إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / العراق والكويت، الجذور ... الغزو ... التحرير / الدراسة الجغرافية والطبوغرافية لمسرح عمليات الخليج العربي






مسرح القتال البري للتحالف/1
مسرح القتال البري للتحالف/2
مسرح القتال البري للتحالف/3
مسرح القتال البري للتحالف/4
مسرح القتال البري للتحالف/5
مسرح القتال البري للتحالف/6
مسرح القتال البري للسعودية
مسرح علميات الخليج
مسرح عمليات السعودية
مسرح عمليات الكويت
مسرح عمليات العراق
المناطق الجغرافية السعودية
الموانئ البحرية في السعودية
الأوضاع الدفاعية العراقية
المحاور الرئيسية لمسرح القتال البري
دراسة مسرح القتال البري



مقدمة

المبحث الرابع

طبوغرافية مسرح القتال البري

التي دارت عليه أعمال القتال في حرب الخليج

نظراً إلى طبيعة الحروب الحديثة، التي تتميز بالمناورة الواسعة والعميقة، فإن مسرح العمليات التي دارت عليه أعمال القتال، البرية، والبحرية والجوية، يشمل ثلاث دول، وهي المملكة العربية السعودية والعراق ودولة الكويت، علاوة على أجزاء أخرى من الدول المجاورة، ومناطق من البحار والمحيطات القريبة، لذلك، فإن مسرح العمليات، بصفة عامة، قد تجاوزت مساحته 3 مليون كم2.[1] إلا أن مسرح القتال، التي حُشدت فيه القوات البرية التي اشتركت في المعركة، احتل مساحة لا تزيد عن 200 ألف كم2، في المنطقة الشرقية من المملكة العربية السعودية، ودولة الكويت بالكامل، وجنوب العراق.

وقد استوعب مسرح القتال، قوات 37 دولة من التحالف الدولي، حشدت فيه حوالي 800 ألف مقاتل، وحشد العراق ضدها حوالي 450 ألف مقاتل، أي أن المسرح قد استوعب مليون وربع مليون مقاتل في وقت واحد.

أما القوات الجوية التي ناهزت 4751 طائرة لقوات التحالف الدولي، علاوة على حوالي 700 طائرة للعراق، والأسطول البحري الذي تجاوز 200 قطعة بحرية كبيرة، فقد انتشرت على مساحات أكبر وداخل المسرح العملياتي الكبير الذي يبلغ الثلاثة ملايين كم2. ومن البداية يمكن القول أن قوات التحالف الدولي كانت تدار معاركها من خطوط خارجية، بينما كانت العراق تدير عملياتها من خطوط داخلية.

1. طبوغرافية مسرح القتال البري

مسرح القتال البري، تسوده الطبيعة الصحراوية، بوجه عام، وتختلف طبيعة محاوره الرئيسية، طبقاً لوضعها داخل المسرح، حيث أن مستطيل مسرح القتال (700 × 300 كم2)، يمتد ضلعه الشرقي على ساحل الخليج، ويحمل مقومات كل المحاور الساحلية وتتركز فيه الكثافة السكانية ومنشآت النفط والمنشآت الصناعية. ثم يمتد المحور الأوسط في قلب المستطيل حاملاً مقومات الطبيعة الصحراوية الممتزجة بمؤثرات السواحل. ثم يأتي الضلع الشمالي من المستطيل، يحمل مقومات الطبيعة الزراعية، كثيفة السكان، ثم الطبيعة الصحراوية المستوية الخالية من السكان أو الأهداف الحيوية. (أُنظر خريطة مسرح القتال البري للتحالف/1)

الفروق في مستويات الارتفاع بين أجزاء المسرح، متباينة. فعلى الرغم من أن الجانب السعودي يرتفع عن مثيله في الجانب العراقي، إلا أن مسرح القتال بين العراق والكويت، يعتبر في مصلحة العراق، كما أن مسرح القتال على الحدود السعودية ـ الكويتية يعتبر متقارب في الارتفاع.

