إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / العراق والكويت، الجذور ... الغزو ... التحرير / الدراسة الجغرافية والطبوغرافية لمسرح عمليات الخليج العربي






مسرح القتال البري للتحالف/1
مسرح القتال البري للتحالف/2
مسرح القتال البري للتحالف/3
مسرح القتال البري للتحالف/4
مسرح القتال البري للتحالف/5
مسرح القتال البري للتحالف/6
مسرح القتال البري للسعودية
مسرح علميات الخليج
مسرح عمليات السعودية
مسرح عمليات الكويت
مسرح عمليات العراق
المناطق الجغرافية السعودية
الموانئ البحرية في السعودية
الأوضاع الدفاعية العراقية
المحاور الرئيسية لمسرح القتال البري
دراسة مسرح القتال البري



المبحث الأول

المبحث الأول

الدراسة الجغرافية لمسرح العمليات العراقي

أولاً: الموقع الجغرافي

يقع العراق في الجزء الغربي من آسيا، وفي شمال شرق الجزيرة العربية، ويشكل موقعه مثلثاً يتجه رأسه في اتجاه الجنوب الشرقي، وقاعدة المثلث في اتجاه الشمال الغربي.

1. حدود العراق البرية

يشترك العراق في حدوده البرية مع ستة دول إسلامية، منها أربعة عربية، ودولتان غير عربيتان. وهي حدود تحددت بصفة نهائية، بعد الانتداب البريطاني، وإعلان قيام المملكة العراقية عام 1921، لذلك فإن ما هو داخل تلك الحدود، هو العراق الحديث، أما العراق القديم فلا علاقة له بهذه الحدود التي يمكن وصفها كالآتي:

أ. من اتجاه الشرق

تقع إيران، حيث تشغل أطول حدود مع العراق، تمتد لمسافة حوالي 1600 كم، الجزء الجنوبي فيها يمر في منتصف المجرى المائي لشط العرب، وهي محل خلاف بين العراق وإيران، على الرغم من المعاهدات التي وقعت بين الدولتين قديماً وحديثاً.

ب. من اتجاه الشمال

تقع تركيا، حيث تتكون الحدود من مرتفعات شاهقة على امتداد 400 كم، يتخللها ممرات محدودة. تشكل الطرق الرئيسية بين الدولتين.

ج. من اتجاه الشمال الغربي

تقع سورية، والحدود معها صحراوية ـ جبلية، تمثل جزءاً من بادية الشام، وجبال طوروس. وتمتد لمسافة حوالي 900 كم، يتخللها العديد من المحاور والطرق المفتوحة.

د. من اتجاه الغرب

تقع المملكة الأردنية الهاشمية، والتي تمثل أقصر حدود مع العراق، والتي يخترقها أهم طرق المواصلات لدى العراقيين إلى عمان وميناء العقبة الأردني.

هـ. من اتجاه الجنوب الغربي

تقع المملكة العربية السعودية، والحدود بين الدولتين صحراوية مفتوحة، تمتد لحوالي 1000 كم، تتخللها ثلاثة محاور في الشمال، والوسط والجنوب. وتلتقي صحراء العراق مع صحاري المملكة العربية السعودية وبادية الشام على طول الحدود ما بين الدولتين، ويخترق تلك الصحراء عدة طرق موصلة ما بين الدولتين، والتي تشكل محاور محددة، عدا المنطقة الجنوبية، التي يتسع فيها المحور.

و. من اتجاه الجنوب

تقع الكويت، والحدود بين الدولتين تمتد لمسافة 240 كم، وهي حدود مفتوحة ومستوية، يشكل الجزء الغربي منها منطقة صحراوية منبسطة، تسمح لسير معظم أنواع الحملات. كما تشكل المنطقة الشرقية، مجموعات سبخات متصلة ومنفصلة عن شط العرب، يتخللها طرقاً مرصوفة، تؤدي إلى الموانئ العراقية الرئيسية في خور عبد الله، وأم قصر وميناء البكر (الخاص بنقل النفط).

