إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات دينية / الحَرمان الشريفان، والتوسعات المختلفة




مآذن الحرم التسعة
واجهة ومئذنة
واجهة ومئذنة أخرى
واجهة ومئذنة القبلة
أحد الشوارع
الواجهات الخارجية
الواجهة الشرقية
المدخل الشمالي الرئيسي
الأسقف الداخلية والعقود المدببة
المظلات وهي مغلقة
المظلات وهي مفتوحة
الأعمدة وقواعدها
الأعمدة في الحرم
التوسعة السعودية الثانية والثالثة
التكامل والانسجام
الحجر الأسود
الروضة الشريفة
العقود المدببة (الأبلق)
القباب المتحركة المغلفة
القباب المتحركة المفتوحة
بوابة المروة وساحة المسعى
توسعة خادم الحرمين الشريفين
بداية التوسعة السعودية
ساحة المطاف
زخارف الواجهات الخارجية
سطح الحرم وساحة السعي
كسوة الكعبة

مخطط مقارن للمسجد
إضافة دار الندوة
مسقط للحرم المكي
مسقط أفقي بعد توسعة
مقام إبراهيم ـ عليه السلام ـ
المنطقة المحيطة والأراضي المنزوعة
المنطقة المركزية والخط الدائري
الأحياء الملتفة حوله
الأجزاء المضافة
المخطط بعد العمارة العثمانية
التأثير على المحيط العمراني
التوسعات في عهد المهدي العباسي
الحرم في عهد عمر بن الخطاب
الحرم في عهد قريش
الركن اليماني
الشوارع والطرق
الكعبة بعد العمارة العثمانية
توسعات في عهد الملك عبدالعزيز
توسعة أبو جعفر المنصور
توسعة المهدي
توسعة الوليد بن عبدالملك
توسعة عبدالله الزبير
تصور لمسجد الرسول ـ صلى الله عليه وسلم




المبحث العاشر

رابعاً: الثوابت بالمسجد النبوي الشريف

1. المسجد النبوي

من المؤكد أن تصميم المسجد النبوي وتوسعته على عهد الرسول r، قد وضع اللبنة الأولى في تصميم التوسعات اللاحقة والمساجد الإسلامية. في البداية كان فراغاً مفتوحاً محدداً، ثم أضيفت له ظلة شمالية، فوق صفوف أعمدة، عبارة عن سقف باتجاه بيت المقدس. وبعد أن حولت القبلة إلى الكعبة، عملت ظلة جنوبية باتجاهها وحدود جدار القبلة، مع حصوة (صحن كبير) بينهما. ولم يتحول مسقط المسجد النبوي إلى صحن محاط بأروقة، إلا عند إعادة بنائه، في عهد الوليد بن عبد الملك، على يد عمر بن عبد العزيز t، سنة 88 ـ 91هـ. وفي هذه الفترة ظهر أول محراب مجوف في عمارة المساجد، إلا أنها كانت في السابق محاريب مسطحة. وفي الحصوة استعيض عن المحراب المسطح بالعنـزة (العصا)، التي كان يضعها r أمامه في الصلاة، وتسمى المحاريب، في الفضاء الخارجي للمساجد اصطلاحاً، العنزة، كما نراها الآن في مسجد القرويين بفاس.

جعل النبي r لمسجده في المدينة المنورة ظلتين: ظلة القبلة (الجنوب) وظلة الشام (الشمال)، وجعل بين هاتين الظلتين رحبة تفصل بينهما، وهذه الرحبة هي التي تحولت في المسجد إلى ما يعرف باسم الصحن أو الحصوة. وظلة المسجد وهي القسم المسقوف من المسجد، ويقع ناحية القبلة. وقد وجدت مع مسجد الرسول  في المدينة، ظلة الشام، عندما كانت قبلة المسلمين بيت المقدس، وظلة الجنوب عندما تحولت القبلة إلى الكعبة المشرفة، وتسمى ظلة القبلة، وتحوي الروضة الشريفة. وفي ظلة مسجد رسول الله r عناصر، وضعها وحددها بنفسه  أهمها: الروضة الشريفة، وجدار القبلة، ومحراب الصلاة المستقيم، والمنبر، والصفة والسواري، وقد أضاف خلفاء المسلمين عناصر ملحقه بالظلة، مثل المحراب المجوف، والمقاصير، والأساطين (الأعمدة) تعلو سقفها سقوف جذوع النخل والطين، ومن ثم القباب والخرسانة المسلحة.

