إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات وأحداث تاريخية / تاريخ الأسَر الحاكمة في شبه الجزيرة العربية





وقفية محمد بن الإمام فيصل (1)
وقفية محمد بن الإمام فيصل (2)
وقفية محمد بن الإمام فيصل (3)
وقفية محمد بن الإمام فيصل (4)
وقفية محمد بن الإمام فيصل (5)
وقفية محمد بن الإمام فيصل (6)
وقفية محمد بن الإمام فيصل (7)
وقفية محمد بن الإمام فيصل (8)
وقفية نورة بنت الإمام فيصل (1)
وقفية نورة بنت الإمام فيصل (2)
وقفية نورة بنت الإمام فيصل (3)
وقفية الجوهرة بنت الإمام فيصل
أمراء آل رشيد
حكام لحج
ختم سلطنة لحج بعد ضم الصبيحة

النواحي التسع
الجنوب العربي
اتحاد إمارات الجنوب العربي
جنوب شبه الجزيرة العربية
سلطنة لحج
سلطنة لحج بعد ضم الصبيحة



بسم الله الرحمن الرحيم

رابعاً: آل بوسعيد

ظهور البوسعيد

كانت أسرة اليعاربة تحكم عُمان، وكانت البلاد تقع تحت نير الاحتلال الفارسي. وفي منتصف القرن الثامن عشر ظهرت أسرة آل بوسعيد، التي تعتبر مؤسسة الدولة العمانية في العصر الحديث، فقد استطاع مؤسس الأسرة الإمام أحمد بن سعيد أن يتصدى للفرس، ويقاتلهم للتخلص منهم، ويؤسس دولة مازالت قائمة إلى الوقت الراهن.

حكام البوسعيد

1. أحمد بن سعيد (1162 ـ 1188هـ/1749 ـ 1773م)

هو أحمد بن سعيد بن أحمد بن محمد من قبيلة البوسعيد الأزدية. كان والياً على صحار من قبل سيف بن سلطان اليعربي، اشتهر بالشجاعة، وكان له دور في نهاية سيطرة الفرس على عمان، إذ استطاع أن يقضي عليهم في بركا عام 1156هـ/1741م، كما نجح في استخلاص الرستاق وسمائل وازكى ونزوى وبهلى لنفسه من اليعاربة. بايعه أهل العلم والمشايخ في عام 1162هـ/1749م بالإمامة، وبه انتقلت السلطة من اليعاربة إلى البوسعيد.

وواجه خلال فترة حكمه كثيراً من المصاعب منها تثبيت حكمه، والقضاء على مخالفيه، وصد حملات الفرس، كما تمرد عليه ابناه سلطان وسيف غيرة من توليته لأخيهما سعيد على نزوى وازكى وسمائل وأكثر حصون عمان، وانتهى هذا التمرد بخروج سلطان وسيف إلى مكران في فارس.

وتوفي أحمد بن سعيد في عام 1198هـ/1783م، وعند بعض المؤرخين في عام 1188هـ/1773م. وقد ترك من الأولاد سبعة ذكور هم: هلال، وسعيد، وقيس، وسيف، وسلطان، وطالب، ومحمد، وثلاث إناث.

2. سعيد بن أحمد (1188 ـ 1193هـ)(1773 ـ 1779م)

بويع بالإمامة بعد وفاة والده نظراً لمرض أخيه الأكبر هلال في عينيه الأمر الذي أعجزه عن إدارة الحكم، وقد توفي وهو في طريقه إلى الهند طلباً للعلاج.

أقام سعيد في الرستاق، ولم يعدل في حكمه، وأهمل شؤون الحكم، ولم يقم بواجباته، فمقته الناس لسوء سلوكه، فخرج عليه شيخ من كبار رعاياه هو ناصر أبي نبهان، فاضطرب أمره، وضعف، فاستولى ابنه حمد بن سعيد على أكثر بلاده، وانحصرت سلطته في الرستاق.

ثم تنازل عن الحكم لابنه حمد عام 1193هـ/ 1779م، وعاد إلى السلطة عقب وفاة ابنه حمد 1206هـ/ 1792م، غير أن أخاه سلطان بن أحمد استولى على مسقط، رغم محاولات أخيه قيس إخراجه منها، ثم عقد الإخوة الثلاثة (سعيد وقيس وسلطان) اتفاقاً عند بركا احتفظ سعيد بموجبه بسيادته الروحية، إماماً للدولة في الرستاق. وقيس حاكماً على صحار، وسلطان حاكماً على مسقط.

