إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات اقتصادية / شركة ريثيون The Raytheon Company









أهم منتجات شركة ريثيون

أهم منتجات شركة ريثيون

الصمامات المغناطيسية

      كان نشوب الحرب العالمية الثانية، فاتحةً لدخول ريثيون مجال تقنيات الصناعات الدفاعية التطبيقية. فعلى الرغم من نجاح العلماء البريطانيين في تطوير الرادار، الذي يعمل بالموجات القصيرة، أو الموجات الدقيقة (الميكروويف) لرصد الطائرات المعادية، إلاّ أنهم لم يستطيعوا أن يكملوا، أو ينتجوا، كميات كبيرة من الصمام المغناطيسي ( Magnetron Tubesالذي يُعَدّ أساس عمل الرادار. وكانت بريطانيا تعد الرادار أهم ميزة لديها، في مواجهة الغارات النازية، لأنه يمكّن رجالها من الرؤية الليلية، في الوقت الذي كانت القوات النازية لا تستطيع ذلك.

      وبدافع الحاجة الملحَّة إلى إنتاج عشرات الآلاف من الصمامات المغناطيسية المطلوبة، للتصدي لغارات الـLuftwaffe (القوات الجوية الألمانية)، وشن هجمات مضادة، اتجه العلماء، الألمان والإنجليز، إلى الولايات المتحدة الأمريكية، طالبين العون من كبرى الشركات الصناعية فيها. ولكن شركة ريثيون، التي كان لها تجارب فعلية مع الصمامات، التي تعمل بالميكروويف، وكانت تنتج صمامات الإرسال، عُدّت صغيرة، لا تستطيع دخول حلبة السباق. ومع ذلك، وبناء على اقتراح من معمل الإشعاع (MIT’s Radiation Laboratory)، في ولاية ماساشوسيتس، رُتب لقاء بين كبار العلماء البريطانيين، وبرسي سبنسر Percy L. Spencer، مهندس شركة ريثيون، الذي لم يكن لديه سوى شهادة النجاح في المرحلة الدراسية الإبتدائية، إلاّ أنه تميز بحاسة شديدة لحب الاستطلاع. وبعد أن استمع سبنسر جيداً، إلى وصف العلماء البريطانيين لطريقة إنتاج الصمامات المغناطيسية، أخبرهم سبنسر، صراحة، أنها طريقة "غير مناسبة وغير عملية". وأقنعهم أن يسمحوا له بأخذ الصمام المغناطيسي ـ الذي يُعَدّ أهم سلاح سري لدى بريطانيا ـ معه. وفي عطلة نهاية الأسبوع، كان سبنسر قد توصل إلى التغييرات الإشعاعية، التي يمكن أن تُبسِّط عملية التصنيع، ومعها مقترحاته لتحسين أداء الرادار.

      وبعد اقتناعها بما توصل إليه سبنسر، عن طريق معمل الإشعاع، أبرمت بريطانيا عقداً محدوداً مع شركة ريثيون "الصغيرة" لتوريد الصمامات المغناطيسية، بينما أبرمت عقداً كبيراً مع الشركة العملاقة، ويسترن إلكتريك Western Electric، وبعد هذا العقد أصبحت ريثيون أكبر موَّرِّد للصمامات المغناطيسية أثناء الحرب العالمية الثانية، وقدَّمت بذلك أعظم ميزة لبريطانيا وقوات الحلفاء. وفي نهاية الحرب، كانت ريثيون تنتج 80% من جميع الصمامات المغناطيسية، متفوقة بذلك على ويسترن إلكتريك، وRCA، وجنرال إلكتريك General Electric، والشركات العملاقة الأخرى.

الرادار المحمول على السفن

      وخلافاً لبريطانيا، وقوات الحلفاء، الذين كانت مهامهم الدفاعية، في الحرب العالمية الثانية، تتركز، بدرجة كبيرة، في صد الهجمات المضادة، براً، وجواً، كانت الولايات المتحدة الأمريكية عُرضة لخطر الهزيمة بحراً، وكان ذلك يعني عزلها عن باقي الحلفاء في أوروبا، والمحيط الهادي. كانت السفن الحربية النازية، المسلَّحة تسليحاً ثقيلاً، تتحرك في حرية تامة في المحيط الأطلسي، وكل المطلوب من كل سفينة أمريكية أن توجد في عدة أماكن، في وقت واحد. لذلك، كان ابتكار الرادار المحمول على السفن، أمراً له أهمية في التغلب على السفن النازية.

نجح فريتز جروس Fritz Gross، أحد المهندسين الشبان الموهوبين في شركة ريثيون، في تطوير الرادار SG  الذي يعمل بالميكروويف، وهو رادار حُمل على السفن، ويتفوق، بمراحل، على الرادارات الأخرى، التي تحملها الطائرات، لأن الغواصات الألمانية، كان لا يمكنها التوافق مع تردداته، كما هو الحال مع ترددات الرادارات المحمولة على الطائرات.