أما مناطق الإخفاء والتمويه بصفة عامة، فهي قليلة، وتتحدد فقط في مناطق الكثافة السكانية، أو المناطق التي بها هيئات صناعية، لذلك فإن طبيعة المسرح تتطلب تجهيزات هندسية كثيفة لتأمين وإخفاء القوات.

2. تقسيم مسارح القتال للقوات المتضادة

يمكن تحديد مسارح القتال للقوات المتضادة، كالآتي:

أ. مسرح قتال قوات التحالف: "النطاق الدفاعي، ومناطق حشد القوات"

    يبدأ شمالاً من رأس الخفجي، ويمتد غرباً على طول الحدود الكويتية ـ السعودية، وحتى المنطقة المحايدة. بمواجهة حوالي 380 كم. أما العمق فيمتد حتى الظهران لمسافة حوالي 300 كم.

ب. مسرح قتال القوات العراقية: "النطاق الدفاعي العراقي، وهو نطاق الهجوم لقوات التحالف"

    ويشمل دولة الكويت، ويمتد حتى البصرة في العراق بطول حوالي 230 كم، ومواجهة حوالي 780 كم (على طول الحدود الكويتية ـ السعودية).

أولاً: مسرح قتال قوات التحالف (أُنظر خريطة مسرح القتال البري للتحالف/1)

     يضم مسرح القتال لقوات التحالف جزء من المملكة العربية السعودية، والذي يتضمن المنطقتين الشرقية والشمالية من المملكة. وهو يحتوي على ثلاث ظواهر طبوغرافية مميزة:

في الشمال، توجد صحراء النفود، التي تفصل ما بين هضبة نجد داخل المملكة، وهضبة بادية الشام شمال المملكة، وتمتد صحراء النفود من الشرق إلى الغرب لمسافة 600كم، ومن الشمال إلى الجنوب 250كم، وهي مسطح رملي صعب المسالك[2].

في الشرق، وإلى الداخل، توجد صحراء الدهناء، التي تفصل ما بين هضبة نجد في الغرب، وساحل الخليج العربي في الشرق، على شكل طولي ممتد من الشمال إلى الجنوب لمسافة 1300كم، يتراوح عرضها بين 25كم إلى 80كم.

في الشرق، إلى الخارج، يوجد السهل الساحلي المطل على الخليج العربي، وهو سهل رملي متسع، منخفض المنسوب، لحداثة تكوينه، وعدم وجود نطاقات جبلية مرتفعة حوله، وتعرضه لعوامل التعرية، مما أدى إلى استواء سطحه. وتضم مياه الخليج مناطق كثيرة، مكونة سبخات متناثرة، كما أن الساحل كثير التعاريج ويكثر به الخيران حيث تمتد ألسنة من مياه الخليج داخل اليابسة، وهي التي يتركز على أجنابها مراكز العمران الرئيسية بالساحل الشرقي للمملكة.

1. الهيئات

على الرغم من ارتفاع الأرض في الشمال الغربي لأكثر من 900 ـ 1200م، عن سطح البحر، إلا أنها تتدرج في الانخفاض الطفيف، إلى الشرق وإلى الجنوب، تدرجاً غير محسوس (150م في كل 100كم)، حتى يكاد سطح الأرض أن يكون مستوياً، في معظمها.

تتناثر بعض الهيئات القليلة الارتفاع، بالنسبة للأرض المحيطة، وكذلك بعض العروق الرملية، وهي على الرغم من قلة الفروق في الارتفاع عما حولها من الأرض، إلا أنها تسيطر على مسافة كبيرة بالنظر، والنيران، لانبساط الأرض في معظمها.

يختلف الأمر في الجنوب، والجنوب الغربي، حيث توجد عروق رملية ضخمة نسبياً لصحراء النفود، التي تتصل بمثيلتها في الدهناء لتكون الأرض الأكثر ارتفاعاً وسيطرة على المناطق الحدودية والساحلية.

