إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات صحية وغذائية / الموسوعة الصحية المصغرة / الدم





وظيفة الهيموجلوبين
نخاع العظم
مرور الدم داخل الأوعية
مرور الدم داخل شعيرة دموية
الجلطة الدموية
الشعيرات الدموية
تركيب الأوردة
تركيب الهيموجلوبين
تركيب الشرايين
تركيب جدار الأوعية الدموية
تكوين الشعيرات الدموية
خلايا ليمفاوية
خلايا أكولة
خلايا الدم البيضاء
خلايا دم بيضاء متعادلة الصبغة
خلايا دم بيضاء حمضية الصبغة
خلايا دم بيضاء قاعدية الصبغة
خطوات تكوين الجلطة
شبكة الشعيرات الدموية
صفيحة دموية
كرات الدم الحمراء
كرات الدم الحمراء في حالة الأنيميا
قياس ضغط الدم
قطاع عرضي في شريان




جدول توصيف الأشكال

2. تركيب الدم

يتركب الدم من جزأين رئيسيين، هما: سائل البلازما، والخلايا.

أ. البلازما Plasma: وهو سائل لزج، لونه أصفر، يتكون أغلبه من الماء، بنسبة 90%، وتشكل البروتينات 8% منه. وتقع بروتينات البلازما في ثلاث مجموعات رئيسية هي:

(1) ألبيومين Albumin: وهو الذي يعطي الدم لزوجته، ويمد الأنسجة باحتياجاتها البروتينية.

(2) جلوبيولين Globulin: وهو ضروري لتكوين الأجسام المناعية المضادة للميكروبات.

(3) فيبرينوجين Fibrinogen: وهو ضروري لتخثر الدم.

كما توجد مواد أخرى في البلازما، مثل: الجلوكوز، والأملاح، والغازات.

ب. خلايا الدم

(1) كرات الدم الحمراء "Red Blood Corpuscles "Erythrocytes

وهي عبارة عن خلايا مستديرة، مقعرة الوجهين، يبلغ قطرها من 7 إلى 8 ميكرون[1]، وتفتقر كرات الدم الحمراء- على الرغم من تصنيفها كخلايا- إلى النواة؛ لذا أطلق عليها مصطلح كرات Corpuscles (أُنظر شكل كرات الدم الحمراء). وتتكون كرات الدم الحمراء، أثناء تكوين الجنين، في الطحال، والكبد، والعقد الليمفاوية. أما بعد الولادة، فتتكون في نخاع العظم (أُنظر شكل نخاع العظم)، ثم تغادره عقب اكتمال نضجها وتخصصها، ولهذا السبب لا تنقسم كرات الدم الحمراء، ويكون مصيرها الموت خلال 120-150 يوماً. ويقدر العلماء أن قرابة عشرة ملايين كرة حمراء تتحطم في الثانية الواحدة، إلا أن نخاع العظام يعوض هذا الفقد. ويتوقف عدد كرات الدم الحمراء في الإنسان على عدة عوامل، منها: العمر، والجنس، والحالة الصحية، وارتفاع المكان الذي يعيش فيه الإنسان عن سطح البحر. وفي المعدل يبلغ عددها قرابة 5.4 مليون كرة/سم3 من الدم. ويقل هذا العدد في الإناث، فيكون 4.7 مليون كرة/ سم3.

وكرات الدم الحمراء مُترعة بمادة حمراء تسمى الهيموجلوبين Hemoglobin أكسبت الدم لونه الأحمر القاني، وأمدت خلايا الجسم بالحياة. وتتكون هذه المادة من جزئيات بروتين يسمى الجلوبين Globin، يربط بينها جزيء من عنصر الحديد Heme (أُنظر شكل تركيب الهيموجلوبين)، فتصير مركباً قادراً على الاتحاد بكل من الأكسجين وثاني أكسيد الكربون إذا وجد أيهما بكثرة. فإذا وجد الأكسجين بكثرة على نحو ما يحدث في الرئة، قام الهيموجلوبين بطرد ثاني أكسيد الكربون والاتحاد بالأكسجين. أما إذا توفر غاز ثاني أكسيد الكربون الخارج من خلايا الجسم، لفظ الهيموجلوبين الأكسجين، واتحد بثاني أكسيد الكربون لكي يتخلص منه في الرئتين، ومنهما إلى خارج الجسم (أُنظر شكل وظيفة الهيموجلوبين).