هناك العديد من الثوابت في المسجد النبوي ومحيطه العمراني أهمها:

2. الروضة النبوية المطهرة

هي موضع في المسجد النبوي الشريف الواقع بين المنبر وحجرته  (اُنظر صورة الروضة الشريفة). في الصحيحين حديث عبد الله بن زيد المازني t، ]مَا بَيْنَ  بَيْتِي وَمِنْبَرِي رَوْضَةٌ مِنْ رِيَاضِ الْجَنَّةِ[ (صحيح مسلم، الحديث الرقم 2463) زاد البخاري من حديث أبى هريرة t ] وَمِنْبَرِي عَلَى حَوْضِي[ (صحيح البخاري، الحديث الرقم 6100)‏ . وذهبت طائفة من أهل العلم، منهم الإمام مالك الذي حمل الرأي على ظاهره، إلى أنها روضة من رياض الجنة تنقل إلى الجنة، وأنها ليست كسائر الأرض تذهب وتفنى، ووافقه على ذلك جماعة من العلماء. إن ذرع ما بين المنبر والبيت الذي فيه القبر الآن، ثلاثة وخمسون ذراعاً، وقيل أربعة وخمسون وسدس، وقيل خمسون إلا ثلثي ذراع، وهو الآن كذلك. فكأنه نقص لما أدخل من الحجرة في الجدار.

3. جدار القبلة

يعتبر تحديد جدار القبلة في المسجد النبوي الشريف معجزة نبوية، تتراءى للمرء على مر الزمان. إذ إن المسافة البعيدة بين الكعبة المشرفة وموقع مسجد رسول الله r تزيد عن 450 كم. وتم تحديد القبلة دون الرجوع إلى أي آلة مساحة، حيث زوى جبريل u الأرض، ورأى رسول الله r الكعبة نصب عينيه، وحدد جدار القبلة بنفسه.

4. مصلى الرسول r

المنبر: هو مرتفع مواجه للمصلين يرتقيه الخطيب. ويخبرنا رواة الحديث أن الرسول r كان يقف أول الأمر، ويستند إلى جذع نخلة في المسجد، عندما يلقي خطبته، فاقترحت عليه إحدى الصحابيات أن يصنع له ابنها النجار منبراً من الخشب، فاستجاب r لهذا الطلب بأن صنع له منبراً من ثلاث درجات مرتفعة؛ كي يراه الناس. وعندما اعتلى r المنبر الجديد ذا المراقي، حن الجذع ولم يسكت عن الحنين، حتى وضع عليه يده الشريفة فسكت.

ووضع في الجانب الغربي من مصلاه r، وما زال المنبر في موضعه الأصلي، على رغم الزيادات والأحداث، التي طرأت عليه. وفضل منبر رسول الله r، أنه حدد به الروضة الشريفة. وذكر بعض أهل العلم أن المنبر يعاد بعينه على حاله فينصب عند حوضه، كما تعود الخلائق أجمعون.

5. الأسطوانات (السواري)

بنيت على عهد رسول الله r من جذوع النخل، وهي متعددة مثل (القرعة) وأسطوانة أبي لبابة الأنصاري، t، وأسطوانة عائشة، وأسطوانة السرير، وأسطوانة المحرسي، وأسطوانة الوفود. وتفيد الروايات أن الصحابة رضوان الله عليهم كانوا يتسابقون إلى أسطوانات المسجد للصلاة عندها. فقد روى البخاري عن أنس t قال ]لَقَدْ رَأَيْتُ كِبَارَ ‏أَصْحَابِ النَّبِيِّ r‏ يَبْتَدِرُونَ السَّوَارِيَ ‏عِنْدَ الْمَغْرِبِ[ (صحيح البخاري، الحديث الرقم 473). والأسطوانات الموجودة في العمارة المجيدية قد وضعت في أماكنها الأصلية، وقد عرف ذلك بالتواتر في البناء. فكل من قام بتوسعة وعمارة مسجد رسول الله r، اهتم ببناء كل أسطوانة في مكانها. وذكر البرزنجي، في نزهة الناظرين، أن معماري العمارة المجيدية صالح أفندي، رأى أن يزيل بعض الأساطين، ويغير موضعها لتوسعة المسافة بينها لكنه لم يتمكن من ذلك لمعارضة الكثير من علماء المدينة، فلم يوافقوه على ذلك، واستدلوا على ذلك بأن لبعض الأساطين فضائل، كاستجابة الدعاء عندها، وأن الصحابة كانوا يصلون عندها، وأرسلت الأدلة إلى السلطان. فلما اطلع عليها أصدر مرسوماً بالبناء على الرسم القديم لأن تغيير الآثار الشريفة وتبديل المآثر المنفية يكون من غير ضرورة.

