ÅÑÔÇÏÇÊ ãÞÊÑÍÇÊ ÇáÈÍË ãÚáæãÇÊ ÎØ ÇáÒãä ÇáÝåÇÑÓ ÇáÎÑÇÆØ ÇáÕæÑ ÇáæËÇÆÞ ÇáÃÞÓÇã

ãÞÇÊá ãä ÇáÕÍÑÇÁ
Home Page / ÇáÃÞÓÜÜÇã / ãæÖæÚÇÊ ÓíÇÓíÉ / ÇáÍÒÈ ÇáÇÔÊÑÇßí ÇáÝÑäÓí









الحزب الاشتراكي الفرنسي

الحزب الاشتراكي الفرنسي

         يعود تاريخ الأفكار الاشتراكية في فرنسا لشخصيات كان لها حضورها البارز إبان الثورة الفرنسية، مثل جاك رونيه هيبير Jacques-René Hébert (انظر ملحق جاك رونيه هيبير)، وفرانسوا نويل بابوف François Noël Babeuf (انظر ملحق فرانسوا نويل بابوف)، وكان لتلك المفاهيم ماضٍ عريقٍ خلال القرن التاسع عشر للميلاد مع كتّاب ومنظّرين مثل الكونت دي سان سيمون Le Comte de Saint-Simon (انظر ملحق الكونت كلود هنري دي سان سيمون)، وشارل فورييه Charles Fourier (انظر ملحق شارل فورييه)، ولوي أوجيست بلانكي Louis-Auguste Blanqui (انظر ملحق لوي أوجيست بلانكي)، ولوي بلان Louis Blanc (انظر ملحق لوي بلان).

         وقد تأسس أول حزب ماركسي في فرنسا، وكان يُعرف باسم حزب العمال الفرنسي Parti Ouvrier Français عام 1880م على يد بول لافارج Paul La Fargue زوج بنت كارل ماركس Karl Marx (انظر ملحق كارل هاينريش ماركس)، إلا أنه شهد سلسلة من الانقسامات الداخلية خلال الثمانينات من القرن التاسع عشر أسفرت عن قيام ما لا يقل عن خمسة أحزاب ماركسية الاتجاه. ومع كل تلك الانقسامات، فقد تمكنت كل تلك الفصائل من عقد مؤتمر عام لها في باريس عام 1899م، ومؤتمر آخر عام 1900م، وانبثق المؤتمران عن قيام حزبين يساريين رئيسيين في فرنسا: أحدهما بقيادة جول جيد Jules Guesde (انظر ملحق جول جيد)، وإدوارد فايان Edouard Vaillant (انظر ملحق إدوار فايان)، وكان متشدداً في مبادئه، رافضاً لأي تحالف أو تعاون مع الأحزاب البورجوازية في البلاد؛ والآخر بزعامة جان جوريس Jean Jaurès (انظر ملحق جان جوريس)، وكان لا يرى مانعاً من دخول الاشتراكيين في حكومة ائتلافية تضم أحزاباً رأسمالية تقدمية. واستمر ذلك الانقسام حتى عام 1905م، حين اندمج الجناحان فيما صار يعرف بالفرع الفرنسي للمنظمة العمالية الدولية Section Française de l'Internationale Ouvrière (SFIO) ؛ لكن الحزب ظل معروفاً بشكل غير رسمي باسم الحزب الاشتراكي. وشهد الحزب نمواً سريعاً خلال السنوات الأولى من القرن العشرين، قبل أن تهز صفوفه أزمة جديدة من جراء الثورة البولشفية في روسيا عام 1917م، مما أسفر عن انشقاق الجناح الأيسر في الحزب عام 1920م، الذي أصبح يشكل الحزب الشيوعي الفرنسي Le Parti Communiste Français.

          وفي عام 1936م، لعب الحزب الاشتراكي الفرنسي، وكان أيامها أقوى حزب في فرنسا، دوراً رئيسياً في حكومة الجبهة الوطنية Front Populaire بقيادة ليون بلوم Léon Blum (انظر ملحق ليون بلوم)، كما لعب دوراً كبيراً في مقاومة الاحتلال النازي التي كان ينسقها من إنجلترا الرئيس الفرنسي الراحل شارل ديجول Charles De Gaulle (انظر ملحق شارل ديجول)، خلال الحرب العالمية الثانية.

