إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات متنوعة / الحياة الفطرية في المحيطات




نبات الشورة
مستعمرة قناديل البحر
الأربيان
المرجان
الاسفنج
الدولفين الشائع
الدولفين قاروري الأنف
الحوت الأبيض
الحوت الأحدب
الحوت الرمادي
الحوت الصحيح
الحوت القاتل
الجلد شوكيات
الدب القطبي
السرطان الشائع
الكركند
الفظ
الفقمة الملتحية
حوت البوهد
حوت العنبر
طحلب
طحلب السرجس
سرطان بحري
كركدن البحر
قنديل البحر

نبات من جنس Cymodocea
نبات جنس Posidonia
أحد أنواع جنس Haloduce
النوء العملاق الشمالي
النوء الغاطس الشائع
البجع البني
البطريق الملوكي
البطريق الملك
السلحفاة البحرية منقارية الصقر
السلحفاة البحرية الخضراء
السلحفاة الجلدية
السمكة أبو منشار
الطائر الاستوائي أحمر المنقار
الغواص أحمر الحلق
الغواص عظيم العرف
سمك القرش أسود الطرف
سمك القرش النمر
سمك القرش الحوت
سمكة الموراي الصلورية
سمكة الموراي العملاقة
سمكة الهرنج
سمكة الالباكورة
سمكة الدولفين
سمكة الرأس
سمكة السحلية الشائعة
سمكة السفنين أسود البقع
سمكة السفنين أزرق البقع
سمكة الكاردينال
سمكة القد
سمكة القرش الأبيض
سمكة فرس البحر
سمكة قوس قزح
قطرس بولر
قطرس جزيرة شاثام




بسم الله الرحمن الرحيم

الثدييات البحرية وأنواعها

الثدييات كائنات من ذوات الدم الحار، وهي تستخدم رئتيها في التنفس، وترضع صغارها، كما أنها متأقلمة مع ظروف بيئاتها، التي منها البيئة البحرية.

تضم البيئة البحرية أكبر الكائنات المحيطية حجماً وأذكاها، كالحيتان، والدلافين، والفقمة، وأُسُود البحر، وخنازير البحر، وكذلك الدب القطبي، والثعلب البحري ... وغير ذلك.

والنظام البيئي البحري غني بالغذاء، ويستمد طاقته من الشمس، وتتوافر فيه الأملاح المعدنية وتقوم الرياح والأمواج برجِّ مياهه وتحريكها، كما تغذيه مصاب الأنهار الكبيرة بما تحمله من ترسبات، ومواد عضوية وغير عضوية. وأهم مكونات البيئة البحرية عوالقها النباتية، التي تستغل ضوء الشمس لتوفير أهم مقومات الحياة لها ولغيرها، فيما يسمى بالسلسلة الغذائية البحرية.

وفي البيئة البحرية تنوع وتباين، فهناك بيئة القطب المتجمد الذي تكسوه الثلوج على مدار العام، عدا فترة محدودة تنكشف الثلوج خلالها عن المياه، التي تستقبل ضوء الشمس؛ لتستغله العوالق النباتية فتنمو في غزارة.

كما تتباين النباتات البحرية في أعماقها ومناخاتها، من قطبي إلى معتدل إلى استوائي إلى تحت استوائي...

وقد تعرضت الثدييات البحرية في كل موائلها هذه إلى مخاطر، فهي تصاد غذاء وتدفئة وكساءً، وقد تباينت درجات التهديد على حياتها، فكان العديد من القوانين والاتفاقيات التي تسعى لحمايتها.

فالحيتان وخنازير البحر والدلافين، كلها من الثدييات، التي تأقلمت مع حياتها في الماء وأصبح شكلها العام أقرب إلى الأسماك، ويتباين حجمها من القصير إلى الطويل العملاق.

الحيتان وأنواعها

تتميز الحيتان بأنها ذوات منخر من فتحتين، وعظام حوتية مكان الأسنان، وفك أسفل ضخم، يرفع فتحة الفم إلى قريب من قمة الرأس، ويحل موقع الأسنان عدد من العظام الحوتية، تكون متدلية ومتوازية تحمل أليافاً أشبه بالشعر، ناعمة أو خشنة على هيئة ستارة تعبرها المياه التي تدخل فم الحوت، ويتم خلال ذلك ترشيح الغذاء من هائمات وعوالق وكائنات دقيقة. وأشهر الحيتان الحوت الأزرق، والحوت الزعنفي، وحوت الساي، وحوت المنك، وحوت برود والحوت الأحدب. وكلها تحمل زعنفة ظهرية يتباين حجمها. ويتباين طول الحيتان من 30 قدماً إلى 100 قدم. إلى جانب الحوت الحقيقي أو الصحيح، وحوت البوهد، وهما لا يمتلكان زعنفة ظهرية. والحوت الرمادي، الذي له زعنفة ظهرية قصيرة.

