إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات اقتصادية / شركة ريثيون The Raytheon Company









نشأة الشركة

نشأة الشركة

      في أعقاب الحرب العالمية الأولى، مرحلة التحرر من القيود، كان الشعب الأمريكي في حالةٍ من الغليان، فقد نفض غبار حرب مريرة، لم تحقق سلاماً حقيقياً ولا أماناً اقتصادياً. بدت في الأفق ملامح التقدم التكنولوجي الحديث، عقب الخروج من أعماق يأس مريرٍ، قضى على فرص العمل، وزاد الهوة بين الأغنياء والفقراء. وظهرت مجموعات من أصحاب الشركات الطامحين، تحدوهم الرغبة في النجاح، والمغامرة. إضافة إلى ذلك، كانت فترة العشرينيات من هذا القرن، من الفترات الحاسمة في التاريخ الأمريكي، إذ كان ذلك أول عقود التحديث. وقد شهد باكورة صناعة السيارات، وأجهزة الراديو، والثلاجات. وفيه امتدت خطوط الكهرباء والهاتف لتغطي كافة أنحاء الولايات المتحدة الأمريكية.

      وسط هذا الجو، ظهرت شركة ريثيون، عام 1922، في كمبريدج Cambridge، بولاية ماساتشوسيتش الأمريكية، وكان اسمها، في ذلك الوقت، "الشركة الأمريكية لصناعة الآلات" The American Appliance Company. تأسست الشركة على يد ثلاثة شركاء، هم: لورانس مارشال Lawrence K. Marshall وفانينار بوش Vannenar Bush، وهما زميلا دراسة، وكانا يسكنان في غرفةٍ واحدة، وتشارلز سميث Charles G. Smith، وهو عالم شاب، نجح في تطوير النموذج الأولي لثلاجة منزلية، تستخدم محاليل تبريد صناعية. كان مارشال مهندساً، ورجل أعمال، ومتخصص في علوم الفيزياء، أما بوش Bush فكان عالماً، وأستاذاً لمادة الهندسة الكهربائية في معهد ماساتشوسيتس للتكنولوجيا Massachusetts Institute of Technology، ومعهم مجموعة كبيرة من المساعدين. كانوا جميعاً يحلمون بالرخاء، وإيجاد سوق رائجة لثلاجتهم الجديدة.

      ولكن لا تأتي الرياح بما تشتهي السفن، فلم يلق المُنتَج، الذي كان نواة تأسيس الشركة نجاحاً، وظل قابعاً في مخازن الشركة. وللتغلب على حالة الفشل هذه، اقترح مارشال وبوش العودة إلى فكرة، كان سميث قد تقدم بها وجرَّبها، وهي نوعٌ جديد من الصمامات الغازية gaseous tubes، تسمح لأجهزة الراديو أن تعمل بالكهرباء، بدلاً من البطاريات، بواسطة سلك، يوضع في مقبس الكهرباء بالجدار. وقد قضى هذا الصمام على الحاجة إلى بطاريتين، مرتفعٌ سعرهما، وقصيرُ عمرهما، وهي العقبة التي كانت تعوق انتشار أجهزة الراديو في ذلك الوقت. وبهذا الاختراع، تمكنت الشركة الصغيرة من الانطلاق والتفوق، على جيش الباحثين والمهندسين في شركات مثل RCA، وويستنجهاوس Westinghouse، وغيرهما من الشركات العملاقة الأخرى. لقد نقل هذا الاختراع صناعة الراديو بكاملها إلى طورٍ جديد، وجعل أجهزة الراديو في متناول الجميع. وانتشر الصمام الجديد، الذي أُطلق عليه اسم "ريثيون"، في الأسواق، وحققت مبيعاته أكثر من مليون دولار، قبل نهاية عام 1926، وقد جعل المنتج الجديد الشركة من الرواد، في سوق أجهزة الراديو المتطورة، قرابة عقدين من الزمان.