إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / العراق والكويت، الجذور ... الغزو ... التحرير / الدراسة الجغرافية والطبوغرافية لمسرح عمليات الخليج العربي






مسرح القتال البري للتحالف/1
مسرح القتال البري للتحالف/2
مسرح القتال البري للتحالف/3
مسرح القتال البري للتحالف/4
مسرح القتال البري للتحالف/5
مسرح القتال البري للتحالف/6
مسرح القتال البري للسعودية
مسرح علميات الخليج
مسرح عمليات السعودية
مسرح عمليات الكويت
مسرح عمليات العراق
المناطق الجغرافية السعودية
الموانئ البحرية في السعودية
الأوضاع الدفاعية العراقية
المحاور الرئيسية لمسرح القتال البري
دراسة مسرح القتال البري



مقدمة

مقدمة

تعتبر دراسة مسارح العمليات من أهم العوامل التي تبنى عليها الخطط الإستراتيجية للدفاع، والتي يتوقف عليها حجم ونوع القوات التي تعمل في ذلك المسرح والملامح الرئيسية لأساليب القتال والأهداف التي تمثل مراكز الثقل، وتأخذ أسبقيات عند وضع الخطة.

وتدل الدراسات التاريخية، أن القادة الذين درسوا مسرح الحرب واستفادوا من مميزاته، واستغلوا نقاط القوة وتلافوا السلبيات ونقاط الضعف. هم الذين أحرزوا النصر في النهاية.

ودراسة مسرح العمليات تشمل عادة، قطاع في دولة، أو عدة دول، يدرس من خلالها الخصائص الجغرافية الطبيعية لتلك الشريحة من الأرض. والدراسة ثلاثة أنواع:

·    دراسة جغرافية للمسرح. وهي دراسة تتم على المستوى الإستراتيجي.

·    دراسة طبوغرافية للمسرح. وهي دراسة تتم على المستوى الإستراتيجي والعملياتي.

·    دراسة عملياتية/تكتيكية للمسرح. وهي التي تحدد الأهداف، ومحاور العمل، وعادة يقوم بها قادة التشكيلات العملياتية وقادة الوحدات التكتيكية.

1. اعتبارات رئيسية في تطور دراسة مسرح العمليات

رغم ثبات الأسس التي تبنى عليها دراسة مسرح العمليات إلا أن تطور أنظمة القتال وما وصلت إليه حاليا، والتي تعتمد على معدات ذات تقنية عالية، أدت إلى تبدل العديد من المفاهيم والعوامل التي تبنى عليها تلك الدراسة.. ومسرح العمليات الذي نحن بصدد دراسته يحوي الكثير من القوى التي يستخدم بعضها تقنيات فائقة التطور، والبعض الآخر يمتلك تقنيات محدودة، ولكن الجميع لديه المعدات التي تمكنه من التغلب على العوائق الطبيعية في مسرح العمليات الصحراوي.

2. أنظمة القتال التي غيرت مفاهيم دراسة الأرض

تتلخص أنظمة القتال التي غيرت مفاهيم دراسة الأرض، في الآتي:

أ. أنظمة الاستطلاع فائقة القدرة التي تعتمد على أقمار صناعية ذات دقة عالية، وأنظمة استطلاع جوي باستخدام تقنيات حديثة يمكنها اكتشاف الأهداف مهما بلغ صغر حجمها، أو بلغت دقة إخفائها. ورسم صورة حقيقية لمسرح العمليات في الوقت الذي يسبق استخدامه مباشرة، مما يؤدي إلى دقة التخطيط في استخدام القوات.

ب. أنظمة مسار باستخدام الأقمار الصناعية، أو استخدام المعدات الأرضية الآلية، والتي لها القدرة على توجيه القوات إلى أهدافها من خلال مناورات واسعة، لتتجنب أي عوائق أرضية، أو تتجنب الدفاعات الرئيسية لتصل إلى الغرض مباشرة، من دون الاعتماد على معالم سطح الأرض البارزة، والتي يندر وجودها في المسرح الصحراوي الخليجي.

