مقدمة

تأسست أول مملكة بلغارية عام 681م، وجعلت تحت حمايتها معظم أقطار البلقان، وبعض أجزاء الإمبراطورية البيزنطية. ثم جاء عهد الانحطاط؛ إذ تغلب عليها البيزنطيون، وأصبحت جزءاً من إمبراطوريتهم، عام 1018م.

أُنشئت المملكة البلغارية الثانية، عام 1186م؛ بعد أن انفصلت عن الإمبراطورية البيزنطية، وأصبحت من دول البلقان الرئيسية، خلال القرن الثالث عشر الميلادي.

فتح العثمانيون البلاد عام 799هـ/1396م، واستمر حكمهم لها أكثر من 500 عام. وخلال الحرب، التي اندلعت بين روسيا والعثمانيين، عام 1878، اجتاح الجيش الروسي بلغاريا، وأجبر الأتراك على توقيع معاهدة "سان ستيفانو"، التي تخلى الأتراك، بموجبها، عن بعض الأراضي البلغارية؛ غير أنه في مؤتمر برلين، الذي دعا إلى عقده الزعماء الأوروبيون، أُبرمت "معاهدة برلين"، التي أُعيدت، بمقتضاها، إلى العثمانيين الأراضي، التي كانوا قد تخلوا عنها، مقابل منح البلغاريين حكماً ذاتياً محدوداً. ولكن الملك البلغاري فرديناند، أعلن استقلال البلاد التام عن الدولة العثمانية، عام 1908.

اندلعت حرب البلقان الأولى، حينما اتفقت بلغاريا واليونان والجبل الأسود وصربيا، على محاربة العثمانيين، عام 1912، لإخراجهم من أوروبا. وعلى الرغم من الانتصار، الذي أحرزوه؛ إلا أن النزاع دب بينهم، في شأن الأراضي التي استعادوها. وفي حرب البلقان الثانية، اكتسحت بلغاريا كلاً من اليونان وصربيا، بغية استرجاع الأراضي، التي فقدتها، وانتهى الأمر بهزيمتها وخسارة مزيد من الأراضي.

دخلت بلغاريا الحرب العالمية الأولى إلى جانب ألمانيا وشركائها. وانتهت الحرب بهزيمة ألمانيا ومن معها. ثم دخلت بلغاريا الحرب العالمية الثانية إلى جانب المحور، المؤلف من ألمانيا وإيطاليا، على أمل استعادة ما فقدته من أراضٍ، في الحروب السابقة. وقد اجتاحت القوات السوفيتية بلغاريا، في الثامن من سبتمبر عام 1944، وفي اليوم التالي تمكنت إحدى الجماعات السياسية، بقيادة الشيوعيين، من الاستيلاء على السلطة، وأعلنت بلغاريا جمهورية شعبية.

وباستيلاء الشيوعيين على الحكم، صادروا الحريات السياسية، وألغوا الملكية الخاصة، وسنوا دستوراً جديداً، على غرار الدستور السوفيتي. وجرت محاولة فاشلة، لانقلاب عسكري ضد الشيوعيين، عام 1965.

انتهى الحكم الشيوعي لبلغاريا، عام 1990، حين أجرت البلاد أول انتخابات تعددية، منذ الحرب العالمية الثانية، وبدأت التحرك نحو الديموقراطية واقتصاد السوق، ومحاربة التضخم والبطالة والفساد والجريمة.

واليوم، استقامت بلغاريا، بفضل الإصلاحات الاقتصادية التي نفذتها، والتحول نحو الديموقراطية، على الطريق الصحيح نحو الانضمام الفعلي إلى منظمة حلف شمال الأطلسي NATO، ودخول الاتحاد الأوروبي، الذي بدأت مفاوضاتها في شأن الانضمام إليه، عام 2000، ثم انضمت إلى حلف الناتو عام 2004، ثم إلى الاتحاد الأوروبي عام 2007.