كما أن هنالك الحيتان المسننة، وتتميز بوجود أسنان صغيرة تساعد على الإمساك بالفرائس الصغيرة، التي تبتلع عادة دون مضغ كما يفعل الحوت القاتل، وتتميز الحيتان المسننة بوجود فتحة منخر واحدة، وأكبر هذه الحيتان هو العنبر، وتوجد في فكه الأعلى أسنان غير عاملة. وتصنف الدلافين ضمن هذه المجموعة المسننة. ويوجد منها تسعة أنواع توجد في شمال المحيط الهادي، إلى جانب بعض أنواع الحيتان مثل الحوت القاتل، والحوت الصحيح "الكاذب"، والحوت القطبان. ويصل عدد الأسنان إلى 200 سن في كل من الفكين، ويقل في بعض الأنواع إلى أربعة أسنان أو 14 سناً وتكون في الفك الأسفل. وتُعد خنازير البحر من أقارب الدلافين، وتوجد في شمال شرق المحيط الهادي، وأسنانها مسطحة، يتراوح عددها بين 15 و30 زوج على الفكين.

ويوجد في مجال النطاق القطبي نوعان هما خنزير البحر الأبيض والفظ، ويختلفان في أن النوع الثاني عديم الأسنان، عدا ناب واحد يحمله الذكر، ويبلغ طوله ستة أقدام، وهو ملتوٍ حلزوني.

تستطيع الحيتان استبدال 80-90% من الهواء الموجود في رئتيها خلال ثوان معدودة، كما تستطيع امتصاص 50% من الأكسجين الموجود في الهواء الداخل إلى الرئتين، وهذه النسبة أكبر بكثير مما عند الثدييات الأرضية. وتحتوي عضلات الحيتان على نسبة عالية من الميوغلويين، تعادل تسع مرات ما هو موجود في عضلات الثدييات الأرضية.

وتعمد الحيتان إلى اختزال ضربات القلب خلال الغطس، ويكثف إمداد الدم للأعضاء الحيوية فقط، مثل القلب والمخ... ولا تتنفس الحيتان تحت الماء.

وتعد حاسة اللمس من أهم الحواس لحياة هذه الكائنات، ومثلها حاسة السمع.

الحوت الأزرق

يهدده خطر الانقراض؛ ولذلك صدرت القوانين بمنع صيده. وهو من أكبر الحيتان حوتية العظام، وينتشر عبر الاستواء وعبر شمال الأطلسي إلى القطب الشمالي، وكذلك في النصف الجنوبي للكرة الأرضية حتى القارة الجنوبية المتجمدة.

ويتميز الحوت الأزرق بلونه الأزرق الرمادي، وبزعنفته الظهرية الصغيرة، وبالصحون حوتية العظام واللسان، وسقف الحلق، وكلها ذات لون أسود.

يصل الحوت الأزرق سن البلوغ عند عمر عشر سنوات، وتلد الأنثى صغيراً واحداً كل سنتين أو ثلاث، ويكون وزن المولود حين ولادته 5.500 رطلٍ، وطوله 23 قدماً، علماً بأن وزن الأنثى البالغة حوالي 320.000 رطلٍ ويبلغ طولها 98 قدماً. ويرضع الصغير يومياً 50 جالوناً من اللبن، ويزيد وزنه تسعة أرطال كل ساعة وحين بلوغه عمر سبعة أشهر يكون وزنه 50.000 رطلٍ، وطوله 52 قدماً. ويتغذى الحوت الأزرق على الكرل krill وهي هائمات قشرية، ويستعد للسبات الشتوي بالتهام ثلاث ملايين وحدة سعرة حرارية يومياً.

تطورت أساليب صيد الحوت الأزرق، وتتابعت ملاحقته حتى اضطر إلى دخول القارة الجنوبية المتجمدة. وقتل منه، عام 1931، ما عدده 29.649 فرداً، ثم حظر صيده عام 1966.

