إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات متنوعة / الحصان العربي




الخيول العربية
الحصان الأشهب
الحصان العربي أجمل الخيول
الكحيلان
تناسق جسم الحصان العربي
رأس حصان عربي

شهادة خيل عربية




ثبت الأعلام

ثبت الأعلام

ابن جُزي الكلبي (721 ـ 757هـ)

             محمد بن محمد بن أحمد بن جزي الكلبي، أبو عبد الله. أندلسي من أهل غرناطة، ولد فيها وتفوق بشعره ونثره على حداثة سنه. كان كاتباً لأمير المسلمين أبي الحجاج يوسف بن الأحمر النّصري؛ ثم انتقل إلى المغرب، فأقام بفاس وحظي بمكانة عند ملكها المتوكل على الله أبي عنان المريني؛ توفى بفاس. ومن مؤلفاته "تاريخ غرناطة"، و"كتاب الخيل".

ابن خالويه (.. ـ 370هـ) (00 ـ 980م)

             الحسين بن أحمد بن حمدان بن خالويه، أبو عبد الله الهمذاني. وهو الإمام النحوي اللغوي، المقرئ المفسر، المعروف بذي النونين، هما نونا كلمتي (الحسين) و (ابن)، وقد كان يُطَوّلهما جداً في الكتابة. أصله من همذان، ونشأ ببغداد وزار اليمن وأقام في ذمار. ثم انتقل إلي الشام فاستوطن حلب، وعظمت بها شهرته. وكان من المقربين جداً للأمير سيف الدولة الحمداني، أمير حلب. وقد وقعت خصومة بينه وبين المتنبي الشاعر، وأبي عليّ الفارسي، وأبي الطيب اللغوي، وجرت بينهم مجالس مشهورة بحضرة سيف الدولة وغيره. صنّف ابن خالويه ما يزيد على ستين مُؤَلَفاً في علوم القرآن، والنحو، واللغة، وغيرها، منها: كتاب (ليس في كلام العرب)، و(إعراب ثلاثين سورة من القرآن)، و(إعراب القراءات السّبع وعللها). توفى بحلب.

ابن خفاجة الأندلسي (450 ـ  533هـ) (1058 ـ 1138م)

             إبراهيم بن أبي الفتح بن عبد الله بن خفاجه الهواري الأندلسي؛ أبو إسحاق. من أعلام الشعراء الأندلسيين، في القرنين الخامس والسادس الهجريين. ولد بجزيرة شَقْر شرقي الأندلسي، وفيها قضى معظم شبابه وشيخوخته، وقد تركت الجزيرة بمناظرها الطبيعية الجميلة، أثراً في شاعريته. نشأ في أسرة علي جانب من اليسار، وكان والده من أعيان المدينة، فعاش فى سعة من العيش، بسبب ضيعة كان يمتلكها. عُرِف بالتأنق في مظهره ومطعمه، ولم يشتغل بعمل ولم يتزوج قط. وكان نزيه النفس، لم يتكسب بشعره. تفرد بوصف الطبيعة، وكان أسبق الناس فيها حتى لقبه أهل الأندلس "الجنّان". من أكثر قصائده شهرة قصيدة (وصف الجبل)، وهي تشف عن رؤيته للموت والحياة، ويصور من خلالها كيف أن الجبل يحس السأم لطول بقائه ويتمنى الموت والفناء، على حين أن الإنسان ـ ابن خفاجة ـ يخشى الموت ويتمنى الخلود والبقاء، ويخلص إلى أن لا سبيل إلى تحقيق الأمنيتين.

يقول ابن خفاجة

يطاوِلُ أعنانَ السماءِ بغاربِ

 

وأرعَـنُ طمّـاحُ الذُّؤابةِ باذخٌ

ويزحـم ليلاً شُهْبَهُ بالمناكب

 

يسدّ مهبَّ الرّيحِ عن كلِّ وجهةٍ

كما اشتهرت أبياته التي تصف الأندلس وطبيعتها الجميلة:

مـاءٌ وظِلٌ وأزهار وأشْجَارُ

 

يا أَهْل أندلسٍ لله دَرَكُـــم

ولو تخيرتُ هذا كنت أختـارُ

 

ما جنّةُ الخلدِ إِلاّ في ديَاركـم

له ديوان شعر محقق ومطبوع.

ابن رشيق القَيْرَواني (390 ـ 463هـ) (1000 ـ 1071م)

             الحسن بن رشيق القَيْرَواني، أبو عليّ؛ شاعر، أديب، نقاد، باحث. كان أبوه من موالي الأزد. ولد في المسيلة المعروفة بالمحمدية، وتقع علي بعد عدة أميال من مدينة تونس العاصمة اليوم. وتعلم الصّياغة، ثم مال إلى الأدب وقال الشعر. فرحل إلى القَيْرَوَان سنة 406هـ، وكانت في ذاك الوقت تعج بالعلماء والأدباء. فدرس بها النحو والشعر واللغة والعروض والأدب والنقد والبلاغة، علي يد عدد من نوابغ عصره. مدح حاكم القيروان المعز بن باديس بقصائد حازت إعجابه، ولازم بلاطه. ولمّا وقعت الفتنة، أنتقل ابن رشيق إلى جزيرة صقلية، وأقام في مازر، إحدى مدنها، وتوفي بها. من مؤلفاته "العمدة في صناعة الشعر"، و"قراضة الذهب"، و"الشذوذ في اللغة"، و"شرح موطأ مالك"، و"تاريخ القيروان"، و"المساوي" في السرقات الشعرية. له ديوان شعر مطبوع.

أبو تمام (188 ـ 231هـ) (804 ـ 846م)

             حبيب بن أوس بن الحارث الطائي، من حوران، من قرية جاسم، في بلاد الشام. ولد في أيام الرشيد، وكان نصرانياً وأسلم، وقيل إن اسم والده "تدرس"، وكان نصرانياً فلما أسلم تسمي "أوساً"، وانتمي لقبيلة طيء. نشأ أبو تمام فقيراً، فكان يعمل عند حائك ثياب في دمشق ثم رحل إلي مصر فكان وهو صغير يسقى الماء في جامع عمرو بن العاص، ويتردد علي مجالس الأدباء والعلماء، ويأخذ عنهم. وكان يتوقد ذكاء، ونظم الشعر في فترة مبكرة من حياته، ثم عاد من مصر إلي الشام. ويُعد أبو تمام من أعلام الشّعر العربي في العصر العباسي. عُرِفَ بخياله الواسع، ويمتاز عن شعراء عصره بأنه صاحب مذهب جديد في الشعر يغوص علي المعاني البعيدة، التي لا تُدْرك إلا بإعمال الذهن والاعتماد على الفلسفة والمنطق في عرض الأفكار. يعدُّ أول شاعر عربي عني بالتأليف، فقد جمع مختارات من أجمل قصائد التراث في كتاب سماه (الحماسة). أكثر شعره في الوصف والمدح والرثاء، وله ديوان شعر مطبوع.