2. حدود العراق البحرية

حدود العراق البحرية لا تزيد عن 60 كم على الخليج العربي، ممتدة من رأس بيشة إلى أم قصر، وعلى هذا تعتبر العراق دولة شبه حبيسة، حيث أن إمكانيات انفتاحها البحري على العالم الخارجي محدودة. وقد أدى ذلك إلى استخدام العراق لموانئ خمسة دول (تركيا، سورية، الأردن، المملكة العربية السعودية، الكويت). إلى جانب ميناءيها في أم قصر والبصرة، مع أجل تسيير حركة التجارة مع دول العالم.

وللعراق حدود مائية في شط العرب، من مصبه وشمالاً، مع إيران وهي مجاري مائية صالحة للملاحة في كل جزئها الجنوبي، وتعد أحد منافذ العراق على قمة الخليج العربي.

3. المساحة

تبلغ مساحة العراق حوالي 437.522 كم2، ويصل أقصى طول (خط مستقيم) للعراق ممتداً من الحدود التركية إلى ميناء الفاو على الخليج العربي حوالي 1174 كم. كما يصل أقصى عرض (خط مستقيم) من الرطبة، على الحدود الأردنية، إلى خانقين، على الحدود الإيرانية، حوالي 498 كم.

ثانياً: طبيعة الإقليم العراقي (التضاريس)

ينقسم سطح العراق إلى أربعة أقسام جغرافية متباينة، يشكل كل قسم منها نوعاً خاصاً من التضاريس المختلفة عن الأقسام الأخرى. وتسبب ذلك في العديد من التأثيرات على طبيعة أرض العراق.

فأرض العراق هي وادي خصب، بين صورتين مختلفتين من صور الطبيعة، فسلاسل الجبال الشاهقة الارتفاع تحده شمالاً، وشرقاً، وهي: سلاسل جبال طوروس، كردستان، زاجاروس. بينما الصحراء القاحلة تحده غرباً وجنوباً، وهي: بادية الشام، والنفود، والدهناء.

    وتنقسم المناطق الجغرافية في العراق إلى: (اُنظر خريطة مسرح عمليات العراق)

1. القسم الجغرافي الشرقي والشمالي الشرقي، ويشكل 18% من مساحة العراق

وهي مناطق جبلية شاهقة غير مستوية السطح، تتخللها أودية عميقة، يتحول بعضها إلى نهيرات صغيرة في فصل الربيع والصيف نتيجة لذوبان الثلوج التي تتكون على قمم الجبال في فصل الشتاء.

الأهمية الإستراتيجية للمرتفعات الشرقية، والشمالية الشرقية

أ. تشكل حدوداً طبيعية مع تركيا، وقد شملت خطة قوات التحالف مهاجمة العراق جوا من الأراضي التركية.

ب.تشكل هذه المنطقة صعوبة بالغة للعراق نفسه، نظراً لأنها منطقة تواجد الأكراد المناوؤن للنظام، والذين لهم مطالب قومية، وتتعدد ولاءاتهم مع تغير المصالح والمواقف. مما يمكن استغلاله في خطط الحرب للتأثير على القيادة العراقية في الداخل.

ج. وبعد حرب الخليج أصبح معظم هذا الجزء يقع في منطقة الحظر، التي أعلنتها قوات التحالف، وبالتالي فهي ليست خاضعة لسيطرة الحكومة العراقية، وهو ما يشجع القوات التركية على اختراق هذه المنطقة من آن لآخر للقضاء على المسلحين من أعضاء حزب العمال الكردستاني التركي المناوئ لنظام الحكم في تركيا.

2. القسم الجغرافي الأوسط (الوادي الأعلى)، ويشكل 30% من مساحة العراق

أ. وهي المنطقة الخصبة في العراق، وتسمي منطقة بين النهرين، والتي تتواجد فيها الكثافة السكانية، وتشغل شريحة من الأرض تمتد من الشمال الغربي إلى الجنوب الشرقي، على امتداد نهري دجلة والفرات، وتمتد من حدود المناطق الجبلية حتى مناطق الأهواز جنوباً. ويحدها غرباً المناطق الصحراوية، والأرض فيها مستوية ومفتوحة بصفة عامة.