6. الأسطوانة المخلقة

تمتاز هذه الأسطوانة عن غيرها من الأسطوانات، حيث إنها أقيمت في موضع الجذع الذي حن إلى رسول الله r، وقد كان يستند إليه r قبل بناء المنبر ويصلى إليه الفريضة. وهي الأسطوانة اللاصقة بالمحراب النبوي من جهة القبلة، مكتوب عليها هذه الاسطوانة المخلقة. وسميت بالمخلقة لأنها كانت تطيب بطيب الخلوق. وقد أحدث عمر بن عبد العزيز t، تجويفاً إلى يمين الأسطوانة، يطلق عليه محراب النبي r.

7. الصفّة

هي مكان مرتفع اتخذه صحابة رسول الله r شمال الروضة الشريفة للعبادة وتلقي أخبار الوحي وتبليغه لمختلف أحياء المدينة المنورة؛ لأن المصطفى  كان يخبر من في المسجد حال نزول الوحي عليه وقد امتدح الله أهل الصفّة بقوله ]وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا[ (سورة الكهف: الآية 28).

8. الحصوة

صحن المسجد. والصحن لغة هو ساحة الدار، وللمسجد رحبته، وهو القسم غير المسقوف فيه، ويعتبر امتداداً لمكان الصلاة، ويستوعب المصلين الذين ضاق بهم مكان الصلاة. والحصوة قديمة عهد بالمسجد النبوي، إذ هي المنطقة الفاصلة بين الظلتين (الظلة الشمالية والظلة الجنوبية). فقد اهتم r وأصحابه، بالمسجد وعزل المصلين عن الجلبة الخارجية التي قد تصرف الناس عن التفرغ للعبادة والإصغاء إلى ما يتلى من كتاب الله أو الخطب، فلم يكن في المسجد النبوي أو أي من المساجد الأولى في الإسلام نوافذ أو شرفات.

9. بقيع الغرقد

هو مقبرة أهل المدينة، دفن به أكثر من عشرة آلاف صحابي. وقد ورد في البقيع أحاديث وآثار كثيرة، منها ما ورد عن عائشة رضي الله عنها، قالت قال رسول الله r ]فَقَالَ إِنَّ رَبَّكَ يَأْمُرُكَ أَنْ تَأْتِيَ أَهْلَ الْبَقِيعِ فَتَسْتَغْفِرَ لَهُمْ[ (صحيح مسلم، الحديث الرقم 1619).

خامساً: العناصر الملحقة بالمسجد النبوي

1. المحراب المجوف

يعتبر من أهم عناصر المسجد، وهو الحنية المجوفة في جدار المسجد جهة القبلة، والقبلة هي الاتجاه نحو الكعبة، وليس ضرورياً أن يكون المحراب حنية، وإنما يكفي تعيين موضعه في جدار صدر المسجد. وفي بعض المساجد الأولى وضعت علامة تشير إلى المكان الذي يقف فيه الإمام. والراجح أن المسجد في عهد الرسول r لم يكن به محراب.

2. المقصورة

هي حجرة تبنى في صدر المسجد على يمين القبلة أو يسارها، وهدفها حماية إمام المسلمين من الأخطار ولم تكن معروفة في أوائل عهد المسلمين. ويرى بعض المؤرخين أن أول من اتخذ المقصورة لصلاته هو الخليفة عثمان بن عفان، ويرى بعضهم أن المقاصير عرفت أيام معاوية بن أبى سفيان، ولا تحتوى الكثير من المساجد على هذه المقصورة.

3. المكبرية

هي السُدة أو المسمعة، وهي السقيفة التي تبنى في حائط المسجد قبالة المحراب والمنبر، وتكون عادة من الخشب وترفع فوق أرض المسجد على أعمدة عالية ثابتة. ولم يعرف أن أحداً بنى مكبرية نقالة، على نحو ما عهد عن بعض المنابر والمحاريب. والغرض منها على هذا النحو هو تمكين المؤذن من متابعة الركوع والسجود والقيام، فيرفع صوته بالتكبير والتحميد بعد الإمام؛ كي يسمع المأمومين البعيدين.

4. المئذنة أو المنارة

هي البناء المرتفع، الذي يرتقيه المؤذن ليبلغ ويرفع الأذان للصلوات الخمس. ولم تكن المئذنة المرتفعة معروفة في عهد النبي r، ولا في زمن الخلفاء الراشدين. إلا أن أساسها وهو الآذان من مكان مرتفع كان معمولاً به أيام الرسول r. وترجح روايات المؤرخين أن الخليفة معاوية t، هو أول من أشار ببناء المآذن. وأصبحت المئذنة جزءاً متمماً للمسجد، ارتقت عمارتها بشكل سريع، وأصبحت لها أشكال هندسية متنوعة، مع تجميلها وتزيينها بالزخارف والنقوش والتفنن في بنائها، وأصبحت في الوقت الحاضر أداة لحمل مكبرات الصوت، إضافة إلى أنها عنصر دلالة للمسجد.

