إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات وأحداث تاريخية / الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود




الملك عبدالعزيز آل سعود
الملك عبدالعزيز وملك أفغانستان
الملك عبدالعزيز والملك حسين بن طلال
الملك عبدالعزيز والملك عبدالله بن الحسين
الملك عبدالعزيز والملك فاروق
الملك عبدالعزيز والملك فيصل بن الحسين
الملك عبدالعزيز وتشرشل
الملك عبدالعزيز يطالع جريدة





القسم العاشر

القسم العاشر

رجال حول الملك عبدالعزيز

 

اجتمع حول الملك عبدالعزيز عدد من الشخصيات العربية، من نابهي العرب ومجاهديهم، الذين فروا من وجه المستعمر في بلادهم. والتحقوا بخدمته في أول نشاطه العسكري لتوحيد البلاد. ولم تكن لدى الملك الأموال، التي تغري هؤلاء الصفوة بالقدوم إلى بلاد، تشتعل فيها المعارك، ولم تتوحد بعد، ولا تملك من مقومات الحياة الحضرية شيئاً. وغامر بعضهم بحياته، حين كان يشهد المعارك والغزوات مع الملك. ولا شك أنهم وجدوا في شخصيته من معاني النبل والشهامة والوفاء، ما أنساهم ما هم فيه من غربة وتنقل وحروب. ووجدوا المناخ العربي الإسلامي الباعث على التفوق والإنجاز على الرغم من قلة الموارد.

وقد أدى هؤلاء الرِّجال خدمات جليلة للملك، في الوقت الذي لم يكن أحد من أبناء نجد المقيمين بها يستطيع إدارة أمور الدولة، خاصة الشؤون الخارجية، وفي إجراء المفاوضات والمباحثات، والمراسلات مع الإنجليز وغيرهم.

بعد فترة من توحيد البلاد، التحق بخدمة الملك عبدالعزيز بعض الشباب النجديين، الذين أتيحت لهم فرصة التعلم في الكويت والبحرين والزبير وبغداد، كما درس بعضهم في الهند.

والتحق بخدمته بعض من كانوا من أتباع ابن رشيد حاكم حائل، أو من الحجازيين الذين كانوا من العاملين في حكومة الأشراف.

ويقول يوسف ياسين، وهو سوري، كان من مستشاري الملك، ومن أوثق الناس عنده، في حديث له عن الملك عبدالعزيز وعن مستشاريه:

"نحن نعيش فكرياً وسياسياً بعبقرية عبدالعزيز. وإذا استشارنا في أمر فليس معناه أننا نَرْجُح عليه عقلاً ورأياً. وعندما تفاجأ المملكة بقضية سياسية ويغمرنا جميعاً، ومعنا الملك عبدالعزيز ظلام حالك، فلا نجد طريقنا، ونقع في حيرة لا مخرج منها، نجد المخرج والنور والطريق لدى الملك عبدالعزيز. ولا غرابة فهو عبقري ملهم، وذكي، ومجرب، ونحن من العاديين. وإذا رأيتم أحدنا وفِّق في مهمة سياسية أو سفارة أو قضية، فليس مرد ذلك إلى مزية فينا، بل الفضل كله بعد الله، إلى عبقرية عبدالعزيز، نحن "بوسطجية" نحمل عبقريته، ولا فضل لنا".

وليس المقصود هنا، ذكر كل من عمل مع الملك عبدالعزيز، بل هي أمثلة لمستشاريه وكبار موظفيه، الذين استعان بهم في إدارة البلاد، في بداية تأسيسها. ومن الصعب العثور على تراجم وافية لبعض هؤلاء الأشخاص، على أهمية أدوارهم.

من مستشاري الملك عبدالعزيز

1. الأمير عبدالله بن عبدالرحمن

عالم آل سعود، وأديبهم، مهتم بالأنساب. كان كبير مستشاري أخيه الملك عبدالعزيز، بل مستشاره الدائم. يحب اقتناء الكتب والمخطوطات النادرة حتى جمع مكتبة ضخمة أهداها أبناؤه إلى جامعة الملك سعود. توفي في 12 محرم 1397هـ/ 1977م.

2. الأمير أحمد بن إبراهيم بن عبدالله ثنيان آل سعود

ولد ونشأ في استانبول، وتعلم في مدارسها. عاد إلى نجد في أثناء الحرب العالمية الأولى. ووجد فيه الأمير عبدالعزيز كفاءة تساعده في إدارة الأعمال الخارجية. وقام أحمد بن ثنيان بسفارات عديدة كلفه بها الملك، ومنها سفارته للاشتراك في المفاوضات التي دارت مع الإنجليز في أواخر عام 1333هـ/ 1915م، ونتج عنها معاهدة دارين أو القطيف. وسافر مع الأمير فيصل بن عبدالعزيز عام 1338هـ/ 1919م في رحلته الأولى إلى أوروبا. كما سافر إلى الكويت وبغداد. واشترك في مفاوضات مؤتمر المحمرة عام 1341هـ/ 1922م بين نجد والعراق. ورأى السلطان عبدالعزيز أن ابن ثنيان قد تجاوز صلاحيته عندما وافق على بعض القضايا، فرفض التوقيع على المعاهدة، التي أسفر عنها المؤتمر. وكانت هذه المهمة آخر أعمال أحمد بن ثنيان، إذ اعتزل العمل السياسي، وأقام بالأحساء. وما لبث أن توفي في الرياض عام 1341هـ/1923م. وهو والد عفت الثنيان زوجة الملك فيصل.

3. عبدالله سعيد الدملوجي

عراقي من الموصل، طبيب، درس الطب في الآستانة، ومارسه في الحروب، وخَبِر الحياة في أوروبا، التي طاف بعواصمها. التحق بخدمة الأمير عبدالعزيز في بداية الحرب العالمية الأولى عام 1914م، وأصبح طبيبه وكاتب سره، ومن المقربين إليه. واتخذه مع ابن ثنيان مستشارين له، في الشؤون الخارجية. وساهم الدملوجي بشكل بارز في السياسة الخارجية، بعد تنحي ابن ثنيان. فاشترك في عام 1922م في مفاوضات العقير، ووقع برتوكولي المعاهدة المتعلقين بالحدود، بين نجد والعراق. وكذلك وقَّع على اتفاق خاص بالحدود بين نجد والكويت، في ربيع الثاني 1341هـ/ ديسمبر 1922م. واشترك في مؤتمر الكويت، وانتقل بعد فتح الحجاز إلى هناك في معية الملك عبدالعزيز، فتولى، بعد سقوط جدة عام 1344هـ/ 1926م، أعمال الشؤون الخارجية، وأطلق عليه اسم (مدير الشؤون الخارجية)، فكان أول وكيل للخارجية. رافق الأمير فيصل، في رحلته الثانية إلى أوروبا، عام 1345هـ/ 1926م. اشترك في مفاوضات (حَدّة) مع بريطانيا بخصوص العلاقات مع شرق الأردن، في العام نفسه. وانتدب لتمثيل الحكومة السعودية في مؤتمر حيفا، الذي خصص لبحث موضوع سكة حديد الحجاز. انفصل عن خدمة الملك عبدالعزيز، في مطلع عام 1347هـ/1928م.

4. يوسف ياسين

يـوسف بـن محمد بـن ياسين: (1309-1381هـ / 1892-1962م)، سوري مـن كبار العاملين في خدمة الملك عبدالعزيز آل سعود، أيام نشوء المملكة العربية السعودية. ولد ونشأ في اللاذقية بسورية. وحفظ القرآن. ومكث عامين في مدرسة محمد رشيد رضا (الدعوة والإرشاد) في القاهرة قبل الحرب العامة الأولى. وفي هذه الحرب دخل المدرسة الصلاحية في القدس. وبعد احتلال الفرنسيين سورية قصد مكة لاجئاً عام (1921م) وذهب منها إلى عمّان (الأردن) قبل حضور الشريف عبدالله بن الحسين إليها. وبعد حضوره، كتب يوسف إلى الشريف حسين يشكو إله سوء سيرة ابنه عبدالله في الأردن، فجاءه الجواب وفيه ما يسيء إلى الشريف عبدالله، فخاف نقمته، وانصرف إلى القدس يدرس ويكتب في بعض الصحف. وتسلم تحرير جريدة (الصّباح)، ثم عاد إلى دمشق فدخل كلية الحقوق. ولم يلبث أن اتفق مع بعض أصدقائه على السير إلى الرياض عن طريق بغداد ـ الأحساء، عام 1343هـ/1924م. وحظي بثقة الملك عبدالعزيز آل سعود، ورحل معه رحلته الأولى على الإبل، إلى مكة. وأصدر جريدة (أم القرى) الرسمية. ثم عينه الملك رئيساً للشعبة السياسية في الديوان الملكي. وشهد معه وقعة (السبلة) عام 1929م. وأضيف إليه منصب وزير دولة، فتولى إدارة وزارة الخارجية بالنيابة. واستمر في عمله، بعد وفاة الملك عبدالعزيز، مستشاراً للملك سعود، إلى أن توفي بمدينة الدمام، ودفن في الرياض. له كتاب (الرحلة الملكية) و(مذكرات ـ مخطوط) سجلها من إملائه، ولم يتمها.

