مقدمة

قامت على أرض المكسيك، حضارات عديدة ومتقدمة، أهمها المايا، والتولتيك، والأزتك. ثم خضعت للاحتلال الأسباني زهاء قرون ثلاثة، قبل أن تنال استقلالها، في بداية القرن التاسع عشر الميلادي. أدى خفض قيمة العملة المكسيكية، البيزو Peso، في أواخر عام 1994، إلى غرق المكسيك في اضطرابات اقتصادية، صاحبتها أسوأ فترة ركود، مرت بها البلاد، خلال النصف الأخير من القرن العشرين. وكانت البلاد، في طور استعادة عافيتها الاقتصادية، حتى حدوث الأزمة الاقتصادية العالمية في أواخر عام 2008، التي أدت إلى حدوث انكماش اقتصادي هائل في عام 2009، سرعان ما استعاد الاقتصاد عافيته في العام 2010. ومن المخاوف الاقتصادية والاجتماعية الحالية، في المكسيك، انخفاض معدلات الأجور؛ وعمل شريحة كبيرة من السكان في أعمال لا تستغل مؤهلاتهم أو مهاراتهم؛ والتباين الكبير في توزيع الدخل، بين شرائح المجتمع؛ إضافة إلى ندرة فرص الارتقاء أمام الشريحة العريضة، من السكان الأمريكيين، ذوي الأصول الهندية، الذي يقطنون في الولايات الجنوبية الفقيرة.

بعد سيطرة استمرت 71 عاماً، للحزب الثوري المكسيكي، علي مقاليد الحكم في المكسيك، فاز مرشح حزب العمل الوطني (PAN)، المعارض، فيسينت فوكس Vicente FOX، في يوليه 2000، بمنصب رئيس الجمهورية، بعد حصوله على 45 بالمائة من الأصوات، في الانتخابات الرئاسية، التي أُجريت في الشهر نفسه، في مقابل حصول منافسه، فرانسيسكو لاباستيدا Francisco Labastida، مرشح الحزب الثوري المؤسسي الحاكم (PRI)، على 35 في المائة، من الأصوات. وقد أدى فوكس في الأول من ديسمبر 2000، اليمين الدستورية، ليكون أول رئيسٍ للبلاد، يأتي عبْر انتخابات حرة ونزيهة. ونجح أيضاً عام 2006، المرشح الآخر لحزب العمل الوطني (PAN) فيليب كالديرون Felipe CALDERON، وفي عام 2012 استعاد الحزب الثوري المؤسسي (PRI) منصب رئاسة البلاد، من خلال مرشحه إنريك بينا نييتو Enrique PENA NIETO.

منذ العام 2007، ظلت منظمات الاتجار بالمخدات القوية تتورط في أعمال دامية في المكسيك؛ ما أسفر عن وقوع عشرات الآلاف من جرائم القتل المرتبطة بتجارة المخدرات.