القسم الثالث عشر

الملك عبدالعزيز في كتابات بعض المفكرين والسياسيين الأجانب

 

في كتاب (الملك ابن السعود)، ما خلاصته عن حاله في بدء عهده:

إذا كان عبدالعزيز في غزوة، فخيمته البسيطة التي لا تختلف كثيراً عن خيام جنده، هي بيئته. وكل فراشه فيها قطعة من الصوف تفرش على الرمل.

وإذا نام فرفيقه في نومه سيفه. أيسر حركة توقظه، بل تحمله على أن يتصرف كأنما هو في أتم يقظته.

وقد عودته حياة الكر والفر أن يستيقظ من نومه فجأة، ليثب على جواده المربوط عند باب خيمته، ثم ينطلق كالريح إلى حيث يريد.

والويل لمن تحدثه نفسه أن يدخل خيمته وهو نائم، من دون تنبيه سابق، فإنه لا يجده نائماً. بل يجد سيفه ينفذ إلى أحشائه أو يحتزّ عنقه.

وهو في أشد الساعات برداً، يكره إيقاد النار بجواره للتدفئة.

وإذا تحدث، فهو يتحدث بسرعة عظيمة. ومن لم يكن نجدياً لا يكاد يفهم ما يقول إلا بمشقة.

وقد تراه في ساعات العمل، بينما يحدث هذا يلتفت إلى ذاك، ويقول له كلاماً ثم يعود إلى الأول، فيستمر في الحديث معه من النقطة التي ترك الكلام عندها. وذاكرته قوية. فهو لا ينسى شخصاً ولا ينسى قولاً، مهما يطل عليه الزمن.

وهو مع سرعة حديثه، محدث بارع، مرتب الأفكار، حاضر البديهة سريع الخاطر. وأمره الشفوي هو بمثابة المرسوم المسطور.

كلمات أخرى للسياسيين والكتاب الغربيين

1. الكاتب الإنجليزي وليامز، يونيه 1935م.

هل بين ملوك الشرق الحاضرين من يضارع ابن سعود؟. لا أذكر حاكماً قوياً وصل إلى مكانة هذا الملك، الذي لا يعد له ملك في العالم الإسلامي. فهو الجندي البطل، والمصلح الكبير، والمخلص لدين الله، والإنسان الظريف الكريم الصريح الثابت الذكي الشجاع المتواضع إلى حد بعيد.

2. الكاتب الألماني أميل سوايزار ـ يوليه 1935م.

قد يكون الملك ابن سعود، الرجل العربي الوحيد، الذي برز منذ ستة قرون في الجزيرة العربية.

3. الكاتب الأمريكي إدوار بكنج ـ ديسمبر 1935م.

إذا بحثنا عن يقظة الشعوب العربية، وجب أن نبحث عن شخصية ابن سعود، فهذا الرجل الذي ظهر في الجزيرة ـ مهبط الوحي ـ وأخذ ينشر دعوته بين العرب، قد أثار في النفوس شيئاً من الحركة والنشاط، أدركت معهما الشعوب العربية أنها كانت في رقاد، وأن في وسعها أن تستيقظ. وكل حركة تقوم في مصر وسورية وفلسطين، يجب أن نبحث فيها عن صوت ابن سعود، فصوته يدوي في آذان الجميع.

4. الوزير الأمريكي المفوض برت فيش ـ مارس 1940م

الملك ابن سعود، عبقري قوي الإرادة، شديد الذكاء، يشعر الجالس معه بسمو شخصيته المتجلية في قامته المديدة ووجهه الأسمر، الذي ارتسمت على قسماته تجارب السنين، وصوته المملوء بالثقة والقوة، وعينيه الناطقتين بالذكاء ودلائل العزم. أثارت إعجابي إحاطته بالمسائل الدولية، حتى لكأنه في وسط الجو الأوروبي، وفي محيط السياسة العالمية.

5. مجلة ريفيو الإنكليزية ـ سبتمبر 1936م.