وجزيء الهيموجلوبين المتحد مع الأكسجين يسمى أوكسي هيموجلوبين، ويتميز بلونه الأحمر القاني وهو اللون المميز لدم الشرايين. أما الدم الخالي من الأكسجين، مثل الدم الموجود في الأوردة،  فيميل إلى الزرقة.

وهناك بعض المواد مثل النيكوتين الموجود في السجائر، وبعض السموم الأخرى تعمل على تحويل مادة الهيموجلوبين إلى مادة الميتهيموجلوبين Methemoglobin، وهي مادة غير قادرة على الاتحاد بالأكسجين بنفس الكفاءة السابقة، الأمر الذي يؤدى إلى ضيق التنفس، ونقص في كمية الأكسجين الواصل إلى الخلايا، وبالتالي خلل في نشاطها الحيوي.

وإذا قل عدد كرات الدم الحمراء، أو قل تركيز الحديد بها، أو حدث نقص في الهيموجلوبين، قلت قدرة الدم على القيام بالتبادل الغازي، الأمر الذي يؤدي إلى صعوبة تكسير الغذاء وبناء الأنسجة الجديدة، ومن ثم إحساس بالضعف والهزال. ويطلق على هذه الحالة فقر دم (أنيميا) (أُُنظر شكل كرات الدم الحمراء في حالة الأنيميا).

ويحتاج الجسم لتكوين كرات الدم الحمراء وما بها من هيموجلوبين إلى عنصر الحديد، الذي يعمل على ربط الأكسجين بجزيء الهيموجلوبين. ومن ثم يُعدُّ الحديد من العناصر الضرورية لجسم الإنسان. ويفقد الإنسان يومياً كميات قليلة من عنصر الحديد عن طريق البول والبراز، كما تفقده الإناث خلال الدورة الشهرية؛ ولذلك لابد من تعويض الحديد المفقود عن طريق تناول الأغذية الغنية به، مثل: الكبد، واللحوم، والسبانخ. كما يحتاج الإنسان إلى عديد من الفيتامينات الأخرى، مثل: حمض الفوليك، وفيتامين (B12) الضروريين لصحة وسلامة نخاع العظم، وزيادة قدرته على تكوين كرات دم حمراء جديدة.

(2) خلايا الدم البيضاءWhite Blood Cells "Leukocytes"

وهى خلايا حقيقية ذات أنوية، تخصصت للقيام بمهام ووظائف كثيرة، يحمل لنا العلم الحديث كل يوم الجديد عنها.

وتتكون خلايا الدم البيضاء في نخاع العظم، وهي في ذلك تشبه كرات الدم الحمراء، إلا أنها - بعكس كرات الدم الحمراء - تؤدى وظائفها في الأنسجة المختلفة وليس في الدم وبذلك يزيد تركيزها في الأنسجة عنها في الدم.

ويراوح عدد خلايا الدم البيضاء في جسم الإنسان البالغ بين 5 إلى 10 آلاف خلية لكل مليلتر من الدم، ويمثل هذا العدد نسبة لا تتجاوز 1% من حجم الدم الكلي.

ويوجد نوعان من خلايا الدم البيضاء، الأول: يسمى بالخلايا الحبيبية Granulocytes ويظهر داخل مادتها الخلوية "السيتوبلازم" حبيبات كثيرة العدد، والآخر: يسمى بالخلايا اللاحبيبية Agrnulocytes وتكون الحبيبات داخل مادتها الخلوية قليلة العدد، بحيث لا يمكن رؤيتها بوضوح.

(3) الخلايا الحبيبية Granulocytes

وأشهر هذه الخلايا هي

(أ) الخلايا متعادلة الصبغة Neutrophils (أُنظر شكل خلايا دم بيضاء متعادلة الصبغةوسميت بهذا الاسم نظراً إلى أن حبيباتها قليلة القابلية لالتقاط الصبغة والتلون بها. وهى ذات نواة متعددة الفصوص، بحيث تظهر عديدة الأنوية. وتمثل هذه الخلايا الخط الأول للدفاع عن الجسم ضد الميكروبات التي تصل إلى الدم، فهي أول نوع من الخلايا البيضاء تقوم بمهاجمة الميكروبات ومحاولة القضاء عليها. وتشكل هذه الخلايا نسبة 75% من خلايا الدم البيضاء.