5. فـُؤَاد حَمْـزَة

فؤاد بن أمين بن علي حمزة، أبو سامر: (1317ـ1371هـ / 1899ـ1951م) لبناني كاتب باحث، شارك في سياسة المملكة العربية السعودية ربع قرن. وهو من أسرة درزية معروفة بلبنان. يقول الزركلي: أخبرني ثقة حضر وفاته، أنه أشهده على اعتناقه مذهب أهل السنة.

ولد وتعلم في (عبية) بلبنان. وزاول التعليم في بعض المدارس الحكومية، بدمشق فالقدس. التحق بخدمة الملك عبدالعزيز عام 1926م في الرياض، وكان يحسن الإنجليزية، فعين مترجماً خاصاً للملك. وتقدم عنده، فجعله وكيلاً للشؤون الخارجية، فأقام بمكة. ثم أشخصه إلى باريس وزيراً مفوضاً، ومنها إلى أنقرة. واستقر بعد ذلك في خدمة الملك (مستشاراً) يتنقل معه بين الرياض ومكة. وقام برحلات في بعض المهمات إلى أوروبا وأمريكا، فطاف في أكثر بلدانها وتعرف إلى كثير من رجال السياسة فيها. ومنح لقب سفير ثم وزير دولة. وأصيب بمرض في القلب عانى منه نوبات شديدة، بضع سنين، فقضى أكثر أيامه الأخيرة في لبنان. وتوفي في بيروت ودفن في عبية. وكان دؤوباً على العمل، فما يكاد ينتهي من عمله الحكومي، حتى يتناول بحثاً في التاريخ أو السياسة يعالجه. وعني قبيل وفاته بدراسة آثار الجزيرة قبل الإسلام. وله (مذكرات مخطوطة) أطلع الزركلي على شيء منها. ومن كتبه (قلب جزيرة العرب) و(البلاد العربية السعودية) و(في بلاد عسير).

6. حـافظ وهبـة

حافظ وهبة بن رفاعي وهبة (1307-1387هـ/ 15 يوليه 1889-1967م)، مصري الأصل والمولد والمنشأ. تعلم مدة قصيرة بالأزهـر، ومدرسـة القضاء الشرعي ولم يكملها. وعمل في صحافة الحزب الوطني بالقاهرة، وغادر مصر إلى تركيا، واشترك في الكتابة بصحيفة الهلال العثماني التي كانت يصدرها عبدالعزيز جاويش هناك. وترك تركيا ورحل إلى الهند، وقام بنشاط سياسي فيها، وتعرف في بومباي على بعض تجار الجزيرة العربية هناك. وتوجه إلى الكويت (1915م)، وعمل مدرساً بالمدرسة المباركية. وتوطدت الصداقة بينه وبين شيوخ الكويت، فكان يحضر مجالسهم. والتقى بالأمير عبدالعزيز عند زيارته للكويت عام 1916م. ولمّا تعرض لمطاردة الإنجليز واعتقالهم له في مصر والهند، التقى الشيخ عبدالرحمن القصيبي، وكيل الملك عبدالعزيز في البحرين، الذي رغّبه في أن يكتب إلى سلطان نجد عبدالعزيز آل سعود. فكتب إليه رسالة في ذي الحجة 1341هـ، فأعجبه خطه، ودعاه إلى الرياض، فانتقل إليها (1923م). وتقدم عنده، ودخل الحجاز معه، وكلفه بأمور تنظيمية عديدة في الحجاز. واشترك في المفاوضات، التي جرت مع الإنجليز لتسليم الدويش. ورافق الأمير سعود بن عبدالعزيز في رحلته إلى مصر عام 1926م. عينه الملك عبدالعزيز وزيراً مفوضاً بلندن، ثم سفيراً للمملكة في لندن (1938م)، وحضر اجتماعات تأسيس الأمم المتحدة مع الأمير فيصل عام 1946م. وأحيل إلى التقاعد سنة 1965م، وتوفي في روما. له من الكتب (جزيرة العرب في القرن العشرين) و (خمسون عاماً في جزيرة العرب).

7. خـالد القَرْقَنـي

خالد بن أحمد، أبو الوليد القرقني: (000-1391هـ / 000-1971م) مجاهد ليبي طرابلسي، أصله من قرقنة مقابل صفاقس في تونس. قاتل الإيطاليين أيام احتلالهم طرابلس الغرب. ورحل إلى استانبول. وانتقل إلى (جدة) تاجراً، ورآه الملك عبدالعزيز، فأعجب به، فسأله كم تربح تجارتك في العام؟ فقال: كذا، قال: أضاعفه لك وتعمل عندي. فقبل وصار من مستشاري الملك، ومن كتّابه. أرسله الملك مبعوثاً إلى هتلر، زعيم ألمانيا النازية، ثم أرسله على رأس بعثة إلى اليمن عام 1932م. وفي هذه الرحلة كتب (تقريره) عن بلاد عسير. اعتزل العمل بعد مدة قصيرة من وفاة الملك عبدالعزيز عام 1953م، وعاد إلى طرابلس (ليبيا)، وأقام منقطعاً عن كل عمل إلى أن توفي. له شعر وأعمال في الأدب. ويلاحظ على رسائل القرقني التي كان يكتبها في ديوان الملك عبدالعـزيز طول النَفس، وكثرة الشواهد التاريخية القديمة، فهي أشبه بالأبحاث والدراسات، منها بالرسائل الديوانية. كان الملك عبدالعزيز يستثقل نطق لقبه، ويسمونه أيضاً القرقري. لقّبه الملك بأبي الوليد، فلما رُزق بولد سماه الوليد.

8. بشير السِّعْداوي

بشير السعداوي: (000-1376هـ /000-1957م)، مجاهد ليبي، من أهل طرابلس الغرب. لمع اسمه أيام نضالها ضد الإيطاليين، وصنف رسالة باسم (فظائع الاستعمار الإيطالي الفاشستي في طرابلس وبرقة). وعمل في الرياض، مستشاراً للملك عبدالعزيز، مدة من الوقت، وعاد في بدء استقلال بلاده، فلم يسترح إليه الملك محمد إدريس السنوسي، فانصرف إلى مصر وتوفي بالقاهرة[1].

9. خالد الحكيم

خالد بن ياسين بن محمد الحكيم (1295ـ1363هـ/ 1878ـ1944م)، سوري، مهندس عسكري، من مفكري العرب ومجاهديهم. ولد بحمص وتـعـلم بالآستانة. وتولى أعمالاً في إنشاء الخط الحجازي. وقاتل الإيطاليين في طرابلس الغرب. ودخل في جمعية (الفتاة) السرية. ولحق بثورة (الشريف حسين) على الترك العثمانيين في الحجاز. وبعد معركة ميسلون في سورية، أقام في شرقي الأردن. وحكم عليه الفرنسيون بالإعدام غيابياً. ودُعي إلى الرياض، فكان من مستشاري الملك عبدالعزيز آل سعود. وأقام في خدمته مدة طويلة، مرض في نهايتها ونقل إلى دمشق، فعانى المرض نحـو عامين، وتوفي بها. وكان من أهل الحزم والكتمان، حلو الحديث، يحفظ كثيراً من شعر بشار بن برد. وله محاضرات نَشَرَتها مجلة (روضة المعرفة) بالقدس.

10. رشدي مَلْحَس

رشدي بن صالح بن ملحس: (1317ـ1378هـ/ 1899ـ1959م) ولد في نابلس بفلسطين، وتعلم بها وباستانبول. وكان في هذه أمين السر لجمعية العهد العربي. وعمل في الصحافة بـدمشق، وعاد إلى نابلس بعد الاحتلال الفرنسي عام 1920م. توجه إلى مكة المكرمة عام 1345هـ/1926م، ليلتحق بخدمة الملك عبدالعزيز، ولقي منه عناية واهتمام. ودعاه يوسف ياسين ليحل محله في تحرير جريدة أم القـرى بمكة، ثم جعله نائباً عنه في رياسة الشعبة السياسية بالديوان الملكي في الرياض. وأوكلت إليه مهمة مقابلة الدبلوماسيين والزوار الأجانب. وهو من الذين وثق بهم الملك، فكان مع الملك في حله وارتحاله، وبعض ليله وكل نهاره، زهاء ثلاثين عاماً، عرف فيها كل شيء عن المملكة. وأسندت إليه، إضافة إلى عمله في الشعبة السياسية، مسؤولية مدرسة الأبناء في القصر الملكي، التي تتولى تعليم أبناء الملك. وظل في عمله بالديوان الملكي حتى وفاته، ودفن في جدة.

كان رشدي ملحس أديباً وجغرافياً محققاً. صنف كتباً منها (سيرة الأمير محمد بن عبدالكريم الخطابي)، و(معجم منازل الوحـي ـ مخطوط)، نشرت منه عشرة فصول، فـي مجلة (المنهل)، وكتاب عن (المعادن)، انتزعه من كتاب كبير له في البلدان لعله (جغرافية البلاد العربية السعودية ـ مخطوط) وانتزع منه أيضاً (معجم البلدان العربية). وله (منازل المعلقات ـ مخطوط)، جمع فيه نحو 150 اسماً وحقق أماكنها المعروفة اليوم، و(مسافات الطرق في المملكة)، ونشر (تـاريخ مكة) للأزرقي، طبعة ثانية بمكة، ونشر فصولاً من مباحثه في المجلات السعودية.