      وفي عام 1942، بدأت ريثيون تصنيع رادارات للسفن من طراز PT، في الوقت الذي كانت الشركات الأخرى تعد ذلك من المستحيلات. ومع نهاية الحرب العالمية الثانية، كانت كل سفينة أمريكية من طراز PT، مجهزة برادارٍ شركة ريثيون. ولعب كل من الرادار والراديو، اللذَين تنتجهما ريثيون، دوراً مهماً، في المعارك التي دارت في المحيط الأطلسي، في الدفاع عن قوافل الحماية لقوات الحلفاء. فقد أتاحت لها الرؤية ليلاً، واكتشاف السفن المعادية، وتدميرها. ونتيجة لهذه الميزة التكنولوجية لقوات الحلفاء، بدأت ألمانيا النازية، لأول مرة، تشعر بأنها أصبحت مثل الفريسة السهلة، لا الصياد المتمرس.

أفران الميكروويف

      جاء اكتشاف ريثيون لفرن الميكرووف عام 1945، مصادفة، ولكن تطويره، شأن كثير من المنتجات الأخرى، يمكن أن يُنسب إلى المهندس برسي سبنسر. كان سبنسر واقفاً، ذات مرة، أمام صمام مغناطيسي، وفي جيبه قطعة من سكَّر النبات. وعندما بدأ الصمام يدور، أخذت قطعة السكر تذوب في جيب سبنسر. لفت ذلك انتباهه، فوضع حبات من الذرة الشامية أمام الصمام، فوجد أنها صارت فِشاراً popcorn، فكرَّر التجربة، فوضع أمام الصمام بيضة طازجة، فوجد قشرتها تتكسَّر، بسبب نضج محتواها الداخلي، أسرع من القشرة الخارجية. وكان العلماء، الذين ألفوا التعامل مع "الصمام المغناطيسي"، يعلمون أنه يولِّد حرارة عند إطلاق طاقة الميكرووف، وهي الفكرة التي جعلت الرادار أمراً ممكناً. وكان سبنسر أول من اكتشف إمكانية طهي الطعام باستخدام إشارات الميكروويف اللاسلكية.

      في عام 1947، قدَّمت ريثيون للعالم أول فُرن يعمل بالميكروويف، وأسمته "Radarange" اسم الموظف الفائز في مسابقةٍ أجرتها الشركة. وكانت أفران الميكروويف، أول أمرها، في حجم الثلاجة الكبيرة، ويتكلف الواحد منها بين 2000 و3000 دولاراً. وكانت ريثيون تبيعها، أساساً، للأسواق التجارية.

      مع بداية الخمسينيات، تزايد الطلب المحلي، على تلك الأفران. ونتيجة لعدم وجود بنية أساسية لتسويق وبيع المنتج، أبرمت الشركة اتفاقية ترخيص مع شركة "تبَّان ستوف Tappan Stove"، عام 1952. وفي عام 1955، قدَّمت شركة تبَّان أول فرن ميكروويف منزلي، ضم جهازاً لتوليد طاقة الميكروويف، وكان أكثر إحكاماً، ولكنه أقل قوة. وبلغت تكلفة الفرن الواحد 1300 دولار. وكانت تلك النماذج من الأفران المنزلية، متواضعة الشكل والأداء.

      في عام 1965، اشترت ريثيون شركة أمانا للتبريد Amman Refrigeration،  ومقرها في ولاية أيوا Iowa  الأمريكية. كانت أمانا تعمل في تصنيع الثلاجات ومكيفات الهواء، ولها قناة جيدة للتوزيع والتسويق، ومن ثم أصبحت أفران الميكروويف، من أساسيات المطبخ في المنزل الأمريكي.

      في عام 1967، قدَّمت ريثيون أول فرن مايكروويف، منضدي، 100 فولت ولا تتجاوز تكلفته 500 دولاراً. وكان ذلك الفرن أصغر حجماً، وأكثر أماناً، من النماذج السابقة. امتلأت الأسواق بالمنتج الجديد، وزاد الإقبال عليه بدرجة هائلة، فقد مهد الطريق أمام النساء ليتخفَّفن من عبء الأعمال المنزلية الشاقة، وأصبحت ريثيون، تحت اسم "أمانا Amana"، هي المسيطرة على صناعة أفران الميكروويف المنزلية.

الصواريخ الموجَّهة

      على الرغم من فاعلية الرادار في الحرب العالمية الثانية، إلاّ أن النظم الدفاعية الجوية كانت لا تزال قاصرة، في مواجهة الطائرات التي تحلق على ارتفاع منخفض، ولم يكن الرادار النبضي العادي قادراً على رصدها. لذلك، ابتكر اليابانيون سلاحاً جديداً، صواريخ بشرية، وهي عبارة عن طائرات من طراز "كاميكاظ Kamikaze"، تطير على ارتفاع منخفض فوق الأرض، لتظهر في الأفق فجأة، فتشتبك مع الطائرات الأمريكية، وتلقي قذائفها على السفن الحربية الأمريكية.