الحوت الأحدب (انظر صورة الحوت الأحدب)

مجاديف هذا الحوت كأنها الأجنحة، ويستطيع أن يقفز خارج الماء، أو يستلقي على أحد جانبيه ويرفع إحدى زعانفه في الهواء، أو يستلقي على ظهره فوق الماء، ويرفع كلتا الزعنفتين في الهواء.

يصل طوله عند النضج إلى 51 قدماً، ويصل طول زعنفته إلى ما يعادل ثلث أو ربع الطول الإجمالي للجسم كله، ويزن 35 طناً. وعلى جلد الرأس شعر، وعدد من الطفيليات، ويوجد داخل الفم صحون من عظام حوتية يصل عددها إلى 270 ـ 400 صحناً على كل من جانبي الفم، وأسلوب غذائه هو ترشيح المياه، وتصفية العوالق والقشريات. كما يتناول بعض الأسماك الصغيرة.

وللحوت عدة أساليب لتناول الغذاء، منها: أسلوب الاندفاع، وخلاله يسبح الحوت بسرعة فائقة، وفمه مفتوحٌ، ويدخل الماء الفم، ويتم ترشيح الغذاء. والأسلوب الثاني أسلوب الشبكة الفقاعية؛ حيث يشترك حوتان أو أكثر في السباحة في دوائر أسفل السطح، ينفثان خلالها فقاقيع هواء عبر فتحات المنخار، وتتكون شبكة فقاقيع تدفع الأسماك المجاورة لها إلى الخوف، فتتوجه نحو مركز الفقاقيع وسط الدوائر فتلتهمها الحيتان. وهناك أسلوب الضرب السريع بأحد فصَّي الذنب، مما يشل الفريسة، ويسهل التهامها.

ويعد هذا الحوت اليوم نادراً، وهو تحت الحماية.

الحوت الرمادي (انظر صورة الحوت الرمادي)

يغطي هذا الحوت مسافات طويلة خلال هجرته، ويوجد في شمال شرق المحيط الهادي والمياه القطبية، وتكون هجرته من المواقع الصيفية إلى الشتوية ومنها إلى الصيفية دواليك، ويشاهد شتاء في سواحل المكسيك، على بعد يقارب الميل الواحد من هذه السواحل. على أطراف مروج أعشاب البحر.

ليس للحوت الرمادي زعنفة ظهرية، غير أنه يمتلك سناماً منخفضاً، وعدداً من البثرات في سلسلة من 10-12 بثرة على حافة الذيل. يتراوح طول الحوت الرمادي البالغ بين 36 - 50 قدماً، ويزن بين 16 و45 طناً. ويتغذى خلال فترة الصيف التي يمضيها في بحر البيرنج والمياه القطبية الشمالية، بالقاعيات خاصة مجموعة مزدوجات الأرجل، وهي رتبة من القشريات لها سبعة أزواج من الأرجل، وله أسلوب خاص في الحصول على هذه الكائنات وترشيحها من الماء. وعندما يتجمد القطب الشمالي يبدأ الحوت الرمادي رحلته جنوباً.

ينضج الحوت الرمادي جنسياً عند عمر 5 - 11 سنة بمتوسط ثمان سنوات. ويكون وزن المولود 1000 رطل، وطوله 15 قدماً ويتغذى بلبن الأم الغني بالدهون والبروتينات بنسبة 50%.

ويتأثر الحوت الرمادي بالصيد الجائر، وقد وقعت اتفاقية عام 1947 لحمايته وتنظيم صيده، وتمنع الاتفاقية قتل الحيتان الرمادية إلا بالاتفاق، ولوحظت زيادة مضطردة في أعداد أفراد قطعان هذا النوع من الحيتان بعد تنفيذ هذه الاتفاقيات.

الحوت الصحيح (انظر صورة الحوت الصحيح)

سمي كذلك لأنه هو الأحق بالصيد؛ لأن لحمه ودهنه هدفان للإنسان، وهو يقترب من السواحل شتاء؛ وتكون سباحته بطيئة. ويعتبر نادراً في كل المحيطات.

يميل لونه نحو الأسود، وهذا هو سبب تسميته أيضاً بالحوت الأسود، ويسبح، وفمه مفتوح، حيث يتم احتجاز المواد الغذائية في الفم، ويلفظ الماء المصفى على الجانبين.