11. عبدالله بن محمد الفضل

 من أهل الحجاز، صار من مستشاري الملك عبدالعزيز، بعد دخوله الحجاز، عين معاوناً للأمير فيصل النائب العام، ثم نائباً لرئيس مجلس الشورى. كلف بمهام دبلوماسية إلى طهران وبغداد ودمشق في صفر 1348هـ/يوليه 1929م. وتوفى بالقاهرة، في ذي الحجة 1388هـ/1969م عن نحو 90 عاماً.

12. هاري سانت جون فيلبي (1885-1960م).

لم يكن مستشاراً رسمياً لدى الملك عبدالعزيز، ولكنه صديق له، يأنس بآرائه. ولد سانت جون فيلبي في سيلان، وتعلم في إنجلترا. وخدم في حكومة الهند بين أعوام 1908ـ1915م. وصار رئيساً للمعتمدين البريطانيين، عمل في الخليج والعراق ثم في إمارة شرق الأردن. التقى الأمير عبدالعزيز أول مرة عام 1333هـ/ 1915م. وزاره في الرياض عام 1917م. رافق الأمير فيصل بن عبدالعزيز في رحلته الأولى إلى أوروبا عام 1337هـ/ 1919م، مُكلفاً من الحكومة البريطانية. وعمل مستشاراً في حكومة العراق عام 1920م. ثم مع حكومة شرق الأردن. وزار البلاد العربية في مهمات كلفته بها حكومته. استقال من عمله الحكومي البريطاني، واستقر في جدة منذ عام 1926م، وعمل تاجراً هناك، وأسس شركة باسم الشركة الشرقية ( بيت فيلبي)، لبيع السيارات والزيوت والمحروقات وإطارات السيارات وغيرها. أشهر إسلامه عام 1348هـ/1930م. وأدى فريضة الحج، وتسمى بالحاج عبدالله فيلبي، وتزوج في الرياض امرأة إيرانية عاد بها من مكة. وأصبح وكيلاً لشركة فورد للسيارات حتى عام 1955م. طاف بأرجاء شبه الجزيرة العربية، وجاب الربع الخالي، وكتب عن تلك الرحلات تقارير وكتباً علمية لازالت مرجعاً للباحثين في الجغرافيا والآثار. كان الملك عبدالعزيز يعطف عليه، وخصص له راتباً إلى جانب تحمل نفقات سفره. وكان الملك يناقشه في الأمور السياسية الدولية. وكان فيلبي يعتد برأيه. وبعد وفاة الملك عبدالعزيز ألف كتاباً عن المملكة، انتقد فيه بعض رجال الملك عبدالعزيز، وأُبعد عن البلاد. وتوفي في بيروت عام 1960م.

من موظفي ديوان الملك عبدالعزيز

1. عبدالله السليمان الحمدان

عبدالله بـن سليمـان بن حمـدان العنزي النجدي: (1305ـ1385هـ = 1887ـ1965م)، من أوائل العاملين في تأسيس المملكة العربية السعودية. ولد في عنيزة في منطقة القسيم، ورحل إلى الهند في صغره. فتعلم في بعض مدارسها. وتنقل للتجارة بينها وبين البحرين والبلاد المجاورة. كان له أخ يدعى محمد، يعمل لدى الأمير عبدالعزيز، فلما مرض استدعاه لينوب عنه، عام 1338هـ، فصار من كتاب ديوانه، لحسن خطه. ونتيجة لذكائه ونشاطه سلمه الملك عبدالعزيز صندوق أمواله للانفاق منها على بيته وضيوفه، لثقته الكبيرة فيه، وعرف بحرصه على المال، وحسن تدبير المصروفات. وتولى مديرية الأمور المالية في ربيع الثاني عام 1346هـ، ثم وكالة المالية في ربيع الأول عام 1347هـ، ثم صار أول وزير للمالية في 11 ربيع الثاني عام 1351هـ/1933م. وتولى كثيراً من مهام الدولة، مثل وكالة الدفاع. وأنشـأ مؤسسة النقد العربي السعودي، ووقّع عام 1939م اتفاقية النفط الأولى مع الشركة الأمريكية، التي أصبحت تدعى (أرامكو).

وبعد وفاة الملك عبدالعزيز، استقال الحمدان في محرم عام 1374هـ/1954م، وعمل في أعماله الخاصة في مشروعات ضخمة، إلى أن توفي بجدة عن ثمانين عاماً. لم يبلغ رجل من رجال الملك عبدالعزيز ما بلغه عنده عبدالله بن سليمان، من ثقة ونفوذ كلمة وتمكن. وهو الذي أُطلق اسمه على الشارع الرئيسي في الرياض، (شارع الوزير).

كان أخوه حمد بن سليمان الحمدان يعمل معه، وكلفه الملك بعدد من المهام منها، قيادة فرقة من الفرق العسكرية التي توجهت إلى جازان للتصدي لتمرد الإدريسي. ومنها المشاركة في الوفود، التي كانت تتفاوض مع اليمنيين أيام الحرب السعودية اليمنية عام 1352هـ.

2. محمد بن صالح الشلهوب

محمد بن صالح بن شلهوب ولد عام 1274هـ في الرياض، عاش قريباً من مائة عام هجري.  زاول التجارة بين بلدان نجد والكويت والبحرين. التحق بالأمير عبدالعزيز في بداية دخوله الرياض عام 1319هـ، فعينه خازناً للمال، وكان يطلق عليه أحياناً (رئيس الأموال في نجد). توفي في ذي الحجة عام 1378هـ/1959م في بيروت[2].

قال عنه الريحاني:

كان بمثابة وزير المالية ووزير التموين عند الملك عبدالعزيز، فيه إخلاص لا ريب فيه، مهماته متعددة، تشمل الكبيرة والصغيرة، من المدفع إلى عود الكبريت. فهو يتولى أمر التوزيع العام الشامل، يوزع الحطب، ويوزع السمن، ويوزع السلاح، ويوزع المال. طريقته في الإدارة أولية بدوية، وحساباته قروية.  قال: الذي يجيء نقيده، والذي يروح نقيده، والنتيجة لاشيء. وليس في طريقته محاباة وتفضيل. طوّف بي ذات يوم مخازنه، فدهشت لما في ذمته من الأموال، وفي ذاكرته من الأشياء. هذا مخزن السلاح والذخيرة، وهذا بيت التموين، وهذه الخوابي صنع الهند للسمن، وهذا التمن (الأرز) مئات الأكياس، مرصوصة بعضها فوق بعض. ثم أدخلني غرفة ذكرتني بمخازن الرهون بلندن وبنيويورك. كل ما فيها مهمل مجهول ومكدس بعضه فوق بعض. سألت الشلهوب عنها فقال: غنمناها في إحدى المواقع، ولا أدري ما فيها.

3. إبراهيم بن جميعة

رئيس الضيافة والتشريفات بالديوان الملكي. من أهل حائل، وكان من أتباع ابن الرشيد. نزح عن بلدته غضباً من أميرها عبدالعزيز بن متعب بن رشيد. ولما استولى السلطان عبدالعزيز على حائل، صار من المقربين إليه والمخلصين له. رافق المستر جون فيلبي في رحلته إلى وادي الدواسر، بأمر من الملك عبدالعزيز. وقاد الحملة، وحصل بينهما تنافر واختلاف. وقد روى فيلبي هذا الخلاف في كتابه بأسلوب تحامل فيه على ابن جميعة. توفي عام 1370هـ.

4. إبراهيم بن معمر

من أسرة آل معمر، أمراء العيينة قديماً، تربى في الكويت مع والده ثم ذهب إلى الهند، حيث عمل فترة من الزمن في التجارة بين الهند والكويت. وقام بأسفار كثيرة إلى بلاد العرب وأوروبا، ثم استقر فترة في مصر. وهناك كتب عدداً من المقالات والرسائل حول ابن سعود ونجد، في الصحف المصرية. وكانت معرفته بأحوال الجزيرة العربية عميقة. وكثيراً ما استطاع رد الدعاية المغرضة أو الجاهلة التي كانت تكتب بين حين وآخر، ضد نجد والدعوة الإصلاحية للشيخ محمد بن عبدالوهاب. وبعد دخول الملك عبدالعزيز الحجاز، أرسل إلى إبراهيم بن معمر رسالة يسأله إن كان مستعداً للمجيء إلى المملكة ليعمل لديه. فوافق ابن معمر بسرور، ووصل إلى الحجاز في رجب 1344هـ/ يناير 1926م، وعين فوراً رئيساً للديوان الملكي. وقام بعمله خير قيام لعدة سنوات. ولسوء الحظ، وقع بينه وبين أحد الأمراء خلاف، فاستقال من منصبه. وكان الملك لا يريد أن يخسره تماماً، فعينه وزيراً مفوضاً له في بغداد. وهناك استخدم إمكاناته لمصلحة النجديين، الذين كانوا يعيشون في العراق، ويعانون، أحياناً، أنواعاً من التفرقة والإزعاج البيروقراطي. وكانت مجهوداته من أجل النجديين قد أزعجت السلطات العراقية. فطلب ملك العراق من الملك عبدالعزيز سحبه. فسحبه الملك على مضض. ونُقل ليعمل قائم مقام لجدة. ولمّا نحي عن منصبه، أقام في جدة  إلى أن توفي.