ومن مشهور شعره: قصيدته في فتح عمورية، التي مدح فيها الخليفة المعتصم، ومطلعها:

في حدّه الحدّ بين الجِّد واللّعب. 

 

السيف أصدق أنباء من الكتب

أبو الصلت الداني (460 ـ 529هـ) (1080 ـ 1159م)

             أمية بن عبد العزيز الأندلسي الداني، أبو الصلت؛ حكيم أديب من أهل (دانية) بالأندلس. ولد فيها، ورحل إلى المشرق. فأقام بمصر عشرين عاماً، سُجن خلالها، ورحل إلي الإسكندرية وسكن فيها، ثم انتقل إلى المغرب ومات بها. له شعر رقيق وجيدٌ، ومن مؤلفاته كتاب "الأدوية المفردة" و"رسالة في الموسيقى".

أبو نواس (129 ـ 198هـ) (747 ـ 814م)

             الحسن بن هانئ بن عبد الأول بن صباح، الحكمي بالولاء. ولد بالأهواز بالعراق ونشأ بالبصرة مات والده وهو صغير، ابن ست سنين. تعرف على الشاعر الماجن والبة بن الحباب فأدبه وخرّجه، ولمّا مات والبة لزم خلفاً الأحمر، وكان أشعر أهل وقته وأعلمهم، فحمل عنه أدباً كثيراً وعلماً واسعاً. كما تتلمذ على غيرهما من علماء البصرة والكوفة. وأبو نواس من أعلام شعراء القرن الثاني الهجري، كان قوي الذاكرة روى كثيراً من أشعار الجاهليين والإسلاميين والمخضرمين، وكان عالما فقيهاً عارفاً بالأحكام، بصيراً بالاختلاف، صاحب حفظ ونظر ومعرفة بطرق الحديث، يعرف ناسخ القرآن من منسوخه، ومحكمه من متشابه. بَرَعَ في علم اللغة وفروعها، حتى قال عنه الجاحظ: ما رأيت رجلاً أعلم باللغة، ولا أفصح لهجة من أبي نواس. فلمّا فرغ من إحكام هذه الفنون تفرغ للنوادر والمجون، ثم أخذ في قول الشعر فبزِّ أقرانه، وبرع على أهل زمانه، ثم اتصل بالوزراء والأشراف، فجالسهم وعاشرهم، فصار مثلاً في الناس، وأحبه الخاصة والعامة. قال الإمام الشافعي: لولا مجون أبي نواس لأخذت عنه العلم. وحكى أبو نواس عن نفسه قال: ما قلت الشعر حتى رويت لستين امرأة من العرب، فما ظنك بالرجال؟ كان في زمانه يمثل شاعر المجون إزاء منافسه أبي العتاهية، الذي يمثل شاعر الزهد. طرق جميع الفنون الشعرية فأجاد فيها كلها، من مدح ورثاء وغزل وخمريات ومجون ووصف وهجاء وعتاب وزهد وطرد. مدح الخلفاء والوزراء، وجالسهم، وكان ذا حظوة في أيام الرشيد والأمين، وقد سجنه الأمين لأمرٍ، فكتب له يقول:

دُ لمثلِها من خـوف بَأْسك

 

وَحَياة رَأْسِك لا أَعو

سِك إن قتلت أبا نُــواسِك

 

من ذا يكون أبا نُوا

             ولأبي نواس أخبار وأشعار رائقة في الغزل والخمر، وكانت في شعره نزعة شعوبية. وكان يسحر الناس بظرفه وحلاوته، وكان سخياً، لا يمسك مالاً ولا يحفظه. من مشهور شعره قوله، بعد توبته:

وأرانـي أمـوت عضـواً فعضواً

 

دبّ فيّ السقام سُفلاً وعلواً

وتذكــرت طاعـة الله نضــواً

 

ذهبت جدتي بطاعة نفسي

تجاوزتهن لعبـــاً ولــــهواً

 

لهف نفسي على ليالٍ وأيام

صفحـاً عنــا وغفـراً وعفـواً.

 

قد أسأنا كل الإساءة فاللهم

توفي في بغداد عام 198هـ.

الأخطل (19ـ90هـ) (640 ـ 708م)

             غياث بن غوث بن الصلت بن طارقة بن عمرو، أبو مالك من بني تغلب. شاعر نصراني، من كبار شعراء الأمويين، فهو أحد الثلاثة المتفق على أنهم أشعر أهل عصرهم، وهم: جرير، والفرزدق، والأخطل. نشأ بذيء اللسان، فلقب بالأخطل (أي السفيه). وقد اشتُهر بمدح الخلفاء الأمويين، وكان عبد الملك بن مروان يجزل له العطاء، ويفضله في الشعر على غيره. وهو ثالث فرسان النقائض مع جرير والفرزدق وكان يُناصر الفرزدق. نشأ في أطراف الحيرة (بالعراق). وكانت إقامته طوراً في دمشق مقر إقامة الخلفاء من بني أمية، وحيناً في الجزيرة حيث قومه بنو تغلب.

الأسعر بن مالك

             الأسْعَر بن مالك الجعفي: شاعر جاهلي لقب بالأَسْعَر لقوله:

إذا أنا لم أسعر عليهم وأثقب

 

فلا يدعني قومي لسعد بن مالك

والمُسْعِرِّ والمُثْقِّب هو مشعل النار، أي الحرب.

الأعشى (00 ـ 7هـ) (00 ـ 626م)

             ميمون بن قيس بن جندل بن شراحيل، من بني قيس بن ثعلبة الوائلي، أبو بصير، المعروف بأعشى قيس؛ ويقال له أعشى بكر بن وائل، والأعشى الكبير؛ من شعراء الطبقة الأولى في الجاهلية وأحد أصحاب المعلقات، وسميّ "صناجة العرب" لأنه كان يتغنى بشعره. ولد بقرية باليمامة يُقال لها منفوحة. وقد أدرك الإسلام ولكنه لم يسلم، وعاش عمراً طويلاً. لقب بالأعشى لضعف في بصره. وكان كثير التنقل والأسفار، في أنحاء الجزيرة العربية بهدف مدح السادة والأشراف، ولهذا حط من قدر نفسه بالتكسب بشعره. وكانت مدائحه وأهاجيه تُوظف لخدمة مصالحه. ويعكس شعره أنه كان صاحب لهو وعبث، وقد صف الخمر شَغِفاً بها فأحسن وصفها. كما شغل وقته بمتابعة الجواري والقيان، وأكثر من وصفهن في شعره. علي أن الأعشى كان من الشعراء المقدِّمين في الجاهلية، ويمتاز بطول قصائده، وتصرفه في معظم فنون الشعر. وكان يفد على الملوك، لا سيما ملوك فارس، ولذلك كثرت الألفاظ الفارسية في شعره. أشهر شعره معلقته التي مطلعها:

وهل تُطيق وداعاً أيها الرجل

 

ودّعْ هريرة إِنّ الركب مرتحل

             توفى بقرية منفوحة مسقط رأسه وفيها داره، وبها قبره. له ديوان شعر مطبوع. وترجم المستشرق الألماني جاير Geyer  بعض شعره إلى الألمانية.

