إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات اجتماعية ونفسية / مواجهة مشكلة المخدرات، بين الواقع والمستقبل




نبات الأفيون (الخشخاش)
نبات الكوكا
نبات القنب (الحشيش)
بعض أنواع المخدرات التخليقية

أنواع المخدرات
مرتكزات الحد من انتشار المخدرات




المبحث الرابع: أنواع المخدرات (انظر شكل أنواع المخدرات)

المبحث الرابع: أنواع المخدرات (انظر شكل أنواع المخدرات)

1. المخدرات الطبيعية

وهي النباتات التي تحتوي أوراقها على المادة المخدرة الفعالة، وتضم:

أ. نبات القنب الهندي

وهو نبات شجيري شديد الرائحة، يشبه الحشائش الطفيلية، ويبلغ طوله من 30 سم إلى 6 أمتار، وأوراقه طويلة، وضيقة، ومشرشرة، ولامعة، ولزجة، وسطحها العلوي مغطى بشعيرات قصيرة. وأهم مناطق نموه لبنان، وتركيا، ومصر.

ويستخرج (الحشيش) من نبات القنب، حيث يُجمع الراتنج، أي مادة الحشيش، من القمم المزهرة للنبات، والسطح العلوي لأوراقه، عن طريق قشطه، أثناء فترة تزهير النبات.

ويُستعمل الحشيش، عادة، عن طريق التدخين، ويُشرب أحياناً ممزوجاً ببعض المشروبات العطرية كالبرتقال أو الياسمين، كما يؤكل بخلطه ببعض الحلويات، أو المربات.

ويؤثر الحشيش على الجهاز العصبي بالتنشيط، أو التهبيط، حسب الكمية المتعاطاه، أو طريقة التعاطي.

وتتلخص أهم أغراضه فيما يلي:

(1)          الإحساس بالنشوة، والميل إلى الضحك لأبسط الأسباب.

(2)          تقل درجة الإحساس بالألم، والبرودة، أو الحرارة.

(3)          الشعور بالرضا والابتهاج، ومع انتهاء المفعول، يشعر المتعاطي بالخمول، والاكتئاب.

(4)          يحدث خللاً في تقدير حساب الزمن، والمسافات.

ب. نبات الخشخاش (الأفيون)

وهو المصدر الذي يستخرج منه الأفيون، وهو نبات يبلغ طوله من 70سم إلى 110سم، وأوراقه طويلة، وناعمة، خضراء، ذات عنق فضي.

أهم مناطق نموه:

(1)          المثلث الذهبي (تايلاند، وبورما، ولاوس).

(2)          الهلال الذهبي (إيران، وباكستان، وأفغانستان).

(3)          تركيا، والمكسيك، والهند.

الأفيون هو عصير مادة الخشخاش، التي لم تنضج بعد، يُستخلص عن طريق تشريط كبسولة (رأس) النبات، ولونه أبيض يتحول، عند ملامسة الهواء، إلى البني المائل، إلى السواد، وله رائحة نفاذة مميزة، لزج شديد المرارة. ويُتعاطى عن طريق الفم، أو الحقن في الجسم، بعد إذابته بالماء.

ويؤثر الأفيون، بشكل عام، على الجهاز العصبي، وخلايا الجسم، وتسبب كمية قليلة منه، لا تتجاوز جرامين، هبوطاً حاداً في التنفس، وشلل مراكز التنفس في المخ، وهو يسبب تنبيها مؤقتاً للذهن، يعقبه نوم عميق، يستيقظ منه الإنسان محطم القوى، فاقداً للشهية، ميالاً للقسوة، والعنف.

ويمر مدمن الأفيون بآلام قاسية، عند محاولته التوقف عن تعاطيه، (أعراض الانسحاب)، حيث يصاب بالاكتئاب، والقلق، والتهيج العصبي، والتجشؤ، والعرق الغزير، وارتعاش كل أجزاء الجسم.