ج. عقيدة الحرب الجو/برية التي تعتمد على استغلال إمكانات القوات الجوية المختلفة، أو أعمال الإبرار والنقل البحري، التي تعتمد على نقل القوات بواسطة السفن إلى أهدافها مباشرة باستخدام وسائل الإبرار البحري، أو الاقتحام الرأسي للاستيلاء على أهداف بعيدة المدى، وإفقاد الجانب الآخر القدرة على السيطرة والتركيز، مما يهيئ الظروف لتقدم القوات البرية الرئيسية متغلبة على العوائق الأرضية في ظروف تأمين مؤكدة أو مستخدمة لأساليب المناورة الواسعة لتجنب تلك العوائق من الأساس.

د. منظومة المناورة على المستوى التكتيكي والعملياتي، والتي تحققها الأسلحة والمعدات ذات القدرة العالية للتغلب على طبيعة الأرض والتي تحرص شركات تصنيع الأسلحة على توفيرها للمعدات التي تنتجها، وخصوصا في مجال الدبابات والمركبات المدرعة والمدفعية ذاتية الحركة.. وهي المعدات الأكثر ملاءمة للعمل في الصحراء.

هـ. تطور منظومات العمل الهندسي الميداني، بحيث أصبحت الوحدات والتشكيلات الميدانية تمتلك ضمن تنظيمها المعدات التي تمكنها من التغلب على مشاكل مسرح العمليات، سواء من ناحية العوائق أو الإخفاء أو التجهيز للمعركة.

و. التخطيط للحرب نفسها، والذي يعتمد على معلومات استخباراتية حديثة، وعلى خرائط دقيقة، وبالتالي يمكنه خلق الوسائل والأساليب، التي تحقق استغلال الخصائص الجغرافية الطبيعية لمسرح العمليات بكفاءة تعود على المستخدم بتعظيم إيجابياته، وتلافي سلبياته.

وهناك ثلاثة أمثلة لأساليب التغلب على طبيعة مسرح العمليات (على المستوى الإستراتيجي) في الحروب الحديثة، استخدمتها مدارس عسكرية مختلفة، وفي معارك لا تزال عالقة بالفكر:

أ. في الحرب العالمية الثانية، لم يشكل مسرح عمليات شمال أفريقيا الصحراوي، الذي أحكم الألمان استغلال طبيعته، عائقاً في وجه الجيش الثامن البريطاني، ولكن بالتخطيط الجيد، واستخدام وسائل الخداع، أمكن التغلب عليه، واختراقه.

ب. وفي حرب أكتوبر 1973، استخدم الجيش الإسرائيلي منظومة عوائق معقدة، استند عليها في تنظيم دفاعاته، مكونة من (قناة السويس بمشاكلها، إضافة إلى ساتر ترابي بارتفاع 22 متراً، ودفاعات قوية محصنة على حافة القناة، لا تؤثر فيها نيران أسلحة المدفعية أو الطيران، ويعاونها احتياطيات مدرعة يبدأ عملها في أعقاب اكتشاف الهجوم المصري مباشرة، لتدميره في أحرج أوقات الهجوم). ومع ذلك لم تؤثر هذه المنظومة المعقدة على قدرة القوات المصرية في الهجوم وتحرير الأرض، لاستغلال المصريين الجيد للخصائص الجغرافية لمسرح العمليات.

ج. وفي حرب الخليج (عاصفة الصحراء). لم تشكل الصحراء الممتدة عبر ثلاث دول، أو العوائق الصناعية التي أقامتها القوات العراقية، أي عائق لتنفيذ الخطة التي استخدمت فيها كافة أعمال المناورة (الهجوم المباشر ـ التطويق المحدود ـ الالتفاف العميق). بل أن قوات التحالف نفذت الخطة، وباستخدام جميع محاور الاقتراب على طول الجبهة، في وقت واحد، مستغلين في ذلك، التقنية العالية التي تتمتع بها قواتهم، والدراسة الواعية لخصائص المسرح الجغرافية، والاستفادة منها لمصلحة أعمال قتالهم.

