إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات اقتصادية / الشركة العربية السعودية للتسويق والتكرير "سمارك" SAMAREC





شعار شركة سمارك




دور شركتي أرامكو السعودية وسمارك في حرب تحرير الكويت

دور شركتي أرامكو السعودية وسمارك في حرب تحرير الكويت

      جاءت أزمة الخليج، بما في ذلك حرب تحرير الكويت، التي استمرت لأكثر من سبعة أشهر، من أغسطس عام 1990 إلى فبراير 1991 م، لتختبر صلابة الصناعة النفطية السعودية، واشتداد عودها، ومدى نجاح عملية إعادة التنظيم، وكفاءة هذه الشركات.

      وقد أثبتت جميع شركات النفط السعودية، كفاءتها وسلامة تنظيمها. واستطاعت أرامكو، وفي مدة قصيرة، لا تتعدى ستة أسابيع، زيادة إنتاجها بما مقداره 80 %، وتعويض حوالي 38 % من النقص الحاصل في السوق النفطية العالمية، من جرّاء مقاطعة النفط العراقي، وتوقف الإمدادات من الكويت، واستطاعت زيادة الإنتاج، وتصدير البترول، في ظروف صعبة للغاية. كما استطاعت المشاركة في مكافحة بقعة الزيت في الخليج أثناء الحرب، بشكل نال تقدير جميع الجهات المسؤولة، محلياً وعالمياً.

      وكان الامتحان الصعب من نصيب شركة (سمارك). فقد كانت شركة وليدة، من جهة منتجاتها، مثل الديزل والبنزين ووقود الطائرات، التي تمثل العصب الأساسي لأي حرب حديثة. فللنجاح في أي معركة حديثة، لا بد من توفر الوقود، بمختلف أنواعه، في المكان المناسب، وبالكمية المناسبة، وفي الوقت المناسب. وقد استطاعت شركة (سمارك) تحقيق هذا كله، إذ أنشأت شبكة خاصة لإمداد القوات المسلحة السعودية والقوات الأخرى المشاركة في حرب تحرير الكويت، باحتياجاتها من النفط، كما نفذت سمارك بناء مخزون كبير من المنتجات، تحسباً لأسوأ الطوارئ، كأن يطول أمد الحرب مثلاً، أو تصاب المصافي بأي ضرر أو عطل.

      وخلال الأزمة، أنشأت كلٌّ من أرامكو السعودية وسمارك، غرف طوارئ خاصة تعمل على مدار الساعة، وذلك بالتنسيق مع وزارة الدفاع والطيران ووزارة البترول والثروة المعدنية، وقيادات القوات المشاركة، في عملية عاصفة الصحراء. ولذا، استطاعت أرامكو الاستمرار في عملها إنتاجاً وتصديراً بشكل عادي، كما استطاعت مواجهة تسرب الزيت في الخليج ومكافحته، بشكل فعّال.

      أمّا سمارك، فقد استطاعت الوفاء بجميع متطلبات القوات المسلحة، من كافة أنواع الوقود، مما حدا بقادة هذه القوات، بعد تحرير الكويت، إرسال خطابات الشكر والثناء لشركة (سمارك)، لمشاركتها الفعالة والقيِّمة أثناء الأزمة، وخلال، المعركة نفسها. وحصلت سمارك، كذلك، على ميداليتي تقدير من قيادة القوات المشتركة، من أصل ست ميداليات، وزعت على القطاعات، التي ساهمت في نجاح حرب تحرير الكويت.

      وفي الوقت نفسه، فإن شركة (سمارك) لم تغفل السوق المحلية، إذ كانت الإمدادات من المواد النفطية المختلفة متوافرة بشكل طبيعي، ولم يشعر المواطن، أو القطاع الزراعي، أو الصناعي بأي نقص.

إلغاء شركة سمارك

      أُسست شركة سمارك في عملية تنظيم للصناعة النفطية، في المملكة العربية السعودية، في عام 1989م، وكذلك أُلغيت في عملية إعادة هيكلية لتلك الصناعة، عام 1993م.

      فقد قرر مجلس الوزراء السـعودي  في جلسته، التي عقدت في يوم 28 ذي الحجـة 1413هـ الموافق 14 يونيه 1993م، إلغاء شركة سمارك، ودمج جميع مصافي التكرير ومرافق التوزيع في شركة أرامكو السعودية.

      وبهذا تكون شركة أرامكو السعودية قد اكتمل تنظيمها، في شركة وطنية واحدة، من إنتاج وتكرير ونقل وتسويق، مما يساعد على تطوير المصافي، وكافة المراحل، وإتاحة فرص للتدريب في جميع مراحل الصناعة لكل العاملين فيها.

      وأصبحت أرامكو السعودية، مسؤولة عن مرفق صناعة النفط، في المملكة العربية السعودية.