ب.يبلغ طول نهر دجلة حوالي 2700 كم، ويتراوح عرضه ما بين 100 إلى 150 وحتى 500 متراً، وعمقه ما بين 2 إلى 5 أمتار. سرعة التيار ما بين 1 إلى 1.5 متر/ثانية. يرتفع منسوب المياه في هذه الأنهار مرتين في السنة، الأولى، في الشتاء، بسبب سقوط الأمطار، والأخرى، في الربيع، بسبب ذوبان الجليد. ونهري دجلة والفرات من أهم طرق الملاحة النهرية، التي تربط العراق بسورية وتركيا والخليج العربي، وهما وإن كانا صالحين في أجزائهما الدنيا حتى بغداد، فإن القوارب النهرية الصغيرة لا تستطيع أن تصل إلى أكثر من الموصل على نهر دجلة وإلى هيث على نهر الفرات.

ج. الجزء الأعلى من هذا القسم، تتخلله وديان دجلة والفرات وهي متسعة في هذه المنطقة وسيولها شديدة، وعند هطول الأمطار تمتلئ المصارف المائية، كما تكثر قنوات الري التي يتراوح طولها ما بين 10 إلى60 كم، ويصل عرضها إلى حوالي عشرة أمتار، وهي تشكل عوائق طبيعية، تعرقل تحركات القوات ومناورتها بحرّية.

د. الجزء الأدنى من هذا القسم، تقع فيه العاصمة بغداد، وأرضه بصفة عامة مستوية تغطيها المستنقعات في غالبية الأجزاء الجنوبية الشرقية. والتربة في معظم المناطق طفلية، وعند سقوط الأمطار تصبح لزجة، يصعب التحرك عليها. يجري في هذه المنطقة عدد كبير من النهيرات الصغيرة وقنوات الري خاصة، في الأراضي المنخفضة والمستوية، وهي كثيرة التعاريج، ويتشعب منها فروع كثيرة. كما توجد بحيرات كثيرة تتصل ببعضها البعض،  فيتكون منها مجاري مائية تمتد لعشرات الكيلومترات، وتشكل هذه النهيرات والبحيرات والمستنقعات وقنوات الري عوائق رئيسية للتحركات.

3. القسم الجغرافي الجنوبي (الوادي الأسفل)، ويشكل 12% من مساحة العراق

أ. وهي مناطق الأهوار، الناتجة عن انخفاض منسوب سطح أجزاء كثير من أراضي هذه المنطقة عن سطح البحر، فتتجمع فيها المياه الناتجة عن فيضان نهري دجلة والفرات، إضافة إلى مياه الصرف والرشح من المجاري المائية، التي يروى بها القسم الأوسط، كذلك رشح المياه من مياه الخليج، وشط العرب.

ب.الجزء الشرقي والجنوبي الشرقي لهذا القسم، صحراوي منبسط، تكثر به أشجار النخيل، والتربة تعتبر ثابتة، تصلح لسير جميع أنواع المركبات في معظم أجزائها، وتمتد هذه المنطقة الصحراوية لتتصل بإقليم الصحراء الغربية غرباً، والسهل الساحلي في الكويت جنوباً.

    الأهمية الإستراتيجية للوادي الأعلى والأسفل

أ. تعتبر المنطقة الرئيسية في العراق التي تتركز فيها الكثافة السكانية، والأهداف الحيوية.

ب.تمتد خلالها جميع المحاور الطولية والعرضية، وتتمركز بها الاحتياطيات الإستراتيجية العراقية.

ج. هذه المنطقة تسمح بالانتشار وإخفاء القوات، وتتواجد في النصف الشمالي منها العاصمة العراقية، بغداد، وتنتشر فيها كل المدن المهمة.

د. يتصل "الوادي الأسفل" بحدود الكويت، التي يطالب فيها العراق بحقوق تاريخية (من وجهة نظر العراق)، والتي تسببت في أزمة 1990.