أ. أهم الهيئات على الحدود الشمالية

يكثر بالمنطقة نقط الارتفاع المسيطرة على الحدود، وعلى المدقات والوديان المنحدرة في اتجاه الأراضي العراقية ومنها، من الغرب إلى الشرق: (أُنظر خريطة مسرح القتال البري للتحالف/2) و(خريطة مسرح القتال البري للتحالف/3) و(خريطة مسرح القتال البري للتحالف/4)

(1) المجيليس (796)

(2) نقطة ارتفاع (727)، على الحدود السعودية ـ العراقية

(3) قارة خويمة (394)

(4) قليب الأمغير (400)

(5) حزم جلاعد (405)

(6) خط كنتور 400، المسيطر على منطقة روضة هباس

(7) قارة أم الشعراء (337)

(8) حزم النهدين (249)

(9) ضليع المسناة (293)

(10) روضة الجبو (356)

(11) نقطة ارتفاعات (176)

ب. أهم الهيئات على الساحل الشرقي (أُنظر خريطة مسرح القتال البري للتحالف/4) و(خريطة مسرح القتال البري للتحالف/5) و(خريطة مسرح القتال البري للتحالف/6)

(1) جبل عينين البري (97)

(2) برقاء ضبع (126)

(3) برقاء معيزيلة (77)

(4) جبل دخنة (215)

بالإضافة إلى المنشآت المرتفعة في المناطق المبنية، القريبة من الساحل.

2. العوائق الطبيعية والصناعية (أُنظر خريطة مسرح القتال البري للتحالف/2) و(خريطة مسرح القتال البري للتحالف/3) و(خريطة مسرح القتال البري للتحالف/4)

    أ. منطقة الحدود الشمالية

(1) الأرض المنخفضة والكثبان الرملية في منطقة الظفيري، متسعة، ولكنها متناثرة تمتد من الحدود الشمالية إلى جنوب غرب حوالي 40كم، ومن الظفيري إلى جنوب شرق حوالي 60كم. أكبر منخفض في شرق العجرمية يبعد مسافة 16كم، ومساحته 160كم2 (10× 16كم).

(2) مجموعة الكثبان الرملية، على خط الكنتور 400، في شرق غرب مركز النظيم، بمواجهة 40 كم.

(3) الكثبان الرملية في شمال غرب روضة هبَّاس (فيضة الزفراوي، هشم هبَّاس).

(4) مجموعة الكثبان الرملية بين قليب المجرور والنصلة (السادة ـ فياض أم نغور)، شمال شرق علامة كم 277 طريق رفحه ـ حفر الباطن.

(5) سلسلة كثبان رملية كثيفة، من مركز أم الحيرام إلى أبو طوطاح جنوباً، بامتداد 35كم، وهي متقاربة من بعضها البعض.

(6) الكثيب الرملي الممتد طولياً إلى الجنوب، جنوب قارة أم الشعراء بمسافة 30كم، ويبلغ طوله حوالي 10كم.

(7) مجموعة كثبان رملية عمودية على الحدود، وبالقرب منها، جنوب مركزي سماح، والظهرة بمسافة 5 كم (فيضة أم العبد ـ بئر الجليدة ـ سادة الحنية).

(8) كثبان رملية فيضة أم عمارة، جنوب الرقعي بمسافة 20كم، ومجموعة الكثبان الرملية شمال القيصومة بمسافة 20كم، والتي تمتد جنوب غرب بطول 40كم، على امتداد طريق الرقعي ـ حفر الباطن.

(9) وادي الشق، جنوب غرب الوفرة بمسافة 20كم، وهو ملاصق للحدود الكويتية ـ السعودية، ويمتلئ بالكثبان الرملية.

ب. منطقة الساحل الشرقي (أُنظر خريطة مسرح القتال البري للتحالف/4) و(خريطة مسرح القتال البري للتحالف/5) و(خريطة مسرح القتال البري للتحالف/6)

(1) مجموعة السبخات حول: الخفجي، رأس الزور، شمال شرق الخرسانية، زبارة مردومة حتى جبل عينين البري، جنوب الجبيل، وبامتداد 40كم، شرق مطار الملك فهد الدولي، والمنطقة الساحلية، جنوب الظهران، وحتى العقير.

(2) خط السكك الحديدية من بقيق إلى الظهران.

