مقدمة

كانت نهاية الإمبراطورية الروسية وإعلان اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفيتية ثورة غيرت النظام العالمي، وكذلك نهاية الاتحاد السوفيتي وانهياره وإعلان رابطة الدول المستقلة ثورة جديدة غيرت الخريطة السياسية للعالم؛ فبينما قادت الثورة الأولى عام 1917 إلى نظام انقسم العالم بشأنه، أدت الثورة الثانية عام 1991 إلى وضع يحتار العالم في أمره، كانت نتيجته انهيار الاتحاد السوفييتي، وتقسمه إلى عدد من الجمهوريات المستقلة.

كان الاتحاد السوفيتي اتحاداً فيدرالياً يضم خمس عشرة جمهورية متحدة، وكل جمهورية متحدة هي دولة سوفيتية اشتراكية ذات سيادة، لها أرضها الخاصة التي لا يمكن ـ حسب دستور الاتحاد السوفيتي ـ ، أن يجري عليها تعديل دون موافقتها.

وكان لكل جمهورية جنسيتها ودستورها الذي تسنه، وتمارس الجمهورية المتحدة الرقابة على العمل بدستورها، وتحدد على نحو مستقل نظامها الإداري، وبالاختصار فإن الجمهورية المتحدة مستقلة في تقرير جميع شؤونها الداخلية. وهي مخولة دستورياً لإقامة علاقات مباشرة مع الدول الأجنبية، وعقد اتفاقات معها، وتبادل الممثلين الدبلوماسيين والقنصليين، وحق الانتساب إلى الأمم المتحدة.