الأفوَه الأَوْدي (00 ـ نحو 50ق.هـ) (00 ـ  نحو 750م)

             صلاءة بن عمرو بن مالك، من بنى أود، من مذحج؛ شاعر يماني جاهلي، يُكنى أبا ربيعة . قالوا لقّب بالأفوه لأنه كان غليظ الشفتين، ظاهر الأسنان. كان سيّد قومه وقائدهم في حروبهم . وهو أحد الشعراء الحكماء  في عصره. أشهر شعره قصيدته التي منها:

ولا سراة إذا جهالهم سادوا

 

لا يَصْلُح الناس فوضى لا سراة لهم

أكثم بن صيفي (000 ـ 9هـ) (00 ـ 630م)

             أكثم بن صيفي بن رياح بن الحارث بن مخاشن بن معاوية التميمي. أحد حكماء العرب المعمرين في الجاهلية، وكان قد قصد المدينة في مائة من قومه يريدون الدخول في الإسلام، ولكنه توفي في الطريق، بينما أسلم من قومه من بَلَغَ منهم المدينة.

امرؤ القيس (نحو 130 ـ 80 ق . هـ) (نحو 497 ـ 545 م)

             امرؤ القيس بن حُجر بن الحارِث الكندي، من بني آكل المُرار. وكنيته أبو وهب، وأبو زيد، وأبو إرث، ويلقب بالملك الضليل، من أعلام شعِراء العصر الجاهلي، وفرسانه، واشتهر بدقة الوصف وبراعة الغزل، ومعلقته سيدة المعلقات، ومطلعها:

بسقط اللَّوَى بين الدَّخول فَحَوْمَلِ

 

قفا نبك من ذكري حبيب ومنزل

             وهو يَمانيّ الأصْل، ولِد في نَجْد ونشأ بها في كنف أبيه، وكان مَلِكاً على بني أسَد وغطفان. انصرف في صَدْر شبابه إلى اللهو والصّيد، وقد أدى مسلكه ذلك إلى جفوة بينه وبين والده، فخرج عن ديار أبيه متنقلاً في أرجاء متفرقة، حتى إذا قتَل بنو أسد أباه، قال قولته المشهورة: "ضيعني صغيراً وحملني دمه كبيراً، لا صَحْوَ اليوم ولا سكر غداً، اليوم خمر وغداً أمر". التَمَس من قبائل العرَب العَون على الثّأر فلَمْ يُجِبه أحَد. فلَم يَزَل حتى ثأَر لأبيه من بني أسد، وقال في ذلك شِعراً كثيراً. سار إلى القسطنطينية قاصِداً القَيصَر يوستنيانس الأول، فأكرَم وفادَته وولاّه إمرة فلسطين. فَرَحَل يريدها، إلاّ أنه أُصيب في بعض الطريق بقُروح في جسمه، وتوفي على مقربة من أنقرة. عُرِف امرؤ القيس بالملِك الضلّيل لاضطراب أمره طوال حياته، وعُرِف أيضاً بذي القروح (لِما أصابه من قروح في مرَض موته).

البحتريّ (204 ـ 284) (821 ـ 898م)

             الوليد بن عُبيد الله بن يحيى بن عبيد الطّائي، أبو عبادة البحتري. من أعلام الشعراء في القرن الثالث الهجري. ينتهي نسبه إلى بُحْتُر، أحد أجداده من قبيلة طئ وإليه نُسب. ولد بمَنْبج (بالقرب من حلب في شمالي سورية)، وفيها نشأ نشأة عربية. اتصل بأبي تمام في حِمْص، فأثنى أبو تمام على شاعريته. ثم رحل إلى العرق ومدح بعض الوزراء والقادة والأمراء، واتصل بجماعة من الخلفاء، أولهم المتوكل العَبّاسي. وشهد مقتله فحزن وعاد إلى الشام، ومنها اتجه إلى المدائن. وبراعة البحتريّ في الوصف، هي التي دفعته لوصف إيوان كسرى بقصيدة رائعة عُرفت بالسينية، يقول مطلعها:

وترفَّعت عن جَدا كلّ جِبْسِ

 

صُنْتُ نفسي عمّا يدنّس نفسي

             وُصِف شعره بأنه (سلاسل الذهب)، وهو أحد الثلاثة الذين كانوا أشعر أبناء عصرهم، وهم: المُتًنًبّي، وأبو تًمّام، والبُحْتري. قيل لأبي العلاء المعري: أي الثلاثة أشعر؟ فقال : المتنبي وأبو تمام حكيمان، وإنما الشاعر البحتري. ويجمع النقاد علي أن البحتري مطبوع على الشعر، مولع بالجمال واسع الخيال، تقرأ شعره فتشعر كأنه ينساب من ينبوع قلبه، وأنه لا يتكلف أي عنصر من عناصره. كما يمتاز شعره بوضوح التراكيب، ورونق الدّيباجة، وسهولة المعنى، وحلاوة الموسيقى وانسجامها مع العواطف والمعاني. يحمل شعره عاطفة دينية لا تخفى، كما تظهر فيه عاطفة حب الوطن والتعصب لطيِّئ، وتمجيد حضارة الفرس. أبدع في تصوير الألوان والأصوات والمشمومات الملموسات. جمع ثروة طائلة، أنفق جزءاً منها علي مسرات حياته، وكان شديد الغرور بنفسه وشعره، على الرغم من سماحة خُلُقه. من أبياته السيّارة:

فَشْأنَاك انخفاض وارتفــاعُ

 

دنوتَ تواضعاً وعلوت مجداً

ويَدْنُو الضَّوءُ منها والشَّعاعُ

 

كذاكَ الشّمسُ تبعدُ أن تُسامى

وكذلك من أشهر قصائده وصفه لفصل الربيع :

من الحُسن حتّى كاد أن يتكلما

 

أتاكَ الربيعُ الطلق يختالُ ضاحكاً

أوائلَ وردٍ كُنّ بالأمس نُوّمـا

 

وقد نبّه النيروزُ في غلسِ الدُّجى

يبث حديثْا كـان أمس مكتّما

 

يُفَتّقـها بَرْدُ النــدى فكأنــّه

             له ديوان شعر مطبوع، وكتاب "الحماسة" على غرار حماسة أبى تمام. توفى البحتريّ بمدينة منبج.