5. عبدالله بن عثمان

من أسرة مشهورة بالرياض، تربى مع والده في الكويت، حتى حصل على درجة عالية من التعليم. وأتى إلى الرياض بواسطة وكيل الملك عبدالعزيز في الكويت، الشيخ عبدالله النفيسي. وتولى منصب مساعد رئيس الديوان الملكي، ثم رئيساً له بعد استقالة إبراهيم بن معمر.

6. محمد بن عبدالله المانع الغيلاني

ولد عام 1326هـ/1908م، في الزبير بالعراق، حيث كان والده يعمل في تجارة الخيول العربية هناك. أصل أسرته من نجد. وتعلم في الزبير، وفي بومباي بالهند، فأجاد الإنجليزية والأوردية. عاد إلى البصرة، وعمل فترة في صحيفة (بصرة تايمز)، التقى عبدلله الدملوجي وحافظ وهبة في البصرة، وكانا موفدين من الملك في مهمة هناك، ورشحاه للعمل مع الملك عبدالعزيز. فالتحق بالديوان الملكي عام 1344هـ/ 1926م، مترجماً، ثم صار رئيس المترجمين، وكان مسؤولاً عن ترجمة الرسائل والوثائق، من الإنجليزية والأوردية، إلى العربية. استقال في عام 1935م. ثم عمل مترجماً في شركة الزيت ( آرامكو). حضر مع الملك عبدالعزيز كثيراً من الأسفار والغزوات وسجلها في كتابه ( توحيد المملكة العربية السعودية) الذي صدر بالإنجليزية، وتُرجم إلى العربية. وله مقالات عديدة عن الملك عبدالعزيز كتبها بالإنجليزية. توفي عام 1407هـ/1987م.

7. حمد المضيان

كان موظفاً بالديوان الملكي، مهمته قراءة آلاف الاسترحامات، التي كانت ترفع للملك من الرعية، وكان بعضها مسهباً، وتحتاج إلى تلخيص واختصار. وعلى الرغم من ازدياد الأوراق التي كانت تصل إلى الديوان مع مرور الأيام، فقد قام المضيان بعمله بكفاءة وصبر.

8. محمود حمدي حمودة

طبيب دمشقي الأصل والمولد، عمل مديراً للصحة في بلدية دمشق. التحق بخدمة السلطان عبدالعزيز وهو في نجد، قبل دخوله الحجاز. وهو أول طبيب خدم الملك. ولما ضُمّ الحجاز، تولى الدكتور محمود مديرية الصحة العامة. مثّل المملكة في المؤتمر الصحي الدولي في باريس عدة مرات. واستمر إلى أن توفي في مكة عام 1361هـ/ سبتمبر 1942م. نشر مقالات عن التوعية الصحية والأمراض في جريدة أم القرى.

9. مدحت شيخ الأرض

طبيب الملك الخاص، شهد حضر معه وقائع حربية، مثل السبلة، والحشود ضد الدويش في الدبدبة وخبارى وضحا عام 1930م. ورافق الملك في كثير من رحلاته، عُيّن سفيراً في مدريد، ثم في برن، فباريس.

10. رشاد فرعون

رشاد بن محمود فرعون، سوري ولد في سورية عام 1328هـ/1910م، وتعلم في مدارسها، ودرس فيها الطب، ثم سافر إلى فرنسا لاستكمال تخصصه. عاد إلى سورية فعمل طبيباً في الجيش الفرنسي المحتل في ذلك الوقت. صدرت عليه أحكام من قبل الفرنسيين. وكان قد اتصل بعلاقة مع  مدحت شيخ الأرض، الذي كان يعمل طبيباً خاصاً للملك عبدالعزيز، فدعاه للقدوم إلى المملكة، فوصل إلى جدة عام 1355هـ/ 1936م. وقدمه مدحت شيخ الأرض إلى الملك، الذي عينه طبيباً خاصاً للعائلة الملكية، ثم صار طبيباً خاصاً للملك. وحضر لقاء الملك عبدالعزيز مع الرئيس الأمريكي روزفلت عام 1945م. وفي عام 1367هـ/ 1948م عين مستشاراً في معية الملك، ثم وزيراً مفوضاً في باريس.

بعد وفاة الملك عبدالعزيز، عُيّن رشاد فرعون وزيراً للصحة عام 1953م حتى عام 1960م، وبعد ذلك عاد سفيراً في باريس، إضافة إلى توليه سفارة المملكة في مدريد. واستمر في هذه الوظيفة ثلاث سنوات.

وبعد ذلك عينه الملك فيصل مستشاراً بالديوان الملكي، وظل يعمل في هذه الوظيفة في عهد الملك خالد والملك فهد، إلى وفاته في جدة عام 1410هـ/1990م. شارك في الكثير من المؤتمرات والوفود الرسمية، وكان له صوت مسموع في السياسة الخارجية السعودية.

11. عبدالرحمن بن عبدالمحسن الطبيشي

ولد ببلدة الدلم بالخرج عام 1319هـ، وتربى في قصر الملك عبدالعزيز مرافقاً للأميرين محمد وخالد. وحضر الوقائع التي خاضها الملك عبدالعزيز، مثل حصار جدة واستسلامها عام 1344هـ، ومعركة السّبلة عام 1347هـ، وحملة الملك ضد الدويش وأتباعه عام 1348هـ. عينه الملك عبدالعزيز عام 1348هـ رئيساً للخاصة الملكية، واستمر في هذا المنصب حتى وفاة الملك عام 1373هـ. ورافق الملك في رحلاته وتنقلاته، في الداخل والخارج. فحضر معه لقاءه بالملك فيصل الأول ملك العراق عام 1930م، على ظهر المدمرة البريطانية لوبين. ورحلته لمقابلة الرئيس الأمريكي روزفلت وتشرشل عام 1945م في مصر، ورحلته الثانية إلى مصر عام 1946م بدعوة من الملك فاروق. توفي عام 1399هـ في مدينة جدة.

12. محمد بن عبدالعزيز الدغيثر

من أسرة بارزة في الرياض، مشهورة بولائها لآل سعود. درس فترة في الزبير حتى نال قسطاً من الثقافة. قدم إلى الرياض بواسطة وكيل الملك عبدالعزيز في الكويت، الشيخ عبدالله النفيسي. عين في الديوان الملكي عام 1345هـ. وفي عام 1347هـ، تولى الإشراف على أجهزة البرق والاتصالات بالديوان الملكي، فكان ينقل الأخبار إلى الملك أولاً بأول، كما يتلقى أوامره وتعليماته المرسلة إلى مختلف المناطق والممثليات بالخارج، لإرسالها بالمبرقات.

13. ماجد بن محمد بن خثيلة العتيبي

ولد في بادية نجد عام 1301هـ واتصل بالسلطان عبدالعزيز بعد فتحه الرياض عام 1319هـ. وكلفه بمهمات في الأحساء، وحضر معه بعض معاركه مثل معركة جراب والبكيرية وهدية وغيرها. كان من ضمن جيش الأخوان الذي دخل الحجاز. واتخذ جانب زعيمي الأخوان، الدويش وابن بجاد في معركة السّبلة عام 1347هـ، اللذان أرسلاه للملك عبدالعزيز للمفاوضة قبيل المعركة. صفح عنه الملك عبدالعزيز وقربه منه، فكان ثاني اثنين يشاهدان معه في أغلب الأوقات. وشغل عدة مناصب، فتولى وكالة ممتلكات المواشي وجباية الزكاة، وتوزيع الصدقات. ورافق الأمير سعود بن عبدالعزيز في حملته على نجران. وكان ضمن الوفد الذي رافق الملك في رحلته إلى مصر، لمقابلة روزفلت وتشرشل. فوضه الملك بالتوقيع على الشؤون المالية لعبدالله السليمان وعبدالرحمن الطبيشي. صار مقرباً من الملك سعود والملك فيصل، حتى توفي عام 1395هـ.

من ممثلي الملك عبدالعزيز في الخارج

كان بعض النجديين، الذين يقيمون في الأمصار المختلفة، يمثلون الملك عبدالعزيز، إذ لم تكن له سفارات، أو ممثليات قنصلية في الدول الأجنبية، في أول عهده. وكان هؤلاء النجديون، من التجار المستقرين في العراق والشام ومصر والبحرين والهند، وغيرها. وكان الملك عبدالعزيز يختار من أمضى مدة طويلة في أحد هذه الأماكن، وممن اشتهر بالتدين والأمانة والأخلاق الفاضلة. ولم يكن هؤلاء يتقاضون من الملك أجراً على ما يؤدونه من خدمات، ومع ذلك فهم يشعرون بالتميز لأنهم الوكلاء للملك. ومن هؤلاء الوكلاء:

 في الكويت: الشيخ عبدالله النفيسي.

 في البحرين: الشيخ عبدالرحمن القصيبي.

 في دمشق: الشيخ رشيد باشا الناصر بن ليلى[3].

 في القاهرة: الشيخ فوزان السابق.

 في بغداد والبصرة: عبداللطيف باشا المنديل.

 في بومباي: الشيخ عبدالله الفوزان.

وقد بذل هؤلاء الرجال جهداً عظيماً، لمصلحة بلادهم في الخارج. وحين اتسع نفوذ الملك عبدالعزيز، بدأ يؤسس خدمات قنصلية رسمية. كان الملك في غاية اللطف والتقدير مع وكلائه السابقين، فقد كان يضع كل سفير جديد، تحت إشراف وكيله السابق، حتى يأتي الوقت، الذي يختار فيه ذلك الوكيل أن يتخلى عن مهمته.

