ريثيون في التسعينيات

      ركزت ريثيون جهودها، منذ نهاية الحرب الباردة، عندما خفضت وزارة الدفاع الأمريكية، العميل الأكبر للشركة، مشترياتها الدفاعية بنسبة 60%، في تحويل منتجاتها الدفاعية المعقدة، إلى الاستخدام في الأسواق التجارية. وتزامن هذا مع تولي دينيس بيكارد Dennis J. Picard، الذي انضم للعمل بالشركة في عام 1955، منصب رئيس مجلس الإدارة التنفيذي للشركة، عام 1991.

      واليوم، تواصلت ريثيون سعيها إلى إحداث التوازن بين مبيعاتها الدفاعية والتجارية، وتعمل بنجاحٍ، على توسيع نطاق تقنياتها، ليشمل أسواق الإلكترونيات غير الدفاعية، مثل مراقبة حركة المرور الجوي، وإدارة البيانات والصور والمعلومات، والنقل والاتصالات. وقد نجحت ريثيون، خلال هذا العقد، في استغلال خبراتها في مجال الرادار العسكري، لتصبح الشركة الرائدة في مجال مراقبة حركة المرور الجوي، في العالم. وكان هذا التحول عاملاً فاعلاً، في تلبية حاجات العالم المتطوِّر، وأدى إلى تطوير أجهزة متقدمة، مثل الرادار الطرفي لرصد المتغيرات المناخية Doppler، الذي يرصد أي تغير في اتجاه الرياح، ورادارات رصد أماكن تجمع الأسماك؛ وعمليات تطوير وصيانة شبكة الحاسب الآلي لتصنيف ورصد التزامات الطلاَّب تجاه وزارة التعليم. إضافة إلى تطوير إدارة الصور وشبكات الاتصالات للاحتياجات الطبية.

      وللتركيز في الأسواق التي تتفوق فيها، أقدمت ريثيون، في التسعينيات، على تصفية كثيرٍ من شركاتها، مثل شركة هيث D.C. Heath، لنشر الكتب التعليمية، وشركات أجهزة التدفئة ومكيفات الهواء، وعمليات Semiconductor & Switchcraft.

      وفي 1992، عززت الشركة قدراتها في مجال الأنظمة الإلكترونية، التجارية والدفاعية، بشراء شركة أمبر للهندسة AMBER Engineering، ومقرها كاليفورنيا، وهي شركة تعمل في تصميم وإنتاج المكونات الداخلية للطائرات، وتكنولوجيا البحث، باستخدام الأشعة تحت الحمراء.

      في بداية عام 1995، دمجت ريثيون قطاعي أنظمة الصواريخ والمعدات، في شركة واحدة، تحت اسم ريثيون للأنظمة الإلكترونية Raytheon Electronic Systems. وفي نهاية ذلك العام، اشترت ريثيون شركة E-System، وهي شركة إلكترونيات دفاعية وحكومية، متخصصة في إنتاج أنظمة الاستخبارات، والمراقبة، والاستطلاع، والقيادة والسيطرة، وصيانة الطائرات، والتطوير والإرشاد والملاحة، وأنظمة الاتصالات والبيانات. وخلال عام 1996، اشترت ريثيون شركة كريسلر للتكنولوجيا Chrysler Technologies، التي تعمل في مجال تعديل الطائرات وإلكترونيات الدفاع، ودمجتها في شركة ريثيون للأنظمة الإلكترونية.

      وفي يوليه 1997، اشترت أصول شركة تكساس لأنظمة الدفاع والإلكترونيات Texas Instruments Defense Systems and Electronics، فأضافت خبرات جديدة في مجال إنتاج أنظمة الدفاع المتقدمة، التي تشمل الأسلحة دقيقة التوجيه، والصواريخ المضادة للإشعاع والضربات الجوية، والرادارات التي تحملها الطائرات، وأنظمة الرؤية الليلية، وأجهزة الحرب الإلكترونية. وفي فبراير 1998، وافقت ريثيون على بيع شركتها التجارية Commercial Laundry.