إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات دينية / الوضوء والصلاة









المقدمة

مقدمة

آخر وصية للنبي r قالها وهو فِي مَرَضِهِ، الَّذِي تُوُفِّيَ فِيهِ ]الصَّلاَةَ وَمَا مَلَكَتْ أَيْمَانُكُمْ. فَمَا زَالَ يَقُولُهَا حَتَّى مَا يَفِيضُ بِهَا لِسَانُهُ[ (سنن ابن ماجة، الحديث الرقم 1614). كانت هي قرة عينه، وراحة نفسه؛ حتى إنه قال: ]حُبِّبَ إِلَيَّ النِّسَاءُ وَالطِّيبُ، وَجُعِلَتْ قُرَّةُ عَيْنِي فِي الصَّلاَة[ (سنن النسائي، الحديث  الرقم 3879)، بل طالما قال لمؤذّنه، بلال ]يَا بِلاَلُ، أَقِمِ الصَّلاَةَ، أَرِحْنَا بِهَا[ (سنن أبو داود، الحديث الرقم 4333).

هي عمود الدين. عليها بُني الإسلام. وبها يتميز المؤمن من الكافر. وفيها يخشع المؤمن، ويتصل بربه U وهي أول الأعمال، وأم الفضائل؛ قد أفلح من تزكى، وذكر اسم ربه، فصلى وخاب من أضاع الصلاة، وفرط فيها.

وصلاة الإنسان، هي عبادة تليق بفطرته، وبمركزه في الوجود، وبالمهمة التي أُلقيت على عاتقه. وهي لا تستغرق وقته كله، وحياته بطولها؛ لأن واجبه، كخليفة لله في الأرض، يعمر الدنيا، وينهض بالحضارة، ينافي أن يكون الإنسان في قيام دائم، أو سجود دائم، أو ذكر لا ينقطع، شأن الأجرام الفلكية، أو الجبال الجامدة، أو النباتات الساكنة. ومن ثَم، كان وقت الصلاة محدوداً، لا يشغل إلا حيزاً بسيطاً من عمر الإنسان،  ليتفرغ لعمارة الكون.

ومن حكمة الله، أن فرض الصلوات خمسين صلاة، ثم خفّفها إلى خمس صلوات؛ ليعلم المسلم، أن الأصل المفروض، كان خمسين صلاة، وأن الله تعالى قد رآه أهلاً لذلك، وجديراً به؛ فيثير ذلك فيه الثقة بنفسه، والاعتزاز بكرامته؛ فلا يستقل الصلوات الخمس، ولا يستعظمها، ويرى أنه قد كان كفؤاً لأضعافها، فيكون ذلك مصدراً لتشجيعه وعلوّ همته. ولا شك أن في تكرر الصلوات، وتعاقبها في كل يوم وليلة، حكمة بالغة، وغذاء للنفوس، ووقاية لها من الغفلة عن الله، أو البُعد عنه. وهي فريضة دائمة، على العبد والحر، والغني والفقير، والصحيح والمريض، والمقيم والمسافر؛ ولا تسقط بحال، بخلاف الصيام، والزكاة، والحج؛ بل إن الله أمر بها، في ساحة الحرب، وميدان القتال.

وفي الصلاة سر سلامة الإيمان، والاتصال بالله. وهي بلسم الجروح، ودواء النفوس، وإغاثة الملهوف. ومن ثَم، كان الرسول، إذا أفزعه أمر، يسرع إليها؛ قال حذيفة t ]كَانَ النَّبِيُّ r إِذَا حَزَبَهُ أَمْرٌ، صَلَّى[ (سنن أبو داود، الحديث الرقم 1124). يتناول البحث التالي تعريف الصلاة وشروطها وأركانها، وما يتعلق بها من أحكام فقهية مختلفة. ويختتم بالكلام على أهمية الخشوع في الصلاة؛ لكونه سبب الفوز بالخير والسعادة، في الدارَين.