بِشْر بن أبي خازِم (00 ـ نحو 22ق.هـ) (00 ـ نحو 600م)

             بشر بن (أبي خازم) عمرو بن عوف الأسدي، أبو نوفل؛ شاعر جاهلي فحل من الشّجعان. من أهل نجد، من بني أسد بن خُزيمة. كان من خبره أنه هجا أوس بن حارثة الطائي بخمس قصائد، ثم غزا طيئاً فجُرح، وأسره بنو بنهان الطائيون. فبذل له أوس مائتي ناقة وفَك أَسْره، فانطلق لسان بشر يمدح أوساً بخمس قصائد يمحو بهن الخمس السّالفة. وله قصائد جيدة في الفخر والحماسة. قُتل في غزوة أغار بها على بني صعصعة بن معاوية. له ديوان شعر مطبوع ومحقق.

ثعلبة العبدي

             ثعلبة بن عمرو العبدي، من سُليمة من عبد القيس: شاعر جاهلي يقال له ابن أمّ حَزْنة.

جُريبة بن الأشيم الفقعسيّ

             جُريبة بن الأشيم الفقعسي، ونسبته إلى فقعس بن الحارث من بنى أسد بن خزيمة؛ شاعر جاهلي. كان من القائلين بالبعث، وممن يزعمون أن من عُقرت مطيته على قبره يحشر عليها.

جرير (28 ـ 110هـ)( 640 ـ 728م)

             جرير بن عطية بن حذيفة الخطفي بن بدر الكلبي، من تميم. وكان يكني بأبي حَزْرة. ولد في قرية من قرى الوشم من أرض اليمامة في نجد. من شعراء العصر الأموي، اتصل بالحجاج بن يوسف في العراق ثم بعبد الملك بن مروان في دمشق ومدحهما، وبعد عبد الملك بن مروان، مدح الخليفتين يزيد بن عبد الملك وهشام بن عبد الملك. وتميز بالغزل والهجاء، وكانت له معركة هجائية شهيرة مع الشاعر الفرزدق سميت قصائدها "النقائض"، استمرت قرابة أربعين عاماً، وجمعت في ثلاثة أجزاء. كما كانت له معركة أخرى مع الشاعر الأخطل التغلبي، أفرزت نقائض مثل نقائضه مع الفرزدق. وله ديوان مطبوع. ومن مشهور غزله قوله:

قتلنا ثم لم يحين قتلانا.

 

إن العيون التي في طرفها حور

وهن أضعف خلق الله إنساناً

 

يَصْرعن ذا الُلب حتى لا حراك به

الحارث بن عوف

             الحارث بن عوف بن أبي حارثة المرّيّ، بن مرة بن عوف بن سعد بن ذبيان؛ من فرسان الجاهلية. أدرك الإسلام فأسلم. اشتهر هو وابن عمه هرم بن سنان بدورهما في الصلح بين عبس وذبيان، في حرب داحس والغبراء المشهورة. قال الحارث: فخرجنا حتى أتينا القوم، فمشينا بينهم بالصُّلح، فاصّطلحوا على أن يحتسبوا القتلى، فيؤخذ الفضل (أي الزيادة) ممن هو عليه، فحملنا عنهم الدِّيات فكانت ثلاثة آلاف بعير في ثلاث سنين.

حسّان بن ثابت (000 ـ 54 هـ) (000 ـ 674 م)

             حسان بن ثابت بن المنذر بن حَرام بن عمرو بن زيد مناة بن عدي بن عمرو بن مالك بن النجار، الأنصاري، الصحابي. كنيته أبو الوليد، وهي الأشهر، وأبو عبد الرحمن، وأبو الحُسام. وهو من الشعراء المخضرمين (الذين أدرَكوا الجاهلية والإسلام)، ويقال إِنه عاش ستين سنة في الجاهلية. ينتمي إلى قبيلة الخزرَج الأزدية، إحدى قبائل اليمن المشهورة. ولِد ونشأ في يثرِب (المدينة المنورة)، وقد اختاره الرسول لِيكون شاعِره، فظلّ يمدحه ويردّ على مَن يهجوه مِن شُعراء قريش، ويحمي أعراض المسلمين. وكان الرسول يحثُّه على ذلك ويدعو له بمِثل قوله: "اللهمّ أيِّده بروح القدس" (رواه البخاري في كتاب الصلاة). لم يشهد حسان مع النبي، صلي الله عليه وسلم، شيئاً من مشاهده، وعاش مائة وعشرين سنة، وعمي قبل موته.

             من أشهر قصائده في مدح الرسول الكريم همزيته، التي خاطب بها المشركين يوم فتح مكة ومنها قوله:

وكان الفتح وانكشف الغطاء

 

فإما تعرضوا عنا اعتمرنا

يُعِز الله فيه من يشاء

 

وإلاّ فاصبروا لجلاد يوم

وروح القدس ليس له كِفاء

 

وجبريل أمين الله فيْنا

الحُصَيْن بن حُمَام (00 ـ نحو 10ق.هـ) (00 ـ نحو 612م)

             الحُصين بن حُمَام بن ربيعة المريّ الذّبياني، أبو يزيد؛ شاعر جاهلي من الفرسان. كان سيد بني سهم بن مُرّة، (من ذبيان)، ويُلَقْب (مانع الضيم). وهو ممن نبذوا عبادة الأوثان في الجاهلية. مات قبل ظهور الإسلام، وقيل إِنه أدرك الإسلام. له ديوان شعر. وفي شعره حكمة.

خالد بن جعفر (00 ـ نحو 30ق.هـ) (00 ـ نحو 595م)

             خالد بن جعفر بن كلاب بن ربيعة العامري، من قبيلة هوازن، من عدنان؛ فارس شاعر جاهلي، انتهت إليه زعامة قومه (هوازن). عرف بخالد الأصبغ. قتله الحارث بن ظالم المرّى، بمكان يسمى (بطن عاقل) على طريق الحجاج البصري. ومن ولده أربد بن قيس بن جَزْء بن خالد الأصبغ، أخو لبيد الشاعر، لأمه، وهو الذي أراد قتل رسول الله، صلي الله عليه وسلم، مع عامر بن الطفيل، وقتل بصاعقة.

الخطيب الإسكافي (00 ـ 421هـ) (00 ـ 1029م)

             محمد بن عبد الله الخطيب الإسكافي، أبو عبد الله، عالم بالأدب واللغة، من أهل أصبهان. كان إسكافياً، ثم خطيياً بالريّ ( في بلاد فارس). من كتبه: "مبادئ اللغة"، و"نقد الشعر"، و" غلط كتاب العين"، و"درة التنزيل وغرة التأويل"، و"الغرة".

