إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات دينية / الفتوى









المعنى الشرعي

ملحق

الضروريات والحاجيات والتحسينات

قال الإمام أبو حامد الغزالي: "إن مقصود الشرع من الخلق خمسة: وهو أن يحفظ عليهم دينهم ونفسهم وعقلهم ونسلهم ومالهم. فكلّ ما يتضمن حفظ هذه الأصول الخمسة فهو مصلحة، وكلّ ما يفوت هذه الأصول فهو مفسدة، ودفعها مصلحة..." المستصفى، ج1، ص 284.   

1. الدين: هو كلّ ما شرع الله ـ عزّ وجلّ ـ ورسوله ـ صلى الله عليه وسلم ـ. وللحفاظ على الدين، شرع الإسلام الجهاد، ونَهَى عن الردة.  

2. النفس: الحياة نعمة، وهبها الله ـ تعالى ـ لخلقه. لذلك، حرّم الاعتداء عليها بغير حق. فحرّم القتل وأوجب الدية والكفارات.

3. العقل: أداة للوعي والتفكير والتدبر. لذلك، حُرِّم ما يعطل وظيفته، كالإسكار وفرض طلب العلم النافع.

4. النسل: شرّع الإسلام الزواج، وحرّم الزنا والقذف.

5. المال: نعمة وهبها الله لعباده، ودعاهم لتحصيلها بالطرق المشروعة، وحرم الربا والغش والاحتكار.

يقول الدكتور محمد رأفت عثمان، عميد كلية الشريعة بالأزهر سابقاً وعضو مجمع البحوث الإسلامية: "إن أحكام شريعة الإسلام تهدف إلى تحقيق مصلحة الإنسان في الدنيا والآخرة. واقتضى تحقيق المصلحة للإنسان أن تقصد الشريعة إلى المحافظة على أمور ثلاثة يسميها العلماء: الضروريات، والحاجيات والتحسينات.

فأمّا الضروريات فهي، كما عرفها الإمام الشاطبي: الأمور، التي لابد منها في قيام مصالح الدين والدنيا، بحيث إذا فقدت، لم تجر مصالح الدنيا على استقامة بل على فساد وتهارج وفوت حياة، وفي الآخرة فوت النجاة والنعيم والرجوع بالخسران المبين. وبين الشاطبي أن مجموع هذه الضروريات خمسة هي: حفظ الدين والنفس والنسل والعقل والمال.

وأمّا الحاجيات، فهي الأمور التي لا تختل الحياة بفقدها، وإنما يترتب على فقدها أن يقع الناس في الضيق والمشقة. ومثالها: الرخص، التي جعلها الشارع مخففة للمشقة والضيق، كإباحة الفطر في رمضان للمريض والمسافر.

وأمّا التحسينات، أي الكماليات، فهي، كما عرفها الشاطبي كذلك، الأخذ بما يليق من محاسن العادات، وتجنب الأحوال المدنسات، التي تأنفها العقول الراجحات، وهي في النهاية قسم في مكارم الأخلاق كتحريم سب الناس و الخداع، والنصب وخروج المرأة في الشوارع بالزينة المثيرة لغريزة الرجال. فحفظ النفس إذاّ من الأمور، التي قصدت شريعة الإسلام تحقيقها، وعَدّته من الضروريات التي لا بد منها.