5. الميضأة

وهي المكان المخصص للوضوء فالصلاة لا تجوز من غير وضوء، ولهذا كانت الميضأة ووجود مرافق صحية ضرورة في كل مسجد.

وقد كانت في المساجد القديمة غالباً في أحد جوانب الصحن بعيداً عن مكان الصلاة، وتأتي على شكل حوض كبير يتحلق الناس حوله، ويتوضئون بمياهه المنقولة من الآبار أو المتدفقة من الزلاقات، وهذا طبعاً قبل أن تتطور أمور التغذية بالمياه والصرف الصحي لها، وابتكار الأدوات الصحية، التي توفر شروط الطهارة البدنية من الأوساخ والقاذروات.

سادساً: فضائل المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف وآداب دخولهما

أول بيت وضع للناس على الأرض، اختصه الله بما لم يختص غيره من البقع، والصلاة فيه تعادل مائة ألف صلاة. والسنة أن يدخل من باب السلام الذي دخل منه الرسول r، وأن يقول (بسم الله والصلاة والسلام على رسول الله r، اللهم افتح لي أبواب رحمتك)، وإذا رأى البيت "الكعبة" أن يقول (اللهم زد هذا البيت تعظيماً وتشريفاً وأمناً ومهابة ومخافة) ثم يستقبل الحجر الأسود ويبدأ الطواف. المسجد الحرام ما يحيط بالبيت الحرام (الكعبة)، المسجد النبوي الشريف هو المسجد الثاني في الإسلام في الفضل وفي المنزلة عند الله U وفي الأجر للمصلين فيه والقاصدين له، فقد جاء في الحديث الصحيح عن أبى هريرةt  عن رسول الله  rقال: ]تُشَدُّ الرِّحَالُ ‏إِلَى ثَلاثَةِ مَسَاجِدَ ‏الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ‏وَمَسْجِدِي ‏وَالْمَسْجِدِ الأَقْصَى[ (مسند أحمد، الحديث الرقم 6951). وفي فضل الصلاة فيه قال r ]صَلاةٌ فِي‏ مَسْجِدِي خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ صَلاةٍ فِيمَا سِوَاهُ مِنْ الْمَسَاجِدِ إِلاَّ ‏الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ[ (مسند أحمد، الحديث الرقم 7409).

ومن آداب دخول المسجد الحرام أن يبدأ الحاج والمعتمر والزائر بالطواف، وهي تحية المسجد ثم يصلي ركعتي الطواف. أما آداب زيارة المسجد النبوي الشريف فهي أن يبدأ الزائر بالبحث في الروضة الشريفة عن محل يمكنه الصلاة فيه ركعتين تحية المسجد. فإذا لم يجد بها محلاً يمكنه الصلاة في أي مكان من المسجد. فإذا انتهى من تحية المسجد فليتوجه إلى الحجرة الشريفة ويقف مواجهاً لقبره، عليه أفضل الصلاة والسلام، مستدبراً القبلة، ويسلم على رسول الله r فيقول: السلام عليك يا رسول الله السلام عليك يا حبيب الله السلام عليك يا خير خلق الله، أو يقول مثل ذلك القول. ثم يتحرك إلى اليمين قليلاً بقدر خطوة، ويسلم على أبي بكر الصديق، ثم يتحرك خطوة أخرى إلى اليمين قليلاً بقدر خطوة، ويسلم على الفاروق، رضي الله عنهما. وإن سلم على رسول الله r وصاحبيه، رضي الله عنهما، من أي مكان، جاز. وبعد السلام يتوجه إلى القبلة فيجعل ظهره إلى الحجرة الشريفة، أو يترك المكان لغيره من الزوار، ويتجه إلى القبلة في أي مكان من المسجد ويدعو الله بما شاء من أمور الدنيا والآخرة. وعند وصوله إليها يدخل مقدماً رجله اليمنى، ويدعو بما ورد عند دخول بيوت الله (أعوذ بالله العظيم وبوجهه الكريم وسلطانه القديم، من الشيطان الرجيم، بسم الله، اللهم صل على محمد وعلى آل محمد، اللهم اغفر لي ذنوبي، وافتح لي أبواب رحمتك).

سابعاً: المسجد النبوي الشريف: المبادئ الأساسية لتصميم المساجد

تنحصر المبادئ الأساسية، التي قام على أساسها المسجد النبوي، بمبدأين رئيسيين:

الأول: إقامة الصلاة والتفقه في الدين.