من السفراء والوزراء المفوضين

ولما تأسست قنصليات للمملكة في البلاد الأجنبية، برز عدد من أوائل السفراء والوزراء المفوضين، ومنهم:

1. محمد الحمد الشبيلي

من عنيزة بالقصيم، ولد عام 1330هـ/ 1910م، وسافر إلى البصرة وعمره عشر سنوات، حيث درس في الزبير، وقد تهيأت له فرص نجاح عظيم، في فترة حياته. عاد في أوائل الثلاثينات الميلادية، إلى المملكة ليلتحق بالديوان الملكي. ثم أصبح نائباً للقنصل السعودي في البصرة عام 1362هـ، ثم قنصلاً عاماً، ثم سفيراً في العراق، وباكستان 1377هـ، والهند 1384هـ، وأفغانستان 1392هـ، وماليزيا 1398هـ، على التوالي. أُحيل إلى التقاعد عام 1393هـ، ولكنه استمر في العمل بالتعاقد. توفي في ربيع الأول 1409هـ/ أكتوبر 1988م.

2. خير الدين بن محمود الزركلي

 سوري، ولد في بيروت سنة 1310هـ/ 1893، ونشأ في دمشق، ثم انتقل إلى فلسطين بعد دخول قوات الانتداب الفرنسي سورية سنة 1920م. وانتقل إلى مصر ثم إلى المملكة حيث التحق بخدمة الملك عبدالعزيز. في سنة 1352هـ/ 1933م عين مستشاراً في الوكالة (أي القنصلية) السعودية بمصر، التي أصبحت مفوضية. ومثّل المملكة في عدد من المؤتمرات والمهمات الدولية، التي منها المؤتمر الطبي الدولي عام 1946م في باريس. كما شارك في اجتماعات تأسيس الأمم المتحدة في سان فرانسيسكو عام 1946م. وكان خير الدين الزركلي، أحد مندوبي المملكة في مناقشات تأسيس الجامعة العربية عام 1945م. كما انتدب عام 1946م، لإدارة وزارة الخارجية في جدة، تحت إشراف وزير خارجيتها الأمير فيصل، آنذاك، وتناوب العمل مع يوسف ياسين.

في عام 1951م عين وزيراً مفوضاً ومندوباً للمملكة، في الجامعة العربية، وفي عام 1954م عين سفيراً مفوضاً ومندوباً فوق العادة للمملكة في اليونان، ثم سفيراً ومندوباً ممتازاً في المغرب عام 1957م. وقد اعتزل بعد ذلك العمل السياسي، وتفرغ لإنجاز أعماله التوثيقية. وتوفي في القاهرة في 3 ذي الحجة عام 1396هـ/1976م. ترك مكتبة ضخمة، غنية بالكتب والمؤلفات النادرة والمخطوطات، اقتنتها جامعة الملك سعود بالرياض. وهو أديب وشاعر، رشيق العبارة، له مؤلفات عدة، منها: (الأعلام) وهو أشهر كتبه في 8 مجلدات. ثم كتابه (شبه الجزيرة في عهد الملك عبدالعزيز) في 4 مجلدات، ويعد مصدراً مهماً لدراسة تاريخ المملكة العربية السعودية. واستخرج الزركلي من هذا الكتاب، كتاباً آخر جمع فيه ما يتعلق بشخصية الملك عبدالعزيز سماه (الوجيز في سيرة الملك عبدالعزيز). وله مؤلفات أخرى. كما نشر عدة قصائد في مدح الملك عبدالعزيز.

3. أسعد الفقيه

عمل وزيراً مفوضاً ببغداد، ثم بواشنطن، وأعفي.

4. عبدالله إبراهيم الفضل

رافق الأمير فيصل بن عبدالعزيز، في رحلته الثانية إلى أوروبا، عام 1345هـ/ 1926م. عمل بوزارة الخارجية، وعين وزيراً مفوضاً في القاهرة، توفي مستشفياً في لوزان سنة 1376هـ/ 1957م.

5. عبدالعزيز بن زيد

من أهل حائل، وكان من أخلص رجال ابن رشيد وموضع ثقته. أرسله الأمير محمد بن طلال بن رشيد، ليفاوض الملك عبدالعزيز على الصُلح، فاحتد النقاش بينهما. ولما استولى الملك عبدالعزيز على حائل، عينه أميراً على القريات، ثم معاوناً لقائم مقام جدة. تفاوض مع حكومة شرق الأردن بشأن المنهوبات من تجار نجد. شغل وظيفة وزير مفوض بسورية ولبنان، بعد وفاة خاله رشيد باشا الناصر بن ليلى. وظل يشغل هذه الوظيفة حتى توفي ببيروت 1379هـ /1959م.

6. يوسف الفوزان

عمل قنصلاً عاماً في بومباي، ثم سفيراُ في طهران.

7. محمد عيد الرّواف

عمل بوظيفة معاون وكيل حكومة نجد وملحقاتها بسورية. كُلف بمهام دبلوماسية إلى طهران وبغداد ودمشق. في صفر 1348هـ/ يوليه 1929م. عين وزيراً مفوضاً ببغداد، ثم أعفي من العمل.

8. عبدالله الخيّال

عمل وزيراً مفوضاً ببغداد، ثم واشنطن، أحيل إلى التقاعد.

9. عبدالعزيز الكحيمي

عمل قنصلاً في القدس، فوزيراً مفوضاً بعمان، فسفيراً ببيروت، ثم بغداد، التي وتوفي بها.

10. توفيق حمزة

عمل وزيراً مفوضاً في أنقرة، وأحيل إلى التقاعد.

11. عبد الحميد الخطيب

 كان من رجالات الحجاز البارزين، في عهد حكومة الأشراف. بعد خروج الأشراف من الحجاز، ودخول الملك عبدالعزيز، شكّل، مع بعض رفاقه، (جمعية الشبان الحجازيين بمصر) لمحاربة الحكم السعودي. وكان عبدالحميد الخطيب رئيساً لها. عاد إلى البلاد بعد أن شمله الملك عبدالعزيز بعفوه، فعينه عضواً في مجلس الشورى، وصار من أنشط الأعضاء، وخدم بلاده سفيراً في جاكرتا وأفغانستان، وهو صاحب كتاب (الإمام العادل)، الذي تناول سرة الملك عبدالعزيز. أعفي، وتوفي في دمشق.

12. حمزة غوث

من أهل المدينة المنورة، التحق بخدمة السلطان عبدالعزيز، في أوائل عام 1342هـ/ 1923م، واشترك في مؤتمر الكويت، ودخل الحجاز في موكب الملك. عين في وظيفة وزير مفوض في بغداد، وفي إيران، ثم أحيل إلى التقاعد.

13. موفق الألوسي

التحق بوظيفة مستشار حقوقي لوزارة الخارجية أواخر عام 1932م، ثم كسب ثقة الملك عبدالعزيز فجعله مستشاراً له في عام 1933م. وعمل وزيراً مفوضاً في روما، ثم أحيل إلى التقاعد.

14. ياسين الرّواف

كان وكيل الحكومة الحجازية النجدية في سورية، ثم عين لفترة معاوناً لأمير المدينة المنورة المكلّف، عبدالعزيز بن إبراهيم، عام 1347هـ/ 1927م. ثم معاوناً لنائب الملك في الحجاز.

15. فخري شيخ الأرض

عمل قنصلاً في البصرة، فوزيراً مفوض في إندونيسيا، ثم في النمسا. ثم سفيراً في المغرب.

16. محمد بن عبدالرحمن العبيكان

ولد عام 1317هـ، اشتغل بتجارة اللؤلؤ في المنطقة الشرقية. والتحق بخدمة الملك عبدالعزيز عام 1347هـ، فعمل أميراً لمنطقة بيشة، وكُلف بمهام حكومية، ثم عين وزيراً مفوضاً بصنعاء، ثم في الخرطوم. وعين عضواً بمجلس الشورى. وأحيل إلى التقاعد سنة 1388هـ/ 1968م.

17. رشاد فرعون

عمل سفيراً في باريس ومدريد.

18. فـوزان بن سابق بن فوزان آل عثمان

البُريدي القًصيمي الدوسري النجدي: (1275 1373هـ = 1858 1954م) من المعمرين، من فضلاء الحنابلة، له مشاركة في السياسة العربية. ولد في (بريدة) ونشأ بها. وتفقه في الدين، واشتغل بتجارة الخيل والإبل، فكان ينتقل بين نجد والشام ومصر والعراق. ناصر حركة الأمير عبدالعزيز بن سعود، أيام حروبه مع الترك العثمانيين، في القصيم وتلك الأطراف. واتصل برجالات الشام، قبل الدستور العثماني، كالشيخ طاهر الجزائري، وعبدالرزاق البيطار، وجمال الدين القاسمي، ثم محمد كرد علي. وهو الذي ساعد الأخير على فراره الأول من دمشق، وقد أراد أحد الولاة القبض عليه، فأخفاه فوزان ونجا به إلى مصر. ولمّا كانت الدولة السعودية في بدء استقرارها، عُين فوزان (معتمداً) لها في دمشق، ثم في القاهرة. وكان الملك عبدالعزيز، يرغب في وجوده في العمل، بعد أن طعن في السن، ويقول عنه إنما هو (للبركة). ورزق بابن، وهو في نحو الثمانين، فأبرق إليه الملك عبدالعزيز، بالجفر (الشيفرة): (سبحان من يحيي العظام وهي رميم!). وجُعل بعد ذلك وزيراً مفوضاً نحو ثلاث سنوات. ثم رأى أن ينقطع للعبادة، وإكمال (كتاب) شرع في تأليفه أيام كان بدمشق؛ فاستقال: وقال للزركلي بعد قبول استقالته: كنت بالأمس وزيراً، وأنا اليوم، بعد التحرر من قيود الوظيفة، سلطان! توفي بالقاهرة، وهو في نحو المائة، ويقال: تجاوزها.

