إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات علمية / محطات الإعذاب (التحلية)




إحدى محطات التحلية
إحدى محطات تحلية المياه
محطة الشعيبة لتحلية المياه
مركز الأبحاث

إعذاب ماء البحر بالتقطير
الإعذاب بالتناضح العكسي
الإعذاب بالتجميد
الإعذاب بالفصل الكهربائي
التقطير الشمسي
طريقة التقطير متعدد التأثير




مقدمة

6. محطات إعذاب (تحلية) المياه (نماذج من المملكة العربية السعودية)

لقرون عديدة، ظلت المياه الجوفية المصدر الرئيسي للمياه العذبة، المستخدمة في أغراض الشرب والزراعة، في المملكة العربية السعودية. ومع التطور الهائل، الحضاري والاقتصادي؛ والازدياد المطرد لعدد السكان، في العقود الأخيرة، أصبحت مصادر المياه الجوفية، غير كافية للوفاء بالحاجة المتزايدة إلى الماء العذب.

ومن ثم، توجهت الأنظار إلى ماء البحر، كمصدر لانهائي لإنتاج الماء العذب، للشرب؛ والاحتفاظ، في الوقت نفسه، بمخزون المياه الجوفية، للاستخدامات الزراعية، والأجيال المقبلة.

وقد بدأت عملية إعذاب ماء البحر واستخدامها في المملكة، حينما أمر جلالة الملك عبدالعزيز آل سعود ـ رحمه الله ـ باستيراد جهازين، لإعذاب ماء البحر بطريقة التقطير، لإمداد مدينة جدة بالمياه الكافية. وقد ظل الجهازان يعملان بكفاءة، وطاقة يومية، تصل إلى 35 م3، في اليوم، لمدة طويلة.

وفي عام 1385هـ، ومع التطور التقني الهائل، في مجال الإعذاب، أنشئ مكتب في وزارة الزراعة والمياه، مختص بدراسة الجدوى الاقتصادية والخطوات التمهيدية، لإنشاء محطات إعذاب عديدة، في المملكة (اُنظر صورة محطة الشعيبة لتحلية المياه) و(صورة إحدى محطات التحلية) و(صورة إحدى محطات تحلية المياه).

وفي عام 1392هـ، طور هذا المكتب، ليصبح "وكالة وزارة لشؤون تحلية المياه". ثم صدر المرسوم الملكي الرقم م/49 في 20/8/1394هـ، الذي يقضي بإنشاء "المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة". وقد باشرت المؤسسة أعمالها بإنشاء محطات أحادية الغرض، لإنتاج الماء، أو ثنائية الغرض، لإنتاج الماء والكهرباء. وتضم المؤسسة عديداً من الإدارات المنوط بها تطوير تقنية التحلية، ونشرها في المملكة، ومنها، إدارة الأبحاث (اُنظر صورة مركز الأبحاث)، وإدارة الإنشاءات، وإدارة المشروعات، وإدارة التدريب، وإدارة الحاسوب الآلي. وقد تلخصت أهداف المؤسسة، منذ إنشائها، في هدفين رئيسيين، هما:

أ. زيادة الموارد المائية للمملكة، من طريق إعذاب ماء البحر، وخصوصاً في المناطق، التي لا تفي الموارد الطبيعية بحاجتها.

ب. إنتاج الطاقة الكهربائية.

ونتيجة للعمل الدؤوب للمؤسسة، أصبحت المملكة العربية السعودية، أكبر الدول المنتجة للمياه الناتجة من عملية "الإعذاب". ويشكل إنتاج المملكة من ماء الإعذاب نحو ثلث الإنتاج العالمي، وبطاقة يومية، تقترب من 3 ملايين متر مكعب من الماء العذب.

وينتج هذه الكمية من ماء الإعذاب، ما يزيد على عشرين محطة عاملة، في عديد من المواقع، الموزعة على الساحلين، الشرقي والغربي، للمملكة (اُنظر جدول بعض محطات التحلية، على ساحل البحر الأحمر وساحل الخليج العربي). ويراوح إنتاج المحطة الواحدة ما بين 230 م3، في اليوم الواحد (كما في بعض المحطات النائية) وما يزيد على مليون متر مكعب (كما في محطة الجبيل). وقد مكَّن هذا الإنتاج المؤسسة العامة لتحلية المياه المالحة، من توفير نحو ثلاثة أرباع الحاجة المنزلية والصناعية، إلى المياه العذبة، في المملكة العربية السعودية. وإلى جانب إنتاج الماء العذب، من جميع المحطات الرئيسية في المملكة، تُنتج طاقة كهربائية، تساهم بنحو ربع إنتاج المملكة من الكهرباء (اُنظر جدول الطاقة الإنتاجية للمياه المحلاة والكهرباء، من محطات التحلية في المملكة العربية السعودية).

ولا يقتصر إمداد ماء الإعذاب، على المدن الساحلية للمملكة فحسب، وإنما يمتد إلى أغلب المدن الرئيسية الداخلية، مثل: مكة المكرمة، والمدينة المنورة، والرياض، والطائف، وأبها، وخميس مشيط. وهي تزود به من محطات الإعذاب (التحلية) الساحلية، من طريق شبكة نقل من الأنابيب، يزيد طولها الإجمالي على 2860 كم، وتراوح أقطارها ما بين 0.4 متر إلى مترين اثنين (اُنظر جدول بعض خطوط أنابيب نقل مياه التحلية).

فخط أنابيب نقل المياه، من محطة الجبيل إلى الرياض (690 متراً فوق سطح البحر) ـ هو خط ثنائي، يصل قطره إلى نحو متر ونصف، وطوله إلى نحو (465 كم)؛ ويقدَّر معدل تدفق المياه فيه، بنحو 830 ألف م3، في اليوم. وتضخ هذه الكمية من المياه عبر سبع محطات ضخ، بقدرة مقدارها 435 ميجاوات. ويُعد هذا الخط من أكبر خطوط الأنابيب ذات الضغط العالي، في العالم. كما يقدَّر طول خط مياه الجبيل ـ القصيم، بنحو (773 كم)، بمعدل تدفق، يصل إلى 380 ألف م3، في اليوم.

وتعمل معظم محطات الإعذاب (التحلية) في المملكة العربية السعودية، باستخدام طريقة "البخر المفاجئ"، ويطلق عليها كذلك، طريقة "البخر الومضي"؛ وتليها طريقة "التناضح العكسي". وتستخدم محطات الإعذاب المزدوجة (إنتاج الماء والكهرباء)، طريقة "البخر الومضي"، حتى يتسنى الاستفادة من بخار توربينات الكهرباء البخارية. ويقدَّر إنتاج الماء العذب، من محطات الإعذاب العاملة بنظام "البخر الومضي"، بنحو 95 % من إنتاج المملكة العربية السعودية، من ماء الإعذاب. بينما لا تتعدى نسبة إنتاج المحطات العاملة بنظام "التناضح العكسي"، 5 % من نسبة الإنتاج الكلي.