ج. نبات القات

هو نبات معمر، ذو أوراق دائمة الاخضرار، ويبلغ ارتفاع شجرة القات ما بين متر، ومترين، أوراقها بيضاوية الشكل، مدببة الطرف، لها ساق قصير.

ويزرع القات على الساحل الأفريقي المطل على المحيط الهندي، ويستهلكه ربع سكان أفريقيا تقريباً، كما يتناوله عرب الشاطئ الجنوبي، والجنوب الغربي من البحر الأحمر، وتستهلك منه كميات ضخمة في اليمن، وعدن.

ويعود تأثير القات إلى أنه يحتوي على أكثر من عشرين مادة قلوية، وأحماض أمينية، تساعد على نشاط الجهاز العصبي نشاطاً ملحوظاً. وتصف نشرات منظمة الصحة العالمية القات بأن مستهلكيه بالملايين، ومن الصعب الإقلاع عن إدمانه، لأنه نبتة مهيجة، تقاوم تأثيرات الجوع والتعب.

ويتم تعاطي القات عن طريق المضغ، لاستخلاص عصارته، وبلع اللعاب، بعد أن يتم تخزينها في الفم فترة معينة، ويستعين متعاطيها أحياناً بشرب الماء من وقت لأخر، ثم يتكرر ذلك لفترة تستمر خمس، أو ست، ساعات.

ويؤثر القات في الجهاز العضوي لمتعاطيه، مما يؤدي إلى سرعة ضربات القلب، وارتفاع ضغط الدم، وحرارة الجسم، وإفراز كمية من العرق، كما يؤدي إلى اضطرابات هضمية ومعوية.

ويمر متعاطي القات بثلاث مراحل:

(1)          تنبيه الإدراك والحس في شعور بالسعادة، والانسجام.

(2)          تثبيط الإدراك، والقوى العقلية.

(3)          خمود القوى العقلية، مع ضعف الذاكرة.

د. نبات الكوكا

هي شجرة مورقة دائماً، ذات أوراق ناعمة، وبيضاوية الشكل. وتزرع الكوكا في الهند، وإندونيسيا، وجاوا، وسيلان، وجبال الإنديز في أمريكا الجنوبية، ويبلغ ارتفاعها بين مترين ومترين ونصف.

ويتم تعاطيها بالمضغ، وتؤدي إلى تنشيط الجهاز العصبي، ثم تخدير المعدة، فلا يشعر متعاطيها بالجوع، أو التعب. ويؤدي مضغ نبات الكوكا إلى شعور المتعاطي بالارتياح، والميل إلى التوافق والانسجام، وسهولة التفكير. ثم يعقب ذلك إحساس بالخمول، والاكتئاب، وارتفاع درجة الحرارة.

ج. الكوكايين

هو مسحوق أبيض ناعم الملمس عديم الرائحة، يستخرج من أوراق نبات الكوكا.

ويستعمل الكوكايين في الأغراض الطبية، لدى أطباء الأسنان، لتسكين آلام العمليات الجراحية في الفم والأسنان، كما يستخدمه الأطباء البشريون، كمخدر موضعي، أثناء العمليات البسيطة في الجلد، حيث يؤدي إلى انقباض الأوعية الدموية، فلا يصل إلى الجهاز العصبي المركزي، ويقلل فقدان المريض للدم. غير أن آثاره الضارة اكتشفت، عندما استخدمه المدمنون عن طريق الشم.

والمدمن تحت تأثير الكوكايين لا يشعر بالإرهاق والتعب، بل يستطيع أن يؤدي كمية كبيرة من العمل المتواصل، مع الإحساس بالنشاط، والقوة، والذاكرة الحادة، ويشعر بتنميل في اليدين والقدمين، وفقدان الإحساس بالأماكن، التي يلامسها المخدر، مثل الأنف، في مرحلة الإدمان بالشم، مما يؤثر على مراكز المخ العليا الخاصة بالسمع والإبصار، ويُخيل إليه وجود حشرات تزحف تحت الجلد، فيظل يهرش باستمرار، كالمصابين بمرض جلدي، وسرعان ما يسلب الكوكايين إرادة مدمنه، ويستعبده، ويحدث تدهوراً مستمراً في شخصيته وعقله وفكره وقدراته الذهنية.