الثاني: اجتماع المسلمين والتأليف بين قلوبهم، وكان هذا أمراً مهماً لتدعيم الناحية السياسية، فكانت الصلاة في المسجد جماعة يجتمع لها المسلمون خمس مرات في كل يوم وليلة، يلتقون في بداية يومهم فيصلون مجتمعين على إمام واحد متجهين إلى قبلة واحدة، يضمهم مكان واحد ثم ينصرفون كل إلى عمله، فإذا حان موعد عودتهم إلى بيوتهم للغداء والقيلولة، كان عليهم قبل أن يذهبوا إلى بيوتهم أن يلتقوا في المسجد فيصلوا، ويرى بعضهم بعضاً، فإذا خرجوا من بيوتهم لمزاولة أعمالهم بدءوا بالمسجد يجتمعون فيه لصلاة العصر، فإذا حان وقت النوم جعلوا آخر عهدهم لقاء يضم صفوفهم ويجمعهم على الحق والخير، وذلك بصلاة العشاء الآخرة. كانت الصلاة في المسجد من أهم وسائل توحيد الأمة وجمع الشمل وتأليف القلوب. وأي شيء أقدر على ذلك من لقاءات خيرة، تجتمع فيها القلوب على الحب، حيث تلتقي في ميدان المودة والصفاء في المسجد، الذي أسس على التقوى.

ولم يكن عموم المسلمين يجتمعون في المسجد أوقات الصلاة فحسب، بل توسع الرسول  في رسالة المسجد، فجعله داراً للندوة يجتمع المسلمون فيه، كلما حز بهم أمر، أو كلما أراد شيئاً هاماً يتعلق بمصلحة المسلمين، فكان ينادي في الناس (الصلاة جامعة)، فيجتمع الناس في المسجد، ويتشاورون فيما يهمهم، وبهذا التوسع في مهمة المسجد أصبح المسجد مقراً لقيادة الجيش تعقد فيه الألوية، وتصدر منه الأوامر للقواد، وكان داراً للقضاء، ونادياً للشورى، وكان نزلاً للوفود والرسل، الذين ترسلهم دولهم للقاء r.

وهكذا كان المسجد من أهم عوامل توحيد صفوف الأمة، وجمع كلمة المسلمين وإزالة ما بينهم من العداوة القديمة والحقد المتوارث، حتى أصبحوا يداً واحدة على من عاداهم.

1. أول نزع ملكية في الإسلام

المسجد النبوي هو المسجد الثاني الذي بناه رسول الله r، في السنة الأولى من الهجرة، والأول هو مسجد قباء، الذي وضع حجر أساسه r. وقباء هي تلك الواحة التي نزل فيها الرسول r بعد الهجرة، وأقام فيها الاثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس، ثم توجه إلى المدينة ضحى الجمعة، والصحابة رضوان الله عليهم كل يريد أن يأخذ بزمام ناقته؛ ليكون ضيفه ونزيله، وهو r يقول: ]خلوا سبيلها فإنها مأمورة[، والناقة تتلفت يميناً وشمالاً وتدير رأسها خلفها، كأنها تبحث عن شيء، فسارت حتى استناخت في موضع المسجد، فلم ينزل عن ظهرها، فقامت ومشت قليلا، وهو r لا يهيجها، ثم التفتت فكرت راجعة إلى مكانها الأول وبركت به، ووضعت جرانها على الأرض فنزل عنها فقال r: ]هنا المنزل إن شاء الله تعالى[.

تحدد موقع المسجد في المكان، الذي بركت ناقة رسول الله r عنده، وهو يومئذ يصلي فيه رجال من المسلمين، وكان مربداً لسهيل وسهل، غلامين يتيمين من الأنصار، وكانا في حجر أسعد بن زرارة، فقال رسول الله r ]‏يَا بَنِي النَّجَّارِ ثَامِنُونِي بِحَائِطِكُمْ[ (صحيح البخاري، الحديث الرقم 2571). قالوا: لا نطلب ثمنه إلا إلى الله، فأبى ذلك r وابتاعه بعشرة دنانير، أداها من مال أبي بكر t والتثمين غالباً ما يكون أعلى سعراً من عرض البيع. وأخذ  يستعد للبناء، فأمر بتسوية الأرض فنبش ما بها من قبور وقطع النخيل وعجن الطين، وضرب اللبن، وأحضر جذوع النخيل ليتخذ منها عمداً وأمر بالجريد ليسقف به.

2. تجهيز الموقع

قال أنس t: وكان أي المسجد، في مواضع نخل وخرب ومقابر مشركين، فأمر بالقبور فنبشت وأخرج منها العظام، وبالخرب فسويت وبالنخيل فقطعت. وعن أم سلمة رضي الله عنها قالت: بنى رسول الله r مسجده فضرب اللبن وعجن الطين، وقرب ما يحتاجون إليه.