دريد بن الصّمة (000 ـ 8هـ) (000 ـ 629م)

             دريد بن الصّمة بن معاوية بن الحارث بن معاوية بن بكر الجشمي، والصِّمة لقب أبيه معاوية بن الحارث؛ وهو من قبيلة هوزان، وسيد بني جشم وفارسهم وقائدهم، قيل غزا نحو مائة غزوة ما أخفق في واحدة منها. خرج دُريد مع قومه يوم حنين مظاهراً للمشركين ومعادياً للمسلمين، وكان إذ ذاك شيخاً واهناً أعمى، أخرجه قومه معهم تيمناً به، وليقتبسوا من رأيه، فقتل يومئذ على شركه.

             وكان دريد شاعراً، وأخوه مالك شاعراً، وابنه سلمة شاعراً، وابنته عمرة شاعرة. ودُريد تصغير أدرد، وهو الذي كَبُرَ حتى سقطت أسنانه. ومن شعره المشهور الذي أصبح مضرب المثل، قوله معاتباً قومه، عندما لم يستمعوا لنصحه يوم حنين، ولم يأخذوا برأيه القائل بعدم الحرب:

فلم يستبينوا النصح إلاّ ضحى الغدِ.

 

منحتهم نصحي بمنعرج اللوى

غَوْيـت وأن تَرْشـد غـزية أرشُد

 

وهل أنا إلا من غَزِية أن غوت

له ديوان مطبوع.

الدُّميري (742 ـ 808هـ)

             محمد بن موسي بن عيسى بن علي الدميري، أبو البقاء، كمال الدين: باحث وأديب، من فقهاء الشافعية. من أهل دميرة (بمصر)، ولد ونشأ وتوفى بالقاهرة كان يتكسب بالخياطة، ثم أقبل على العلم وأفتى ودرّس، وكانت له في الأزهر حلقة خاصة. كما أقام مدة بمكة والمدينة. من كتبه: "حياة الحيوان الكبرى" (مجلدان)، و"حاوي الحسان من حياة الحيوان"، و"الديباجة" في شرح كتاب ابن ماجة، في الحديث (خمس مجلدات).

ذو الإصْبَع العَدْواني (00 ـ نحو 22 ق.هـ) ( 00ـ نحو 600م)

             حُرثان بن الحارث بن مُحْرِث بن ثَعْلَبة، من عَدْوان، ينتهي نسبه إلى مُضَر؛ شاعر جاهلي حكيم شجاع. لُقِب بذي الإصبع لأن حية نهشت إصبع قَدَمِه فقطعها، ويقال: كانت له إصبع زائدة. عاش طويلاً حتى عُدّ من المعمَّرين. أكثر شعره في الحكمة والموعظة والفخر، وغزله ومدحه قليلان؛ وهو صاحب القصيدة المشهورة التي يقول في أوّلها:

فسْر به سيراً جميلا

 

أأسيد إن مالاً ملكتَ

 

صَفِيّ الدّين الحِلِّي (677 ـ 750هـ) (1278 ـ 1349م)

             عبد العزيز بن سرايا بن عليّ بن أبي القاسم السنبسي الطائي. شاعر عصره. ولد ونشأ في الحِلّة (بين الكوفة وبغداد)، واشتغل بالتجارة. فكان يرحل إلى الشام ومصر وغيرهما، في تجارته، ويعود إلى بغداد رحل إلى القاهرة سنة 726هـ فمدح السلطان الملك الناصر. توفي في بغداد له ديوان شعر مطبوع، وكتابُ عن فن الزّجل اسمه (العاطل الحالي والمرخص الغالي).

طَرفَة بن العَبْد (86 ـ60ق.هـ) (538 ـ 564م)

             طرفة بن العبد بن سفيان البكريّ، شاعرٌ جاهلي من أصحاب المُعلقات، ينتهي نسبه إلى قيس بن ثعلبة أحد فروع قبائل بكر وائل، وكان قومه يعيشون في البحرين على الخليج العربي، وطرفه لقبه الذي به اشتُهر. ينحدر من أسرة شاعرة، فأبوه أخٌ للمرقش الأصغر، وابن أخٍ للمرقش الأكبر. أما أمه فهي وردة بنت قتادة، أخت الشاعر المتلمِّس، وله من أمه أخت شاعرة هي الخِرْنق بنت بدر. تُوفي أبوه وهو صغير، وعانى طرفة مع أمه من ظلم أعمامه، فكان لذلك أثر شديد في نفسه ظهر بوضوح في شعره. ويُعًدْ طرفة أحدث الشعراء سناً، وأقصرهم عمراً، فقد قتل وهو ابن عشرين سنة، ويقال ابن ست وعشرين. وعلى الرغْم من حداثة سنه وقلة شعره، يُعد من كبار شعراء العصر الجاهلي.

يقول في مطلع معلقته:

تلوح كباقي الوشم في ظاهر اليدِ

 

لخولة أطلال ببُرقة ثُهْمَد

  وقد صار البيتان الأخيران من معلقته مضرب المثل:

ويأتيك بالأخبار من لم تزوّدِ

 

سَتُبْدي لك الأيامُ ما كنت جاهلاً

بتاتاً ولم تضربْ له وقت مَوْعِدِ

 

ويأتيك بالأخبار من لم تَبعْ له

الطفيل الغنوي (00 ـ نحو 13 ق.هـ) (00 ـ نحو 610م)

             الطفيل بن عَوف بن كعب، من بني غني، من قيس عيلان. شاعر جاهليّ فحل من الشّجعان . وهو أوصف العرب للخيل، وربما سُمي (طفيل الخيل) لكثرة وصفه لها. ويسمّى أيضاً (المُحَبِّر)، لتجويده شعره. عاصر النابغة الجَعْدي، وله ديوان مطبوع.

عامر بن الطُّفَيْل (70ق.هـ ـ 11هـ) (554 ـ 632م)

             عامر بن الطفيل بن مالك بن جعفر العامريّ، من بني عامر بن صعصعة، كُنيته أبو علي؛ شاعر جاهلي، كان فارس قومه وهو ابن عم لبيد الشاعر. نشأ بنجد، وأدرك الإسلام شيخاً. يروي أنه وَفَدَ على رسول الله، r، وهو في المدينة، بعد فتح مكة يريد الغدر به، فلم يجرؤ على ذلك. فدعاه النبي إلى الإسلام، فاشترط عامر أن يعطيه رسول الله نصف ثمار المدينة، وأن يَجْعَله وليّ الأمر من بعده، فردّه الرسول. فعاد عامر إلي قومه حانقاً، ولكنه مات في طريقه قبل أن يبلغهم. كان عقيماً لا خلف له، وأعورَ أصيبت عينه في إحدى المعارك الكثيرة التي خاضها. له ديوان شعر مطبوع.

