إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات اقتصادية / شركة ريثيون The Raytheon Company









الرئيس بوش في شركة ريثيون

الرئيس بوش في شركة ريثيون

      للمساعدة في رفع الروح المعنوية أثناء حرب الخليج، للشركة ومنسوبيها الذين عملوا أوقاتاً إضافية، من أجل صنع سلاحٍ فعّال في هذا الصراع، زار الرئيس الأمريكي جورج بوش، في 15 فبراير 1991، مصنع آندوفر Andover، بولاية ماتساشوسيتس، حيث صّنعت شركة ريثيون صواريخ باتريوت. وقد أبدى بعض الملاحظات لِمُدراءَ ومنسوبي المصنع، قائلاً:

      "إنه ليشرِّفني أن أكون هنا اليوم، وأن آتي إلى ريثيون، بعد أيام قلائل من غزو صدام للكويت. لقد ضاعف الأفراد، في هذا المصنع، سرعة أدائهم، وعمل المصنع، اعتباراً من منتصف أغسطس، على مدار الساعة؛ ثلاث ورديات يومياً، طوال أيام الأسبوع.

      في الشهر الماضي، علم العالم بأسره كيف ولماذا يؤدي باتريوت مهمته، ولم يكن هذا راجعاً إلى سحر التقنية المتطورة فحسب، بل إلى ما يقدمه كل فرد منكم في عمله، خلال الساعات التي يقضيها في العمل، والاهتمام بالدقة الكاملة، والاعتزاز الكامل والحِرفية الكاملة، التي يؤدي بها كل منكم وظيفته. إن أداء صاروخ باتريوت كان بهذا المستوى، لأنه يشبهكم أنتم.

      إن ما حدث هنا هو انتصار للتكنولوجيا الأمريكية. وهو انتصار يحدث كل يوم، ليس هنا في ريثيون وحدها، بل في جميع المصانع والشركات المنتشرة، في كافة أرجاء الولايات المتحدة. فأينما حلّ العمال الأمريكيون، فهم يدفعون عجلات التقدم إلى الأمام، ويحفظون قوة هذا البلد، ويدفعون عجلة النمو الاقتصادي. إن ما يحدث، هنا، بحق، لشيءٌ حاسم في مسيرة أمريكا التنافسية، ليس في القرن الحالي وحده، بل في القرن القادم كذلك.

      دعوني أُذكر، للحظة، ليس العاملين المهرة، أمثالكم، الذين بنوا نظام الباتريوت، وإنما جميع الجنود الأمريكيين، ذكوراً وإناثاً، ذوي المهارة العالية، الذين يستخدمون هذه الصواريخ في الميدان. نسمع كثيراً عن التقصير الموجود لدى أطفالنا، وفي مدارسنا، ولكن أعتقد أنه قد حان الوقت لتسجيل قصص النجاح هذه؛ عن الطريقة التي اتبعها أولئك الشجعان، من الفتيان والفتيات، الذين يعملون في محطات الباتريوت، ويؤدون هذه المهام المعقدة بهذه الدقة المطلقة. إنهم، وجميع الأطفال في مدارسنا اليوم، جزء من جيل سيقدم تكنولوجيا أمريكية، لا نظير لها، لاستخدامها، على سبيل التحدي. إننا نشهد ثورة في الحرب الحديثة، ثورة سوف تحدد معالم طريقة الدفاع عن أنفسنا في العقود القادمة.

      لقد سمعنا، لسنواتٍ مضت، أن أنظمة الدفاع المضادّة للصواريخ، لن تحقق الهدف المرجوّ منها، وأن إسقاط الصاروخ الباليستي أمر في عداد المستحيل، بل هو أشبه "بمحاولة ضرب طلقة بطلقة أخرى". قال البعض إنه أمر مستحيل، وقلتم إنه عملكم، فأخطأوا وأصبتم.

      قال المنتقدون إن هذا النظام مُبتلى بالمشاكل، الناجمة عن عدم قدرته على الصمود تحت ظروف الحرب الميدانية. ولقد علمتم أنهم كانوا مخطئين على طول الخط. بل أصبح العالم كله يعلم خطأهم. تخيلوا كيف كان سيكون مسار الحرب من دون باتريوت.