4. القسم الجغرافي الجنوبي الغربي، والغربي، ويشكل40% من مساحة العراق

وهو الإقليم الصحراوي في العراق، والذي يمتد من غرب وادي الثرثار، وغرب نهري دجلة والفرات، وحتى الحدود مع كل من سورية والأردن والمملكة العربية السعودية. وهي مناطق صحراوية مسطحة، قليلة الموارد، نادرة السكان، وتتصل بالمناطق الصحراوية الغربية والجنوبية الغربية للعراق مع الصحراء السعودية (النفود، والدهناء)، والصحراء السورية، وتعد أرضها بصفة عامة مستوية، وترتفع عن سطح البحر بما يتراوح ما بين 450 إلى 800 متراً، لذا تنحدر الأرض تدريجياً نحو سهل الفرات، وبالتالي تنحدر المياه، مكونة مجاري مائية عميقة تعد من العوائق الطبيعية. والتربة في هذه المنطقة صخرية رملية جرداء، وصالحة لسير الحملات.

الأهمية الإستراتيجية للإقليم الصحراوي

أ. يمثل (بامتداده مع الصحراء السعودية) حداً فاصلاً ما بين الكثافة السكانية في العراق، والكثافة السكانية مع دول الجوار. كذلك يشكل عائقاً طبيعياً، صعباً وعميقاً، للقوات التي تتقدم من خلاله.

ب.تخترق هذه الصحراء عدة محاور تؤدي إلى كل من سورية، والأردن، والمملكة العربية السعودية.

ج.القوات التي يمكنها أن تخترق هذه الصحراء، تصل إلى قلب العراق أو المملكة العربية السعودية، مما يشكل تهديداً مباشراً لكليهما.

 

ثالثاً: الظواهر الجوية في العراق

يتميز مناخ العراق بأنه بارد ممطر، شتاءاً، حار جاف، صيفاً، والجو بصفة عامة غير مستقر في فصل الربيع.

تزيد درجة الحرارة في العراق، صيفاً، إلى 38مْ، في معظم أنحائه، ويصل متوسط درجة الحرارة في بعض أيام الصيف إلى 50مْ، بينما تقل درجة الحرارة في الليل عنها في النهار. ويتميز الخريف بهبوط درجة الحرارة، فيما بين 13 مْ إلى 17مْ، وقد تقل عن ذلك في بعض الأحيان.

تتناسب درجة الحرارة في العراق مع الأقسام الجغرافية، فبينما تكون معتدلة في القسم الشمالي، فإنها تتميز بارتفاع درجة الحرارة في القسمين، الأوسط والجنوبي، والإقليم الصحراوي. وتتراوح درجات الحرارة في تلك الأقسام كالآتي:

1. القسم الشمالي

أ. في الشتاء، ما بين -5مْ حتى 15مْ.

ب. في الصيف، من 15مْ حتى 25مْ.

2. القسمين الأوسط والجنوبي

أ. في الشتاء، ما بين 15مْ حتى 30 مْ.

ب. في الصيف، ما بين 30مْ حتى 45مْ.

3. إقليم الصحراء الغربية

أ. في الشتاء، ما بين صفر مْ حتى 30 مْ.

ب. في الصيف، تصل درجة الحرارة إلى أكثر من 50 مْ.

ويهب على العراق في الربيع، ومعظم الصيف رياح قادمة من الشمال والشمال الغربي وهي رياح جافة، وعادة ما تهب لمدة ما بين 3 إلى 20 يوماً، وقد تزيد في بعض الأحيان، وينتج عن هبوب هذه الرياح عواصف رملية شديدة، خاصة في المناطق الصحراوية. ويتغير اتجاه الريح في شهر يونيه، إذ تهب رياح "السموم" من الصحراء الغربية، وهي رياح ساخنة تحمل معها رمال ناعمة ذات سرعة شديدة، ترتفع درجة الحرارة أثناء هبوبها ارتفاعاً كبيراً، ولذلك تعد ذا تأثير خطير على الأفراد والمعدات.