3. تقديم أهل الخبرة

قدم رجل من أهل اليمامة عند الشروع في بناء المسجد يقال له طلق من بني حنيفة فعنه t قال: قدمت على النبي r وهو يبني مسجده، والمسلمون يعملون معه فيه، وكنت صاحب علاج الطين، فأخذت المسحاة وخلطت بها الطين، فقال لي  يعني رسول الله r رحم الله امرأً أحسن صنعته، قال لي الزم أنت هذا الشغل، فإني أراك تحسنه، وفي لفظ إن هذا الحنفي لصاحب طين، وفي لفظ، قربوا اليمامي من الطين، فإنه أحسنكم له مسكاً وأشدكم منكباً.

كانت هناك عناصر أخرى استعملت في البناء : هي الحجارة بأنواعها المختلفة، البازلتية وهي كثيرة في أطراف المدينة، والرملية، والجرانيتية، وقليل من الحجر الجيري، ثم جذوع النخيل، التي انتزعت من المربد عند تسويته.

عندما بدأ البناء، جعل الأساس بعمق قريب من ثلاثة أذرع كما أسلفنا. أقيمت الجدران فوق الأساس من اللبن بارتفاع سبعة أذرع، وكان عرض الجدار لبنتين. جعل للمسجد ثلاثة أبواب r وكانت عضادات الأبواب من الحجارة ـ وهذا أيضا فهم معماري آخر لكثرة الاحتكاك بالأبواب دخولاً وخروجاً.

4. أناشيد البناء

عمل رسول r مع الصحابة في بناء المسجد بنفسه الكريمة، كما في الصحيح أنه طفق ينقل معهم اللبن في بنائه، وهو يقول حين ينقل اللبن:

هذه الحمال لا حمال خيبر                         هذا أبر ربنا وأطهر

يقصد أحمال التمر التي اشتهرت بها خيبر

ويقول r:

اللهم إن الأجر أجر الآخرة                        فارحم الأنصار والمهاجرة

قال ابن شهاب الزهري: لم يبلغنا في الأحاديث أن رسول الله r تمثل ببيت شعر تام غير هذه الأبيات. هذا لفظ البخاري، وقد تفرد بروايته دون مسلم، وله شواهد من وجوه أخرى.

5. الشكل النهائي للمسجد

وأول عمل قام به الرسول r، عند هجرته إلى المدينة، هو بناء مسجد للمسلمين، وأصبح المسجد في صورته النموذجية الفريدة لجميع المساجد الإسلامية بعد ذلك، والتي تتمثل في صحن مكشوف تحيط به أروقة من كل جانب، أوسعها رواق القبلة. ويعد هذا الطراز الإسلامي الجديد مختلفاً كل الاختلاف عن دور العبادة المسيحية أو اليهودية، التي كانت منتشرة في ذلك الوقت، وحدد وبأسلوب واضح ومميز النمط المعماري الجديد لمعظم المساجد، التي أنشئت في مدن العالم الإسلامي من الشرق إلى الغرب.

عندما تم البناء الأول كان المسجد فضاء مسوراً ذا أبواب ثلاثة، من دون سقف، وكان ذلك كافياً لمهمته التي بني لها، وهي التجمع للصلوات الجامعة فضلاً عن الوظائف والأغراض التي عددنا في الحديث عن وظيفة المسجد الجامع. لكن جدت عوامل، شاء الله أن يكون لها تأثير في تعديل المظهر النهائي للمسجد.

ذكر السمهودي أن البنيان كان جدراناً أربعة بلا سقف، فلما شكا الناس شدة الحر ثم المطر: أقام رسول الله r لهم ظلة سواريها من جذوع النخيل، فوقها عوارض، ثم جعل على العوارض الجريد، والسعف، والخصف، والإذخر، والطين المطرور ـ عجينة مبسوطة، وبهذا شكلت هذه المواد سقفاً متماسكاً أظلهم من الحر، وبقية المسجد مساحة مكشوفة.

فلما حولت القبلة إلى الكعبة، أقيمت ظلة ثانية مماثلة للظلة الأولى، وبنفس موادها، وأبعادها، ومواصفتها، في المكان الذي كان مؤخر المسجد، فأصبح بهذا التحويل مقدماً، وصار بين الظلتين رحبة مكشوفة للسماء وصارت الظلة الشمالية الأولى مؤخر المسجد، وفي جزء سكن أهل الصفة وهم فقراء الصحابة رضوان الله عليهم.

في السنة السابعة للهجرة ضاق المسجد بالناس. ويذكر السمهودي أنه لما كثر الصحابة، ثم كثروا، فقالوا يا رسول الله لو زيد فيه ففعل، واشترى بقعة من أنصاري زيدت في المسجد. فزاد r من شرقه بمقدار عشرة أذرع، ومن غربيه بمقدار عشرين ذراعاً، وبذلك زادت أساطينه أو سواريه وعمده، من جهة الشرق سارية، ومن جهة الغرب سارتين، فصارت صفوف الأعمدة كل صف تسع سوار.