إضافة إلى ذلك فإن دراسة الأرض يجب أن تشمل الاستخدام المتوقع من الجانب الآخر للأرض على ضوء عقائده القتالية أو قدرته على المناورة العميقة، أو أساليب تطبيقه للاقتراب المباشر وغير المباشر.

ويجب أن تقترن دراسة مسرح العمليات مع تقدير الموقف للقوي المتضادة، التي تعمل في المسرح، وأن يكون الهدف منها وضع خطط العمليات التي تحقق الإستراتيجية العسكرية للدولة.

3. طبيعة مسرح عمليات الخليج (أُنظر خريطة مسرح علميات الخليج).

تأتي أهمية مسرح عمليات دول الخليج، في أنه جزء من إقليم الشرق الأوسط الذي يتوسط العالم، وله أهمية إستراتيجية خاصة، كذلك فإن منطقة الصراع التي امتد المسرح في أرجائها، هي منطقة ذات اهتمام إستراتيجي خاص لكونها تختزن ثلثي احتياطي العالم من النفط، والذي يمد الدول الصناعية الكبرى بالجزء الرئيسي من احتياجاتها من المواد الأولية للطاقة.

ويشمل مسرح الصراع ثلاث دول رئيسية، هي العراق والكويت والسعودية، ويمتد إلى الدول المجاورة، ففي الجنوب: سلطنة عُمان واليمن، وفي الشرق: قطر والبحرين والإمارات العربية المتحدة، وإيران، وفي الشمال: تركيا، وفي الشمال الغربي: سورية والأردن، وفي الغرب: ومصر والسودان، وفي الجنوب الغربي: القرن الأفريقي. كما يمتد ليشمل البحار والمحيطات حولها.

وتتميز جغرافية مسرح العمليات، بثنائية أطراف الصراع، حيث ينحصر أطراف الثنائي الأول في المسرح الذي يشمل العراق والكويت، والثنائي الثاني يشمل السعودية والكويت، والثالث يشمل السعودية والعراق. ويوضع في الاعتبار اشتراك دول من خارج المسرح لدعم أي طرف، إلا أن المسرح يظل قاصراً على مناطق القتال، وما يجاورها من مناطق تؤثر عليه فقط. شمل المسرح البري الذي دارت عليه المعارك الرئيسية لحرب الخليج، مستطيلاً، يضم جنوب العراق، ودولة الكويت بالكامل، وشمال المملكة العربية السعودية ممتدا إلى منتصفها تقريباً.

وسيقتصر في الدراسة، على المسرح الذي يضم تلك المساحات من الدول. علما أن باقي دول شبه الجزيرة عبارة عن مساحات صغيرة تشترك طبيعتها ضمن الطبيعة العامة للمسرح، مثل قطر والبحرين، أو دول بعيدة عن الصراع مثل عمُان والإمارات العربية المتحدة واليمن.

كما ستقتصر الدراسة الجغرافية لمسرح العمليات على بعض العناصر الرئيسة، مثل: الموقع الجغرافي، وطبيعة الإقليم، والقوى البشرية، والمواصلات، وأهم الموانئ والمدن الرئيسية، وهي العناصر التي تخدم دراسة طبوغرافية مسرح العمليات من الناحية الإستراتيجية، أما العناصر الجغرافية الأخرى مثل: الموارد الطبيعية والنشاط الاقتصادي للسكان، على الرغم من أهميتها، فهي موجودة ضمن موضوعات الموسوعة، في كل دولة من دول المسرح الثلاث، يمكن الرجوع إليها.