وتبلغ كمية الأمطار الساقطة على مرتفعات شمال العراق الشرقية حوالي 300 مم، وقد تصل في بعض الأحيان إلى 400 مم، والفرق بين كمية الأمطار، في أجزاء العراق، كبير (في الموصل 300مم، وفي البصرة 100مم). بينما مناطق الهضاب الغربية (جزء من بادية الشام)، أمطارها قليلة نسبياً، تصل إلى 50مم، على الرغم من ارتفاعها. وهناك مناطق شاسعة من الصحراء الرملية والصخرية تندر فيها الأمطار، وقد تنعدم في بعض أجزائها، طول العام. أما في فصل الخريف فيزداد هطول الأمطار.

رابعاً: القوى البشرية

تعداد السكان في العراق حوالي 21.7 مليون نسمة. ويعد العراق، دولة فتية، من حيث التركيب السكاني، مثله في ذلك مثل باقي الدول العربية. 45% من سكان العراق أقل من 15 سنة، و5% فقط أكبر من 60 سنة. وتمثل الفئة العمرية المنتجة اقتصادياً (15 ـ 59 سنة) 50% من السكان.

يبلغ سكان العاصمة بغداد 3.4 مليون نسمة (عام 1985). والمدن الكبرى الأخرى بالعراق هي:

1. البصرة 616 ألف نسمة.

2. الموصل 570 ألف نسمة.

3. كركوك 210 ألف نسمة.

4. النجف 168 ألف نسمة. وهي مدينة مقدسة لدى الشيعة.

توزيع السكان في العراق، على المناطق، غير متناسق، فالمناطق الجنوبية كثيفة السكان، حيث تكثر الأنهار، ومناطق المستنقعات بها. يختلف الوضع في الشمال، حيث يتجانس التوزيع، مرتبطاً بالأمطار، مع تركزها في منطقتين، الأولى، بغداد، العاصمة وما حولها، في مدن الرمادي والديوانية وسامراء والكوت، والثانية، منطقة الرطبة في أقصى الشمال، والتي تشمل ألوية أربيل وكركوك والسليمانية وشمال الموصل.

خامساً: المواصلات

يساهم موقع العراق في أهمية المواصلات المارة خلاله، وهو يستخدم وسائل وطرق مختلفة أهمها:

1. المواصلات البرية

هي المواصلات الرئيسية التي يعتمد عليها العراق، إذ يتصل من خلالها بالعالم الخارجي، عبر الدول المجاورة. كما أنها تربط كل أجزاء الدولة، وتعتبر المنطقة الجبلية في الشمال، الأقل في الطرق الرئيسية، لوعورة الأرض بها.

    أهم الطرق الرئيسية في العراق

اهتم العراق في السبعينيات والثمانينات بالبنية الأساسية، حيث أنشأ ما يقرب من 30 ألف كم من الطرق السريعة، علاوة على وجود خط سكة حديد يمتد من البصرة حتى الموصل. وتمتد الطرق طولية، وعرضية، بحيث تربط بين أقسام العراق المختلفة، وتشكل أنسب الظروف لمناورة القوات العراقية في أي من الاتجاهات الإستراتيجية، وأهم هذه الطرق:

أ. الطريق الرئيسي الموصل من الحدود التركية إلى الحدود الكويتية: زاخو ـ الموصل ـ بغداد ـ البصرة ـ صفوان.

ب. الطريق الموصل بين الحدود السعودية: القائم ـ الرمادي ـ بغداد ـ النجف ـ الديوانية ـ البصرة.

ج. الطريق العرضي السليمانية ـ كركوك ـ حديثة ـ الرطبة، على حدود الأردن.

د.الطريق العرضي بغداد ـ الفالوجا ـ إلى الرطبة، على حدود الأردن.

هـ.الطريق العرضي (طريق الحج): ما بين النجف ـ حائل، داخل المملكة العربية السعودية.