وهكذا، وفي حياة رسول الله r، أخذ المسجد النبوي شكله وتخطيطه، الذي اقتضته الوظيفة الشرعية والاجتماعية وحاجة الناس وراحتهم في استخدام المكان.

لم يعمر البناء الذي أسسه رسول الله r طويلاً، وذلك لأن المواد، التي استعملت لم تكن تحتمل العوادي طويلاً، ولقد أعيد تعمير المسجد ثلاث مرات قبل انتهاء القرن الأول الهجري، إلا أن الإعادات قد التزمت تخطيط المصطفى r: التزمت بالظلتين أو السقفين بينهما الرحبة، وكانت الزيادة في السواري من الجانبين.

ولما نخرت جذوع النخيل في عهد أبى بكر t، قام بتجديدها بجذوع النخيل والجريد وغيرها من المواد، وأعادها كما كانت. ضاق المسجد بعد ذلك مرة أخرى بالمسلمين، فجدده عمر بن الخطاب، رضي الله عنه، في سنة سبع عشرة هجرية على بنائه على عهد رسول الله r.

وسقفه كذلك وقال للبناء: لا تصفر ولا تحمر، حتى لا تفتن الناس، فقدم جدار القبلة عشرة أذرع أو نحو ذلك، وزاد من جهة الشام عشرين ذراعاً، وكانت الزيادة من جهة الغرب قدر بيت العباس بن عبد المطلب. وامتد بيت الصلاة غرباً قدر ثلاث أسطوانات - ثلاث سوار ـ أي ما يقرب من ثلاثين ذراعاً، وجعل للمسجد 6 أبواب.

وفي سنة 29 للهجرة شكا الناس إلى عثمان t ضيق المسجد يوم الجمعة، فزاد فيه زيادة كبيرة، وأعاد بناءه بالحجارة المنقوشة ـ المنحوتة ـ والقصة ـ الجص، وجعل عمده من حجارة منقوشة منحوتة، وسقفه بالساج ـ خشب معمرـ. وكان عثمان t يشرف بنفسه على العمال وزاد من جهة القبلة إلى ما هو عليه الآن، وقدر هذه الزيادة عشرة أذرع، ولم يزد فيه من جهة الشرق، ولكن زاد من جهة الغرب والشمال، وجعل للمسجد 6 أبواب، على ما كان على عهد عمر t. ويذكر الرواة أن المسئول عن مباشرة العمل كان زيد بن ثابت t، فقدر أساطينه على قدر جذوع النخل على عهد رسول الله r أي صار كل عمود حجري في نفس مكان جذوع النخل، إلا فيما زاد من جهة الشمال والغرب، فقدرت أبعادها كأبعاد ما كان بين الجذوع وما زال هذا متبعاً عند كل من عَمّرَ أو جَدّدَ في هذا المسجد أو زاد فيه، منذ إنشائه حتى اليوم، وما زالت سواري المسجد وعمده معروفه بأسمائها على عهد رسول الله r. وجعل زيد بن ثابت t في الجدارين الشرقي والغربي طيقاناً ـ أي فتحات نوافذ، مما يلي السقف. وهذا يساعد على التهوية بعد اتساع مساحات السقائف. ولم يقم فوق الأساطين أقواس - عقود ـ بل امتدت فوقها عوارض خشبية. وقد بقي المسجد على حاله، منذ عمارة عثمان رضي الله عنه ما يقرب من ستين سنة، بعث الوليد بن عبدالملك، إلى عامله على المدينة ومكة عمر بن عبدالعزيز t، أمره بإعادة بناء المسجد وتوسعته. وكان القائم على شئون العمارة صالح بن كيسان معلم عمر t ومؤدبه، فزاد من شرقيه وأدخلت بقية حجرات النبي r، وزاد من غربيه وشماليه. ومما يذكر لعمر بن عبدالعزيز t، عندما صار إلى جدار القبلة، أنه دعا مشيخة أهل المدينة من قريش والأنصار والعرب والموالي، فقال لهم: "تعالوا احضروا بنيان قبلتكم لا تقولوا: غير عمر قبلتنا"، فجعل لا ينزع حجراً إلا وضع مكانه حجراً وكانت الأعمدة من حجارة حشوها عمد الحديد والرصاص. وزاد صالح بن كيسان عن التخطيط الأول: أن وصل بين مقدم المسجد ومؤخره بسقائف، على جانبي الرحبة المكشوفة، وجعل للمسجد أربع مآذن وجعل في جدار القبلة أول محراب.