    (3) المناطق المبنية في القطيف، الدمام، الظهران، الخبر، بقيق، قُريَّة، العقير.

(4) الساحل الشرقي للمملكة، في مسرح القتال (من الخفجي وحتى الدمام) لا تصلح لعمليات إبرار بحري إلا في مناطق محدودة للغاية، وبقوات صغيرة الحجم (تسلل لأعمال استطلاع أوالتخريب)، عدا منطقة رأس السفانية ورأس مشعاب ورأس الخفجي، حيث يمكن إبرار حتى كتيبة مدعمة كمفرزة لقوة أكبر.

4. المراقبة والرمي

أ. منطقة الحدود الشمالية

منطقة مفتوحة، توفر مراقبة جيدة وميدان رميّ مكشوف شمال الحدود الدولية للمملكة، وفي جميع الاتجاهات لمسافات كبيرة عدا الجنوب الغربي، بحيث تتدرج الأرض في الارتفاع إلى داخل المملكة.

ب. منطقة الساحل الشرقي

تمثل المناطق المبنية (المدن، والقرى) عائقاً للمراقبة والرمي للمناطق غرب الساحل.

5. الإخفاء والاستتار

لا توفر الأرض إخفاء أو استتار للقوات، إلاّ في بعض المناطق على الساحل الشرقي، حيث يمكن الاستتار، وكذلك الإخفاء في المناطق المبنية نسبياً.

6. الطرق والمدقات

أ. منطقة الحدود الشمالية (أُنظر خريطة مسرح القتال البري للتحالف/2) و(خريطة مسرح القتال البري للتحالف/3) و(خريطة مسرح القتال البري للتحالف/4)

(1) الطرق الطولية (العمودية على خط الحدود)

(أ) الطريق الرقم (80)، من جديدة عرعر ـ عرعر ـ زلُّوم ـ سكاكا ـ دومة الجندل، وهو طريق رئيسي معبد.

(ب) الطريق الرقم (50)، من الرقعي ـ حفر الباطن ـ أم الجماجم. وهو طريق رئيسي معبد حتى حفر الباطن، ثم يتحول إلى طريق سريع في الجزء الجنوبي منه.

(ج) يكثر بالمنطقة المدقات الغير ممهدة، والصالحة للسير من الحدود الشمالية إلى داخل المملكة.

(2) الطرق العرضية

(أ) الطريق الرقم (85) والذي يمتد من غرب عرعر، قادماً من طريف، متجهاً شرقاً ماراً بعرعر، رفحه، حفر الباطن، القيصومة، الصداوي، النعيرية. وهو طريق رئيسي معبد حتى رفحه، حيث يتحول إلى طريق سريع من رفحه حتى يتقابل مع الطريق الطولي الرقم (95)، المتجه من الخفجي إلى الظهران.

(ب) الطريق المتفرع من رفحه، موازي للطريق الرقم (85)، على الحافة الشمالية الشرقية لصحراء الدهناء وهو طريق فرعي ممهد.

(ج) الطريق الرقم (628) متفرع من الطريق الطولي الرقم (50) جنوب الرقعي بمسافة 10كم، ومتجه شرقاً حتى مركز الحماطيات بطول 100كم، وهو طريق فرعي.

ب. منطقة الساحل الشرقي  (أُنظر خريطة مسرح القتال البري للتحالف/4) و(خريطة مسرح القتال البري للتحالف/5) و(خريطة مسرح القتال البري للتحالف/6)

(1) الطرق الطولية (الموازية للساحل)

(أ) الطريق الرقم (95)، من منفذ الخفجي ـ رأس مشعاب ـ القطيف ـ الظهران ـ كوبري الملك فهد ـ البحرين. وهو طريق رئيسي حتى رأس مشعاب، ثم يتحول إلى طريق سريع.

(ب) الطريق الرقم (613)، من الجبيل حتى القطيف، حيث يتصل بالطريق الرقم (95) في منطقة القطيف، وهو طريق سريع.

(2) الطرق العرضية

(أ) الطريق الفرعي من حفر الباطن ـ الخفجي حيث يتصل بالطريق الرقم (95) وهو طريق فرعي معبد.

