إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات متنوعة / قصر باكنجهام BUCKINGHAM PALACE ، المملكة المتحدة




الملك جورج السادس
الغرفة الزرقاء في القصر
القاعة الكبري في القصر
القصر في القرن 18
القصر في القرن 19
بيت الملكة
حفلة تكريم في القصر
حفلة زفاف في القصر
غرفة العرش
غرفة القوس في القصر
قصر باكنجهام 1997





من بيت إلى قصر

من بيت إلى قصر

        شُيد قصر باكنجهام، عام 1705، لجون شيفيلد John Sheffield، دوق باكنجهام Bukingham. اشتراه الملك جورج الثالث George III، عام 1761، ليكون بيتاً لزوجته الملكة تشارلوت Queen Charlotte، لقربه من قصر سانت جيمس St. James Palace، حيث كانت تُؤدى معظم وظائفُ البلاط. وكان منزل باكنجهام Bukingham House، ُيعرف حينذاك، ببيت الملكة Queen's House. وقد ولُد فيه أربعة عشر من أبناء الملك جورج الثالث، الخمسة عشر. وفي 1762، بدأ العمل في إعادة بناء المنزل، حسب متطلبات الملك، طبقاً لتصميمات السير وليم تشامبرز Sir William Chambers، بتكلفة إجمالية قدرها 73 ألف جنيه إسترليني.

        عند اعتلاء الملك جورج الرابع George IV العرش، عام 1820، قرر إعادة بناء المنزل، ليكون سكناً مؤقتاً، يستخدمه للغرض نفسه، الذي استخدمه له سلفه الملك جورج الثالث. ولكن مع تقدم العمل في المنزل، وفي نهاية عام 1826، غيّر الملك رأيه. وبمساعدة المهندس المعماري، جون ناش John Nash، بدأت عملية تحويل المنزل إلى قصر. ووافق البرلمان على تخصيص ميزانية قدرها 150 ألف جنيه إسترليني لإكمال التحويلات المطلوبة، ولكن الملك ضغط على البرلمان، ورفعها إلى 450 ألف جنيه.

        احتفظ المهندس ناش بالمبنى الرئيسي، ولكنه ضاعف حجمه، بإضافة جناح جديد، تطل غرفه على الحديقة، من جهة الغرب. وقد عكس التصميم الفني الخارجي للقصر، المغطي بحجارة الباث Bath، الأسلوب الكلاسيكي الفرنسي الجديد French Neo-Classical Style، الذي كان يفضله الملك جورج الرابع. وكانت الغُرف التي أُعيد بناؤها، هي الغرف الرسمية State Rooms ، وشبه الرسميةsemi- State Rooms، ولم تَشْهد هذه الغرف تغيرات أساسية، منذ ذلك الوقت.

        وكان كثير من قطع الأثاث والأعمال الفنية، الموجودة في تلك الغرف، قد اشتريت أو صُنعت ـ في الأساس ـ لمنزل كارلتون Carlton House، ( مقر جورج الرابع بلندن، عندما كان أميراً لويلز )، الذي هدُم عام 1827. وقد هُدمت الأجنحة الشمالية والجنوبية بمنزل باكنجهام، وأعيد بناؤها على نطاق أوسع. فأضيف إليها قوس النصر Victory Arch ( القوس الرخامي Marble Arch )، ليحتل وسط الفناء الواسع، تخليداً لذكرى الانتصارات البريطانية في ترافالجارTrafalgar، ووترلو Waterloo.

        بحلول عام 1829، ارتفعت التكاليف إلى ما يقارب نصف المليون جنيه، وقد كلّف هذا الإسراف، المهندس ناش، وظيفته. وعقب وفاة الملك جورج الرابع، عَيّن أخوه، وليام الرابع، المهندس المعماري إدوارد بلور Edward Blore، لإنهاء العمل. ولكن الملك وليام الرابع لم ينتقل إلى القصر. وعندما دمر حريق 1840، مبنى البرلمان، عَرَضَ الملكُ أن يكونَ القصرُ مقراً للبرلمان، ولكن عرضه رُفض.

         كانت الملكة فكتوريا Queen Victoria، أول من أقام في قصر باكنجهام، من ملوك بريطانيا وملكاتها، عام 1837، بعد ثلاثة أسابيع فقط من اعتلائها العرش. فأصبح يُعرف، منذ ذلك الوقت، بالقصر الملكي البريطاني. وفي يونيه 1838، كانت أول ملكة بريطانية تغادر قصر باكنجهام لحفل التتويج. وسرعان ما أظهر حفل زواج الملكة من الأمير البرت Prince Albert، عام 1840، وجود عيوب في القصر. فكانت إحدى المشاكل الخطيرة بالنسبة للعروسين الجديدين، عدم وجود غرف للأطفال، ووجود عدد محدود جداً من غرف النوم للزوّار. وكان الحل الوحيد، نقل القوس الرخامي ( يوجد الآن في الزاوية الشمالية الشرقية لحديقة هايد بارك Hyde Park )، وبناء جناحٍ رابع مكانه. فاصبح القصر محاطا بالمباني من زواياه الأربع.

         أنشأ المهندس المعماري بلور، الواجهة الشرقية. ويعود الفضل إلى مهندس البناء، توماس كوبيت Thomas Cubitt، إلى حدٍ كبير، في خفض نفقات البناء الجديد، من 150 ألف جنيه إلى 106 ألف جنيه، وقد غطت مبيعات جناح الملك جورج الرابع الملكي George IV's Royal Pavilion، في برايتون Brighton ، جزءاً كبيراً من هذه النفقات. أضاف المهندس إدوارد بلور طابقاً على سطح المبنى الرئيسي للقصر، وزينه من الخارج بالفريز الرخامي friezes، وهو ما كان المهندس ناش يريد فعله في القوس الرخامي. وانتهى العمل عام 1847.

         وفي مطلع هذا القرن، بدا على الأحجار الناعمة، التي استخدمها المهندس بلور في بناء الواجهة الشرقية، علامات التصدع، وعُزي ذلك ـ إلى حد كبير ـ إلى سُخام[1] لندن soot الشهير، مما تطلب استبدالها. وفي عام 1913، صدر قرارٌ بإعادة بناء الواجهة، وأُوكلت هذه المهمة إلى السير استون ويب Sir Aston Webb، الذي يعود الفضل إليه في بناء عدد من المباني العامة الضخمة، لإعداد تصميم جديد للواجهة. اختار ويب، حجارة بورتلاند Portland Stone، واستغرق تجهيزها عاماً كاملاً، قبل بدء العمل. واستغرق العمل 13 أسبوعا، حيث أُزيلت الحجارة القديمة من الواجهة.

         أُنشئ الفناء الحالي للقصر، مكان تبديل الحرس الملكي، عام 1911، كجزء من مشروع النصب التذكاري للملكة فيكتوريا Victoria Memorial. كذلك، اُستكملت البوابات والسياجات في العام نفسه. وتشمل هذه البوابات؛ البوابة الوسطى الشمالية، وهي المدخل المعتاد للقصر، والبوابة الوسطى، وتُستخدم في المناسبات الرسمية، ومغادرة الحرس بعد تغيير الحراسة. وانتهى العمل، مباشرة، ًقبل اندلاع الحرب العالمية، عام 1914.

 



[1] السخام: ذرات كربونية سوداء، تتأتى من الاحتراق.