إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات اجتماعية ونفسية / الكبت









أضرار الكبت

أضرار الكبت

       يؤدي الإسراف في استخدام الكبت، آلية دفاعية، إلى مضار كثيرة على الصحة النفسية للفرد، من أهمها ما يلي:

  1. خداع النفس: إن إنكار الدافع يثني الفرد عن مواجهته، وتناوله بحكمة، والتماس النصح والتوجيه لمواجهته. فمن يكبت شعوره بالنقص ـ على سبيل المثال ـ لا يعترف بنقصه، وبالتالي لا يسعى إلى تقويم هذا النقص وعلاجه.
  2. انشطار الشخصية: قد يشطر الكبت شخصية الفرد إلى شطرين متنازعين: شطر يريد وشطر لا يريد، شطر يكره وشطر يحب … وهكذا. مما يولد لدى الفرد صراعاً نفسياً بين الشعور وعدم الشعور، قد يترتب، عليه، توتر نفسي.
  3. العقد النفسية: قد تؤدي الدوافع المكبوتة إلى تكوين ما يعرف بالعقد النفسية، لدى الفرد. والعقدة النفسية حالة غير شعورية، قد لا يفطن الفرد إلى وجودها، ولا يعرف منشأها، وإنما يشعر بآثارها، كالقلق والشكوك. كما أنها تضغط على الفرد، في محاولة للظهور والتعبير عن نفسها. وقد ترغم الفرد على اتباع أساليب شاذة من السلوك، كعقدة النقص.
  4. تبديد الطاقة النفسية واستنزافها: الكبت عملية ناقصة. فنقل المواد المستكرهة، والمحظورة، والمؤلمة للفرد، من الشعور، إلى غير الشعور لا يعني الخلاص النهائي منها، إذ تبقى كامنة، تتحين الفرصة للنفاذ، مرة أخرى، إلى الشعور، إلا أنها تواجه بالمقاومة من الأنا. وهذا يستهلك جزءاً من طاقة الأنا، فتنقص وتضعف تدريجياً. وعندما تعجز الأنا وتنهار، دفاعاتها، فإن المكبوتات قد تنجح في التعبير عن نفسها، ولو بشكل مقّنع ورمزي، تمويهاً للأنا، وخداعاً لها، وإرضاءً للدفعات الغريزية للهُو، ومن دون إثارة للأنا الأعلى (الضمير)، كما في بعض الأعراض المرضية، كالهستيريا، التي يعد الكبت آليتها الأساسية.

       وتؤثر المكبوتات في سلوك الفرد، وتظل واحدة من أهم موجهاته، بشكل مباشر. وتفلت المكبوتات في بعض الأحيان من رقابة الأنا، فتعبر عن نفسها بطريقة مموهة، من خلال آليات عمل الحلم، كالتكثيف، والإزاحة، والرمزية، ومن خلال زلات القلم، وهفوات اللسان.

       والكبت عملية ناقصة؛ لأنه لا يكفل التخلص النهائي من المواد الغريزية المحظورة، بل إنها تظل حية في قاع الحياة النفسية، تتحين الفرصة للنفاذ، مرة أخرى، إلى الشعور. كما أنه حيلة وهمية خادعة، تشعر الأنا بالراحة المؤقتة، بصورة تعميها عن إدراك نقائصها وعيوبها. وهو لا يتعامل مع مصادر الإحباط والصراع، بشكل مباشر، وبالتالي فإنه ـ على المدى البعيد ـ لا يقضي تماماً على القلق والتوتر. ولهذا يتبع، الكبت، سلسلة من الحيل الدفاعية، كالإسقاط، والتقمص، وأحلام اليقظة، التي تعبر المكبوتات، من خلالها، عن نفسها، بصور، وأشكال قهرية، ورمزية غريبة.

       والإسراف في استخدام الآليات الدفاعية، التي من أهمها الكبت، يؤدي إلى إضعاف وظيفتها الأصلية، المتمثلة في حماية الأنا، من التهديد والقلق. كما يؤدي إلى إنهاك الأنا واستنزاف طاقتها، ومن ثم إضعافها وانهيارها، فتصبح عاجزة عن النمو والارتقاء وبالتالي يصبح الفرد فريسة للأمراض والاضطرابات النفسية والعقلية.