إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات اجتماعية ونفسية / الاسترخاء









1

1. تعريف الاسترخاء[1]

          الاسترخاء Relaxation حالة من توقف النشاط العضلي والذهني، طلباً للراحة. وكلما استطاع الإنسان أن يُوقف كل أنشطته العضلية، لتسترخي العضلات تماماً، ولا يكون فيها أي درجة من الانقباض أو التوتر، حقق شعوراً أكثر بالراحة الجسمانية. وعندما يستطيع الإنسان أن  يبعد تماماً عن عقله كل الأفكار، ويتجنب كل الانفعالات والمشاعر الباعثة على التوتر العصبي، فإنه يُحقق الاسترخاء الذهني. ويُلاحظ أنه يصعب الفصل بين الاسترخاء الجسماني والذهني. فعندما ينشغل الذهن بأفكار معيّنة باعثة على الانفعال، فإن هذا ينعكس على العضلات، التي تتوتر طبقاً لدرجة الانفعال. وكثيراً ما نشاهد شخصاً، يرقد في سريره، محاولاً الاسترخاء البدني، ولكنه لا يُحققه، بسبب نشاط عقله، الذي يؤرقه ويقلقه، ويحدث له درجة من التوتر في صورة انقباض طفيف للعضلات، مصحوب بحركات عضلية لا تكاد ترى في أجزاء كثيرة من جسمه، مثل جبهته وعضلات عينيه. كما أن معدل نبضات قلبه مرتفع مقارنة بحالة الاسترخاء، وكذلك ضغط الدم ودرجة الحرارة. وأما التنفس، فغير منتظم، وضيق المدى، لا تتمدد فيه الرئتان إلى أقصى مدى، إلا في تنهدات متفرقة.

          وكثيرون ممن يدخنون، لجأوا إلى التدخين، أول الأمر، لتقليل التوتر، فساعدهم التدخين أن يتنفسوا بصورة طبيعية، يملأون فيها رئاتهم، ثم يُخرجون الهواء ببطء، فتُحقق لهم الاسترخاء إلى درجة ما، فظنوا أن التدخين هو الذي يُحدث ذلك، ولكن تنظيم التنفس، هو الذي قلّل توترهم.

          والأمثل أن يأتي الاسترخاء من الداخل إلى الخارج، أي أن يهدأ ذهن الإنسان (أي نشاطه العقلي) وانفعالاته، فتتوقف الشحنات الكهربائية في أعصابه الطرفية، فترتخي العضلات تماماً، وتحدث حالة الاسترخاء. ولكن يكون الذهن، أحياناً، مشغولاً، والإنسان في حاجة إلى راحة. ولذا، ابتكرت تمرينات للاسترخاء، يتعلم خلالها الشخص كيف يرخي عضلاته الإرادية، وصولاً إلى هدوء مماثل في الأحشاء الداخلية، آملاً أن تهدأ الانفعالات. وهذا استرخاء من الخارج إلى الداخل، يمكن اكتسابه بعد فترة من التدريب، وله فنيات عديدة، ومتخصصون يعملون به.

          ومن الملاحظ أننا نعيش عصراً، يزيد فيه التفكير ونشاط العقل، إذ اتسعت المعارف والأنشطة الذهنية اتساعاً شاسعاً، وتقدمت الآلة، وأصبحت تقوم بأغلب الأنشطة البدنية. فالمشي، مثلاً، قامت به السيارة نيابة عنا. وكذلك صعود السلم، كفانا إياه المصعد. وترتب على ذلك نقص الطاقة البدنية المبذولة، مقارنة بالعصور السابقة. وهو ما جعل العضلات لا تخرج جميع طاقتها وشحنتها، فتظل فيها شحنة كهربائية لا تسمح للعضلات بالاسترخاء التام، وهو ما نعرفه بالتوتر البدني. ويحتاج هذا إلى إخراج تلك الشحنة في العضلات، بالمجهود البدني في صورة مشي أو ممارسة رياضة بدنية. ويُلاحظ أن العامل، الذي يبذل طاقة بدنية عالية في عمله، يسترخي وينام ملء جفنيه، مقارنة بالموظف الجالس إلى مكتب، يعمل عقله، من دون جسده. فكلما أخرجنا الطاقة البدنية، استطعنا الاسترخاء أفضل، وهذه أهمية ممارسة الأنشطة الرياضية والمشي، في عصرنا الحالي.



[1]  الاسترخاء أو التراخي Relaxation هو حالة انفعالية تتسم بالتوافق النسبي بين مكونات الشخصية والواقع الخارجي. وتُمثل حالة من النشوة بدرجة أو أخرى، عندما يتحرر الفرد من التوتر.