إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات وأحداث تاريخية / الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود




الملك عبدالعزيز آل سعود
الملك عبدالعزيز وملك أفغانستان
الملك عبدالعزيز والملك حسين بن طلال
الملك عبدالعزيز والملك عبدالله بن الحسين
الملك عبدالعزيز والملك فاروق
الملك عبدالعزيز والملك فيصل بن الحسين
الملك عبدالعزيز وتشرشل
الملك عبدالعزيز يطالع جريدة





الملك عبد العزيز بن عبدالرحمن آل سعود

القسم الرابع عشر

من خطب الملك عبدالعزيز وأقواله

 

أولاً: مقتطفات من خطبه

1. من خطبة ارتجلها في حفلة العلماء بمكة المكرمة، عند دخوله لها:

إننا لم نطع ابن عبد الوهاب ولا غيره، إلا بما أيدوه بقول من كتاب الله وسنة نبيه، محمد صلى الله عليه وسلم. أما أحكامنا فنسير فيها، طبق ما اجتهد فيه الإمام أحمد بن حنبل.

أشاع الترك الشيء الكثير عن عقائدنا، وشنعوا عليها من قبل. وكذلك فعل من جاء بعدهم. وبلغني أنهم قالوا في جملة ما كذبوه عنا إننا لا نصلي على محمد، وإننا نعد الصلاة عليه شركاً بالله. نعوذ بالله من ذلك! أو ليست الصلاة على محمد، صلى الله عليه وسلم، ركناً من أركان الصلاة، وأنها لا تتم بغيرها؟.

ويقولون إننا ننكر شفاعة محمد، صلى الله عليه وسلم، يوم القيامة. معاذ الله أن نقول هذا! وإنما نطلب من الله أن يُشَفِّع فينا نبينا محمداً، صلى الله عليه وسلم، ونقول: اللهم شفِّع فينا نبينا محمداً، صلى الله عليه وسلم، ]من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه[ (سورة البقرة، الآية 255). وندعو الله أن يُشَفِّع فينا الولد الصغير، ونقول: اللهم اجعله فرطاً لأبويه. ولا نطلب الشفاعة من الطفل.

وأما محبة الأولياء والصالحين، فمن ذا الذي يبغضهم منا؟ ولكن محبتهم الحقيقية هي العمل بما عملوا به، واتباع سننهم في التقوى. ومن هم أولئك الأولياء؟ هم الذين قال الله فيهم: ]الذين إن مكناهم في الأرض أقاموا الصلاة، وآتوا الزكاة، وأمروا بالمعروف، ونهوا عن المنكر[ (سورة الحج، الآية 42). فهؤلاء هم الذين نحبهم ونقتفي آثارهم. ولكننا لا نرفعهم فوق المرتبة التي يريدونها لأنفسهم، ولا يريدها لهم الله. هذا الذي نحن عليه، وهذا الذي ندين الله به. فإن كان عندكم ما ينقضه في كتاب أو سنة، فأتونا به لنرجع عنه.

أنا بذمتكم، وأنتم بذمتي. إن الدين النصيحة. أنا منكم وأنتم مني.

هذه عقيدتنا في الكتب، بين أيديكم، فإن كان فيها ما يخالف كتاب الله، فردونا عنه. وما أُشكل عليكم منها، فسلونا عنه، والحكم بيننا كتاب الله وما جاء في كتب الحديث الستة.

2. نحن والأجانب:

 ومن خطبة له في جدة

إن هذا الوطن المقدس، يوجب علينا الاجتهاد فيما يصلح أحواله. وإننا جادون في هذا السبيل قدر الطاقة، حتى تتم مقاصدنا في هذه الديار، ويكمل للمسلمين جميعاً أمنهم وراحتهم، وتتم لجميع الوافدين لمنازل الوحي، المساواة في الحقوق والعدل.