(ب) الخلايا حَمْضية الصبغة Eosinophils (أُنظر شكل خلايا دم بيضاء حمضية الصبغة)، وسميت بهذا الاسم لأن حبيباتها تلتقط الجزء الحمضي من الصبغة، وتتلون باللون الأحمر. وهى تلعب دوراً في الدفاع عن الجسم ضد غزو الطفيليات، وخصوصاً الديدان المختلفة، وتمثل هذه الخلايا 4% من مجموع خلايا الدم البيضاء.

(ج) الخلايا قاعدية الصبغة Basophils (أُنظر شكل خلايا دم بيضاء قاعدية الصبغة)، وسميت بهذا الاسم لأن حبيباتها تلتقط الجزء القاعدي من الصبغة، وتتلون باللون الأزرق، ويرجح أن لها دوراً مشاركاً في محاربة الميكروبات المختلفة، وتشكل هذه الخلايا نسبة 0.5 % من مجموع خلايا الدم البيضاء.

(4) الخلايا اللاحبيبية Agranulocytes، وهي نوعان:

(أ) الخلايا الأحادية Monocytes (أُنظر شكل خلايا أكولة)، وهى أكبر خلايا الدم البيضاء حجماً، وبعد تكوينها وتواجدها في الدم تتحول إلى الخلايا الأكولة العملاقة Macrophages التي تقوم بالتهام الميكروبات وهضمها داخلها، والقضاء عليها، كما أنها تقوم بتحفيز بقية خلايا الدم البيضاء وإثارتها لمهاجمة الميكروبات.

(ب) الخلايا الليمفاوية Lymphocytes؛ (أُنظر شكل خلايا ليمفاوية)، وهى نوعان: الخلايا البائية (B-Cells)، والخلايا التائية (T-Cells) ويعمل كلا النوعين على القيام بدور أكثر تخصصاً في مكافحة الغزو الميكروبي للجسم؛ إذ يقومان بإنتاج الأجسام المضادة، والاحتفاظ بذاكرة مناعية للميكروبات التي هاجمت الجسم.

ج. الصفائح الدموية Blood Platelets "Thrombocytes"

وهي عبارة عن جسيمات متجانسة تشبه العصيات (أُنظر شكل صفيحة دموية)، خالية من النواة، وتنفصل من سطح خلايا خاصة في نخاع العظام. وتقوم الصفائح الدموية بوظيفة شديدة الأهمية؛ إذ تكون بمثابة الخلية الأساسية التي تقوم بعملية تخثر الدم اللازمة لوقف النزيف في حالة الجروح.

عندما يكون الدم في حالة حركة مستمرة داخل الأوعية الدموية في جسم الإنسان، ينتج الكبد مادة يطلق عليها الهيبارين Heparin تحافظ على بقاء الدم في حالته السائلة، دون تجلط (تخثر)، ويتجنب بذلك حدوث انسداد في شرايين الأعضاء الهامة مثل القلب أو المخ.

أما إذا حدث جرح في جدار أحد الأوعية الدموية فإن الدم سرعان ما يُكَوِّن سداداً متيناً، يُسمى "الجلطة"، فيمنع جريان الدم خارجها (أُنظر شكل الجلطة الدموية). ويكون ذلك عن طريق البلازما التي تحتوي على بروتينات تسمى عوامل التجلط "التخثر" وهي موجودة في صورة غير نشطة، فإذا ما حدث جرحٌ في الوعاء الدموي، أطلق الوعاء المقطوع والصفائح الدموية الملامسة لمكان الجرح، إنزيماً نشطاً يسمي الثرومبوكاينيز Thrombokinase الذي يتفاعل مع مادة الهيبارين، ليعطل مفعولها فيصبح الدم حينئذٍ قابلاً للتجلط.

ثم يقوم إنزيم الثرومبوكاينيز بمساعدة أيونات الكالسيوم، بتحويل مادة بروتينية منحلة في بلازما الدم تسمى بروثرومبين Prothrombin، وهي مادة غير نشطة، إلى مادة ثرومبين Thrombin النشطة. ويؤثر الثرومبين على بروتين آخر في بلازما الدم يسمى فايبرينوجين (Fibrinogen)، فيحوله إلى بروتين الفايبرين Fibrin، الذي تتكتل جزيئاته، لتنتج شبكة من الألياف تحاصر خلايا الدم الحمراء، الأمر الذي يؤدي إلى تكون الجلطة الدموية، وتوقف النزيف (أُنظر شكل خطوات تكوين الجلطة).

ويمكن تمثيل عملية تجلط الدم التي تحدث في غضون 5-10 دقائق على الشكل التالي:

 

 



[1] الميكرون = 1/1000 ملليمتر.