      لم يصل صاروخ باتريوت إلى الكمال، ولا يوجد، ولن يوجد، نظام يصل إلى الكمال. لم تنجح جميع اعتراضات باتريوت في تدمير أهدافها كاملةً. ومع ذلك، فإن باتريوت يُعَدّ دليلاً إيجابياً على فعالية الدفاع الصاروخي.

      لقد قلت مراراً إن الدفاع الصاروخي لا يهدد أحداً، وأنه لا يوجد سلاح دفاعي أشرف من سلاح يُصوَّب نحو صواريخ تُطلق ضدنا. نحن نعرف أننا نعيش في عالم محفوف بالمخاطر. فاليوم، أصبح قلقنا، من حدوث تبادل نووي واسع النطاق، أقل منه في أي وقت مضى خلال عصر ما بعد الحرب. وفي الوقت نفسه، يتزايد عدد الدول، التي تحصل على قدراتٍ لبناء وإطلاق صواريخ التدمير الشامل، النووية والكيماوية. وفي كثيرٍ من الأحوال، ستتفوق هذه الصواريخ على صواريخ سكود Scud، لأنها أصغر حجماً، وأقدر على الانطلاق إلى مسافة أبعد بسرعة أكبر. باختصار، ستكون أهدافاً أكثر صعوبة.

      ومن الآن، وحتى عام 2000، وعلى الرغم من أننا بذلنا أقصى الجهود، للحد من انتشار تلك التكنولوجيا المدمرة، إلاّ أن دولاً أخرى قد تحصل عليها. وكما تعلمنا من صدام حسين، إن كل ما في الأمر وجود نظامٍ، أو حاكمٍ، واحد متمرد، لا اعتبار عنده للأعراف الإنسانية، دكتاتور غاشم، يهدد، بعناد، مواطنين أبرياء.

      إننا نعلم، الآن، جيداً أن بعض الخصوم الذين نواجههم اليوم، وصدام حسين خير مثال على ذلك، متهورون، يتأثرون بالدولة، التي لديها الرغبة في الدفاع عن نفسها وتمتلك وسائل تحقيق ذلك، لا بالنظريات والمبادئ. ونحمد الله، أنه عندما سقطت صواريخ سكود على شعبي إسرائيل، والمملكة العربية السعودية، كان لدى قوات التحالف البواسل، شيء تحمي حياتها به أكبر من نظريات الردع المجردة. نحمد الله على صواريخ باتريوت.

      ويُعد نجاح باتريوت سبباً مهماً، في تنفيذ عملية "عاصفة الصحراء"، كما خُطط لها، وحسب الجدول المحدد. سنواصل القتال في هذه الحرب، بشروطنا، وحسب جدولنا الزمني، حتى نحقق أهدافنا. والشيء المؤكد هو أن الكويت ستُحرر.

      إن لدى الأفراد، الذين يصنعون صواريخ باتريوت كل مبررات الفخر، فبسببكم أنتم، أصبح العالم يعلم الآن أن بمقدورنا الاعتماد على وسائل الدفاع الصاروخية. وبسببكم أنتم ذهبت تهديدات طاغية، بأن ينشر الرعب، كالمطر المنهمر من السماء، أدراج الرياح. وبسببكم أنتم، كذلك، أُنقذ مواطنون أبرياء، وأرواح بشرية، لا تُقدَّر بثمن.

      إننا عندما نفكِّر في الحرب، نفكِّر أولاً في الجنود البواسل الموجودين في الميدان، رجالاً أو نساءً. أولئك الذين يخدمون الآن، في النصف الآخر من المعمورة، بعيداً عن وطنهم. ولكن عزاؤنا، كما قال ودرو ولسون Woodrow Wilson، ذات مرة: "هناك ألف صورة للواجب في وقت الحرب". وتوجد في هذه الحجرة الآن آلاف الأسباب، التي تبرر نجاح قضيتنا.

      لقد وفرتم، أنتم وأمثالكم، في أنحاء الوطن، للجنود الشجعان، من الرجال والنساء، في الخليج، ميزة التفوق القتالي، التي كانوا في حاجةٍ إليها، لتحقيق السيادة، وأهم من ذلك، لحماية الأرواح الغالية.

      مرة أخرى، أشكركم جميعاً على هذا الترحيب الحار، وعلى الإسهام الذي لا يُقدَّر بثمن، الذي قدمتموه دفاعاً عن أمريكا وحلفائها، فليبارك الرب الولايات المتحدة الأمريكية.