إن للدول الأجنبية المحترمة، علينا حقوقاً ولنا عليها حقوق. لهم علينا أن نفي لهم بجميع ما يكون بيننا وبينهم من العهود ]إن العهد كان مسؤولاً[ (سورة الإسراء، الآية: 34). وإن المسلم العربي ليشين بدينه وشرفه أن يخفر عهداً أو ينقض وعداً. وإن الصدق أهم ما نحافظ عليه. إن علينا أن نحافظ على مصالح الأجانب، ومصالح رعاياهم المشروعة، محافظتنا على أنفسنا ورعايانا، بشرط أن لا تكون تلك المصالح ماسة باستقلال البلاد الديني أو الدنيوي. تلك حقوق يجب علينا مراعاتها واحترامها، وسنحافظ عليها ما حيينا، إن شاء الله تعالى.

وأما حقوقنا على الدول، ففيما يتعلق بهذه الديار، نطلب منهم أن يسهلوا السبل إلى هذه الديار المقدسة، للحجاج والزوار والتجار والوافدين. ثم إن لنا عليهم حقاً فوق هذا كله، وهو أهم شيء يهمنا مراعاته، وذلك أن لنا في الديار النائية والقصية إخواناً من المسلمين ومن العرب، نطلب مراعاتهم وحفظ حقوقهم. فإن المسلم أخو المسلم، يحنو عليه كما يحنو على نفسه، في أي مكان كان، وإني أؤكد لكم أن المسلمين عموماً، والعرب خصوصاً، كالأرض الطيبة كلما نزل عليها المطر أنبتت نباتاً حسناً. وإن المطر الذي نطلبه هو الأفعال الجميلة من الحكومات، التي لها علاقة بالبلاد، التي يسكنها إخواننا، من العرب ومن المسلمين. وإن الأرض الطيبة، هم المسلمون عامة والعرب خاصة. ولي الأمل الوطيد في أن الحكومات المحترمة، ذات العلاقة بالبلاد الإسلامية والعربية، لا تدخر وسعاً في أداء ما للعرب والمسلمين، من الحقوق المشروعة في بلادهم. أسأل الله أن يجعل أفعالنا أصدق من أقوالنا، وأن يوفقنا وإياكم لما في الخير والصلاح.

3. الراعي والرعية

ومن خطبة له في المدينة المنورة

إننا نبذل النفس والنفيس، في سبيل راحة هذه البلاد، وحمايتها من عبث العابثين. ولنا الفخر العظيم في ذلك. وإن خطتي، التي سرت، ولا أزال أسير عليها، هي إقامة الشريعة السمحاء. كما أنني أرى من واجبي ترقية جزيرة العرب، والأخذ بالأسباب التي تجعلها في مصافّ البلاد الناهضة، مع الاعتصام بحبل الدين الإسلامي الحنيف.

إنني أعتبر كبيركم بمنزلة الوالد، وأوسطكم أخاً، وصغيركم ابناً. فكونوا يداً واحدة، وألفوا بين قلوبكم، لتساعدوني على القيام بالمهمة، الملقاة على عاتقنا.

إنني خادم في هذه البلاد العربية، لنصرة هذا الدين، وخادم للرعية. إن الملك لله وحده، وما نحن إلاّ خدم لرعايانا. فإذا لم ننصف ضعيفهم، ونأخذ على يد ظالمهم، وننصح لهم، ونسهر على مصالحهم، فنكون قد خُنّا الأمانة المودعة إلينا.

إننا لا تهمنا الأسماء ولا الألقاب، وإنما يهمنا القيام بحق الواجب لكلمة التوحيد، والنظر في الأمور، التي توفر الراحة والاطمئنان لرعايانا.

إن من حقكم علينا النصح لنا. فإذا رأيتم خطأ من موظف، أو تجاوزاً من إنسان، فعليكم برفع ذلك إلينا لننظر فيه، فإذا لم تفعلوا ذلك، فقد خنتم أنفسكم ووطنكم وولاتكم.