ثامناً: بساطة عمارة الحرم النبوي الشريف

ربما يظن بعض المراجعين لمراحل عمارة المسجد، أن العمارة التي قام بها رسول الله r وصحابته، رضوان الله عليهم، كانت عمارة بدائية، بعد ذكر عناصرها من لبن وغيره، لكن نجد أن هناك عبارات اصطلاحية ذكرت في وصف طرائق البناء، مما يدل على وجود أساليب حرفيه تدل، رغم بساطة المواد، على فهم معماري، عندما يصف ابن فضل الله العمري في كتابه "مسالك الأبصار في ممالك الأمصار" جدار القبلة بأنه كان من حجارة منضودة، فإن ذلك يعني أن الجدار كان مستقيم الهيئة من حجارة، رتبت في نظام ونسق حتى، تتلامس حواف الحجارة فيتم تماسك الجدار.

والسمهودي عندما ذكر أسلوب بناء اللبن، وهو العنصر الغالب في بناء الجدران: قال: بني الجدار بالسميط، لبنة على لبنة، ثم بالسعيدة، لبنة ونصف أخرى، ومن ذلك نفهم طرائق وضع اللبنات وتتابعها أو تقاطعها، وذلك يكون في الجدار المفرد اللبنات والمزدوج، وهكذا نرى اللبنات تمثل في الجدران، دور الخلايا الطولية والعرضية، في عضلات الإنسان، وبذلك التوزيع يتم تماسك اللبنات وتعاضدها، بعد جفاف الملاط. وعندما أعيد بناء المسجد في السنة السابعة للهجرة وتوسعته، يذكر السمهودي، أنه بني بالذكر والأنثى، وهو ما يسميه البناؤون (أدية وشناوي). ومن ذلك نفهم أن التخطيط ثم البناء، لم يكونا بدائيين، فهو على رغم بساطة المواد: بناء فيه حرفية وصنعة، عمرت سبع سنوات في المرة الأولى، ثم إلى سنة 17 هـ في عهد عمر باستثناء استبدال الجذوع على عهد أبي بكر، رضي الله عنهما. وهكذا كانت الحاجة ـ الوظيفة ـ والمواد المتاحة وطبيعة المكان، هي التي أملت التخطيط وعناصره، التي ظلت عبر السنين، ما تغير منها إلا مواد البناء والعمارة، وما اقتضته زيادة الناس من توسعات، حافظت بعد ذلك على تخطيط رسول الله r، حتى مواقع الأساطين ظلت هي إلى اليوم بأسمائها على عهده r.

بالغ الصناع في إبداعهم، كلما عمروا، فدخل في عناصر تعميرهم: الرخام والفسيفساء والتذهيب، وارتفعت السقوف عالية فوق الأكتاف الحجرية والعمد الرخامية، وتجليد الجدران بالرخام. ثم تفرعت الإضافات المعمارية الأخرى للمسجد ـ مع الإبقاء على الشكل العام للمسجد ـ فأدخلت المآذن العالية في عام 88 هـ، في عهد الوليد بن عبدالملك، وبرزت فكرة بناء المئذنة من وظيفتها. إذ كان المؤذن في عهد الرسول r يدعو للصلاة من أعلى سطح مجاور للمسجد، ويرقى أقتابا. ثم ظهر المحراب المجوف، ثم الزخرفة الخطية، والنقوش.

بما أن تصميم المسجد النبوي الشريف يتسم بالسهولة، في تكوين عناصره المعمارية الرئيسية وترتيبها، لذا تكمن الصعوبة البالغة، في ضرورة توظيف هذه العناصر، بما يتوافق مع الطبيعة البشرية، ومدى ملاءمتها للاعتبارات الإنسانية في أداء الشعائر الدينية، من دون تشويش أو إزعاج.

تاسعاً: التطورات التي أدخلت على عمارة الحرمين الشريفين

تكون الشكل العام للأروقة من عمد وأساطين تحمل السقوف، ثم تطور نظام الحمل بعد قرون، عندما حملت الأعمدة عقوداً حملت الأسقف، مما زاد في ارتفاع السقف دون تغيير في مواضع الأعمدة الأولى، وتمت الاستفادة بما استحدث من أساليب العمارة وجماليات الفنون.

ولقد استعمل نظام القباب الصغيرة، بدلاً من السقوف المسطحة في العمارة المجيدية في المسجد النبوي الشريف والعمارة العثمانية لعمارة المسجد الحرام.

أدخل الكثير من التطويرات على تصاميم المحاريب وأماكنها، والساحات المحيطة بالحرم النبوي، (عدد المآذن وارتفاعها، والأدوار العلوية والسفلية، وإدخال التقنيات الهندسية الحديثة للتبريد والتكييف والصوت والإضاءة والحركة، والتوسع الكبير الهائل في المساحة وفي سعة الاستيعاب).