يصل طول الحوت الصحيح إلى حوالي 40-60 قدماً، ويزن 80 طناً والإناث أكبر حجماً نسبياً. يتم ترشيح الطعام داخل الفم بواسطة تراكيب شبيهة بالشعر، توجد بكثافة عالية حيث تبلغ كثافتها 115-140 شعرة لكل بوصة مربعة.

يبلغ طول المولود 20 قدماً، ويصل خلال عام واحد إلى طول 40 قدماً، بسبب نموه السريع لوفرة الدهون في لبن الأم (50%).

تأثر الحوت الصحيح بالصيد الجائر، وتدخلت هيئة الحيتان العالمية عام 1983 لدراسة الأمر. ويعتقد أن هنالك عدة عوامل أدت إلى انحسار أعداد هذا الحوت، منها:

1. تعرضه للافتراس بواسطة حيوان الأوركاس Orcas.

2. شدة التنافس مع حيتان أخرى مثل حيتان ساي Sei Whales خاصة، حول موارد الغذاء.

3. الصيد الجائر.

4. التلوث.

5. تصادم ناقلات النفط.

6. ارتفاع التلوث الصوتي، في مياه المحيطات.

حوت البوهد Bowhead Whale (انظر صورة حوت البوهد)

يُطلق عليه، أيضاً، حوت جرينلاند الحقيقي، أو حوت القطب الشمالي الحقيقي، أو حوت القطب الشمالي، وهو أكبر الحيتان.

وكثر صيده حتى أصبح على حافة الانقراض، خلال القرنين السادس عشر والثامن عشر، ويعتقد العلماء أن عدد أفراد هذه الحيتان، قبل تأثرها بالصيد الجائر، تراوح بين 14.000 و20.000 فرداً، ويعتقد أن العدد الموجود حالياً حوالي 4.417 رأساً. وقد عقدت عدة اتفاقيات للمحافظة على هذا الحيوان، عام 1931، و1946، و1972، و1973. وتم تنظيم الإتجار به، أو بمنتجاته عبر اتفاقية سايتس. وتسمح هذه الاتفاقيات بالصيد التقليدي، الذي تمارسه المجتمعات المتصلة حياتها بالمحيطات.

يميل لون هذا الحوت إلى الأسود أو الرمادي الأسود أو البني الأسود، مع وجود بقع بيض على جانبي الوجه، وعلى البطن والمناطق التناسلية. وهو حيوان بطيء الحركة، خجول، يسرع بالاختباء تحت الثلج إذا أزعجه أمر ما، ويستطيع الغطس إلى عمق 4800 قدم، وهو حساس للَّمس. ولمّا كانت عيناه على جانبي الرأس، فإنه لا يرى الأجسام التي أمامه مباشرة.

يتغذى بالعوالق الحيوانية، ويختزن الدهون في طبقة يصل سمكها 10-20 بوصة تحت الجلد وتقوم بدور عازل للحرارة، كما أنه يفتقر إلى الزعنفة الظهرية، ومما يساعده على الحركة بين كتل الثلج، ويستخدم رأسه الكبير في تكسير طبقة ثلج سمكها من قد إلى قديمن، وتقع فتحتا التنفس عند قمة الرأس، ومما يجعله قادراً على الاقتراب من أية فتحة صغيرة في الثلج، لإخراج الامتداد الرأسي، الذي يحتوي على فتحتي التنفس للوصول إلى الهواء.

يصل طول الحوت البالغ 50 قدماً، ووزنه 50 طناً، ويستهلك ما مقداره 3000 رطل من المواد الغذائية يومياً. ويجمع هذا الطعام خلال سباحته، وفمه مفتوح، ويتم ترشيح المواد الغذائية عبر عظام العظام البلينية (عظام فك الحوت)، ويلفظ الماء على جانبي الفم.

تلد أنثى الحوت صغيراً واحداً كل ثلاث سنوات، وقد تمتد الفترة إلى ست سنوات. وهذا الحوت مهدد بالانقراض، وقد توجهت هيئة الحيتان العالمية نحو حمايته عام 1977، مع السماح للمجتمعات البشرية المرتبطة بالمحيطات بصيده بالأساليب التقليدية، وعلى أن تحدد مقدار ما يصاد بـ 12-18 فرداً في العام. ولقد تهددت هذا الحوت المخاطر بسبب مناشط الإنسان في سعيه للبحث عن النفط في البحار، وفي سعيه لاستغلال موارد البحار، كما يحدث الآن في ألاسكا.