4. في طلب العلم

ومن خطبة له في حفلة خريجي المعهد العلمي السعودي

أيها الأبناء، إنكم أول ثمرة من غرسنا، الذي غرسناه في المعهد. فاعرفوا قدر ما تلقيتموه فيه من العلم. واعلموا أن العلم بلا عمل، كشجرة بلا ثمر. وأن العلم كما يكون عوناً لصاحبه، يكون عوناً عليه. وليس من يعلم كمن لا يعلم. قليل من العلم يُبارك فيه، خير من كثير لا يبارك فيه. والبركة في العمل.

بُعث صفوة الخلق، اللهم صلّ وسلم عليه، من العرب. ونزل عليه أمين السماء، في بلاد العرب، بقرآن عربي غير ذي عوج. فلنعرف قدر ذلك، ولنحتفظ بديننا ولغتنا وبلادنا، ولنحبها حباً جماً.

لا مانع من أن نأخذ من غيرنا المفيد، فالحكمة ضالة المؤمن، يلتقطها حيث وجدها. وقد كان للعرب في جاهليتهم خصال حميدة، وكان لغيرهم أيضاً، وجاء الإسلام فأقرها. قال صفوة الخلق، اللهمّ صلّ وسلم عليه: بعثت لأتم مكارم الأخلاق. وقال: ولدت في زمن الملك العادل.

حافظوا على تعاليم دينكم. ولا شك أنكم قرأتم، ولله الحمد والمنة، شيئاً كثيراً منها. وأقول لكم: والله ثم والله ما حرّمت الشريعة شيئاً فيه نفعنا، ولا أحلت شيئاً فيه ضرنا، وإن النظرة السليمة لتدرك ذلك.

واعلموا أن الناس لو كانوا جميعاً على قلب أكفر رجل، لما ضروا الله شيئاً، ولو كانوا على قلب أتقى رجل، لما نفعوا الله شيئاً. إن الله لغني عن العالمين!.

انظروا إلى نعم الله، هل فاضل في أحكامه، بين غني وفقير، فأوجب على الثاني الصلاة مثلاً، وترك الأول؟ وهل أباح للأول ما حرمه على الثاني من المسكرات مثلاً لا، لا تفاضل إلا بالتقوى. إن أكرمكم عند الله أتقاكم لا فضل لعربي على أعجمي إلاّ بالتقوى. كلكم لآدم وآدم من تراب.

سوّى بينكم وأكبر من شأنكم، فأمر ألا تعبدوا إلا واحداً، ولا تخافوا إلا واحداً، ولا تسألوا إلا واحداً. ومعلوم أن أرباب النفوس العالية، إذا كان لهم عند ملك من الملوك حاجة، يحبون أن يدلوا بحاجتهم إلى الملك بلا واسطة، والله يأمر عباده أن يسألوه بلا واسطة، ولا شك في أن هذا، عدم الوساطة، تكريماً للإنسان.

أبنائي، من كان منكم من بيت رفيع، فليحرص على ألا يكون سبباً في خفضه، ومن كان من آخر، فليبن لنفسه مجداً، فقد منّ الله عليكم وأرشدكم إلى طريق الخير. فاعلموا إنّا لعملكم منتظرون، والله ولي التوفيق.

5.  مسلم عربي، مسالم مدافع

ومن خطبة له

أنا مبشر أدعو لدين الإسلام، ولنشره بين الأقوام.

أنا داعية لعقيدة السّلف الصالح. وعقيدة السّلف الصالح هي التمسك بكتاب الله وسنة رسوله، وما جاء عن الخلفاء الراشدين. أما ما كان غير موجود فيها، فأرجع بشأنه إلى أقوال الأئمة الأربعة، فآخذ منها ما فيه صلاح المسلمين.

أنا مسلم وأحب جمع كلمة الإسلام والمسلمين. وليس أحب عندي من أن تجتمع كلمة المسلمين، ولو على يد عبد حبشي. وإنني لا أتأخر عن تقديم نفسي وأسرتي، ضحية في سبيل ذلك.