الملك عبدالعزيز، هو الدماغ المفكر، الذي يحلم بتحقيق الجامعة العربية، وهو يحكم الحجاز ونجداً اللذين يتقدمان نحو المدنية، بخطوات ثابتة. وهو حصيف الرأي جبار، يطمئن إليه كل مسلم. وشخصيته الجذابة، جعلته الشبح المخيف للدول العربية المصطنعة، التي أوجدتها بريطانيا لحراسة أنابيب النفط. وقد قام بأعمال مدهشة، منها قلب الصحارى إلي جنان خصبة، والقضاء على عصابات قطاع الطرق، وعقد المحالفات والمعاهدات. وهو لا يدخن، ويأكل قليلاً، وينام قليلاً .

6. إيفننج وورلد أند إيفننج تيمس ـ يناير 1938م.

ابن سعود، رجل ذو خلق قوي، وإرادة نافذة، استطاع بهما أن يؤسس الوحدة والنظام في مملكته الواسعة، التي لم يسبق لها أن عرفت السّلام قط، إلا في أيام حكمه. وهو أعظم شخصية، في العالم العربي اليوم.

7. ريفيو بلج ـ مارس 1938م.

الملك ابن سعود، مسلم ورع. تحلى بصفات السياسي المحنك، واستطاع بدهائه العربي أن يصبح أبرز شخصية في الشرق.

8. إيفننج نيوز ـ أكتوبر 1936م.

الملك ابن سعود، هو رجل الأقدار الحديدي في بلاد العرب، وصاحب الأسلوب المختصر، في معاملة الطامعين من السياسيين.

9. الكاتبة الفرنسية أندريه فيوليس ـ مارس 1937م.

حاد النظرات، كثير الحذر في حديثه، ينظر إلى محدثه ويدرسه دراسة سريعة. هذا هو ملك الجزيرة العربية، الذي قام بما يشبه المعجزات وأسس ملكه، بين عشية وضحاها، بغير وجل. وهو بعيد المطامح، طويل التروي، لا يحب المجازفة، ويعتقد أن الاستعداد للأمر ودراسته، هما الوسيلتان للنجاح.

10. سان جون فيلبي ـ 1929م.

ابن سعود، حاكم مثقف، لم يقدر للبلاد العربية أن تحظى بمثله، في غير الشاذ النادر من المرات .

وقال كذلك في حديث نشر في لوجور، عام 1939م.

ابن سعود، ذكي مدرك الحقائق المادية. وهو، في الوقت نفسه ذو نظر سياسي بعيد؛ شديد التمسك باستقلاله، مع تمسكه بصداقة إنجلترا. ومن الخطأ القول بأنه قد بيع لإنجلترا. والواقع أن هذا الملك العربي يقول في نفسه: كيفما التفت أجد الإنجليز يحيطون بي، لذلك يجب أن أعتبرهم أصدقاء، أو أعداء، وبما أنني لا أقدر أن أعاديهم فيجب أن أصادقهم.

11. الكاتب الإنكليزي: كنث وليمز

من النادر أن تجد رجلاً تجمعت فيه المزايا، التي تجمعت في ابن سعود، فهو، جندي موفق ظاهر، ومصلح مبدع مبتكر، وتقي ورع صالح، وإنسان لطيف مهذب، وجواد سخي سمح، وراسخ وطيد متين، وذكي حاذق لبيب، وشجاع جريء مقتحم، نبيل في تواضعه جليل في احتشامه.

12. الضابط الأمريكي ميجر جنرال باتريك ج. هيرلي، الذي كان مندوباً عن الرئيس روزفلت وقابل الملك في الرياض.

الملك عبدالعزيز، أحكم وأقوى من عرفت من قادة البلاد العربية. وإنه لرجل بعيد النظر، نافذ العزيمة، مستعد لقيادة شعبه إلى اللحاق بركب التقدم العالمي.

13. المستشرق المجري عبدالكريم جرمانوس ـ يوليه 1935م.