حوت العنبر SPERM WHALE (انظر صورة حوت العنبر)

وهو حوت عظيم ذو أسنان، رأسه ضخم، وجسمه متموج، ويعيش في بيئة بعيدة عن متناول البشر. يصل طول الحوت الذكر إلى 60 قدماً، ووزنه 58 طناً، أما الأنثى فطولها 37 قدماً. يحتوي رأس الحوت على صندوق مملوء بدهن سائل، يتجمد عند تبريده فيصير كشمع البارافين. وهذا الدهن هو سبب التسمية الإنجليزية للحوت. وللحوت فتحة تنفس واحدة على هيئة حرف S الإنجليزي، تكون على الجانب اليسار لمقدمة الرأس. ويحمل الفك الأسفل 25 سناً على كل جانب. أما الفك الأعلى فالأسنان فيه أثرية، وقد لا تبدو ظاهرة.

يحمل الحوت زعنفة ظهرية دائرية الشكل أو متعرجة، ويعيش في كل المحيطات، حتى في القطب الشمالي المتجمد؛ ويستطيع الغوص إلى 3720 قدماً، ويتغذى بالحبَّار أو السبيدج، وهو حيوان رخوي من رأسيات الأرجل، وهو قاعي أيضاً، وموقع وجوده مظلم، لا يصله الضوء، ويعتقد أن الحوت يصل إليه بواسطة الأمواج الصوتية.

وحوت العنبر حيوان اجتماعي، يبلغ النضج الجنسي عند 8-9 سنوات، ولبن الأم غني بالدهون والبروتينات وتضع الأنثى صغيراً واحداً كل أربع أو خمس سنوات.

وقد تهدد الحوت الصيد الجائر منذ عام 1712، وورد أن ما تم صيده منه عام 1964 بلغ 29.255 فرداً.

وقد تدخلت هيئة الحيتان العالمية لحماية هذا الحوت عام 1982، ومنع صيده على مستوى العالم.

الحيتان ذوات المنقار beaked whales

المعروف منها حوالي 18 نوعاً في المحيطات العميقة، وهي بصفة عامة صغيرة الحجم، يتراوح طولها بين 12 و20 قدماً، ذات زعنفة صغيرة ظهرية، وفكان ممتدان بما يشبه المنقار، وليس لهذه الحيتان أسنان على الفك الأعلى، ويحتوي الفك الأسفل على زوج أو زوجين من الأسنان، خاصة عند الذكور.

ويعتبر الحوت قاروري الأنف bottle nosed، أكبر هذه الحيتان، إذ يصل طول الذكر البالغ إلى 33-39 قدماً، والأنثى البالغة إلى 42 قدماً، وهو حيوان فريد، يوجد في المحيط الهادي الشمالي؛ ويصل النضج الجنسي عند عمر 8-10 سنوات. وقد يعمر حتى عمر 70 سنة.

وهنالك الحوت منقار الأوز goose beaked وهو واسع الانتشار، يصل طول الذكر البالغ إلى 18-22 قدماً، والأنثى البالغة إلى 19-23 قدماً، وللذكر رأس أبيض ومنقار صغير، ويبرز من الفك الأسفل زوجان من الأسنان، أما لون بقية الجسم فهو بني شاحب. ويكثر هذا الحوت في كل المحيطات، عدا القطب الشمالي، والقارة الجنوبية المتجمدة.

ويعيش حوت بحر البيرنج المنقاري في بحر البيرنج، وله زوج واحد من الأسنان، يكون على خلفية الفك الأسفل. ولون الحوت رمادي.

حوت الجِنْكة المنقاري Ginkgo-toothed

الجنكة شجر صيني مروحي الورق أصفر الثمر. وورقته ذات فصين، وسمي الحوت بذلك لأن أسنانه ذات فصين، أيضاً، أي مشقوقة. وتوجدان عند خلفية الفك الأسفل.

حوت المنقار المقوّس archbeaked

تشبه أسنانه تلك التي تميز حوت الجنكة المنقاري، ويتميز بقلنسوة بيضاء فوق الجبهة.

حوت هكتور المنقاري hector's beaked whale

يوجد فقط في شمال المحيط الهادي. وله أسنان صغيرة عند طرف الفك الأسفل ولونه رمادي.