أنا عربي، وأحب قومي والتآلف بينهم وتوحيد كلمتهم، وأبذل في ذلك مجهوداتي. ولا أتأخر عن القيام بكل ما فيه المصلحة للعرب، وما يوحد أشتاتهم ويجمع كلمتهم.

أنا مسالم ومدافع، أنا مسالم للناس وأحب النصيحة قبل كل شيء. لأن الدين النصيحة لله ولرسوله ولأئمة المسلمين وعامتهم. وأنا مدافع، لأنني ما حاولت، في وقت من الأوقات، أن أعتدي على إخواني وأبناء قومي. وكنت في كل وقت أقابل ما يصدر إلي منهم، من إساءة أو خطيئة، بصدر رحب، على أمل أن يرجعوا إلى الصواب. ولكنني إذا رأيت تمادياً في الغي والإساءة، اضطّر حينئذ للدفاع.

6. عرب ومسلمون

من خطبة ارتجلها في مكة سنة 1357هـ/1938م

ما كنا عرباً إلا بعد ما كنا مسلمين. كنا عبيداً للعجم، ولكن الإسلام جعلنا سادة، ليس لنا فضيلة إلاّ بالله وطاعته واتباع محمد. ويجب أن نعرف حقيقة ديننا وعربيتنا، ولا ننساهما.

كل حرية باطلة، إلا حرية الإسلام. والإنسان لا ينفع إلا بالدين. ونحن لا نبغي محاربة أوروبا، وإنما نطلب حقوقنا باتحادنا فنعتصم بالله. والإسلام أكبر وسيلة وأكبر حصن. هو أكبر مزايا الحسب والنسب، فيجب على المسلم محبة دينه وشعبه ووطنه.

7. مذهبنا

ومن خطبة له في مكة أيضاً:

يسموننا بالوهابيين، ويسمون مذهبنا بالوهابي، باعتبار أنه مذهب خاص. وهذا خطأ فاحش، نشأ عن الدعايات الكاذبة، التي كان يبثها أهل الأغراض.

نحن لسنا أصحاب مذهب جديد، أو عقيدة جديدة. ولم يأت محمد بن عبدالوهاب بالجديد. فعقيدتنا هي عقيدة السلف الصالح، التي جاءت في كتاب الله وسنة رسوله، وما كان عليه السلف الصالح.

نحن نحترم الأئمة الأربعة. ولا فرق عندنا بين الأئمة مالك والشافعي وأحمد وأبي حنيفة. كلهم محترمون في نظرنا.

8. الإخلاص والصلاح

قال في مقدمة خطبة له[1]

إن الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم. فإذا أردتم، أيها المسلمون، النجاح والفلاح، في دينكم ودنياكم ومعاشكم، فكونوا مؤمنين غير منافقين، واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا. وكونوا عباد الله إخواناً. واعلموا أن الله يعطي الدنيا للبار والفاجر. ولا يعطي الدين إلا للبار. فأدعوكم جميعاً إلى الإخلاص للدين أولاً، وإلى التآخي والتناصح، والجمع بين القلوب ثانياً.

نحن معشر المسلمين ضعفاء بأنفسنا، أقوياء بالإسلام، فاتخذوا من اتحادكم قوة. وليس معنى قولي هذا أدعوكم لحرب أوروبا! لأن هذا عمل لا يجدي نفعاً. ولكن إذا تمسكنا بديننا، فإننا نعظم في عيون الخلق.

وقد تحدث إلي كثيرون من الأوروبيين، فعلمت منهم أن المتمسك بدينه محترم أينما كان.

فالواجب على كل مسلم يتلخص في الإخلاص للدين، والإخلاص للمسلمين، والنية الخالصة لله تعالى.

