إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات علمية / الصرف الصحي





معالجة مياه الصرف الصحي
خطوات المرحلة التمهيدية
خطوات المعالجة المتقدمة
خطوات المعالجة الثانوية




مقدمة

المقدمة

هو التخلص من كل مخلفات الإنسان، سواءً كانت ناتجة من استخدام منزلي في الغسل والتنظيف، أو من استخدام شخصي مثل الاستحمام، بالإضافة إلى الفضلات والقاذورات. وكما تحتوي مياه الصرف الصحي على فضلات الإنسان ومخلفاته، فهي تحتوي كذلك على نسبة كبيرة من الكيماويات السامة، التي يستخدمها الإنسان في الغسل والنظافة والتخلص من الحشرات.

وتحتوي مياه الصرف الصحي، كذلك، على نسبة عالية من الأملاح، فبول الإنسان، مثلاً، يحتوي على نسبة عالية من اليوريا، والأملاح الضارة بالجسم، التي يتخلص منها بطرحها إلى الخارج. كذا يحتوي البول، في بعض الأحيان، على بويضات لبعض الطفيليات، مثل البلهارسيا، وبعض أنواع الميكروبات. أما الغائط، ففضلاً عن احتوائه على مخلفات الطعام والمواد الصلبة، التي لا يستطيع الجسم هضمها، فإنه يحتوي على البكتيريا والفيروسات المعوية، ومنها: فيروس شلل الأطفال، بالإضافة إلى بيض وأطوار كثير من الطفيليات.

ويتخلص الإنسان من مياه الصرف الصحي، بوسائل عدة، منها: صرفها في المسطحات المائية، مثل: البحار والمحيطات، أو صرفها في الصحاري والأراضي غير المسكونة. إلا أن التخلص من مياه الصرف الصحي، التي لم تعالج بشكل سليم، يؤدي، في كثير من الأحيان، إلى عودة الملوثات إلى الإنسان، مع مياه الشرب، الأمر الذي يؤدي إلى انتشار الأوبئة والأمراض المختلفة.

فبالنسبة إلى الصرف في المجاري والمسطحات المائية، فإن وصول كميات كبيرة، من المواد العضوية المنصرفة في مياه الصرف الصحي، إلى مياه الأنهار، يؤدي إلي تنشيط البكتيريا المحللة، وازدياد أعدادها، فاستهلاكها، استطراداً، لكميات كبيرة من الأوكسجين، المذاب في الماء. ويؤدي استهلاك الأوكسجين، إلى ازدهار أنواع أخرى من البكتيريا اللاهوائية، التي يمكنها تحليل المواد العضوية، في غياب الأوكسجين، منتجة غازات عطنة، مثل كبريتيد الهيدروجين السام للأحياء المائية، التي تعيش في الأنهار.

إلا أنه، ومع تقدم التقنية العلمية، واكتمال بناء محطات المعالجة، قلت نسبة التلوث، الناتج من الصرف الصحي، عما كانت عليه في السبعينيات.

أما بالنسبة إلى التخلص من مياه الصرف الصحي، في الصحاري، والمناطق غير المسكونة، فإن ذلك يؤدى إلى تلوث الهواء، خصوصاً في المناطق المجاورة. كما قد تتسرب مياه الصرف الصحي في المخزون الجوفي، فتلوث المياه الجوفية. وقد تحمل الرياح بعض الجراثيم، الموجودة في مياه الصرف، إلى المناطق السكنية المجاورة، فتعمل على انتشار العدوى والأوبئة.

ويسمى النظام، الذي يتخلص من خلاله من هذه المخلفات، "نظام الصرف الصحي" Sewage System ويختلف نظام الصرف الصحي، تبعاً لاختلاف درجة رقي المجتمع الإنساني. ففي المدن الحديثة، يتكون نظام الصرف الصحي من شبكة أنابيب، تبدأ من المنازل والأبنية، تجمع مياه الصرف الصحي، وتتسع هذه الأنابيب شيئاً فشيئاً، مع تجمعها، بعضها مع بعض، حتى تتحول إلى أنفاق كبيرة، يطلق عليها "أنفاق المجاري"، أو"أنفاق الصرف الصحي"، التي تنتهي في محطات معالجة الصرف الصحي (اُنظر شكل معالجة مياه الصرف الصحي). وفي محطات الصرف الصحي، تزال الشوائب العالقة، ويتخلص من المواد السامة الموجودة في تلك المياه، وتقتل الجراثيم والميكروبات. وبذا، تصبح هذه المياه المعالجة، آمنة، لصرفها في البحر أو صرفها في البر، أو استخدامها لري الأشجار، أو غسل الطرق.

أما نظام الصرف الصحي، في الريف، فيتكون من خزانات ملحقة بالمنازل الريفية، يطلق عليها "خزانات الصرف" أو "خزانات النزح". وغالباً، ما تبنى هذه الخزانات من الخرسانة، أسفل المنزل الريفي، حيث تستقبل مياه الصرف الصحي. وتتعرض الفضلات الموجودة في الخزانات، إلى عمل البكتيريا، التي تحلل المواد العضوية، إلى غازات وفضلات، يطلق عليها "الدُّبَال"، فيما يخرج الماء المختلط بالفضلات، والذي يطلق عليه "سائل الصرف الصحي"، إلى التربة المحيطة بخزان الصرف، من طريق الخاصية الشعرية. وينزح خزان الصرف، على فترات، عند امتلائه بالدبال، الذي ينقل إلى محطات معالجة الصرف الصحي.