الحوت الربَّان pilot whale

يتغذى هذا الحوت بأسماك الزَّنكة hering، وهو من جنس السردين، ويعتقد أنه يقود الصيادين أو يرشدهم، إلى مواقع تجمع هذه الأسماك بوجوده فيها.

ولونه أسود، وله زعنفة ظهرية، تكون قريبة من مقدمة الجسم، والذيل طويل ومنضغط جانباً، ولذلك تستلقي الحيتان على صفحتها، وليس على بطنها. يتغذى الحوت بالحبار (السبيدج)، وبعض الأسماك بابتلاع الفريسة دون مضغ.

تبلغ إناث الحوت النضج الجنسي عند عمر تسع سنوات، وتضع مولوداً واحداً في كل مرة، ولا يتجاوز ما تلده خلال حياتها 4-5 صغار.

وأغرب ما يلاحظ في هذه الحيتان، ظاهرة توجه مجموعات كبيرة منها إلى الساحل، ما يعرضها لمخاطر الموت الحقيقي، أو ما يمكن أن يطلق عليه "الانتحار الجماعي"، ولا يوجد تعليل لذلك؛ ولكن هنالك عدد من الفرضيات النظرية، التي منها:

1. يتعطل أسلوب عمل الجهاز السمعي للحوت القائد للسرب، بسبب عوامل بيئية أو قاعية.

2. إصابة الحوت بطفيلات الرأس على نحوٍ يضرُ بالجهاز السمعي.

3. يقود المجموعة حوت ربان أساسي، قد يكون جهاز سمعه متضرراً بسبب الطفيلات.

4. قد تكون المجموعة كلها في هروب سريع من أعدائها، مثل الحوت القاتل.

5. ارتباط الحوت بظواهر الحقول المغناطيسية.

6. تكاثر الحيتان في الموئل البيئي العام، مما يدفع بعض المجموعات إلى السّاحل لتخفيف كثافة أعدادها.

الحوت القاتل killer whale (انظر صورة الحوت القاتل)

يفترس ذوات الدم الحار وذوات الدم البارد، ويلون الماء بلون الدماء، ويهاجم في مجموعات. لونه أسود وأبيض، ويوجد في كل البحار العالمية، ويفضل المياه الساحلية والمناخات الباردة. ويصل طول الذكر إلى 32 قدماً، ويزن 9-10 أطنان، ويصل طول الأنثى إلى 28 قدماً وتزن 5-6 أطنان. وللحوت زعنفة ظهرية يصل طولها إلى 5.6 أقدام في الحوت الذكر، و3 أقدام في الأنثى. وزعنفة الحوت أشبه ما تكون بمضرب كرة الطاولة، يصل طولها إلى 6.7 أقدام في حالة الحوت الذكر، وعرفها أربعة أقدام.

يصل الحوت الذكر نضجه الجنسي عند عمر 15 سنة، ويكون طوله 19 قدماً، أما الأنثى فتدرك البلوغ عند عمر عشر سنوات، ويكون طولها 16 قدماً.

يتناسل الحوت القاتل في بطئ، ويعتقد العلماء أن سبب هذا يعود إلى طبقات المجتمع الحوتي، حيث يكون للإناث وضعٌ اجتماعي يتدرج من الأعلى إلى الأدنى، ولا تجد الإناث في الطبقة الدنيا فرصة للتزاوج.

وقد تأثر الحوت القاتل بالصيد الجائر، وصدرت القوانين الدولية لحمايته.

الحوت القاتل "الكاذب" False Killer Whale

وسمي كذلك لأنه يشبه في بعض ظواهره الحوت القاتل، غير أنه قصير فلا يزيد طول الذكر البالغ عن 19 قدماً، والأنثى عن 16 قدماً، ولا يتجاوز طول الزعنفة الظهرية 16 بوصة. وهي أيضاً مقوسة. وجسم الحوت أسود، وله بقع رمادية على الجانب البطني قريباً من الزعانف. ويكثر في المياه الاستوائية، وتحت الاستوائية، وهو قاعي، وتتكرر فيه أيضاً ظاهرة التوجه الجماعي نحو الشاطئ، ويتعرض للموت الجماعي.

يصل الحوت إلى مرحلة النضج الجنسي عند عمر 8-12 سنة، في كلا الجنسين، ويتراوح الطول بين 12-15 قدماً. ويتغذى الحوت بالأسماك القاعية والحبار.