(ب) الطريق الرقم (40) من الرياض إلى الدمام، وهو طريق سريع.

(ج) الطريق الرقم (10) من الهفوف ـ بقيق إلى الظهران، وهو طريق سريع.

(د) الطريق الفرعي الرقم (522) من غرب بقيق إلى الساحل.

(هـ)الطريق الفرعي الرقم (612) من قُريَّة، والعقير، على التوالي، إلى العيون، ويتصل بالطريق الرقم (10).

(و) يكثر بالمنطقة المدقات الموصلة بين القرى والتي تربط بين الحدود الشمالية والساحل الشرقي وداخل المملكة.

7. نتائج الدراسة الطبوغرافية للمنطقة

أ. منطقة الحدود الشمالية مفتوحة، تستوعب حشد قوات بحجم كبير (عدة فيالق) في المواجهة والعمق. وتحتاج إلى إعداد للمسرح، بزيادة أطوال وأعداد الطرق الفرعية، لكثرة الكثبان الرملية والمنخفضات. كما يلزم تجهيز الحدود بتباب صناعية للمراقبة، والدفاع على المحاور الرئيسية والفرعية الهامة المؤدية إلى داخل المملكة.

ب. منطقة الساحل الشرقي، تعتبر منطقة إسناد إداري جيد، على أن تجهز بعوائق صناعية مائية في المناطق الصالحة للإبرار البحري في السفانية، ورأس مشعاب، وشمال الخفجي.

ج. أنسب قوات للعمل في تلك المنطقة (الحدود الشمالية والساحل الشرقي)، القوات المدرعة والآلية، والمنقولة جواً، بمساندة الطائرات العمودية الهجومية، والمدفعية طويلة المدى وراجمات الصواريخ، مع إسناد جوي مناسب. وكذلك زوارق دورية مسلحة للمرور على الساحل الشرقي.

د. يفضل وجود احتياطيات مدرعة والآلية صغيرة الحجم على مسافات متباعدة (حتى 30كم) لمهاجمة وتدمير عناصر الإبرار الجوي المعادي، في العمق.

ثانياً: مسرح قتال القوات العراقية

يضم مسرح قتال القوات العراقية، دولة الكويت، وجنوب العراق حتى البصرة، حيث يمثل نهر الفرات المتجه غرباً، وشمال غرب، المحور الشمالي لمسرح القتال البري. وهو محور متباين في خصائصه، حيث يحتوي على مناطق صحراوية قاحلة، وأخرى سبخية ذات مساحات كبيرة، وأراضي زراعية محدودة.

الجزء الجنوبي والغربي من هذا المحور، يعد امتداد لصحراء النفود وبادية الشام. والجزء الشمالي الشرقي، الذي يضم مدينة البصرة، والمنطقة المنخفضة بين النهرين، ومجرى شط العرب، تُعَدّ منطقة كثافة سكانية عالية، لكونها منطقة زراعية، وتجارية.

تنخفض الأرض تدريجياً كلما اتجهنا شمال شرق (نحو البصرة)، وهو انخفاض بطئ، ولكنه محسوس، للانتقال من أرض مرتفعة (جنوب غرب) إلى أرض منخفضة (شمال شرق)، ومجال الرؤية جيد، على مرمى البصر، حتى منطقة السبخات، والزراعة.

1. الهيئات

لا توجد هيئات واضحة المعالم، بارزة في ارتفاعها في تلك المنطقة، مثلها في ذلك مثل منطقة مسرح قتال قوات التحالف الدولي، السابق ذكرها. وإن كان يكثر فيها نقاط الارتفاع، على أبعاد كبيرة نسبياً، مما لا يصلح معه تركيز الدفاع عليها، أو تحديدها كأهداف للمهاجم، والذي يمكنه تجنبها بسهولة.

أ. أهم الهيئات في دولة الكويت (أُنظر خريطة مسرح عمليات الكويت)

(1) الشقايا (290) في الركن الجنوبي الغربي للدولة، بين فرعي الطرق الواصلة من الحدود السعودية، إلى مدينة الجهراء.

