صراع ضدّ دَاء باركنسون وما صاحبه من إصابة في الرئتين، توفي سياو بنج يوم 19 فبراير 1997م، عن عمر يناهز 93 عاماً.