3. حمد بن سعيد بن أحمد (1193 ـ 1206هـ/1779 ـ 1792م)

استولى على الحكم من والده، وسيطر على مسقط، مما اضطر والده في النهاية للتنازل عن كل السلطات له، واستخدم لقب السيد بدلاً من الإمام ليتحاشى ما يوحي بخلع والده رسمياً. امتاز حكمه بانفجار صراعات ضد أعمامه قيس وسيف وسلطان، فنجح في طرد عمه سيف إلى شرق إفريقيا، وعمه سلطان إلى ساحل كمران. توفي في عام 1206هـ/1792م.

4. سلطان بن أحمد بن سعيد (1206 ـ 1219هـ/1792 ـ 1804م)

جعل سلطان بن أحمد من التوسع الخارجي سياسة ثابتة له، فاستولى على قشم وهرمز والموانئ الهامة في ساحل مكران ومينائي شهبار، وجوا دور، كما نجح في الاستيلاء على بندر عباس، كما وصلت قواته إلى البحرين عام 1216هـ/1801م، وأخذها من آل خليفة، فاستنجدوا بعبد العزيز بن محمد بن سعود، فأمدهم بجيش استطاع أن يُخرج قوات سلطان من البحرين، وقتل منهم حوالي ألفي رجل، ثم قُتل سلطان في إحدى الغارات عام 1219هـ/ 1804م، وكان وقتها في سفينة صغيرة على مقربة من شاطئ مسقط، وكان ذاهباً بها إلى بندر عباس، فقتله رجال من القواسم، من رأس الخيمة.

استقرت البلاد في أيامه، وعقد اتفاق مع شركة الهند الشرقية عام 1213هـ/1798م، تعطي الإنجليز أفضلية في المعاملات التي تتم داخل بلاده على الفرنسيين والهولنديين. وتعتبر هذه الاتفاقية أول اتفاقية بين حاكم عربي وبريطانيا في العصر الحديث. كما عقد اتفاقاً آخر مع جون مالكوم عام 1214هـ/ 1800م، يُخول الإنجليز إقامة معتمد دائم في مسقط.

5. بدر بن أحمد بن سعيد (1219 ـ 1220هـ/1804 ـ 1805م)

بعد مقتل سلطان بن أحمد، سلطان مسقط، عام 1219هـ/ 1804م، بويع أخوه بدر بن أحمد، ولم يلبث بدر أن ثار عليه أبناء أخيه سلطان وقتلوه.

6. سعيد بن سلطان بن أحمد (1220 ـ 1273هـ/1805 ـ 1856م)

تولى سعيد بن سلطان بن أحمد سلطنة عُمان بعد مقتل عمه بدر بن أحمد، عام 1220هـ/1805م، وأقام بمسقط، ونشب قتال بينه وبين بعض أتباع الإمام سعود بن عبد العزيز، فبايع لسعود، وأصبحت مسقط وسائر بلاد عُمان تابعة لنجد عام 1223هـ، ونقض عهده عام 1224هـ، فاستنجد بالإنجليز، واستعان ببعض مراكبهم، وتجدد القتال بينه وبين مجاوريه، من أتباع سعود، ثم استعان بحكومة فارس عام 1225هـ، وقاتلهم وانهزم، وعاد فأصلح بعض أمره، وعقد معاهدة تجارية مع بريطانيا عام 1255هـ، يمنح بموجبها الرعايا الإنجليز الحرية الكاملة في الدخول والإقامة والمتاجرة والمرور مع بضائعهم في جميع الأراضي العمانية. كما عقد معاهدتين مع الفرنسيين، الأولى عام 1222هـ والثانية 1260هـ، ومعاهدة مع الحكومة الأمريكية عام 1249هـ. وامتدت فترة حكمه اثنين وخمسين عاماً (1219 ـ 1273هـ) (1804 ـ 1856م)، واشتهر باسم السيد البحار لكثرة تنقله في البحر توفي سعيد بن سلطان أثناء إحدى رحلاته البحرية سنة 1273هـ/ 1856م، فنقل جثمانه إلى زنجبار ودفن هناك.