          وفي أعقاب الحرب، نجح الحزب في كسب أكثر من 20 % من الأصوات في الانتخابات العامة ليصبح بذلك ثاني أقوى الأحزاب السياسية في فرنسا، كما شارك في عدد من الحكومات الائتلافية خلال فترة الجمهورية الرابعة (3 يونيه 1944 ـ 4 أكتوبر 1958م)، وأسهم بدور فعال في سياسات التأميم التي انتهجتها الحكومة الفرنسية في تلك الأعوام. إلا أن قيام عدد من الأحزاب الأخرى في البلاد أفقد الاشتراكيين نسبة من أنصارهم، فلم ينجحوا في استقطاب أكثر من 15 % من أصوات الناخبين في مختلف الانتخابات العامة التي شهدتها فرنسا منذ عام 1946م.

          وكانت حياة الحزب غير مستقرة منذ قيام الجمهورية الخامسة (عام 1958م) بزعامة ديجول، وهزت صفوف الاشتراكيين انقسامات كثيرة بسبب الخلافات المتجددة حول ما إذا كان يمكن للحزب التحالف مع أحزاب أخرى يسارية أو يمينية، وتضاءلت شعبية الحزب تدريجياً فلم ينجح في كسب أكثر من 5 % من الأصوات في انتخابات عام 1969م الرئاسية.

         وفي تلك السنة بالذات تخلى الاشتراكيون عن مسماهم القديم (الفرع الفرنسي للمنظمة العمالية الدولية)، واختاروا لأنفسهم رسمياً اسم "الحزب الاشتراكي". وقد تطوّر الحزب منذ ذلك الحين على مرحلتين: أولاهما كانت عام 1971م، بانضمام الأعضاء المشاركين في مؤتمر المؤسسات الجمهورية بقيادة الرئيس الفرنسي الراحل فرانسوا ميتران François Mittérand (انظر ملحق فرانسوا ميتران)، وكانت المرحلة الثانية عام 1974م، خلال اجتماع قواعد الحزب، وانضمام أقلية من الحزب الاشتراكي الموحَّد Parti Socialiste Unifié يقودهم ميشيل روكار Michel Rocard (انظر ملحق ميشيل روكار)، بالإضافة إلى عدد من الزعماء النقابيين التابعين لاتحاد العمل الفرنسي الديموقراطي Confédération française démocratique du travail. وعلى ذلك النحو، ضم الحزب الاشتراكي الفرنسي تحت لوائه عدداً من الأحزاب الصغيرة والجمعيات والتنظيمات اليسارية، التي كانت قبل ذلك التاريخ تلعب دوراً هامشياً في الحياة السياسية الفرنسية.

         واكتسب الحزب الاشتراكي حياة جديدة تحت قيادة فرانسوا ميتران، فتحوّل عدد المنخرطين في عضويته من أقل من 100 ألف عام 1971م إلى حوالي 200 ألف عام 1980م، وتمكن خلال الفترة ما بين 1973 و1981م من استقطاب شريحة من الناخبين الفرنسيين ما انفكت تتزايد أهمّيتها، وذلك بفضل توجّهات سياسيّة ذات بعدَيْن: أوّلهما تحقيق تحالف لليسار مع الحزب الشيوعي الفرنسي، عام 1972؛ والآخر تبنّي تصوّر للاشتراكية على النمط الفرنسي ينأى بنفسه عن الرأسمالية، ويهدف إلى إدخال تغيير جذري في حياة الفرنسيين.

         تلك هي الاشتراكية كما كان ينادي بها فرانسوا ميتران، اشتراكيةٌ تجمع في الوقت نفسه بين التوجه الإنساني المتحرّر، والنظرة الاجتماعية الواقعية "البراجماتية"، والإيمان بالديموقراطية لكن من غير ثورة. وبفضل هذا التوجّه، نجح الحزب الاشتراكي الفرنسي في توسيع قاعدته الانتخابية، ونأى بنفسه عن الحزب الشيوعي الذي ظل متمسكاً بمبادئه الثوريّة الماركسية. كما نجح في الوصول إلى الحكم عام 1981م، وذلك لأول مرّة منذ قيام الجمهورية الخامسة في فرنسا.

         وبوصوله إلى الحكم، دخل الحزب الاشتراكي الفرنسي في مواجهة مع مشكلات متعدّدة الوجوه، وعلى رأسها الأزمة الاقتصادية. فقد توجّه شيئاً فشيئاً نحو سياسة اشتراكية ديموقراطية تميّزت بشيء من الصرامة الاقتصادية بعثت شيئاً من خيبة الأمل لدى البعض من أنصاره التقليديين. كما أن تبنّي فرنسا لاقتصاد السوق، وتغييرها سياستها الاقتصادية عام 1983م، تركا الحزب الاشتراكي الفرنسي عاجزاً عن ابتكار سياسة اقتصادية مستقلّة عن سلطة الأسواق المالية، كما عجز على الرغم من كل الجهود المبذولة عن وضع سياسة اجتماعية تمكّن من تحقيق شيء من التضامن بين طبقة الموسرين، وغيرهم من أبناء الطبقات المحرومة. ثم إن الحزب الاشتراكي الفرنسي فقد علاوة على ذلك قدراً كبيراً من شعبيته على أثر سلسلة من الفضائح التي هزّت صفوفه خلال السنوات ما بين 1988 و1995م، مثل فضيحة مصادر تمويل الحزب، والمكاسب غير المشروعة التي حققها بعض رجالاته، وفضيحة بنك الدم.

