مقدمة

ليختنشتاين دويلة صغيرة في وسط أوروبا الجنوبية، تقع على امتداد نهر الراين، في المنطقة الواقعة بين سويسرا والنمسا، ولها علاقات حميمة مع سويسرا، ويتحدث مواطنوها لهجة ألمانية، وعاداتهم تشبه إلى حدٍ كبير عادات مواطني سويسرا، وتستخدم ليختنشتاين العملة السويسرية، وتدير سويسرا أنظمة البريد والبرق والهاتف بها، كما تمثلها في المحافل الدبلوماسية والتجارية.

في أواخر القرن الثامن الميلادي تمكن شارلمان، ملك الفرنجة، من السيطرة على المنطقة، التي توجد بها ليختنشتاين حالياً. وفي القرن التاسع الميلادي، بعد موت شارلمان، قُسِّمت المنطقة إلى دولتين مستقلتين، هما فادوز وشيلنبرج، اللتان أصبحتا، فيما بعد، جزءاً من الإمبراطورية الرومانية المقدسة. وفي عام 1699، سيطر أمير من فيينا، يسمى يوهان آدم، على شيلنبرج، ثم على فادوز، عام 1712، ولا يزال أحفاده يحكمون ليختنشتاين حتى اليوم.

ظلت ليختنشتاين دولة مستقلة، منذ عام 1719، باستثناء فترة وجيزة في بداية القرن التاسع عشر الميلادي، حين سيطر عليها إمبراطور فرنسا نابليون الأول. وفي عام 1815، انضمت ليختنشتاين إلى الاتحاد الكونفيدرالي الألماني، وهو رابطة للحكام الألمان؛ إلا أنها احتفظت باستقلالها. ولكن هذه الاتحاد فُضّ عام 1866، في نهاية حرب الأسابيع السبعة، وكانت هذه آخر حرب اشتركت فيها ليختنشتاين، وحافظت على حيادها منذ ذلك الحين.

في عام 1852، وافقت ليختنشتاين على الوحدة الاقتصادية مع الإمبراطورية النمساوية، ثم أنهت هذه الوحدة بعد الحرب العالمية الأولى، وما نجم عنها من دمار اقتصادي، وأبرمت اتحاداً جمركياً ومالياً مع سويسرا، عام 1924.

أدت معدلات الضرائب المنخفضة، التي تفرضها الحكومة، منذ الحرب العالمية الثانية، إلى دفع عجلة التنمية الاقتصادية. ولكن عيوب الإشراف القانوني على النظام المصرفي أثارت المخاوف من استغلال المؤسسات المالية في غسل الأموال؛ بيد أن ليختنشتاين نفذت، مؤخراً، قانوناً لمكافحة غسل الأموال؛ كما أبرمت اتفاقية للمساعدة القانونية المتبادلة مع الولايات المتحدة الأمريكية. وقد وضعت هذه المعاهدة موضع التنفيذ، في عام 2003.