الملك الذي جرد السيف، في سبيل دينه وعقيدته، يجمع في طبيعته روح الحرب وروح السلم. لا يقاتل الناس ولا يتعدى يعتدي عليهم، وإنما يحارب الجهل، ويقاتل الجمود، ويكافح التأخر.

14. الكاتب الإنكليزي ن.ب. مكدونالد ـ مارس 1937م.

ليس ابن سعود بالرجل الهّين اللين، الذي يسهل اتخاذه آلة، لتنفيذ مآرب دولة أخرى.

15. أنطوان زيشكا

عبدالعزيز خريج مدرستين: تمرّس في الربع الخالي بالشدائد، وذاق شظف العيش، وعرف قسوة الطبيعة؛ وتعلم عند ابن صباح، كيف يتقي شر الساسة وأحابيل السياسة.

16. رونالد ستورز ـ 1941م.

يُعد الملك عبدالعزيز آل سعود، ملك الحجاز ونجد، من أكبر أصدقاء بريطانيا، وتعتز بريطانيا بصداقته.

17. لورد أوف أثلون حاكم كندا، في برقية أرسلها من لندن إلى الرياض في 9يناير1943م.

شهدت بنفسي، عندما زرت المملكة العربية السعودية، ماذا صنع الملك عبدالعزيز لرفاهية شعبه. لقد استقر بفضله السلام والأمن في البلاد، التي كانت من قبل تمزقها المنازعات الداخلية. وأتيح لي أن أشهد، كيف تم الاعتراف به ملكاً وزعيماً على شعبه، الذي أضاء له حكمه، الطريق إلى الارتقاء في جميع المناحي، الاجتماعية والثقافية.

18. روي لبكيتشر Roy Leb Kicher ـ يناير 1950م.

كان أبرز ما ظهر من صفات ابن سعود، بعد استيلائه على الرياض: القوة، والشجاعة، والحيوية البالغة، والجاذبية الخالبة، والشخصية المحبوبة، وصواب الفكرة، والاستقامة التامة؛ مضافاً إليه المقدرة على العفو عن أعدائه، من جهة، والشدة بل القسوة، من جهة أخرى، عند الاقتضاء.

وله أيضاً: أوجد ابن سعود شعبه بقوة ذراعه وصائب رأيه.

وله أيضاً: إن المدة التي قضاها ابن سعود، في خلال تنقلاته الأولى، مع أسرته، بين أطراف الربع الخالي، وقطر، والبحرين، والكويت؛ قد جعلته يتذوق بساطة البدو ويفهمهم.. وكان ذلك من العناصر القيمة في تكوين زعامته.

19. توتشل

من عادة الملك ابن سعود أن يعالج الأمور بحنكته، وسياسته السلمية، فإذا اضطر إلى امتشاق الحسام، لم يتردد.

20. إلدون روتر. في المجلد الأول من كتابه The Holy Cities of Arabia، يوليه 1925م.

ابن سعود: عدو لا يعرف الرحمة، مادامت مقاومة الخصم مستمرة. أما في ساعة الظفر، فهو من أكثر العرب إنسانية في التاريخ..

ومن الممكن أن يكون أفضل حاكم عرفته جزيرة العرب، بعد الخلفاء الأربعة الأولين.

وإذا ما حافظ على اتزانه، مع ما أحرز من نجاح، فقد يقدم للجزيرة خيراً كثيراً..

21. إدوار بكنج (الأمريكي) في مجلة آسيا عام 1935م.

أصبحت نهضة الشعوب العربية، حقيقة واقعة، بعد أن كانت خطراً منتظراً. وإذا بحثنا عنها، وجب أن نبحث عن شخصية ابن سعود. فهذا الرجل، الذي ظهر في الجزيرة العربية، كما ظهر الأنبياء (كذا) وأخذ يقوم بدعوته بين الشعوب العربية، قد أثار في النفوس شيئاً من الحركة والنشاط، وأرغم شعوب العرب على الاعتقاد، بأنها كانت راقدة، وفي وسعها أن تستيقظ. وعلى هذا، فإن كل حركة تقوم في مصر وسورية وفلسطين، يجب أن نبحث فيها عن صوت ابن سعود، في آذان الجميع. ففي كل الآذان العربية، يدوّي صوت ابن سعود، داعياً العرب إلى الاتحاد والتضامن، والتحرر من التسلط الأجنبي. وماد دام صوت ابن سعود يدوي، فيجب أن ننتظر، بين يوم وآخر، قيام الوحدة العربية.