وانقسمت السلطنة أثر وفاته لتنازع أبنائه على الحكم، فتولى ابنه ماجد الحكم في زنجبار، بينما تولى ابنه الآخر ثويني الحكم في مسقط، معلناً نفسه والياً على السلطنة كلها واعتبر أخاه ماجد خارجاً عليه. وتدخلت الحكومة البريطانية في الخلاف، وأصدر نائب الملك في الهند اللورد كاننج قراراً في عام 1279هـ/ 1862م، يقضى بإعلان ماجد حاكماً على زنجبار والأقاليم الأفريقية، وثويني حاكماً على مسقط، وأن يدفع ماجد أربعين ألف جنيه ذهبي سنوياً لأخيه حاكم مسقط، وتم الاعتراف بتأسيس السلطنتين في إعلان رسمي صدر في باريس، وأقرته كل من بريطانيا وفرنسا، وسار ثويني بن سعيد سيرة حسنة. وفي عام 1282هـ/ 1866م، قُتل السلطان ثويني على يد ابنه سالم الذي رماه برصاصة قتلته في صحار، طمعاً بالملك من بعده.

7. سالم بن ثويني بن سعيد بن سلطان بن أحمد بن سعيد (1282 ـ 1285هـ/1866 ـ 1868م)

أعلن نفسه حاكماً بعد قتله لأبيه، وانفرد بالأمر، وذهب إلى مسقط فجمع رؤساء القبائل وأخبرهم بأنه قتل أباه لظلمه، فوافقوا على عمله وأقروه، واستمر في الحكم سنتين وبضعة أشهر، ثم ثاروا عليه، فاستنجد بالبرتغاليين، ثم خذلوه، فخُلع في عام 1285هـ/ 1868م فرحل إلى الهند ومات هناك.

8. عزان بن قيس بن عزان بن قيس بن أحمد بن سعيد (1285 ـ 1287هـ/1868 ـ 1870م)

بعد خلع سالم بن ثويني، عمل عزان بن قيس على الاستيلاء على بركا ومسقط ومطرح، وأعلن نفسه إماماً للبلاد. وبويع بالإمامة في مسقط، وضربت المدافع ووفدت الوفود ورفعت الرايات البيضاء، وهي شعار عزان، واستولى على ما كان متفرقاً في أيدي الأمراء وأبناء الأمراء من البلاد، وقاتل من عصاه في ذلك، وحسنت سيرته، واطمأن الناس في أيامه.

دخل في صراع مع تركي بن سعيد بن سلطان، الذي كان قد رحل من عُمان إلى الهند في أيام تملك ابن أخيه سالم بن ثويني، وعاد عندما صار الأمر إلى عزان بن قيس، فتحالف مع شيوخ دبي وعجمان ورأس الخيمة، وتوجه بجيش إلى خور فكان، ثم إلى واحة البريمي في عام 1287هـ/ 1870م، وجرت معركة بينه وبين عزان بن قيس في وادي ضنك، انتهت بهزيمة عزان بن قيس ولجوئه إلى حصن مطرح، وهناك أصيب برصاصة أدت إلى موته، وكانت مدة إمامة عزان سنتين وأربعة أشهر ونصف.   

9. تركي بن سعيد بن سلطان بن أحمد بن سعيد (1287 ـ 1305هـ/1870 ـ 1888م)

تولى الحكم بعد أن انتصر على عزان بن قيس، وبدعم من شيوخ الساحل العماني، عمل على تثبيت وضعه الداخلي بالقضاء على الثورات المناوئة وإخضاع المناطق العمانية، واستمر في الحكم إلى وفاته عام 1305هـ/1888م.

10. فيصل بن تركي بن سعيد بن سلطان بن أحمد بن سعيد (1305 ـ 1331هـ/1888 ـ 1913م)

خلف والده، وكان أوسط إخوته سناً، فأحسن معاملة الرعية سياساً وحزماً، فأحبه رعاياه، ومجاوروهم من العرب، وكان شجاعاً، واستمر في الحكم لحين وفاته عام 1331هـ/ 1913م.