         ولقد سارعت هذه المشكلات في نشوء أزمة مستحكمة في صفوف الحزب. كما أشعل غياب مشروع واضح للحزب حرب الاتجاهات في صفوف زعمائه، خصوصاً، وأن من مميزات هذا الحزب أنه يجمع تحت لوائه تيارات عديدة تقوم على اختلافات حقيقية في وجهات النظر، وأساليب التحليل، وهي اختلافات تعكس، في الواقع، تنافساً وطموحات شخصية بين قادته. مما أضعف الحزب، ودفع عدداً من أنصاره إلى الانسحاب منه للانضمام إلى حركات حماية البيئة، في حين انجرّ آخرون وراء جان بيير شوفنمان Jean-Pierre Chevènement، الذي أسس حركة المواطنين Le Mouvement des Citoyens في أغسطس 1992م.

         وانعكست كل تلك المشكلات على صعيد الانتخابات. فبعد أن كان الحزب الاشتراكي الفرنسي مسيطراً على الحياة السياسية في فرنسا خلال السبعينات والثمانينات، إذ حصل على 36% من الأصوات في الانتخابات التشريعية عام 1981م، و30.8% في انتخابات عام 1986م، و34.8% في انتخابات عام 1988م، تقهقرت نتائجه إلى 19.2% فقط في الانتخابات التشريعية عام 1993م، وإلى 14.5% في انتخابات البرلمان الأوروبي عام 1994م.

         لكن الحزب الاشتراكي الفرنسي سرعان ما حقّق تحوّلاً جديداً بين صفوفه بعد ذلك. فقد حقّق مرشّحه ليونيل جوسبان Lionel Jospin في الانتخابات الرئاسية عام 1995م نتيجة غير مؤمّلة بحصوله على 23.2% من الأصوات، متقدّماً بذلك على جميع المرشحين. كما منحته مشاركته في الدور الثاني لتلك الانتخابات، وحصوله على 47.4% من الأصوات، شرعية لا غبار عليها سرعان ما تأكدت بعد أن انتخبه أنصار الحزب في أكتوبر 1995م أميناً عامّاً للحزب.

         عند ذلك، شرع جوسبان في تنفيذ خطته لتجديد دواليب الحزب. وقام في خريف عام 1996م بإعلان برنامج الحزب الاقتصادي والاجتماعي، وهو برنامج تميّز بقدر كبير من "الواقعية اليسارية" (بإعطائه الأولوية لحل مشكلة البطالة خصوصاً بين الشباب، والعمل على إنشاء ما لا يقل عن 700 ألف موطن شغل في القطاعين العام والخاص؛ وكذلك بتوجهه إلى دعم روح التضامن الاجتماعي القائم لا على مبدأ المساواة ولكن على مبدأ العدل؛ وأخيرا باعتماده قراراً بالحفاظ على قطاع الخدمة العامة لكن مع إدخال تجديدات جذرية عليه). كما تميز برنامج الحزب الجديد بنزعته البارزة نحو تحقيق مبدأ الديموقراطية داخل المجتمع الفرنسي، من خلال إصلاح المؤسسات، وإشراك المرأة في الحياة السياسية، وإطلاقه وعوداً بتبنّي سياسة في الحكم تكون أكثر تواضعاً وأقرب إلى المواطنين.

         وبفضل تلك التوجهات الجديدة، تمكن الحزب الاشتراكي الفرنسي من الحصول على 27.8% من الأصوات في الانتخابات التشريعية عام 1997م، والعودة إلى الحكم بعد أربع سنوات فقط من خروجه. كما نجح الحزب علاوة على ذلك في أن يصبح محور التقاء لحركات اليسار عامة في فرنسا، إذ لم يجد كل من الحزب الشيوعي وحركة المواطنين وجماعات الخُضر مناصاً من الدخول معه في تحالف. ومع كل ذلك، فقد ظل الحزب عاجزاً عن استرجاع ذلك التأثير الذي كان يحظى به في أوساط الناخبين خلال الثمانينيات.

عنوان مقر الحزب

10, rue Solferino

75007 Paris

François Hollande

10 شارع سولفرينو

75007 باريس

السكرتير الأول للحزب: فرانسوا هولاند (منذ نوفمبر 1997م)