إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / دول ومدن وأماكن مشهورة / جنوب السودان South Sudan (جمهورية جنوب السودان Republic of South Sudan)




علم جنوب السودان


خريطة جنوب السودان



إيران

مقدمة

في سبعينيات القرن التاسع عشر، حاولت مصر استعمار منطقة جنوب السودان من خلال إنشاء إقليم "الاستوائية". وفي عام 1885، سيطرت الثورة المهدية الإسلامية على المنطقة. وفي عام 1898، تمكنت قوة بريطانية من إسقاط النظام المهدوي؛ وبذلك أحكمت بريطانيا سيطرتها الكاملة على مصر والسودان، بما فيه جنوبه، أي إقليم الاستوائية. وفي العام التالي 1899، أصبح السودان مصرياً إنجليزياً سودانياً، وأصبح إقليم الاستوائية، الواقع في أقصى الجنوب، وهو الإقليم الثامن للدولة المصرية السودانية الإنجليزية.

وخلال العقود التالية، تُركت تلك المنطقة، إلى حد كبير، معزولة. وسكان شمال السودان من المسلمين، أما سكان جنوبه لم تكن لهم ديانة محددة، بل هي معتقدات محلية؛ فنشطت حركة التبشير هناك، واستطاع المبشرون تحويل جزء كبير من السكان إلى المسيحية، ما سهل انتشار اللغة الإنجليزية بين السكان.

غلب على الحكومات، التي حكمت السودان، منذ استقلاله عن بريطانيا، في عام 1956، أنها عسكرية. وخلال العقدين الأخيرين، تعرَّض السودان لحروب أهلية مريرة، شملت جنوبه وغربه وشرقه.

انتهت الحرب الأهلية الأولى، في جنوب السودان (1955-1972)، واشتعلت الثانية (1983-2005). وانتهت بنزوح أكثر من أربعة ملايين جنوبي، وانتشار المجاعة؛ وتبعاً لتقديرات المتمردين، فقد توفي أكثر من مليوني شخص في فترة عقدين، بسبب الحروب والمجاعة والجفاف.

اكتسبت محادثات السلام، بين الحكومة والمتمردين زخماً كبيراً، في 2002 - 2004، إذ وقع الطرفان اتفاقات عديدة، منها اتفاقية السلام الشامل النهائية بين الشمال وحركة الجيش الشعبي لتحرير السودان، في يناير 2005، والتي منحت متمردي الجنوب الحكم الذاتي لمدة ست سنوات، بعدها يختار الجنوبيون في استفتاء، إما فصل الجنوب أو بقاءه مع الشمال دولة موحدة.

وفي يناير 2011 جرى الاستفتاء، وأيدت الغالبية الساحقة من أبناء الجنوب الانفصال. وفي 9 يوليه 2011، أُنزل علم جمهورية السودان من مدينة جوبا، ورفع مكانه علم دولة جنوب السودان المستقلة، وبذلك يكون قد أسدل الستار على آخر فصول اتفاقية السلام الشاملة بين الشمال والجنوب.

ومنذ انفصال جنوب السودان، تسعى حكومته جاهدة لبناء دولة، كما تحاول السيطرة على الميليشيات المتمردة الموجودة ضمن أراضيها.

ومنذ يناير 2012، تدهورت الأوضاع الاقتصادية في جنوب السودان، عندما قررت الحكومة إيقاف إنتاج النفط في أعقاب الخلافات، التي ما تزال مستمرة بين الدولتين؛ وأسباب هذه الخلافات متعددة، منها: أسعار عبور النفط عبر أنابيبه، التي تمر بشمال السودان، ومنها الخلاف حول تبعية منطقة أبيي؛ فضلاً عن خلافات أخرى حول الحدود وتداخل الدولتين. وما تزال الخلافات والصراعات محتدمة بين الدولتين، على الرغم من إنذارات مجلس الأمن بفرض عقوبات على الدولتين، إن لم يحسما الخلافات بينهما. وقد تدخل الاتحاد الأفريقي وعدد من الدول لإنهاء هذه الصراعات، ولكن الوضع ما زال ينذر بالخطر ويخشى من عودة الحرب بين الدولتين مرة أخرى.