 (2) الدبدبة (246) نقطة ارتفاع (مثلثات) على الطرف الشمالي الغربي لامتداد صحراء النفود، جنوب طريق الشقايا ـ الجهراء الشمالي.

ب. أهم الهيئات في جنوب العراق (أُنظر خريطة مسرح عمليات العراق)

تخلو المنطقة من أي هيئات ذات شكل مميز، عدا بعض التلال القليلة الارتفاع الغير مميزة، وإن سيطرت على الأرض حولها، على مدى النظر، أو لأمتار قليلة، طبقاً لارتفاعها.

3. العوائق الطبيعية والصناعية

أ. تخلو المنطقة من أي عوائق طبيعية، في جزئيها الجنوبي والغربي، عدا بعض الكثبان الرملية، والمنخفضات البسيطة المتناثرة على أبعاد كبيرة. وعلى العكس من ذلك، تكثر المستنقعات، والأراضي السبخية، والمجاري المائية حول البصرة، وشمالها (هور الحمار).

ب. يعتبر نهر الفرات عائق طبيعي عرضي.

ج. يعتبر خط سكة حديد أم قصر، البصرة، السماوة، الديوانية، عائق صناعي، موازي لنهر الفرات.

د. تمثل المناطق المبنية، ومناطق إنتاج النفط على الساحل الكويتي وشمال دولة الكويت، وفي البصرة، عوائق صناعية، تحد من الحركة على الشريط الساحلي.

هـ. معظم الساحل الكويتي غير صالح لعمليات الإبرار البحري، عدا منطقة خليج الكويت، وميناء عبدالله، فيمكن إبرار قوات محدودة، تصل إلى حوالي 1 : 2 لواء إبرار بحري في منطقة خليج الكويت، وحتى لواء إنزال بحري في ميناء عبدالله.

4. المراقبة والرميّ

الأرض توفر مراقبة جيدة، وميدان رميّ مكشوف، لمسافات كبيرة (أقصى مرمى مباشر للسلاح)، في الجنوب، والغرب، حتى المناطق المبنية (شرق وشمال الكويت)، والمزروعة (غرب وجنوب البصرة)، إذ تحد المباني والمنشآت النفطية، والزراعات المرتفعة كذلك، من الرؤية، بينما تحد الثنيات الأرضية المتكررة، في الأراضي الصحراوية، الفاصلة بين صحراء النفود، والساحل الشرقي للكويت، أو المنطقة المزروعة في البصرة، من ميدان الرمي نسبياً.

5. الإخفاء والاستتار

يتوفر إخفاء واستتار القوات، في المناطق الساحلية، التي يكثر بها المباني، وفي المناطق المزروعة كذلك، ويقل تدريجياً كلما اقتربنا من المناطق الصحراوية المفتوحة، وإن كان بنسبة أفضل من الحدود الشمالية السعودية، بسبب التقارب الشديد في منسوب سطح الأرض، وهو ما يوفر إخفاء نسبي للقوات، من دون أن يوفر استتار.

6. الطرق والمدقات

أ. منطقة دولة الكويت (أُنظر خريطة مسرح عمليات الكويت)

(1) الطرق الطولية (العمودية على الحدود مع المملكة العربية السعودية)

(أ) الطريق من النويصيب، جنوب الكويت، يتجه شمالاً بمحاذاة الساحل إلى الفحيحيل ومينائي عبدالله والأحمدي، إلى "الكويت" العاصمة، فالجهراء، فالأطراف، ويتجه شمالاً مرة أخرى، حتى صفوان على الحدود الشمالية الكويتية ـ العراقية. وهو طريق سريع معبد، يمتد جنوباً من النويصيب إلى منفذ الخفجي السعودي.

(ب)الطريق غرب الوفرة، المتجه شمال شرق حتى الشعيبة، ليتصل بطريق النويصيب/ الكويت العاصمة، وهو طريق رئيسي معبد، يمتد جنوباً إلى داخل الحدود السعودية.