العباس بن مرداس (00 ـ نحو 18هـ) (00 ـ نحو 639م)

             العباس بن مرداس بن أبي عامر السلمي، بن معز، أبو الهيثم؛ شاعر فارس من سادات قومه. أمه الخنساء الشاعرة. مخضرم أدرك الجاهلية والإسلام، وأسلم قبيل فتح مكة وكان من المؤلفة قلوبهم. ويدعى فارس العُبيد (بالتصغير)، والعُبيد اسم فَرسَه. وكان العباس بدوياً قحاً، لم يسكن مكة ولا المدينة، وكان ينزل في بادية البصرة وهو ممن ذم الخمر وحرمّها في الجاهلية. توفي في خلافة عمر بن الخطاب، رضي الله عنه. له ديوان شعر مطبوع.

علقمة الفحل (00 ـ نحو 20ق.هـ) (0000 ـ نحو 640م)

             علقمة بن عَبَدة (بفتح العين والباء) بن ناشرة بن قيس، من بني تميم. شاعر جاهليّ من الطبقة الأولى. كان معاصراً لأمري القيس، وبينهما مساجلات شعرية. وكان له أخ اسمه "شأس"، أسره الحارث بن أبي شمر الغساني فشفع فيه علقمة ومدح الحارث بأبيات، فأطلقه. له ديوان شعر مطبوع. وقيل في بعض الروايات أنه توفي سنة 625م.

عنترة بن شدّاد (00 ـ  نحو 22 ق.هـ) (00 ـ نحو 600م)

             عنترة بن شداد بن عمرو بن معاوية بن قراد العبسي. من مشاهير شعراء الجاهلية وفرسانها، ومن أصحاب المعلقات السبع. وفارس بني عبس المُقَدّم. ارتبطت حياته وسيرته بحبه لعبلة ابنة عمه. وتكْمُنُ مأساته في أن أمه جارية سوداء من الحبشة تدعى زبيبة، تملَّكها شداد فأنجبت له عنترة، وكان أسود اللون كأمُه، وعلي عادة العرب في الجاهلية، إذا كان المولود من أمَةٍ استُعبد، لذلك عُدَّ عنترة من العبيد. ولكنه كان كريم الأخلاق وعزيز النفس، ومن أشد أهل زمانه، وأجودهم بما ملكت يداه. وكان مغرماً بابنة عمه (عبلة)، قل أن تخلو له قصيدة من ذكرها، وطمح إلى الزواج منها. ولكن منعه من ذلك العبودية التي طوقت عنقه. وفي غارة لبعض أحياء العرب علي قومه بني عبس، أظهر عنترة بطولة فذة وشجاعة نادرة، وقدم تضحيات كانت مضرب الأمثال، فاعترف به أبوه وألحقه بنسبه. وعنترة أحد أبطال حرب داحس والغبراء، وقد خلدها بشِعْرِه، ووصف أحداثها مفتخراً بفروسيته وأفعاله. نشأت حول عنترة كثير من الأساطير الواردة في سيرته في الأدب الشعبي. وكما وقع الخلاف في نسبه وأخبار زواجه من عبلة، وقع أيضاً في أخبار وفاته، والراجح أنه قُتِلَ قبل الإسلام بقليل. من أشهر شعره معلقته التي مطلعها:

أم هل عرفت الدار بعد توهّمِ

 

هل غادر الشعراء من متردّم

الفرزدق (15 ـ 114هـ) (636 ـ 734م)

             همّام بن غالب بن صعصعة بن ناجية بن عقال، التميمي الدارمي، أبو فراس؛ من شعراء العصر الأموي . من أهل البصرة نشأ في بيت شرف وسؤدد. كان شريفاً في قومه، عزيز الجانب، يحمي من يستجير بقبر أبيه، وكان أبوه من الأجواد الأشراف، وكذلك جده. وكان يعتد بآبائه اعتداداً شديداً، حتى أولئك الذين عاشوا العصر الجاهلي. وكذلك يفخر بعشيرته بني دارم وقبيلته تميم. انتهت إليه، يشاركه جرير والأخطل، زعامة الشعر في العصر الأموي. جرت بينه وبين جرير معركة هجائية، عُرفت في تاريخ الأدب العربي بالنقائض. ثقف الفرزدق نفسه بثقافة العصر، وحضر مجالس الحسن البصري، فكان شعره شديد التأثر بلغة الوعظ. وقد عُد الفرزدق أحد مصادر اللغة حتى قيل: لولا شعره لذهب ثلث اللغة. دارت أشعاره في كتب اللغة، وعلى ألسنة النحاة. كما أن شعره مصدر من مصادر كتب التاريخ لكثرة حديثه عن أيام العرب، وعن مناقبهم ومثالبهم وأنسابهم. كان الفرزدق لا ينشد بين يدي الخلفاء والأمراء إلاّ قاعداً، وأراد سليمان بن عبد الملك أن يقيمه فثارت طائفة من تميم، فأذن له بالجلوس. ومن أبياته التي صارت مضرباً للمثل والاستشهاد، قوله في الفخر :

ضربناهُ حتى تَسْتَقِيَم الأخاِدع

 

وكنّا إذا الجّبْارُ صعّر خدّه

وقوله يصور ندمه حين طلّق زوجه النوار

غَدَتْ منّي مُطَلّقةٌ نوارُ

 

نَدِمْتُ ندامةَ الكُسَعيّ لمّـا

كآدمَ حين أخرجهُ الضِّرارُ

 

وكانت جنّتي فخرجتُ منها

وقد نالت نقيضته اللامية، شهرة واسعة في دنيا النقائض حيث يقول

بيتاً دعائمه أَعزُّ وأطولُ

 

إنّ الذي سَمَكَ السماءَ بَنَي لنا

حكمُ السماء فانّه لا ينقلُ

 

بيتاً بنـاه لنا المليكُ ومـا بنـى

             ويُقال إنه كُنيّ بالفرزدق، لجهامة وجهه وغلظه. وكانت علاقته في أول شبابه مع الولاة غير محمودة، مما اضطره إلي ترك العراق إلي المدينة المنورة واستمرت علاقته غير المحمودة حتى آخر أيامه. وقد حبس في عهد هشام بن عبد الملك. توفي الفرزدق في بادية البصرة وقد قارب عمره المائة.

القادسية

             القادسية موقع غرب النجف بالعراق دارت فيه معركة عرفت باسمه في شهر المحرم سنة 14هـ، الموافق سنة 635م في خلافة عمر بن الخطاب، بين جيش المسلمين، الذي كان يتجه لفتح العراق بقيادة سعد بن أبي وقاص، والجيوش الفارسية التي كانت تدافع عن إمبراطورية آل ساسان، بقيادة رستم قائد الجيش الإمبراطوري الفارسي. وقد دارت مفاوضات في بادئ الأمر بين الطرفين، ولكنها لم تصل إلي صلح. ووقعت الحرب، وكانت معركة حاسمة دارت رحاها ثلاثة أيام، قتل فيها رستم قائد جيش الفرس وعدد من معاونيه، وأوقع المسلمون بالفرس خسائر كبيرة. وانتهت المعركة بانتصار مؤزر للمسلمين، وهرب ما تبقي من جيوش الفرس، واستعاد المسلمون كل ما كانوا قد تخلوا عنه. وغَنِموا أموالاً طائلة وسلاحاً كثيراً. وساعد ذلك علي فتح أبواب النصر أمامهم في معارك جلولاء ونهاوند، حتى وصلوا إلي المدائن واحتلوها. وتابعوا تقدمهم. وبحلول عام 643م عام 22هـ كانوا قد استولوا على بلاد فارس كلها، وقضوا تماماً على الإمبراطورية الفارسية الساسانية.

