إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات اجتماعية ونفسية / الأحلام









أنواع الأحلام

أنواع الأحلام

      ويمكن أن نقسم الأحلام إلى الأنواع الآتية:

  1. حلم يُحقق رغبة: وهو الحلم الذي يأتي لإشباع رغبة، يتمنى الإنسان تحقيقها. وهذا النوع من الأحلام، يكثر لدى الأطفال، الذين يحلمون بما يتمنون، مثل الطفل الذي وعده والده بشراء دراجة، يحلم كل ليلة أنه يركب الدراجة. وهذا النوع هو ما يُقال عنه (الجوعان يحلم بسوق العيش).
  2. حلم يُشبع حاجة بيولوجية: كحلم النائم الشاب، الذي تلح عليه الرغبة الجنسية، فيحلم بإشباعها من خلال الحلم. أو النائم الذي تمتلئ مثانته، فيحلم بإفراغها. أو النائم العطشان، فيحلم بالبحث عن الماء والارتواء منه.    
  3. حلم يُحافظ على النوم: وهو الذي تتحول فيه المثيرات الخارجية إلى حلم. مثل من ينام ثم أتى إلى جواره من يتحدثون، فيتحول كلامهم إلى حلم يعايشه النائم، حفاظاً على النوم. أو من ينام في الظلام، ثم يدخل شخص الغرفة فيشعل ضوءها، فيسقط على عين النائم، فيحلم بنيران مشتعلة أو حريق، حفاظاً على استمرارية النوم.

      وقد يهدف الحلم إلى أكثر من معنى، فيحافظ على النوم، في الوقت نفسه، الذي يشبع فيه حاجة بيولوجية. مثل الذي يشعر بالعطش أثناء نومه، ويحلم بأنه يبحث عن الماء، ثم يجده ويرتوي، حلماً، ولكن يظل العطش كحاجة بيولوجية، لم يتم إشباعها، فيستمر كمثير داخلي يعمل على إيقاظ النائم.

  1. حلم يتنبأ بالغيب: وهذا النوع من الحلم، يُطلق عليه الرؤيا. وفيه قد يجتاز الشخص حاجز الغيب الزماني، إذ يرى أشياء قبْل أن تحدث في الواقع، أو يجتاز حاجز الغيب المكاني، فيرى أشياء وقعت فعلاً في مكان آخر من العالم، وهو لا يعلم عنها شيئاً، ثم يعلم أن ما رآه في حلمه قد وقع بالفعل. وهذا النوع من الحلم (الرؤيا) هو الذي قال عنه الرسول – صلى الله عليه وسلم: "لم يبق من النبوة إلا المبشرات، قالوا: وما المبشرات؟ قال: الرؤيا الصالحة" (رواه البخاري: 6475). ومن أمثلة الرؤيا ما قصّه علينا القرآن الكريم في سورة يوسف، في قوله تعالى: )إِذْ قَالَ يُوسُفُ لأَبِيهِ يَاأَبَتِ إِنِّي رَأَيْتُ أَحَدَ عَشَرَ كَوْكَبًا وَالشَّمْسَ وَالْقَمَرَ رَأَيْتُهُمْ لِي سَاجِدِينَ (4) قَالَ يَابُنَيَّ لاَ تَقْصُصْ رُؤْيَاكَ عَلَى إِخْوَتِكَ فَيَكِيدُوا لَكَ كَيْدًا إِنَّ الشَّيْطَانَ لِلإِنْسَانِ عَدُوٌّ مُبِينٌ( (يوسف: 4-5). ثم قبل نهاية السورة، يورد القرآن الكريم قوله تعالى: ) وَرَفَعَ أَبَوَيْهِ عَلَى الْعَرْشِ وَخَرُّوا لَهُ سُجَّدًا وَقَالَ يَاأَبَتِ هَذَا تَأْوِيلُ رُؤْيَا يَ مِنْ قَبْلُ قَدْ جَعَلَهَا رَبِّي حَقًّا( (يوسف: 100). ومن أمثلة الرؤيا، كذلك، ما ورد في السورة عينها، في قوله تعالى: )وَقَالَ الْمَلِكُ إِنِّي أَرَى سَبْعَ بَقَرَاتٍ سِمَانٍ يَأْكُلُهُنَّ سَبْعٌ عِجَافٌ وَسَبْعَ سُنْبُلاَتٍ خُضْر ٍ وَأُخَرَ يَابِسَاتٍ( (يوسف: 43). . ثم يفسره يوسف – عليه السلام- كما ورد في قوله تعالى: )قَالَ تَزْرَعُونَ سَبْعَ سِنِينَ دَأَبًا فَمَا حَصَدْتُمْ فَذَرُوهُ فِي سُنْبُلِهِ إِلاَّ قَلِيلاً مِمَّا تَأْكُلُونَ (47) ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ سَبْعٌ شِدَادٌ يَأْكُلْنَ مَا قَدَّمْتُمْ لَهُنَّ إِلاَّ قَلِيلا ً مِمَّا تُحْصِنُونَ (48) ثُمَّ يَأْتِي مِنْ بَعْدِ ذَلِكَ عَامٌ فِيهِ يُغَاثُ النَّاسُ وَفِيهِ يَعْصِرُونَ( (يوسف: 47-49). وتحقق تفسير يوسف، وأنقذت رؤيا الملك وتفسير يوسف لها، مصر من مجاعة لعدة سنوات بفضل الله.

      ومن هاتين الرؤيتين، اللتين أوردهما القرآن الكريم، نرى أن تفسير الرؤيا لا يقدر عليه إلا من أوتي علماً وحكمة. كما يعتمد الحلم (أو الرؤيا) على الموقف النفسي لصاحبه؛ فقد يرى شخصان أحداث حلم واحد وصوره، ولكن يُفسر كل منهما بشكل مختلف عن الآخر، حسب موقفه النفسي ودوافعه اللاشعورية.