22. جان باروا في مجلة باري سوار الفرنسية 1936م.

أصبح ابن سعود سيد الجزيرة العربية المطلق. فهو مسيطر على شواطئ البحر الأحمر، كما أنه على أبواب سورية، وفلسطين، والموصل، وبغداد، وطريق الهند. وهو اليوم على الرغم من إلغاء الخلافة، بابا  المسلمين.

لقد نامت البلاد العربية زمناً طويلاً، وانصرفت إلى المعارك الداخلية، والخلافات الحزبية، فجاء ابن سعود وأيقظها. وخابت إنكلترا في تحقيق فكرة الإمبراطورية العربية، فقام عبدالعزيز لتحقيقها. وليس هناك ما يحول دون تنفيذ هذه الفكرة. فالرجل مطاع في كل مكان، ومتمتع بكثير من السلطة والنفوذ.

23. الكاتب الأمريكي جون جنتر، في كتابه (في داخل آسيا) عام 1939م.

مصر والعراق مستقلتان قانوناً. وقد يجد المرء ما يغريه بوضع قوسين حول لفظة الاستقلال، واليمن شبه دولة. أما الإقليم الذي تنطبق عليه، الصفة القومية الاستقلالية أعظم انطباق، فهو العربية السعودية، التي يحكمها الملك ابن سعود، أعظم عربي في الشرق الأوسط.

24. مجلة بريطانيا العظمى والشرق ـ أبريل 1945م.

لا يسع المرء، إلاّ أن يعجب لشخصية الملك عبدالعزيز آل سعود، ويؤخذ بها أخذاً. والواقع أن المملكة العربية السعودية، هي ابن السعود، لا أكثر ولا أقل. فقد أوتي براعة سياسية، لا يرقى الشك إلى مقدرته فيها، وقدرة فائقة، على إثارة مشاعر الرجال، وفراسة في معرفة خافية النفوس، واتجاه الحوادث. وقد اقترنت هذه المواهب جميعاً، بصدق التعبير عن قضية العرب، وإيمان بالغ بها. وليس من شك، في أن اسم عبدالعزيز آل سعود، سيخلد في التاريخ، بل خلد فعلاً. فإن من حسن الحظ والبداية الموفقة، أن يدرك العالم هذه الخلال فيعد لمملكته مقعداً في مؤتمر سان فرانسيسكو.

25. جورج رنس 1952م

استطاع عبدالعزيز آل سعود، أن يسترد دولة أجداده، ويعيد إلى بيته المهابة والشهرة، بفضل ما أوتي من المقدرة وقوة الخلق.

26. بنوا ميشان

جاهد عبدالعزيز طويلاً، حتى بلغ أهدافه. لم يهن له عزم، وما انهارت إرادته مرة، أمام العقبات. لقد عرف كيف يترقب الساعة الملائمة، وكيف يصبر حين لا يستطيع القتال، وكيف يبقى مترصداً أشهراً وسنين، بانتظار اللحظة المناسبة، للانقضاض على خصمه.

27. الكولونيل لورنس المعروف بلورنس العرب

كنت في حضرة الملك حسين بجدة، وجاء ذكر ابن سعود، سلطان نجد، فقال الملك: ومن يكون ابن سعود هذا؟ وفاه بكلمة في وصفه، أعف عن ذكرها. قال لورنس: فأجبته: إن حكومة بريطانيا لو أرادت قتال هذا الذي تصفه جلالتك ذلك الوصف، لاضطرت إلى إلقاء خمسين ألفاً من جندها في صحارى قاحلة، مدة عامين، في حرب مجهولة العاقبة.