يقول الزركلي: أخبرني أن أول رحلة له إلى مصر، كانت في السنة الثانية بعد ثورة (عرابي)، ومعنى هذا أنه كان تاجراً سنة 1300هـ. أما كتابه، فسماه (البيان والإشهار، لكشف زيغ الملحد الحاج مختار ـ مطبوع)، ونُشر بعد وفاته، في مجلد، يردّ به على مطاعن وجهها مختار بن أحمد المؤيد العظمي، إلى حنابلة نجد في كتابه (جلاء الأوهام عن مذاهب الأئمة العظام). قال فوزان في مقدمة الرد عليه: كان حقه أن يسمى (حالك الظلام بالافتراء على أئمة الإسلام). وكان من التقى والصدق والدعة وحسن التبصر فــي الأمور والتفهم لها، على جانب عظيم. وضعف سمعه في أعوامه الأخيرة؛ إلاّ أنه ظل محتفظاً بنشاطه وقوة ذاكرته، ودقة ملاحظته، إلى أن توفي.

19. فؤاد الخطيب

فؤاد بن حسن بن يوسف الخطيب: (1296-1376هـ = 1879-1957م) شاعر نقي الديباجة، محكم المعاني، من أعضاء المجمع العلمي العربي في دمشق. ولد في قري (شحيم)، قرب بيروت، واستكمل دراسته في الجامعة الأميركية سنة 1904م، وسافر إلى يافا وعمل بها مدرساً للعربية، في الكلية الأرثوذكسية، ووضع كتاباً في قواعد اللغة العربية. ودُعي للتدريس في كلية (غوردن) بالخرطوم، فقصدها سنة 1909م، ونشر الجزء الأول من ديوانه سنة 1910م، ومسرحية شعرية باسم فتح الأندلس سنة 1912م. ولمّا قامت الثورة في الحجاز عام 1916م، نظم فيها غرراً من القصائد، ولقب بشاعر الثورة. وتولى تحرير جريدة (القبلة) في مكة، ثم وكالة الخارجية للملك حسين بن علي. وحضر مع الشريف فيصل بن الحسين مؤتمر (فرساي)، وسمّي أميناً للشؤون الخارجية في القصر الملكي بدمشق 1919م. واستمر في دمشق، بعد الاحتلال الفرنسي، فدعي إلى مكة. وأعيد وكيلاً للخارجية. وبعد خروج الملك حسين من الحجـاز عام 1924م، اتجه الخطيب إلى شرقي الأردن، فجعله أميرها، عبدالله بن الحسين، من مستشاريه، ومنحه لقب (باشا). فأقام في عمّان إلى أواخر سنة 1939م، وتنكّر له عبدالله فغادرها. وأقام في بيروت، إلى أن اتصل بالملك عبدالعزيز، فاستقدمه إلى الرياض عام 1945م، وعينه عام 1947م، وزيراً مفوضاً، ثم سفيراً في (كابل) عاصمة أفغانستان. وأقام بها يعمل في تنسيق ديوانه الشعري، وتصحيحه وشرحه، إلى أن توفي. ونقل إلى بلدته، حسب وصيته، فدفن فيها. وأعيد طبع الجزء الأول من ديوانه، مضافاً إليه الجزء الثاني بعد وفاته. ومن كتبه (نظرات في تاريخ الجاهلية ـ مخطوط) لم يتمه.

بعض أمراء المناطق والقادة والقضاة، الذين عملوا مع الملك عبدالعزيز

إن المقصود في هذا المقام ليس الحصر، بل للإشارة فقط، خاصة أن بعض الشخصيات لا تتوفر عن حياتهم معلومات وافية.

من العلماء والقضاة

إن أكثر هؤلاء العلماء أعلام، لهم تراجم معروفة، وسيُكتفى بالإشارة الموجزة إلى من كان له دور في مساندة الملك عبدالعزيز، في مسيرته لتوحيد بلاد المملكة، ومن ساهموا في التوعية والإرشاد، وتولي القضاء في البلاد، ومن تصدى معه لفتنة الدويش وابن بجاد وابن حثلين، زعماء الأخوان، الذين تمردوا وشقوا عصا الطاعة على الملك، عام 1337هـ وعام 1345 ـ 1348هـ، وأنكروا استخدام المخترعات الحديثة، واعترضوا على بعض العلاقات السياسية للدولة.

1. الشيخ عبدالله بن عبداللطيف بن عبدالرحمن آل الشيخ

ولد في الهفوف بالأحساء عام 1265هـ حيث كان والده يعمل هناك. وعندما رجع مع والده إلى الرياض، تربى عند جده لأمه الشيخ عبدالله بن أحمد الوهيبي، وهو من العلماء الأجلاء. وتعلم على يد مشايخ الرياض، وأخذ عنهم العلم. وكان في مقتبل العمر عندما نشب الخلاف بين ابني فيصل بن تركي. سافر الشيخ عبدالله إلى الأفلاج، وهناك تعلم الفروسية. ثم عاد إلى الرياض ليشغل مكان أبيه بناء على رغبة العلماء في ذلك. واتصل بالإمام عبدالله بن فيصل، ليكون بجانبه في الأحداث الجارية بينه وبين أخيه سعود بن فيصل، لما كان يتمتع به من علم، ورجاحة عقل، وبعد نظر، وتبصر بعواقب الأمور. وتولى مسؤولية الفتوى والتدريس والوعظ والإرشاد. وكان له أوقات يلتقي فيها الإمام عبدالله بن فيصل والإمام عبدالرحمن بن فيصل،  للنظر في شؤون الدولة، واتخاذ التدابير إزاء تمرد أبناء سعود بن فيصل، واتقاء غارات أمير جبل شمّر، محمد بن عبدالله بن رشيد، المتطلع إلى حكم نجد. ولهذا، لعب الشيخ عبدالله بن عبداللطيف، دوراً كبيراً في أحداث تلك الفترة العصيبة. وفي عام 1308هـ، هاجم ابن رشيد عاصمة آل سعود، وكان الإمام فيها عبدالرحمن الفيصل والد الملك عبدالعزيز، فخرج الشيخ عبدالله بن عبداللطيف، ومعه الأمير الشاب عبدالعزيز بن عبدالرحمن، لمفاوضة ابن رشيد على الصلح، فتفاوضا، وعاد ابن رشيد إلى حائل. وفي عام 1309هـ استولى محمد بن رشيد على الرياض، وقضى على ملك آل سعود، وطلب من الشيخ عبدالله بن عبداللطيف أن يتوجه إلى حائل، فاستقر بها، فغمر الناس بعلمه وفضله. وخشي منه ابن رشيد، فأعاده إلى الرياض. وشغل وقته بالتدريس، ومقابلة الناس. ولما استولى الأمير عبدالعزيز على الرياض عام 1319هـ، وجد من الشيخ عبدالله العون والمساعدة في مهام الأمور. وتزوج الملك من ابنته طرفة، وهي والدة الملك فيصل. وفي كنف الشيخ عبداللطيف تعلم الفيصل وتربى في سنواته الأولى. واستمر الشيخ يحمل لواء الدعوة والنصح والإرشاد، وصار مرجع أهل نجد في أمور دينهم. وكان صداحاً بالحق ولا يخاف في الله لومة لائم، كريم النفس. كان الملك عبدالعزيز يقدره ويقول: إنه كان يتصبب عرقاً إذا قابله، وذلك من إجلاله للشيخ. وتوفي في 20ربيع الأول عام 1339هـ.

2. عبدالله بن سليمان بن بليهد

ولد في بلدة القرعاء في القصيم عام 1278هـ، وعن والده أخذ القراءة والكتابة، وشرع في طلب العلم في بلدة المذنب، ثم رحل إلى بريدة، وقرأ على مشايخها. لمّا اكتمل نضجه العلمي، جلس للتدريس والوعظ في بلدان القصيم، حتى عُين قاضياً لقرى القصيم وبواديها عام 1333هـ. واكتسب شهرة واسعة. واستمر في هذا العمل حتى عام 1341هـ، حيث عينه السلطان عبدالعزيز، بعد دخوله حائل، قاضياً عليها. ولما دخل الحجاز تحت الحكم السعودي عام 1343هـ، نقله السلطان عبدالعزيز إلى رئاسة القضاء في مكة المكرمة، وصار يقابل الوفود الإسلامية. وله مواقف حميدة في تلك الأيام القلقة. وكان الملك عبدالعزيز يجله ويقدره، ويعتمد عليه في كثير من المهام. وانتدبه الملك ليشرف على الأعمال الشّرعية، والمحاكم والحسبة في المدينة المنورة. وكانت له دراية بالصحراء ودروبها. عاد إلى قضاء مدينة حائل. وقام بزيارة الطائف فمرض، وبها توفي في جمادى الأولى عام 1359هـ. وشيّعه كثير من الناس، وعلى رأسهم الأمير فيصل بن عبدالعزيز، نائب الملك في الحجاز، وأقيمت عليه صلاة الغائب في مساجد المملكة.