قتيبة بن مسلم (49 ـ 96هـ) (669 ـ 715م)

             قتيبة بن مسلم بن عمر بن الحُصين بن ربيعة الباهليّ، الأمير أبو حَفْص. من كبار القواد الأمويين، ومن ذوي الحزم والدهاء والرأي. كان راوية للشعر عالماً به. قُتل والده، أبو صالح مسلم، مع مصعب بن الزبير، أحد قادة الفتوح في عهد بني أمية. نشأ قتيبة في الدولة الأموية المروانية، ولي الرّي أيام عبد الملك بن مروان، وخراسان أيام ابنه الوليد. افتتح كثيراً من المدن في بلاد فارس، منها خوارزم ومسمستان، وسَمَرْقند، وكانوا قد نقضوا وارتدوا. ثم إنه افتتح فرغانة، وبلاد الترك، وغزا أطراف الصين وضرب عليها الجزية، وأذعنت له بلاد ما وراء النهر كلها. وهدي الله على يديه خلقاً كثيرين. وكان مع بطولته دمث الأخلاق داهية طويل الرّوية. واشتهرت فتوحاته، فاستمرت ولايته ثلاث عشرة سنة. ولمّا بلغه موت الوليد وتولي أخوه سليمان الخلافة، ولم تكن العلاقة حسنة بينه وبين قتيبة، أراد الاستقلال بما في يده، وجاهر بنزع الطاعة. فاختلف عليه جيشه، ومات مقتولاً في ثورة الجُند في فرغانة.

القلقشندي (756 ـ 821هـ) (1376 ـ 1441م)

             أحمد بن عليّ بن أحمد الفزاريّ القَلْقَشندي ثم القاهريّ؛  مؤرخ أديب بحاثة. ولد في قلقشندة (من قرى القليوبية في مصر). ويسمي كذلك (شهاب الدين أبو العباس أحمد بن علي بن أحمد الفزاري القلقشندي). وهو من بيت علم، وفي أبنائه وأجداده علماء أجلاء. نشأ في القاهرة وتوفي بها. أفضل مؤلفاته موسوعته، "صبح الأعشى" في قوانين الإنشا، 14مجلداً، واختصره فيما بعد بعنوان "ضوء الصبح المُسْفِر وجَنَى الدَّوْح المثمر". ويشمل صبح الأعشى وصفاً جغرافياً لنواحي مصر والشام والدول التى لها علاقة بمصر مع التركيز على النظامين السياسي والإداري. ومن مؤلفاته أيضاً، "نهاية  الأرب في معرفة أنساب العرب"، و "قلائد الجمان في التعريف بقبائل عرب الزمان".

كشاجم (00 ـ 360هـ) (00 ـ 970م)

             محمود بن الحسين (أو ابن محمد بن الحسين) بن السّندي بن شاهك، أبو الفتح الرّملي. المعروف بكشاجم. شاعر متفنن أديب، من كتاب الإنشاء. من أهل (الرّملة) بفلسطين. فارسي الأصل. تنقل بين القدس ودمشق وحلب وبغداد وزار مصر أكثر من مرة. واستقر بحلب، فكان من شعراء أبي الهيجاء عبد الله (والد سيف الدولة) بن حمدان، ثم ابنه سيف الدولة. ولفظ (كشاجم) منحوت، فيما يقال، من علوم كان يتقنها : الكاف للكتابة، والشين للشّعر، والألف للإنشاء، والجيم للجدل، والميم للمنطق. وقيل : لأنه كان كاتباً شاعراً أديباً جميلاً مغنيا. من آثاره (أدب النديم)، و(المصايد والمطارد)، و(الرسائل)، و(خصائص الطرب)، وله ديوان شعر مطبوع.

مالك بن نويرة (00 ـ 12هـ) (00 ـ 63م)

             مالك بن نويرة بن جمرة بن شداد اليربوعي التميمي، أبو حنظلة، فارس شاعر اشتُهر في الجاهلية، وكانت فيه خيلاء، ويقال له فارس ذي الخمار، وذو الخمار فرسه. أدرك الإسلام وولاه الرسول صدقات قومه (بني يربوع)، ولمّا صارت الخلافة إلى أبي بكر، اضطرب مالك في أموال الصدقات وفرّقها. وقيل إنه ارتد، فتوجه إليه خالد بن الوليد وقبض عليه في البّطاح، وأمر بقتله.

المتنبي (303 ـ 354هـ)( 915 ـ 965م)

             أحمد بن الحسن بن عبد الصمد الجعفي الكوفي الكندي، أبو الطيب المتنبي. سيد شعراء القرن الرابع الهجري بلا منازع، ينتهي نسبه إلى كهلان من اليمن وهي قبيلة عربية ذات فصاحة ولَسَنٌ. ولد بالكوفة في محلة تسمى (كندة) وإليها نسبته. ونشأ بالشام، وكان أبوه سقاء بالكوفة، يعرف بعيدان السقاء للدلالة علي مهنته. تنقل المتنبي في البادية يطلب الأدب واللغة والأخبار. وقيل إنه لقب بالمتنبي لادعائه النبوة، في بادية السّماوة ـ بين الكوفة والشام ـ فتبعه كثيرون. وقبل أن يستفحل أمره، خرج إليه لؤلؤ أمير حمص ونائب الإخشيد- فأسره وسجنه حتى تاب، ورجع عن دعواه. ومن أبرز صفات المتنبي التي انعكس أثرها على أخلاقه، طموحه الذي لا تحده حدود، طموحٌ جعله لا يدري ما يريد من الأيام، تارة يأمل في مجهول لا يستطيع له تحديداً، وأخري يطمح في ولاية يدير أمرها فيكون له عز وجاه وسلطان. لذلك شقي المتنبي بطموحه كثيراً. اتُهم بالبخل، وكان يدافع عن هذه الدعوى، بأنه صاحب فلسفة تنبع من معاناة حقيقية أدرك خلالها قيمة المال، وأثره البالغ في الحياة. وُصف المتنبي بأنه رجلٌ ملء العين، تام الخلقة، لا يخلو من جفاء وخشونة. وعرف بالجرأة والإقدام والبعد عن ضعف النفس وخورها. ولعل حياته الأولى في البادية كان لها أثر في صفاته وأخلاقه. وكان مبرزاً في مجال اللغة، مكثراً في نقلها، مطّلعاً على غريبها. وتأثره بالفلسفة ظاهر في شعره. وكان لرحلاته أثر بالغ على شعره وشخصيته معاً، ومعرفته بجغرافية الأماكن التي حلّ بها. ويعكس شعره شدة تأثره بالقرآن الكريم.