11. تيمور بن فيصل بن تركي بن سعيد بن سلطان بن أحمد بن سعيد (1331 ـ 1349هـ/1913 ـ 1931م)

خلف والده فيصل بن تركي في الحكم في عام 1331هـ/1913م غير أنه واجه منذ البداية تمرداً قاده سالم بن راشد بن سليمان بن عامر الخروصي، من أئمة الإباضية في عُمان، الذي كتب إلى الأقاليم يدعوها إلى طاعته، وجهز جيشاً فتح به نزوى، ومنح، وأزكى، والعوابي، وسمايل، وبديد. ووحد القبائل، وشق عصا الطاعة على السلطان، إلا أنه لم يتقدم نحو مسقط بعد إنذاره من القنصل البريطاني بمسقط، في عدم التعرض لها أو لمطرح، وبعد معارك بينه وبين تيمور بن فيصل، توسط حاكم أبي ظبي بالصلح بينهما، فجنح الطرفان إلى السلم، وكان من شروط تيمور أن يرد الإمام سالم حصني بديد وسمائل، ورفض الإمام، واقتتل جيشاهما في عام 1333هـ/1914م، واستمر في قتاله إلى أن كان خارج نزوى، واستتب الأمر لتيمور بعد أن اغتيل سالم بن راشد على رأس حملة لتأديب قبيلة وهيبة خارج نزوى.

تنازل تيمور بن فيصل عن الحكم لابنه سعيد بن تيمور في عام 1349هـ/ 1931م.

12. سعيد بن تيمور بن فيصل بن تركي بن سعيد بن سلطان بن أحمد بن سعيد (1349 ـ 1390هـ/1931 ـ 1970)

ولد بمسقط، وتلقى تعليمه في مدرسة إنجليزية بمدينة بومباي في الهند، ثم درس في بغداد سنة واحدة في عام 1345هـ/1926م. تولى مناصب إدارية في عهد والده منها الإشراف على الشؤون الداخلية، ثم رئيساً للوزراء إلى أن تولى الحكم بعد أن تنازل له والده في عام 1349هـ/1931م، وشهدت عمان في فترته جموداً على كافة المستويات. فعزله ابنه قابوس في عام 1390هـ/ 1970م. وغادر سعيد بن تيمور البلاد إلى لندن حيث توفي عام 1392هـ/ 1972م. ودفن في المقبرة الإسلامية ببلدة ووكينج القريبة من لندن.

13. قابوس بن سعيد بن تيمور بن فيصل بن تركي بن سعيد بن سلطان بن أحمد بن سعيد (1390هـ ـ ..../1970م ـ ....)

ولد في عام 1359هـ/1940م في صلالة، عاصمة إقليم ظفار، بجنوب عُمان. ووالدته هي ابنة أحد زعماء أبرز القبائل، في ظفار. وعندما بلغ السادسة من عمره، بدأ مسيرته التعليمية في مدارس عُمان، وظل بها إلى أن أكمل تعليمه الأساسي. وسافر بعد ذلك للدراسة في المملكة المتحدة، والتحق هناك بكلية سانت هيرست العسكرية، في عام 1380هـ/ 1960، وتخرج فيها في عام 1382هـ/ 1962، برتبة ملازم في سلاح المشاة، وأمضى فترة من الخدمة العسكرية مع القوات البريطانية المرابطة في ألمانيا الغربية، ولدى عودته إلى بريطانيا، التحق بدورة دراسية في حقل الخدمة المدنية والإدارة العامة (جامعة أوكسفورد وكلية بدفورد). وقام بجولة زار فيها بعض دول العالم، قبل عودته إلى سلطنة مسقط وعُمان عام 1386هـ/ 1966.

وبعد عودته شعر بسوء الأحوال في السلطنة فاقترح على والده عدة مشاريع تحقق رفاهية البلاد والشعب العماني. ولكن والده لم يوافق على هذه المشاريع.

وعندما رأى قابوس أن الأمر لا يمكن تغييره في ظل حكم والده، فلم يجد بداً من خلعه وتسلم مقاليد الحكم بنفسه. وكان ذلك في عام 1390هـ/1970م. ووقف الشعب العُماني خلفه وسانده وأيده.

ومنذ توليه مقاليد السلطنة، عكف السلطان قابوس على إدخال أسباب التطور وإنشاء مؤسسات الدولة العصرية. وأحاط نفسه بنفر من الخبراء والمستشارين، لوضع الدراسات، وإعداد البنية التحتية، من أجل تنظيم مرافق الدولة، وإطلاق مسيرة التنمية، والاستفادة من عائدات النفط، على الوجه الأكمل. فأقام المجلس الاستشاري للدولة عام 1401هـ/ 1981، انطلاقاً من مبدأ الشورى في تسيير دفة الحكم. فبدأ بتكوين سلطة تنفيذية، مؤلفة من جهاز إداري، يشمل مجلس الوزراء والوزارات المختلفة، إضافة إلى الدوائر الإدارية والفنية والمجالس المتخصصة.