3. سعد بن حمد بن علي بن عتيق

ولد في بلدة الحلوة، التابعة لحوطة بني تميم، جنوبي نجد، عام 1268هـ. تعلم على يد والده الذي كان قاضياً في الأفلاج. سافر إلى الهند عام 1301هـ، وقرأ على علمائها. ثم سافر إلى مكة المكرمة وأخذ عن علمائها. اشتهر بسعة العلم والتقى والصلاح. عاصر الفتنة بين الإمام عبدالله بن فيصل وأخيه سعود. وولاه عبدالله بن فيصل القضاء في الأفلاج، ثم أقره ابن الرشيد في منصبه، لمّا تغلب على الرياض. لما استولى عبدالعزيز على الرياض عام 1319هـ نقله من الأفلاج إلى الرياض، وجعله قاضياً في جميع أمور البادية، القادمة للرياض والقريبة منها. وظل مقرباً من الملك، وكان يعتمد عليه في الأمور الدينية. وقف على رأس العلماء، الذين تصدوا لشطط زعماء الإخوان، وتمردهم على الملك عبدالعزيز، وعُرفت فتاواه في المسائل التي أثارها الأخوان. وعينه الملك عبدالعزيز إماماً للجامع الكبير بالرياض، واضطلع فيه بالتدريس، والفتوى. وأقبل عليه طلاب العلم، وتتلمذ على يديه كثير من الطلاب الذي صاروا من كبار العلماء فيما بعد. وأنجب عدداً من الأبناء سلكوا مسالك العلم والتدريس. جمعت فتاويه في كتاب بعنوان (المجموع المفيد من مسائل وفتاوى الشيخ سعد بن حمد بن عتيق). وله رسائل أخرى بعضها مخطوط. توفي في الرياض في جمادى الأولى عام 1349هـ.

4. عبدالله بن حمد بن علي بن عتيق

ولد في ليلى بالأفلاج عام 1280هـ، تلقى العلم على يد أخويه الشيخ سعد بن حمد بن عتيق والشيخ عبدالعزيز. سافر إلى الرياض، وقرأ على عالم نجد، آنذاك، الشيخ عبدالله بن عبداللطيف، وغيره من العلماء بها. كان حسن الصوت في التلاوة. أقام فترة طويلة في القويع لدى الأمير محمد بن مهنا، ثم استوطن هجرة الغطغط، حيث عينه الملك عبدالعزيز مرشداً وواعظاً وإماماً للجماعة في تلك الهجرة. واختاره الملك لهذه المهمة، لأن سكان هذه الهجرة كانوا ذوي بأس شديد. ولما أحس منهم الشيخ التشدد والشطط وعدم الاعتراف بحقوق المسلمين، رجع إلى الرياض، وطلب الإعفاء، لكن الملك لم يستجب لطلبه، وأمره بالرجوع إلى الغطغط في شهر رمضان، فجمع الناس حوله بحسن قراءته للقرآن. وأحبه أهلها وأقبلوا على وعظه، فنفع الله به هذه الطائفة. وبقي بين ظهرانيهم حتى توفي عام 1342هـ.

5. عمر بن محمد بن عبدالله بن سليم

ولد في بريدة عام 1299هـ، من أسرة اشتهر رجال منها بالعلم. تلقى تعليمه على يد والده. ولما تولى الملك عبدالعزيز الأمر في القصيم، بعد ابن الرشيد، أرسله والده لتلقى العلوم الشرعية على الشيخ عبدالله بن عبداللطيف في الرياض. ثم عاد إلى بلدته، وصار إماماً في مسجد عودة الرديني ببريدة، والتف حوله طلابها. وجلس للناس يلقي عليهم دروسه، وازدحم بهم المسجد. وتولى، بأمر من الملك عبدالعزيز، قضاء بريدة، بعد وفاة أخيه الشيخ عبدالله بن محمد. وفي الوقت نفسه استمر في نشاطه التعليمي. تتلمذ على يديه عدد كبير من المشايخ في القصيم ونجد عامة، وصاروا قضاة وعلماء كباراً. توفي عام 1362هـ.

6. صالح بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل الشيخ

ولد في السالمية بالخرج، في أواخر القرن الثالث عشر الهجري. انتقل إلى الرياض، وبها تعلم على يد علمائها. وامتهن التجارة، مع استمراره في طلب العلم. ولازم الشيخ عبدالله بن عبداللطيف، وغيره من العلماء. رافق الملك عبدالعزيز في غزواته، ومنها غزوة جراب عام 1333هـ. جلس للتدريس في الرياض، وولاه الملك عبدالعزيز قضاء الرياض عام 1337هـ، واستمر في القضاء حتى عام 1353هـ، عندما أقعده المرض. توفي عام 1372هـ.

7. محمد بن عثمان بن محمد الشاوي

ولد في البكيرية عام 1303هـ، طلب العلم، وهو كفيف البصر، في بلدته، ثم سعى إلى المزيد فسافر إلى بريدة، وبعدها إلى الرياض. فاتيحت له فرصة التتلمذ على يد عدد من مشايخها، وعلى رأسهم الشيخ عبدالله بن عبداللطيف آل الشيخ، والشيخ سعد بن عتيق. ولمّا أكمل تحصيله للعلوم، عُيّن قاضياً عام 1333هـ في قرية سنام، لدى فريق من قبيلة عتيبة. ثم انتقل للوعظ والقضاء في هجرة الغطغط، التي كان رئيسها سلطان بن بجاد بن حميد، فصار الشاوي يغزو مع الجيش الذي يقوده ابن بجاد، تحت ولاية السلطان عبدالعزيز. وحضر معركة تربة الشهيرة عام 1337هـ. وحضر دخول الطائف والاستيلاء عليها في صفر 1343هـ. وكان إماماً لذلك الجيش.

عُيّن الشاوي مدرساً في المعهد العلمي السعودي، ومرشداً في المسجد الحرام بمكة. أخذ العلم عنه عدد من الطلاب الذين برزوا في علمهم فيما بعد. تولى القضاء في بلدة شقراء بالوشم، وبها توفي عام 1354هـ.

8. عبدالرحمن بن عبداللطيف بن عبدالرحمن آل الشيخ

ولد في الرياض عام 1288هـ، ودرس العلوم الشرعية على يد أخيه عبدالله بن عبداللطيف، الذي كانت له زعامة الدعوة السلفية في نجد. تولى القضاء في هجرة ساجر، مدة أربع سنين. شهد بعض الغزوات مع السلطان عبدالعزيز، مثل البكيرية، وحصار حائل، وحصار جدة. وتولى الخطابة بالجامع الكبير بالرياض، لمّا مرض أخوه الشيخ عبدالله بن عبداللطيف. كان مرافقاً السلطان عبدالعزيز في أول رحلة له إلى مكة عام 1343هـ. وناظر العلماء في الحجاز في بعض المسائل. عينه الملك عبدالعزيز لدى زعيم عتيبة ابن حميد، في فترة شططهم عليه. وحضر معركة السّبلة مع الملك عبدالعزيز ضد زعماء الأخوان. بعد ذلك صار قاضياً في الخرج عام 1350هـ، ثم طلب الإعفاء من عمله عام 1357هـ. توفي في الرياض عام 1368هـ[4].

9. سليمان بن مصلح بن حمدان بن سحمان

عسيري الأصل والمولد، ونشأ واستقر في نجد. ولد عام 1269هـ في قرية السّقا التابعة لأبها، في عسير. تعلم فيها على يد والده والمشايخ هناك، ثم نزح إلى الرياض مع أبيه، أيام الإمام فيصل بن تركي. ولما نشب الخلاف بين الإمام عبدالله بن فيصل وأخيه سعود، انتقل والده إلى الأفلاج. فتتلمذ الابن علي يد قاضيها ومفتيها، الشيخ حمد بن عتيق، ولازمه فترة طويلة من الزمن. وبعد وفاة الشيخ حمد عام 1301هـ، عاد الشيخ سليمان إلى الرياض، والتحق بالشيخ عبدالله بن عبداللطيف آل الشيخ، وحضر دروسه. كان يملك أسلوباً قوياً، سخّره للرد على مآخذ بعض العلماء، ودافع عن الدعوة السّلفية. وترك عدداً كبيراً من المؤلفات في هذا الموضوع. وتتلمذ على يده عدد كبير من المشايخ الأعلام. توفي في شهر صفر 1349هـ. وصُلي عليه صلاة الغائب في مساجد نجد.

10. محمد بن عبداللطيف بن عبدالرحمن آل الشيخ

ولد في الرياض عام 1273هـ، قرأ على يد والده الشيخ عبداللطيف، وأكمل تعليمه على يد أخيه الشيخ عبدالله بن عبداللطيف وغيره. عينه الملك عبدالعزيز قاضياً في القويعية، ثم الوشم. كما بعثه إلى عسير والحجاز، للوعظ والتوجيه. ثم عينه قاضياً على الرياض، وتصدى للدرس والإفتاء. وجعل من بيته مجلساً لطلاب العلم. وأخذ عنه طلاب صاروا ذوي شأن في حياة الناس. جمع نفائس المخطوطات والكتب النافعة في مكتبة ضخمة. توفي في جمادى الآخرة 1367هـ.