2. المخدرات الصناعية

وهي المخدرات التي تحتاج إلى معاملة صناعية خاصة، وأغلبها يُستخلص من النباتات الطبيعية المخدرة.

أ. المورفين

في بداية القرن التاسع عشر، أصبح من الممكن تحليل مادة الأفيون، المستخلصة من نبات الخشخاش، كيميائيا، وتجزئتها، والحصول على المركبات المشتقة منها كالمورفين.

والمورفين عبارة عن مسحوق أبيض ناعم، غير بلوري، عديم الرائحة، مر المذاق، وأحياناً يكون على شكل سائل أبيض شفاف، ويعبأ في أواني زجاجية، وقد يكون في صورة أقراص. ويعتبر من أقوى المخدرات المانعة للألم، ولا تقاس قوة أي عقار صناعي آخر كمسكن للألم بقوة المورفين.

ويتم تعاطي المورفين بالبلع، أو مخلوطاً بالقهوة، أو الشاي، أو بالتدخين، أو بالحقن تحت الجلد. ويؤدي تعاطي المورفين إلى تسكين الألم، وضعف التنفس والسعال، ويسبب الاسترخاء والهدوء، والشعور بالنشوة أحياناً، وعند غيابه يصاب المدمن بالهياج العصبي الشديد، وإفراز العرق الغزير، وحكة مستمرة في الجلد.

ب. الهيروين

يعتبر الهيروين من أخطر العقاقير المخدرة، المسببة للإدمان، ذلك لأنه يحتوي على قوة تبلغ من ضعفين إلى عشرة أضعاف قوة المورفين، مما يجعله أكثر المخدرات طلباً عند المدمنين.

ويستخرج الهيروين من المورفين، بعد تسخين المورفين، مع كمية كبيرة من كلورو الاستيل. والهيروين مسحوق أبيض، عديم الرائحة، بلوري الشكل، يذوب في الماء، مر المذاق، ناعم الملمس.

وقد أثار اكتشاف الهيروين حماساً كبيراً في الأوساط الطبية لاستخدامه كترياق، ثم ما لبث أن ظهرت آثاره الضارة، فتوقف معظم الأطباء عن وصفه كدواء.

توجد عدة أنواع من الهيروين، منها:

(1)    قاعدة الهيروين، الجافة، وهي مادة صلبة، يمكن سحقها، ويراوح لونها بين الرمادي الشاحب، والبني الغامق، أو الرمادي الغامق، وتسمى بالهيروين الرقم (2).

(2)          الهيروين الرقم (3)، ويوجد على شكل حبيبات.

(3)          الهيروين الرقم (4)، ويوجد على شكل مسحوق دقيق أبيض، منقى بدرجات كبيرة.

(4)    يتم تعاطي الهيروين عن طريق الاستنشاق، أو الحقن تحت الجلد، أو بالوريد.

ويشعر متعاطي الهيروين بسعادة زائفة، وفتور، ويحلق في عوالم أخرى، ولكن، بعد ساعات قليلة، سرعان ما يشعر بالخمول، ويبدأ إحساساً بالحاجة إلى النوم.