ثانياً: من أقوال الملك عبدالعزيز

1. لا تجعل عدوك في قلبك

يروي الزركلي:

سمعته مرة، في مجلس ديبلوماسي، والحديث عن حلف أوروبي يضم دولة، لا تتفق أهدافها مع الآخرين، يروي أن حية فرت من عدو لها، فلقيت إنساناً فتضرعت إليه أن تختبئ في جوفه. فرق لها، فدخلت في أمعائه. فلما مر عدوها وأمنت، خيرت الإنسان في الميتة التي يفضلها: أتعضه فيتألم ويموت، أم تنفث فيه سمها، فيفقد الحياة؟. فذكرها بإحسانه إليها، وإيوائه لها، فقالت: أنسيت عداءنا القديم من عهد آدم؟. فقال: هذا جزاء من يجعل عدوه في قلبه!

2. الوطنية والنفط

بعد انقضاء المعركة الأولى، بين العرب وإسرائيل، في فلسطين سنة 1367هـ/1948م، أوفد رئيس الجمهورية السورية، شكري القوتلي، إلى الملك عبدالعزيز، مندوباً عنه، هو أمين سره، محسن البرازي. فقابل الملك في الرياض، وأخبره أن شكري بك يرى للحد من مساعدة الأمريكيين لإسرائيل، أن يُقطع البترول عن أمريكا. فانتفض عبدالعزيز، وقال: يا لله! البترول منحة من الله! كانت أمي حين تدعو لي تقول: اللهم ملكه ما فوق الأرض وما تحتها! وهل تحتها إلا البترول؟. قل لشكري: لا تعلّم عبدالعزيز الوطنية! نضالُنا في القضية، ونحن أغنياء، خير لها من نضالنا ونحن فقراء.

3. أمراء العرب

قال عبدالعزيز لأمين الريحاني، في حديث عن أمراء العرب، في زمانه:

أنت تقول أمراء العرب؟ أنا أعرفهم، وقد خبرتهم، وعجنت عودهم. العرب لا يعرفون إلا مصلحتهم، وغالباً لا يعرفونها، فنعلمهم بها ونكرههم عليها. وقد قاسينا كثيراً في سبيلهم، وكانت الخيانة في أقرب الناس منهم إلينا.

4. شرف النسب

نقل أحمد رضوان، في ( طرائف العرب)،  أن الملك عبدالعزيز مازح أحد الأشراف مرة، فافتخر الشريف بنسبه. فقال له: لك الحق في الفخر بنسبك، لولا أنك خلعت ثوب جدك، ولبسته أنا!.

5. الحرب

لست من المحبين للحرب وشرورها، وليس أحبّ إليّ من السلم والتفرغ للإصلاح.

6. المذهب

لا يسأل أحد عن مذهبه أو عقيدته. ولكن لا يصح أن يتظاهر أحد بما يخالف إجماع المسلمين أو يثير فتنة عمياء.

7. النفعيون

التباعد بين المفر الراعي والرعية، يدع مجالاً للنفعيين، فيجعلون الحق باطلاً يصورون الباطل حقاً.

8. المملكة

لقد أسست هذه المملكة من دون معين. وكان الله القدير وحده معيني وسندي. وهو الذي أنجح أعمالي. (في مؤتمر الرياض 1347هـ)

9. الجامعة العربية

مستقبل الجامعة العربية مرهون بمشيئة الشعوب، لأن الرؤساء والأمراء ينفعون الجامعة بتأييدهم إياها. ولكنهم لا يثابرون على تأييدهم إلاّ إذا عرفت الشعوب مزاياها، واتفقت على الرغبة فيها، وحالت بهذه الرغبة القوية النيرة، دون تنافس الرؤساء وتنازع الأمراء. (نقلها عنه العقاد عام 1365هـ).

