إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات دينية / الهيئات التنصيرية وأثرها في العالم الإسلامي









المصادر والمراجع

مقدمة

يعد التنصير من أهم الأخطار، التي تواجه الأمة الإسلامية في الوقت الحالي، والتي تمثل خطراً داهماً على العقيدة الإسلامية ورسوخها في نفوس المسلمين، ولا نغالي إذا قلنا. إنه، حتى في الحالات التي يخفق فيها التنصير في تحقيق هدفه الأساسي، وهو إخراج المسلمين من ملتهم، وتحويلهم إلى نصاري، فإنه يؤثر بشكل أو بآخر في رسوخ العقيدة في نفوس المسلمين، عبر خلق مجتمعات غير نقية، يختلط فيها المسلمون بغيرهم، ويتأثرون بعاداتهم وتقاليدهم، وتنشأ بينهم عادات مشتركة، تقلص من درجة التزامهم بمبادئ الشريعة، ومدى إيمانهم بثوابت الشرع وأوامره ونواهيه، وهكذا فإن لم يغير المنصر عقيدة المسلم، فهو على الأقل يفرغ علاقته بدينه من محتواها الأساسي، وهو الالتزام بثوابت الشرع، وضبط سلوكه وحياته بمقتضياته.

ولا ريب أن الهجمة التنصيرية، التي يواجهها العالم الإسلامي، خصوصاً في أطرافه البعيدة غير الناطقة باللغة العربية، قد أصبحت تمثل خطراً داهماً بعد النجاحات المتوالية، التي حققتها المؤسسات التنصيرية، ليس في إخراج المسلمين من ملتهم فحسب، ولكن في تحويلهم إلى شوكة في ظهر الأمة الإسلامية.

ولعل ما حدث في تيمور الشرقية يمثل نموذجاً واضحاً للمدى الذي بلغته المؤسسات التنصيرية من نجاح، فجزيرة تيمور كانت مسلمة خالصة في أوائل هذا القرن، غير أن البعثات التنصيرية هجمت على شاطئها الشرقي، مستغلة ضعف الروابط بين أهلها وبين محيطهم الإسلامي، فكان أن نجحت في تنصير الجانب الشرقي منها، الذي تحول إلى شوكة في الخاصرة الإندونيسية المسلمة، وكان أن انتهى الأمر إلى انفصال ذلك الجزء عن إندونيسيا على أساس ديني لتنشأ دولة نصرانية على أنقاض مجتمع كان إسلامياً خالصاً.

وليس المسلمون الذين يعيشون في الغرب، خصوصاً الأجيال التالية للمهاجرين، بأقل تعرضاً للخطر التنصيري من غيرهم ممن هم في بلاد المسلمين، فالهجمة قاسية وشاملة، والبابا أعلن أن القرن العشرين يُعد قرناً للتنصير، خاصة في أفريقيا وإندونيسيا، ولذلك فإن الاستهانة بخطر التنصير أمر لا محل له في ظل الواقع الأليم، الذي تعيشه الأقليات الإسلامية في الغرب، رغم الجهود الهائلة، التي تبذلها المملكة العربية السعودية في سبيل نشر الدعوة، لكنها في النهاية جهود لا تجد من يتكاتف معها من الدول الإسلامية، وفي ظل السيل المتدفق من الأموال من الغرب النصراني على منظمات التنصير، التي غدا الالتحاق بها حلماً لبعض الشباب الأوروبي؛ لما تقدمه من مميزات مادية واجتماعية لهم.