ويسبب تعاطي الهيروين اعتماداً نفسياً وعضوياً، أشد من المورفين، فيورث الإدمان، بسرعة أكثر من أي مخدر آخر. ومن النظريات التي توضح الأثر القاتل لإدمان الهيروين، نظرية (الأندروفين)، نظائر الأفيون الطبيعية داخل جسم الإنسان، فقد أزاحت الأبحاث العلمية المكثفة، للتعرف على أسرار الإحساس بالألم لدى الإنسان، الستار عن حقائق علمية مهمة، تضيف اقتناعاً جديداً بقدرة الله، سبحانه وتعالى، ورحمته بالإنسان، ذلك أنه تم اكتشاف بعض الأحماض الأمينية، في مخ الإنسان لها تركيب كيماوي يقارب المورفين، أو له خواصه الفسيولوجية نفسها، بل وأقوى مئات المرات، وسميت هذه المادة باسم (أندروفين)، أي الأفيون الداخلي. وبسبب هذه المادة، لا نشعر بالألم، عند الصدمات الخفيفة، التي نتعرض لها في حياتنا، كما أنها تعمل على تخفيف آلام الجسم المختلفة، وعلى ذلك نشأت النظرية الآتية:

"عند تعرض المستقبلات العصبية في المخ إلى جرعات متكررة من الهيروين، تتوقف خلاياه عن الإنتاج، ويعتمد الجسم تماماً على جرعات الهيروين الخارجية للقيام بوظائف تلك المادة العصبية. ولمَّا كان من خصائص الهيروين أنه يستلزم من المدمن زيادة الجرعة بحثاً عن الراحة المنشودة والأحلام. فإن المدمن يصبح غير قادر على الحياة، من دون الهيروين.

3. المخدرات التخليقية

وهي العقاقير التي يتم استخلاصها بالتفاعلات الكيميائية. ومنها ما يسبب التنبيه الشديد للجهاز العصبي، وهي ما تسمى بالعقاقير (المنبهة) ومنها ما يسبب الهبوط والهدوء، وهي ما تعرف بالعقاقير (المهدئةومنها ما يؤدي إلى اختلال الإدراك، أو الانفصال في التفكير والسلوك، والوظائف الحركية، وهي ما تسمى بعقاقير (الهلوسةوكلها ينجم عنها مشاكل تضر بحالة الفرد، والمجتمع، معاً.

أ. عقاقير الهلوسة

وتضم مواد متنوعة، تنتمي إلى مجموعات كيميائية، وفارماكولوجية متغايرة، ولكن تجمعها خاصية إحداث الهلوسة. وأهم هذه المواد، عقار (ال.اس.دي) (L.S.D.)، وهو مادة عديمة اللون والرائحة، وتوجد في شكل مسحوق، وأقراص، وكبسولات، وحقن.

ويؤدي تعاطي هذا العقار إلى الشعور بالقلق، وعدم الطمأنينة، والاضطراب السمعي والبصري، وفقدان الشعور بالزمان والمكان، ويؤدي إلى الاعتماد النفسي دون الجسدي، مما يجعل أمر الابتعاد عنه ممكناً.

ب. العقاقير المنشطة (المنبهة): الأمفيتامينات

هي عقاقير مخدرة، من خواصها تنشيط الجهاز العصبي، وعدم إحساس الفرد بالإرهاق، أو النوم، ويشعر متعاطيها بالنشوة، والحيوية، والرغبة في العمل، والزيادة في التركيز، ولذلك، فإنها تنتشر بين الطلبة، والرياضيين، والحرفيين.

ج. العقاقير المهدئة (المنومة): الباربيوترات

هي عقاقير مخدرة، تستعمل طبياً لعلاج الأرق، وكمضادات للصرع والتشنجات، ويمكن أن تكون ذات تأثير سريع، إذا تناولها الفرد بكميات كبيرة، فيشعر بالكسل، والتلعثم في الكلام، وفقدان الاتزان، ويشبه تأثيرها تأثير الكحوليات.

وأعراض الامتناع عنها أكثر قسوة من الهيروين، وتشمل الضعف، ونوبات الهذيان، وارتفاع درجات الحرارة، ونوبات مفاجئة مشابهة للصرع، وقد تؤدي إلى الوفاة.