10. ملك أو جندي

لست ملكاً بمشيئة أجنبية، بل أنا ملك بمشيئة الله، ثم بمشيئة العرب، الذين اختاروني وبايعوني. على أنها ألقاب وأسماء!، فما أنا إلا عبدالعزيز، قال العرب إنني ملك، فرضيت قولهم وشكرت ثقتهم. وفي اليوم الذي لا يريدونني زعيماً لهم، أعود إلى الصف، وأحارب معهم بسيفي، كأصغر واحد فيهم، دون أن ينال نفسي شيء من الغضاضة. أنا بينهم الآن لأقيم حكم القرآن والسنة.

(نقلها عنها محمود عزمي عام 1354هـ).

11. الفضائل

الإنسان يقوم على ثلاث فضائل: الدين والمروءة والشرف. وإذا ذهبت واحدة من هذه، سلبته معنى الإنسانية. (شوال 1355هـ).

12. الواجبات

كل أمة تريد أن تنهض، لا بد لكل فرد فيها من أن يقوم بواجبات ثلاثة: أولها واجباته نحو الله والدين، وثانيها واجباته في حفظ أمجاد أجداده وبلاده، وثالثها واجباته نحو شرفه الشخصي. (ذو الحجة 1358هـ).

13. الصدق

تكلم معي كثيرون من الأوروبيين، وقالوا: إن حكوماتنا تكرم الرجل الصادق، الذي يقوم بحق بلاده. فإذا صدقنا في أعمالنا، وقمنا بحقوق بلادنا، احترمنا القريب والبعيد. (ذو الحجة 1359هـ)

14. وحدة العرب

إني على استعداد لأن أكون أنا وأسرتي كجندي بسيط، أجاهد في سبيل العرب، وتوحيد كلمة العرب، وتأسيس الوحدة بين العرب. ولست أريد من وراء ذلك جزاءً ولا شكوراً.

15. من جنود الله

أنا وأسرتي وشعبي، جند من جنود الله، نسعى لخير المسلمين.

16. التعاضد

إذا كان المسلمون والعرب في منعة من التعاضد والتكاتف، فليست هناك قوة في مقدورها، مهاجمتهم وإذلالهم.

17. الزهد

والله ثم والله! إني لأفضل أن أكون على رأس جبل، آكل من عشب الأرض، وأعبدالله وحده، من أن أكون ملكاً على سائر الدنيا ومن فيها.

18. الدعوة

إنني أدعو المسلمين جميعاً إلى عبادة الله وحده، والرجوع للعمل بما كان عليه السلف الصالح، لأنه لا نجاة للمسلمين إلا بهذا.

19. الدس

إنني أفخر بكل من يخدم الإسلام ويخدم المسلمين، وأعتز بهم، بل أخدمهم، وأساعدهم، وأؤيدهم. وإنني أمقت كل من يحاول الدس على الدين، وعلى المسلمين، ولو كان من أسمى الناس مقاماً وأعلاهم مكانة.

20. فرد من الشعب

كل فرد من شعبي جندي وشرطي. وأنا أسير وإياهم كفرد واحد، لا أفضل نفسي عليهم، ولا أتبع في حكمهم، غير ما هو صالح لهم.

21. واجب المسلم

الإسلام عزيز علينا جميعاً، ورهبته في قلوب أعدائه كبيرة. فواجب المسلم أن يقوم بالدعوة إلى عبادة الله، عبادة خالصة، وأن يسعى لإصلاح شؤون المسلمين، إصلاحاً حقيقياً لا نظرياً.

22. الإيمان

إذا أراد المسلمون والعرب قتال أعدائهم، فإن أعدّوا آلة من آلات الحرب، أعد أعداؤهم مئات وألوفاً، ولكن قوة واحدة إذا أعدها المسلمون لم يمكن أعداءهم أن يأتوا بمثلها، هي إيمانهم بالله وثقتهم به.

23. الرئاسة والملك

أنا عربي، ومن خيار الأسر العربية. ولست متطفلاً على الرئاسة والملك. وإن آبائي وأجدادي معروفون منذ القدم بالرئاسة والملك. ولست ممن يتكئون على سواعد الغير في النهوض والقيام، وإنما اتكالي على الله، ثم على سواعدنا يتكئ الآخرون، يستندون، إن شاء الله.