ومن أولى الوزارات التي أسَّسها السلطان قابوس بعد توليه مقاليد الحكم مباشرة وزارة الخارجية. فقد أسَّسها بعد فترة قصيرة من توليه الحكم عام 1390هـ/ 1970م محققاً بذلك روابط وصلات بالعالم الخارجي مبنية على أسس مدروسة. وفي عام 1391هـ/ 1971، انضمت عُمان إلى جامعة الدول العربية.

وقد أوضح السلطان قابوس الخطوط الرئيسية لسياسته الخارجية، وذكر أنها مبنية على حسن الجوار مع جيرانه وأشقائه، وعدم التدخل في شؤونهم الداخلية، وتدعيم علاقات عُمان معهم جميعاً، وإقامة علاقات ودية مع سائر دول العالم، والوقوف مع القضايا العربية والإسلامية، ومناصرتها في كل المجالات.

وأوضح بأنه يؤمن بالحياد الإيجابي ويناصره. وقام بإرسال بعثات دبلوماسية تمثل عُمان في أغلب أقطار العالم، كما فتح أبواب عُمان أمام البعثات الأجنبية، وأُنشِئَتْ فيها القنصليات والسفارات، والهيئات الدولية والإقليمية.

حققَّت سياسة السلطان قابوس الاستقرار والأمن، وهما الدعامتان الأساسيتان لبناء الدولة، ولتحقيق تنميتها الاقتصادية والاجتماعية.

بعد أن أَمَّن السلطان قابوس سياسته الخارجية، وأقام علاقات وُديّة، مع معظم أقطار العالم، اتجه إلى الجبهة الداخلية، وعمل على رفعتها. وقد شهدت عُمان خلال عهده نهضة سريعة، في سائر المجالات. فأنشأ المدارس في كل أرجاء البلاد، وجعلها للجنسين، البنين والبنات، وأنشأ جامعة قابوس. وأنشأ العديد من المستشفيات، والعيادات والمراكز الطبية، في كل أرجاء عُمان، وأمدها بكل احتياجاتها من أطباء، ومعدات وأدوات وأدوية، ووسَّع إنتاج البترول وطوَّره، وأنشأ مصانع تكرير النفط في البلاد. إضافة إلى مصانع الإسمنت، ومصانع تعليب الأسماك والتمور، وغير ذلك من المنتجات. وشجع المزارعين، وعمل على تطوير طرق الزراعة، ونقلها من الطرق التقليدية القديمة، إلى الطرق الحديثة، التي تعتمد على الآلات والمعدات الحديثة، وقدَّم المساعدات للمزارعين، ليتمكنوا من استغلال الأرض، واستثمارها ليتحقق لعُمان الاستقلال الغذائي.، فأصبحت البلاد تُنتج معظم ما تحتاجه من غذاء، ويُصدر ما يفيض عن حاجتها طازجاً أو بعد تعليبه إلى البلدان المجاورة.

وازدهرت التجارة في عهد السلطان قابوس، في المجالين الداخلي والخارجي. وارتبط ازدهار التجارة، بتطور المواصلات التي تنقل المنتجات الزراعية من مناطق الإنتاج إلى سائر أرجاء عُمان، وإلى الخارج. كما تقوم وسائل المواصلات، بنقل المنتجات الصناعية، من وإلى الدول المجاورة، وبقية الأقطار الآسيوية والإفريقية، والغربية ـ خاصة إنجلترا وفرنسا وأمريكا.

وارتبطت عُمان بشبكة من المواصلات البرية والبحرية، كما تم إنشاء موانئ بحرية وجوية للاتصالات الداخلية والخارجية. وتم افتتاح ميناءين كبيرين، هما ميناء قابوس في مطرح وميناء ريسوت في المنطقة الجنوبية.

وفي عام 1401هـ/ 1981م، انضمت عُمان إلى مجلس التعاون لدول الخليج العربية، وحقق السلطان قابوس بذلك تعاون بلاده، مع بقية دول الخليج، في المجال الدفاعي المشترك، وفي تحقيق المشاريع الاقتصادية المختلفة.