الحوت الأبيض (الدلفين الأبيض) (انظر صورة الحوت الأبيض)

أو حوت بلوكا blukha whale: ويعيش في القطب الشمالي، وما يجاور الدائرة القطبية الشمالية، ويكثر في شمال المحيط الهادي. ويقدر عدد أفراد هذا الحوت على مستوى العالم بحوالي 100.000 فرد ويتحرك في مجموعات صغيرة من 2-10 أفراد، أو في تجمع لمجموعات يصل عددها إلى 100 مجموعة، وذلك خلال موسم الهجرة. يصل طول الحوت الذكر إلى 11-15 قدماً، ووزنه إلى 3300 رطلاً، ويصل طول الأنثى إلى 10-13 قدماً، ووزنها إلى 3000 رطلاً. وليس للحوت زعنفة ظهرية، والرأس صغير الحجم نسبياً، وله منقار قصير، وانتفاخ أمامي مملوء بزيت صاف يغلف الأنسجة الداخلية فيه، ويعتقد العلماء أن لهذا الانتفاخ الزيتي علاقة باستقبال الأصوات تحت الماء.

يتغذى الحوت بحيوانات بحرية، مثل الاخطبوط والسراطين والحبار والأربيان، والبطلينوس والحلازين وديدان الرمل.

يحمل فم الحوت 44 سناً موزعة على الفكين، ولا يستبدلها الحوي إذا سقطت.

تصل أنثى الحوت إلى النضج الجنسي عند عمر خمس سنوات، ويصل الذكور إلى النضج الجنسي عند عمر 8-9 سنوات. وتتراوح فترة حضانة المولود بين سنة واحدة وسنتين، ويكون لونه رمادياً يتدرج إلى الأبيض، بعد عمر 5-7 سنوات.

يتنقل الحوت في البحار المكشوفة، وقريباً من كتل الثلوج الطافية فوق الرفوف القارية، ويتناول غذاءه عند أعماق 20-40 قدماً.

وقد تأثر هذا الحوت أيضاً بالصيد الجائر.

النَّرول أو كركدن البحر narwhal (انظر صورة كركدن البحر)

يتميز بناب حلزونية، ويصل طوله إلى تسعة أقدام في الذكور، ويعيش في نطاق القطب الشمالي، ويصاد منذ القدم بسبب سنه الحلزونية هذه. ويصل طول الأنثى البالغة إلى 13 قدماً ويكون وزنها 2000 رطلٍ، ويصل طول الذكر إلى 15 قدماً ويزن 3530 رطلاً. وليس للحيوان منقار، كما أنه يفتقر للزعنفة الظهرية، مما يساعده على الحركة والسباحة حول الثلوج، كما أن الزعنفة الذيلية قصيرة وعريضة، ومنفرجة الحواف.

يعتقد بعض العلماء أن الناب الحلزونية صفة للذكور، ويرى آخرون لأجل صيد الأسماك، وترى مجموعة ثالثة أنها للحفر في القاع لاستخراج الغذاء، وآخرون يرون أنها لكسر طبقة الثلج.

ويزن المولود 180 رطلاً، ويصل طوله إلى خمسة أقدام حين ولادته، وتحت طبقة الجلد شحوم بكثافة بوصة واحدة عازلة للحرارة.

يتغذى النرول بالحبار والأربيان، وأبرز أعدائه الحوت القاتل، والدب القطبي، وأسماك قرش جرينلاند. كما تعرضه بيئته إلى المخاطر المتنوعة بسبب شراستها المتنوعة المكونة من جليد دائم إلى كتل جليدية متحركة، إلى مياه مكشوفة... إلخ. وعندما تتدنى درجة حرارة المياه السطحية الملامسة لجسم الحيوان، فإنها تتجمد حوله مما يعيق حركته، ويموت في موقعه، وهي ظاهرة تكررت، وقد ورد أن شدة برد عامي 1914-1915 أدت إلى نفوق ألوف هذا الحيوان.

كما يتضرر الحيوان من مناشط الإنسان وأساليب الصيد الحديثة، وقد تدخلت مصلحة الأسماك والمحيطات في كندا عام 1975 لحماية هذا الحيوان، وكل الثديات البحرية القطبية الأخرى. كما انطلق مشروع كندا العالمي لدعم الحياة الفطرية عام 1982 "لحماية الحيتان تحت الثلوج".

ويعتقد أن تعداد الحيوان في جزيرة غرينلاند بلغ 20.000 فرد.