(ج) طريق الجهراء ـ السالمي، ويمتد من مدينة الجهراء إلى السالمي، في الركن الجنوبي الغربي للكويت، ويواصل امتداده في نفس الاتجاه إلى داخل الحدود السعودية ليتصل بالطريق الرقم (50)، من الرقعي إلى حفر الباطن وجنوباً. وهو طريق سريع.

(د) تكثر المدقات الممتدة من شمال المملكة العربية السعودية إلى داخل الكويت.

(هـ) يكثر في شمال الكويت الوديان الجافة التي تسمح بالحركة خلالها في المنطقة الشمالية، إلى داخل جنوب العراق.

(2) الطرق العرضية

(أ) الطريق الفرعي غرب الوفرة ـ الفحيحيل، وشمال الوفرة وشرقاً حتى الخيران.

(ب) الطريق الفرعي البرقان ـ الفروانية، وهو طريق معبد.

(ج) مفرق طريق الأطراف ـ السالمي.

(د) مفرق الطريق الطولي الرئيسي عند اللياح إلى شمال شرق.

ب. منطقة جنوب العراق (أُنظر خريطة مسرح عمليات العراق)

(1) الطرق الطولية

(أ) الطريق من الجهراء إلى صفوان، فالبصرة، وهو طريق سريع معبد.

(ب) الطريق الموازي لشط العرب، وهو طريق رئيسي معبد.

(ج) طريق دومة الجندل، سكاكا، عرعر، ويمتد داخل جنوب العراق في اتجاه كربلاء (الطريق الرقم 80)، وهو طريق رئيسي معبد.

(د) طريق حفر الباطن، الرقعي، ويمتد داخل جنوب العراق، موازي للحدود الغربية للكويت، حتى البصرة. وهو طريق رئيسي معبد.

(2) الطرق العرضية

تندر الطرق العرضية في هذه المناطق، إلا أن الوديان الجافة، التي تصلح للسير، تستخدم كمدقات، توصل إلى حوض نهر الفرات.

7. نتائج الدراسة الطبوغرافية للمنطقة

أ. كما في المنطقة السابقة (المنطقة السعودية)، فالأرض مفتوحة في المنطقة الحدودية، تستوعب حجم كبير من القوات (عدة فيالق) في المواجهة والعمق، إلا أن أجناب القوات المدافعة، تظل معرضة للاختراق والتطويق والالتفاف الواسع حتى نهر الفرات، مما يعرضها للحصار أو التدمير.

ب. المنطقة الصحراوية فقيرة، وتحتاج إلى إعداد جيد للمسرح من وجهة نظر الطرفين (المدافع، والمهاجم).

ج. تزيد المجاري المائية، والمستنقعات في منطقة البصرة من مشاكل القوات المهاجمة.

د. تعتبر البصرة منطقة إسناد إداري جيدة للمنطقة، كما أنها محصنة جيداً، منذ الحرب العراقية ـ الإيرانية.

هـ. القوات المدرعة والآلية هي أنسب قوات للعمل في المنطقة، على أن تترجل المشاة في المناطق المزروعة والمبنية، ويمكن استخدام القوات المنقولة جواً، وعناصر الاستطلاع خلف الخطوط على نطاق واسع.

و. عمليات الالتفاف، هي أنسب أسلوب للقتال، فالالتفاف وقطع وعزل القوات المدافعة على الحدود، عن منطقتها الخلفية، يمكن للقوات الوصول في أسرع وقت إلى نهر الفرات والاستيلاء على المعابر المقامة عليه.

ز. يفضل تأمين الجانب الأيسر للقوات، بقوة خفيفة الحركة قوية، كما يلزم تأمين المنطقة الخلفية بقوة مدرعة أو آلية.

ح. يفضل أن يعمل على المحور الساحلي، قوات مشاة مترجلة، يعاونها وحدات بحرية من جهة الخليج بالنيران.



[1] مساحة المملكة العربية السعودية، تبلغ حوالي 2.25 مليون كم2، ومساحة العراق، تبلغ حوالي 435 ألف كم2، ومساحة الكويت، تبلغ حوالي 18ألف كم2.

[2] يعني اسم صحراء النفود: المسطحات الرملية صعبة المسالك.