24. الحقيقة العارية

أن ترعرعت في البادية فلا أعرف آداب الكلام وتزويقه. ولكني أعرف الحقيقة عارية من كل تزويق[2].

25. دين محمد صلى الله عليه وسلم

دستوري وقانوني ونظامي وشعاري دين محمد صلى الله وسلم. فإما حياة سعيدة على ذلك، وإما موتة سعيدة.

26. الزعماء

إن المسلمين ينقصهم معرفة الزعماء والأشخاص ونفسياتهم. لأن هناك أشخاصاً من المسلمين يتظاهرون بالغيرة والتضحية وهم، في حقيقة الأمر، على عكس ذلك. يتظاهرون بالغيرة، ويسعون في الخفاء لتنفيذ مآربهم الشخصية، والتجسس على حال إخوانهم. وهذا أمر يؤسف له، لأن الأضرار التي لحقت بالمسلمين والعرب، جاءت من هذه الطريقة.

27. العقاب

يعلم الله أن كل جارحة من جوارح الشعب تؤلمني. وكل شعرة منه يمسها أذى تؤذيني. وكذلك الشعب، فإنه يتألم إذا أصابني أي شيء. ولكن المصلحة العامة تضطرني أن أقضي على من لا يصغي للنصح والإرشاد، وأن أتجرع ألم ذلك حفظاً لسلامة المجموع.

28. العرب

العرب اليوم، هم كالطفل الصغير يحتاجون إلى عناية شديدة. فمن الواجب على، الذي يتولى أمرهم أن ينصحهم ويرشدهم، إلى طريق الصواب.

29. العمل

يجب أن تحرصوا على العمل. والعمل لا يكون إلا بالتساند والتعاضد.

30. القوة بالإيمان

أنا قوي بالله تعالى، ثم بشعبي. وشعبي كلهم، كتابُ الله في رقابهم، وسيوفهم بأيديهم، يناضلون ويكافحون في سبيل الله. ولست أدعي أنهم أقوياء بعددهم أو عُددهم، ولكنهم أقوياء إن شاء الله، بإيمانهم.

31. تقليد الأوروبيين

إن بعض المسلمين ـ مع الأسف ـ لم يجدوا طريقة للتقدم، في نظرهم، إلا تقليد الأوربيين. ولكنهم لم يقلدوهم فيما كان سبب قوتهم ومنعتهم. ومضت عشرات السنين على الذين يدعون الناس لتقليد الأوربيين، ولكن من منهم عمل إلى اليوم إبرة أو صنع طيارة أو اخترع بندقية أو مدفعاً؟.. لقد قلدوهم فيما يخالف أمور دينهم، واكتفوا من تقليد الأوربيين بذلك.

32. القول والفعل

أنا لست من رجال القول الذين يرمون القول بغير حساب. فأنا رجل عملي، إذا قلت فعلت.

33. أهل الخير وأهل الضلال

اثنتان، أحمد الله على واحدة منهما وأشكره على الأخرى. أحمد الله على أني أكره أهل الضلال، وعلى كراهة أهل الضلال لي، وأشكره على محبة أهل الخير لي، ومحبتي لهم.

34. كلمة

ما جمعه الله لا يفرقه الشيطان.

35. الحكم

الحكم يحتاج إلى سيف، ومنسف[3]! (أي قوة وكرم).

 



[1]  ارتجلها في منى، يوم 10ذي الحجة 1359هـ/12 يناير1941م.

[2]  يقول الملك: أنا رجل ل أعرف تزويق القول وتنميقه، لأنني لم اتخرج مثلكم من مدارس، وإنما أنا رجل مسلم".

[3]  المنسف طبق كبير مستدير يوضع فيه الأرز واللحم، يتجمع حوله الطاعمون.