2. المواصلات المائية (البحرية والنهرية) (اُنظر خريطة مسرح عمليات العراق)

تعتبر العراق دولة شبه حبيسة، ولا يوجد له موانئ على الخليج العربي، بينما يتوفر له بعض الموانئ، داخل شط العرب، التي لا تتناسب مع حجم العراق وإمكاناته. فميناء البصرة، على مسافة 120 كم من رأس الخليج. بينما يتمركز الأسطول البحري العراقي في ميناء أم قصر، على مسافة 60 كم من رأس الخليج. أما ميناء "البكر" فهو خاص بتصدير النفط العراقي من جنوب العراق خلف جزيرة بوبيان الكويتية.

يستخدم العراق أنهاره الرئيسية، دجلة والفرات، في النقل داخل البلاد، خاصة الجزء الجنوبي منها. كذلك يستغل صلاحية المجرى الملاحي في شط العرب، من جانبه للاتصال بالخليج العربي. وتعد أحد المواصلات الهامة للتجارة الخارجية في العراق.

3. المواصلات الجوية

تعتبر المواصلات الجوية، الوسيلة الوحيدة التي تصل العراق بالخارج مباشرة، دون المرور على دول أخرى، كما في المواصلات البرية أو البحرية.

ينتشر في العراق حوالي 40 قاعدة جوية ومطاراً وأرض هبوط، أهمها:

قاعدة الحبانية الجوية، وقاعدة الرشيد الجوية، والقاعدة الجوية (H-3) في عقوبة، على الحدود السورية، ومطارات طليل والبصرة والكوت.

4. الاتصالات

يرتبط العراق، بكل أنحاء العالم، من خلال شبكات اتصال خطية ولاسلكية، معظمها مرتبط بالدول المجاورة، ما يهيئ له اتصالات جيدة. وتعتبر الاتصالات العراقية العسكرية أكثر تخلفاً، حيث ما زالت تعتمد على الخطوط الأرضية والأجهزة اللاسلكية القديمة نسبياً.

سادساً: المدن الرئيسية في العراق

1. بغداد

وهي العاصمة السياسية، ويتواجد بها جميع الأجهزة الحكومية للدولة. كما تعد المركز التجاري الرئيسي في العراق.

2. البصرة

وهي الميناء الرئيسي، على شط العرب، وتعتبر مركز تجاري هام على رأس الخليج.

3. الموصل

عاصمة الشمال، وهي مدينة لها أهميتها السياسية، في شمال العراق.

4. النجف والكوفة

مدن لها أهميتها الدينية، في جنوب العراق.

5. سامراء

مدينة لها أهميتها الدينية، في شمال بغداد.

سابعاً: الملامح الرئيسية لتأثير الظواهر الجغرافية على الإستراتيجية العسكرية للعراق

1. تشكل المرتفعات الشرقية والشمالية خط عوائق حدودي طبيعي مع دول الجوار (إيران، وتركيا)، بحيث يحدد المحاور وطرق الاقتراب الرئيسية والثانوية في اتجاهات يمكن السيطرة عليها.

2. تشكل الصحراء الغربية، بالتقائها ببادية الشام وصحراء النفود والدهناء، مانعاً طبيعياً عميقاً، يحد من قدرة القوات المتقدمة على المناورة، ويعرضها للاكتشاف مبكراً، حيث تقع تحت تأثير النيران والهجمات الجوية لعدم وجود مناطق يمكنها إخفاء قوات كبيرة. إضافة إلى ارتفاع درجة حرارة الصحراء، التي تؤثر على تقدم القوات المتقدمة خلالها، وتفرض عليها التقدم في توقيتات محددة.

3. لا تمثل منطقة الحدود الجنوبية أي عوائق بين العراق والكويت، مما يسهل التحركات بينهما، وهي منطقة عمل جيدة لحجم كبير من القوات المدرعة والآلية.

4. المنفذ البحري العراقي على الخليج، يعتبر محدوداً جداً، ومسيطر عليه من الكويت ـ وإيران، مما يحد من استخدامه عسكرياً.