وكان المطلوب إيجاد رادار ذي موجة ترددية دائمة، قادر على تتبع الأهداف المتحركة، حتى خلال التشوش الإلكتروني الذي تحدثه موجات البحر، أو التضاريس الأرضية. وإذا بالقدرة على تمييز الأهداف المتحركة وعزلها من وسط التشوش المحيط بها، على أساس السرعة لا المسافة، تفتح الطريق أمام إمكانية تصنيع صاروخٍ، يمكنه ليس فقط تحديد أي هدفٍ جوي معادٍ، بل وتدميره أيضاً.

      وفي عام 1948، أصبحت ريثيون أول شركة تطور نظاماً لتوجيه الصواريخ، يمكنه إصابة الأهداف الطائرة. وقد ضمت الصواريخ الأولية، التي صنعتها الشركة، الصاروخ لارك Lark، الذي يحتوي على نظام توجيه، يحمل جهازي، الإرسال والاستقبال، الراداريين، في مقدمة الصاروخ نفسه. ومع أن هذا الطراز من نُظم التوجيه، كان يُسمى الباحث النشط Active Seeker، إلا أنَّ مداه كان محدوداً. وقد طوَّرت ريثيون صاروخاً باحثاً "شبه نشط" Semi-Active Seeker، مزوداً بجهاز إرسال راداري مثبت عند نقطة إطلاق الصاروخ، بينما وُضع جهاز الاستقبال، الذي كان يلتقط الإشارات المنبعثة من الهدف، على متن الصاروخ.

      وكان من نتيجة نجاح ريثيون في إنتاج الصواريخ الباحثة، أن أبرم الأسطول الأمريكي عقداً مع الشركة لإنتاج صاروخ سبارو Sparrow جو/جو. كما أبرم الجيش معها عقداً لإنتاج الصاروخ هوك Hawk أرض/جو. وهذان النظامان من الصواريخ يستخدمان، في الوقت الحاضر، في الولايات المتحدة الأمريكية، وعشرات الدول من حلفائها، في مختلف أنحاء العالم.

نُظم الاتصالات في وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا)

Natianal Administration and Space NASA Administration

      عندما توقَّف العالم ليشاهد رائدي الفضاء، نيل أرمسترونج Neil Armstrong، والعقيد إدوين ألدرين Colonel Edwin Aldrin، وهما يخرجان من مركبة الفضاء أبولو 11 ApolloXI، ويغرسان العلم الأمريكي على سطح القمر، كانت ريثيون تراقب المشهد باهتمام خاص. كانت المركبة أبولو 11 التي أُطلقت بواسطة صاروخ ساتورن Saturn، قد عادت من رحلتها الناجحة إلى القمر، وهبطت إلى الأرض بسلام. وكانت تلك الرحلة أعظم إنجاز هندسي في التاريخ، أنفقت الولايات المتحدة في سبيل تحقيقه، من السنوات والتجارب العلمية، والموهبة العلمية، والأموال الأمريكية الشيء الكثير. وكان إسهام ريثيون في ذلك الإنجاز على أعلى مستوى، من خلال تصميمها وتصنيعها للحاسب الآلي، الذي كان يوجِّه المركبة الفضائية، في رحلتها التاريخية.

نظام صاروخ الباتريوت

      في عام 1967، وقعت ريثيون مع الجيش الأمريكي عقداً، لتطوير صاروخ (SAM-D)، أرض/جو، وهو صاروخ صُمم للدفاع ضد الطائرات التي تطير على ارتفاعات عالية (high performance). وبعد تسع سنوات من التطوير، دخل الصاروخ SAM-D، عام 1976، مرحلة الإنتاج الكامل، وسُمَّي في ذلك الوقت "باتريوت" Patriot (وطني)، تكريماً لاحتفال الولايات المتحدة الأمريكية بمرور مائتي عامٍ على تأسيسها.

      في عام 1986، تمكن الصاروخ "باتريوت ذو القدرة المتطورة، مرحلة أولى Patriot Advanced Capability Phase 1"، المُحَدّث بقدرات مضادة للصاروخ التكتيكي، من اعتراض وتدمير صاروخ لانس Lance، أثناء انطلاقه في الجو، مثبتاً فاعليته في التصدي للصواريخ الباليستية قصيرة المدى.

      وفي عام 1991، وضعت حرب الخليج صاروخ باتريوت في اختبارٍ حقيقي، أثناء الاشتباكات العسكرية. ونجحت صواريخ باتريوت المتطورة (مرحلة ثانية PAC2 في اعتراض وتدمير صواريخ سكود Scud العراقية، التي أُطلقت على المملكة العربية السعودية وإسرائيل. وقد كسب صاروخ باتريوت، نتيجة الاعتقاد في قدرته على إنقاذ حياة الكثير من البشر، وتحويله مجرى الحرب، اعترافاً عالمياً، بأنه أول صاروخ في التاريخ، ينجح في اعتراض صاروخ باليستي معادٍ، خلال الاشتباكات.