بداية التنقيب

      في السادس من شهر أغسطس 1958 بدأت سفينة المسح (سونيك)، المسح الزلزالي في الخليج العربي, وشملت إجراءات المسح تفجير الديناميت تحت سطح البحر، وتلقي انعكاساته، وسبر الهيكل الجيولوجي للمنطقة. وتطلب إنهاء العمل ثلاثة أشهر، أجري خلالها خمسة عشر ألف تفجير في مساحة بلغت 5700 كم2. وكانت نتائج المسح الزلزالي تُنقل جواً، إلى مكتب شركة الخدمات الجيوفيزيائية الدولية (GSI) في لندن لتقييمها.

      وبعد أن دُرست الخرائط بعناية، اختير الموقع المقترح لبدايات الحفر والتنقيب عند ملتقى خط العـرض 49ً 28َ 28ْ شمالاً، وخط الطول 28ً 57َ 48ْ شرقاً، على بعد 48 كم شرق رأس الخفجي.

      عهد بأعمال الحفر إلى شركة الحفر الدولية (IDC) . وهي شركة أمريكية. وغادرت منصة الحفر (ثورنتون) خليج المكسيك، في 23 ديسمبر 1958 متجهة إلى الخليج العربي. وأقيمت قاعدة لعمليات الحفر، في منطقة تدعى خور المفتح، وهو خليج صغير، على بعد مائة كم جنوب مدينة الكويت.

      وتأسس مكتب الحقل، لشركة الزيت العربية في خور المفتح، في الثاني من مايو 1959.

      وسرعان ما وصلت سفينة الشحن اليابانية "كيبي مارو"، وهي تحمل أكثر من ثلاثة آلاف طن من الأنابيب، والآلات والأسمنت، وطين الحفر، ومعدات ضرورية أخرى. أنزلت بشكل متصل ليلاً ونهاراً. وكانت سفن الشحن اليابانية، التي تصل إلى الخليج العربي، في ذلك الوقت قليلة، ولم يكن خور المفتح بالمكان المعروف جيداً. لذلك، ترددت شركات النقل البحري اليابانية، في نقل معدات الحفر والمواد الأخرى إلى موقع مكتب الحقل. ولكن شركة هينود كيسن (ويعني اسمها النقل البحري باللغة اليابانية)، وافقت في النهاية بعد مباحثات شاقة، على تنفيذ هذه المهمة.