إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات اجتماعية ونفسية / أهداف اجتماعية









الخيال

أهداف اجتماعية

Social Goals

تُعرف الأهداف الاجتماعية، بشكل عام، بوصفها الرغبات أو النتائج المراد الوصول إليها بإجراءات ووسائل مختلفة ومتنوعة، تؤدي إلى إحداث تغييرات مقصودة. ومن أجل الوصول إلى الأهداف الاجتماعية والثقافية، فقد قسم ميرتون الجماعات الإنسانية إلى قسمين، هما:

1. جماعات تركز كل اهتمامها على الأهداف الاجتماعية والثقافية؛ بينما تهمل الوسائل النظامية لتحقيق هذه الأهداف.

2. جماعات تركز كل اهتمامها على الوسائل النظامية، حتى وإن كان ذلك على حساب الأهداف المحددة اجتماعياً وثقافياً، وهي جماعات تبالغ في تطبيق المعايير النظامية، وتتميز بالامتثال المفرط Over Conformity لها.

وفي هذا الصدد يوجد عنصران لهما أهمية مباشرة، ضمن عناصر البناءات الاجتماعية والثقافية المختلفة، ويتميز كل عنصر منهما بأنه منفصل عن الآخر على المستوى التحليلي، وإن كانا يتكاملان معاً في الواقع الملموس. وهذان العنصران هما:

1. عنصر يتمثل في الأهداف والغايات والمصالح المحددة ثقافياً، والتي تعد بمثابة أهداف اجتماعية مشروعة لجميع أعضاء المجتمع على اختلاف مواقعهم فيه، وهي تشكل إطاراً مرجعياً للطموح.

2. عنصر يتمثل في المعايير النظامية، حيث تعمل كل جماعة اجتماعية على تحقيق أهدافها الاجتماعية باستخدام مجموعة قواعد وأساليب تمتد جذورها إلى الأعراف أو النظم، وتتعلق بالإجراءات المسموح بها للتحرك نحو هذه الأهداف.

إن القول بأن الأهداف الاجتماعية والأساليب النظامية تعمل معاً لتشكل الممارسات السائدة، ليس معناه أن هناك علاقة متسقة وثابتة دائماً بينهما. فقد يختلف التأكيد على بعض الأهداف، عن درجة التأكيد على الوسائل النظامية. فقد ينشأ تركيز شديد جداً على قيمة بعض الأهداف، يصحبه اهتمام ضئيل، نسبياً، بالوسائل المفروضة نظامياً من أجل الوصول إلى هذه الأهداف. وهذا يمثل نموذجاً للثقافة التي وصفها ميرتون بأنها "سيئة التكامل Malintegration". أما النموذج المقابل له، فيوجد في المجتمعات التي تعد أنشطتها بمثابة ممارسات تنجز من أجل ذاتها فقط، ما يؤدي إلى فقدها لأهدافها الاجتماعية الأكثر أهمية.

وهنا يصبح الإذعان للسلوك المفروض نظامياً مسألة شعائرية، أو طقوسية خالصة؛ كما يمثل الامتثال التام والمطلق، قيمة محورية تُقصد لذاتها.

ويرى ميرتون أنه في حالة تقبل أفراد المجتمع لكل من الأهداف الاجتماعية والأساليب النظامية بالدرجة نفسها، فإن حالة من الاستقرار والتناغم ستسود المجتمع، نظراً لتمسك أكثر أفراد المجتمع بهذه الأهداف وتلك الأساليب.

أما عندما يُدفع الأفراد إلى تركيز اهتماماتهم العاطفية والانفعالية، على الأهداف المطلوبة اجتماعياً، مع عدم التركيز على الدعم العاطفي الملائم للأساليب المقررة للتوصل إلى هذه الأهداف، فإن هذا يُعرف بالنموذج المتطرف، الذي يظهر منه تأكيد كبير على أهداف النجاح، دون تأكيد موازٍ على الوسائل النظامية. ومثال ذلك ما يحدث في الثقافة الأمريكية، التي تؤكد على حتمية النجاح، أو الكسب المالي. كما أن ممثلي المجتمع، الذين يتمتعون بالتبجيل والهيبة الاجتماعية، يدعمون هذا التأكيد الاجتماعي بصفة مستمرة، (وليس أدل على ذلك من أن مؤسسات المجتمع الأمريكي، وأهمها الأسرة والمدرسة ومكان العمل، لا تتوقف عن تأكيد قيمة الثراء كرمز أساسي للنجاح، في الموقف نفسه الذي لا يحدث فيه تأكيد مطابق على القنوات الشرعية الموصلة إلى هذا الهدف). ما يؤدي إلى الانحراف عن تحقيق هذه الأهداف الاجتماعية بالوسائل المشروعة، التي أقرها المجتمع ونسق القيم السائدة فيه.