             بدأ المتنبي حياته الشعرية بالمدح، وأحصى الدارسون في ديوانه 112 قصيدة مدح، عدا المقطوعات. فقد مدح كثيراً من الأمراء، ولقي عندهم حظوة، أمثال سيف الدولة الحمداني أمير حلب، وكافور الأخشيدي في مصر وابن العميد وعضد الدولة بن بويه الديلمي وغيرهم. وهجاء المتنبي قليل لا يتعدى مائتي بيت، وأغلبه مقطوعات، وأطول هجائه قصيدة في كافور، وأخرى في إسحاق بن كروس، وهو لا يهجو إلا إذا أُوذي. ولم يخص المتنبي الغزل بقصائد مفردة، وإنما تناوله في مطالع قصائده، واشتهر عنه حبه للأعرابيات لأنه تنقل في القبائل وعايش الأعرابيات، فرأى الجمال الطبيعي.

             وكان المتنبي معجباً بنفسه وبشعره، كما أن شعره يمثل عصره أصدق تمثيل، بما فيه من قلاقل وثورات ومذاهب وآراء؛ فقصائده سجل تاريخي حافل وصادق لعصره، كما أنها صورة لحياته المضطربة. وأخذ على المتنبي بعض الإبهام في المعاني، والتكلف في التعبير عن الصورة، وقليل من الشذوذ اللغوي، ومع ذلك فإن شعره في معانيه وأسلوبه ارتفع بصاحبه إلي أكبر شاعر عرفته العربية.

             له ديوان شعر مطبوع، وقد تبارى الكتاب، قديماً وحديثاً، في الكتابة عن المتنبي وشرح ديوانه.

             مات مقتولاً بالنعمانية، بالقرب من دير العاقول (في الجانب الغربي من سواد بغداد).

من أبياته السائرة قوله

تعبت في مرادها الأجسام

 

إذا كانت النفوس كباراً

وقوله:

ما لجرح بميت إيـلام

 

من يهن يسهل الهوان عليه

وقوله:

تجرى الرياح بما لا تشتهي السفن

 

ما كل ما يتمنى المرء يدركه

المرَّار بن منقذ (00 ـ  نحو 100هـ) (00 ـ  نحو 721م)

             زياد بن منقذ بن عمرو، الحنظلي، من تميم، يلقب بالمرَّار. ويقال له المَرَّار العدوي. من شعراء الدولة الأموية، وكان معاصراً للفرزدق وجرير. وكانت إقامته في بطن الرمة (من أودية نجد). وعندما زار اليمن لم يُرق له المقام بها، فكتب قصيدة في ذمّ صنعاء ومَدْحِ بلده وقومه، أولها:

ولا شَعوب هوى مني ولا نُقُمُ

 

لا حبذا أنتِ ياصنعاء من بلدٍ

و"شعوب هوى، ونقم"، موضعان باليمن

مُرَقِّش الأصغر (00 ـ نحو 50ق.هـ) (00 ـ نحو 570م)

             ربيعة بن سفيان بن سعد بن مالك؛ شاعر جاهلي، من أهل نجد. كان من أجمل الناس وجهاً ومن أحسنهم شعراُ. وهو ابن أخِ المرقِّش الأكبر، وعمّ طرفة بن العبد. أشهر شعره حائيته التي مطلعها (أمن الرسم دار ماء عينيك يسفح).  يضرب به المثل في العشق فيقال "أتيم من المُرَقِّش" قيل: إِنه عشق فاطمة بنت المنذر (الملك)، فبلغ من وَجّدِه بها أن قطع إبهامه بأسنانه وقال:

ويَجْشُم من لَوُمِ الصديق المجاشما

 

ألم تر أن المرء يَجْذمُ كفّه

المهلب بن أبي صُفرة (7 ـ 83هـ) (628 ـ 703م)

             المهلب بن أبي صفرة ظالم بن سراق بن صبح بن كِنْدِي بن عَمْرو الأزدي العتكي، أبو سعيد. أمير، جواد. ولد في دبار ونشأ بالبصرة وقدم المدينة مع أبيه أيام عمر بن الخطاب. وولى البصرة لمصعب بن الزبير. انتدب لقتال الأزارقة (فرقة من الخوارج تنسب إلى نافع بن الأزرق)، وكانوا قد غلبوا على البلاد، فحاربهم ستة عشر عاماً لقي فيها منهم الأهوال. ولمّا تم له الظفر عليهم، قتل عدداً كثيراً منهم وشرد بقيتهم في البلاد. ثم ولاه عبد الملك بن مروان ولاية خراسان سنة 79هـ، وبها توفي.

النابغة الجعديّ (00 ـ 50هـ) (00 ـ 670م)

             قيس بن عبد الله بن عُدَس بن ربيعة الجعديّ العامريّ، أبو ليلي، صحابي شاعر من المعمرين، اشتُهر في الجاهلية وسمي "النابغة" لأنه أقام ثلاثين سنة لا يقول الشعر، ثم نبغ فيه. وكان ممن هجر الأوثان ونهى عن شُرب الخمر قبل الإسلام. ووفد على النبي، r، فأسلم. شهد صفين، مع عليّ بن أبي طالب، ثم سكن الكوفة. سيره معاوية إلي أصبهان. وكان يتنقل في البلاد، ويمتدح الأمراء. كُفّ بصره في آخر عمره، وعاش حتى تجاوز المائة، مات في أصبهان.

هرم بن سنان (00 ـ نحو 15 ق.هـ) (00 ـ نحو 608م)

             هرم بن سنان بن أبي حارثة المريّ، من مرة بن عوف بن سعد بن ذبيان؛ من أجواد العرب في الجاهلية، يُضرب به المثل. وهو ممدوح زُهير بن أبي سُلمى، تَحَمّل هو وابن عمه الحارث بن عوف بن أبي حارثة، ديات القتلى في حرب داحس والغبراء في سبيل الصُلح بين قبيلتي عبس وذبيان. مات هرم قبل الإسلام، في أرض لبني أسد يُقال لها (رُزاء). وعندما وفدت ابنة هرم على عمر بن الخطاب في خلافته، قال لها: ما الذي أعطى أبوك زهيراً حتى قال فيه من المديح بما قد سار فيه؟ قالت: ما أعطي هرٌم زُهيراً قد نُسي! فقال عمر، رضي الله عنه، ولكن ما أعطاكم زهير فلا يُنسى.