11. عبدالله بن حسن بن حسين آل الشيخ

ولد في الرياض في محرم عام 1287هـ، وتعلم بها على عدد من المشايخ، ونبغ في العلوم الشرعية. وبعد أن تبحر فيها، تولى التدريس في الرياض والحجاز. ولما دخل الأمير عبدالعزيز الرياض عينه إماماً لمسجد والده الإمام عبدالرحمن الفيصل. أرسله السلطان عبدالعزيز إلى هجرة الأرطاوية لتعليم البادية أمور دينهم وإرشادهم، ومكث بها مدة عام. بعد عودته، عينه الملك ليكون قاضياً للجيوش، ورفيقاً له في حملاته، فصحبه مراراً إلى القصيم وحائل. وانتدبه مع الأمير فيصل بن عبدالعزيز، ضمن الجيش المتوجه إلى عسير في شوال 1340هـ، وأوصى ابنه ألاّ يخرج عن رأي الشيخ عبدالله. وعاد مع الأمير فيصل إلى الرياض. وصحب الملك في ذهابه إلى الحجاز، واستمر معه يوم الرّغامة في حصار جدة، حتى تم تسليمها.

وفي عام 1344هـ عينه الملك إماماً وخطيباً ومرشداً بالحرم المكي الشريف. وفي عام 1346هـ أُسندت إليه رئاسة القضاء. وفي العام التالي أُسندت إليه رئاسة هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر. وتوفي في مكة في 7 جمادى الآخرة 1378هـ[5].

12. محمد بن إبراهيم بن عبداللطيف آل الشيخ

ولد عام 1311هـ في الرياض، وتلقى العلم على يد مشايخها الكبار من آل الشيخ، خاصة علي يد عمه عبدالله بن عبداللطيف. أرسله الملك عبدالعزيز إلى هجرة الغطغط التي استُحدثت للأخوان. وقام بالوعظ فيهم وهو شاب عام 1354هـ. ولكنه رحل عنها، بعد ستة أشهر، لما لمسه فيهم من جفاء وتشدد. تولى رئاسة المعاهد الدينية، في بداية افتتاحها عام 1370هـ.

تولى رئاسة مجلس القضاء الأعلى عام 1376هـ، بعد وفاة رئيسه الشيخ عبدالله بن حسن آل الشيخ، في عهد الملك سعود. أسهم في إنشاء الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة، ورابطة العالم الإسلامي. وفي عهد الملك فيصل كانت له مواقف مضيئة، في وجه التيارات الشيوعية والإلحادية والقومية العلمانية، وأيد تعليم الفتاة بالمملكة. صار مفتي الديار السعودية، بعد تأسيس دار الفتوى. توفي في 24 رمضان 1389هـ.

13. فيصل بن عبدالعزيز بن فيصل بن حمد المبارك

ولد في حريملاء، شمالي الرياض سنة 1313 هـ، كان عميد آل حَمَد من بني مبارك في حريملاء. تلقى العلم الأولي في بلدته، ثم انتقل إلى الرياض، وأخذ عن علمائها. ثم ذهب إلى قطر طلباً للعلم. وتنقل في مناصب القضاء إلى أن صار قاضي الجوف، ودرّس في بعض مساجدها، فأقبل عليه الطلبة. وسعى لدى الحكومة فأنشأت لهم عدة مدارس. وألف رسـائل في الحديث والفقه والتفسيـر والنحو والفرائض، منها (الحجج القاطعة في المواريث الواقعة ـ مخطـوط)، و(مقام الرشاد بين التقليد والاجتهاد ـ مخطوط)، و(توفيق الرحمن في دروس القرآن ـ مطبوع) أربعة أجزاء، و(خلاصة الكلام في شرح عمدة الأحكام ـ مطبوع). واختصر بعض المطولات ككتاب (نيل الأوطار) للشوكـاني، وسمي مختصره (بستان الأخبار ـ مطبوع) وأضاف إليه زيادات، و(فتح الباري) لابن حجر العسقلاني، سمي مختصره (لذة القارئ ـ مخطوط) ثمانية أجزاء، شرع بعض الفضلاء بطبعه. توفي في سكاكا، بالجوف عام 1376هـ.

14. عبدالله بن عبدالعزيز بن عبدالرحمن العُنْقًري

 ولد في بلدة ثرمداء، من قرى الوشم عام 1290هـ، وكانت لأسلافه إمارة فيها. وكُف بصره في السابعة من عمره، فحفظ القرآن، ولازم العلماء في بلده، ثم في الرياض. تولى إمامة مسجد بلدته ثرمداء، عام 1321هـ. ولما استولى الأمير عبدالعزيز على المجمعة وسدير، عينه قاضياً على تلك المنطقة، ثم استقر بالمجمعة عام 1326هـ. أرسله السلطان عبدالعزيز في مهمات، إلى زعيم الإخوان فيصل الدويش، الذي هاجم الكويت عام1340هـ. ولمّا اشتدت صولة زعماء الأخوان وتمردوا عام 1347هـ كان هو رسول الملك عبدالعزيز إليهم، لحل النزاع بالوسائل السلمية حقناً للدماء. وكان موضع ثقة الملك عبدالعزيز وتقديره.

وكانت له مكتبة في بلدة المجمعة. وأملى (حاشية الروض المربع ـ مطبوع) في الفقه الحنبلي. واستقال قبل وفاته بنحو عام، فتفرغ للتدريس. وله (الفتاوى ـ مخطوط). وكانت وفاته في 6 صفر 1373هـ.

أمراء المناطق والقادة

1. الشريف خالد بن منصور بن لؤي

من الأشراف العبادلة الشجعان. كانت له ولأسلافه إمارة الخرمة، شرقي الحجاز، ثار على الأتراك في خلال الحرب العالمية الأولى مع الشريف حسين. وقع خلاف بينه وبين الأمير عبدالله بن الحسين، ففارق الأشراف، وكتب لسلطان نجد عبدالعزيز بن سعود، وعرض عليه طاعته وولاءه. فأرسل له السلطان عبدالعزيز قوة ساعدته، وهزمت الأمير عبدالله بن الحسين وجيشه، في معركة تربة عام 1337هـ/ 1919م. وزحف خالد بن لؤي، مع قوة من الإخوان، إلى الطائف فدخلها، وقسوا على أهلها، فكفهم خالد عن ذلك. ثم دخلوا مكة، وتولى إدارة الأعمال بها حتى وصول السلطان عبدالعزيز بن سعود إليها، عام 1343هـ. اشترك في حصار جدة. ثم أقام في مكة.   

آخر أعماله كانت اشتراكه في الحملة الموجهة ضد الإدريسي في جازان، ومرض في أبها، وأبى إلاّ مرافقة الجند. وتوفي في الطريق قبيل دخول صبيا، عام 1351هـ/1932م.

2. الأمير عبدالله بن جلوي بن تركي بن عبدالله آل سعود

ولد في الرياض عام 1287هـ. هاجر مع آل سعود إلى الكويت. كان من الرجال الشجعان، الذين عاضدوا الأمير عبدالعزيز في مسيرته، من الكويت إلى فتح الرياض، وكان في مقدمة المهاجمين لسور الرياض. وهو الذي قتل عجلان، عامل ابن الرشيد على الرياض. حضر جميع المعارك والغزوات، التي قادها الأمير عبدالعزيز. تولى إمارة القصيم عام 1328هـ، ومكث بها حتى عام 1330هـ. وبعد فتح الأحساء تولى الإمارة فيها منذ عام 1331هـ حتى عام 1354هـ/ 1935م، عام وفاته. كان قوي الإرادة شديد البأس، ضرب المفسدين والمتمردين بيد من حديد. اشتهر ببطشه وجبروته، وهابته القبائل، وتُروى في شدته وبطشه قصص كثيرة.

3. الأمير خالد بن محمد بن عبدالرحمن

ولد في الرياض عام 1322هـ، ونشأ بها. تميز بخلق كريم وشجاعة ظاهرة. تزوج  منيرة ابنة عمه الملك عبدالعزيز، ثم طلقها وتزوج أختها نورة. ولاه عمه قيادة جيش لتأديب جماعة عاصية، من قبيلة عتيبة، في عالية نجد، عام 1348هـ. فسار إليهم، وقضى على عصيانهم، وشتت شملهم. وفي عام 1352هـ تولى قيادة فرقة من الجيش السعودي، الذي حارب اليمن، فاستولى على بعض البلدان. توفي في 24 صفر 1357هـ على أثر اصطدام سيارته بصخرة، وهو يطارد قطيعاً من الظباء، في رحلة صيد بين الكويت والدهناء.

قال فيلبي في جريدة الإجبشن غزيت في 7 أبريل 1938م، في رسالة بعث بها من جدة، في 29 مارس 1938: توفي أمس الأمير خالد بن محمد بن عبدالرحمن، نجل أكبر إخوة الملك، متأثراً من جراح أصابته عندما كان يصطاد الظباء بالسيارة منذ بضعة أيام، وقد قذفته من السيارة هزة مفاجئة. وكان شجاعاً شهماً كثير البشاشة لطيف المعشر. بلغ من العمر 36 عاماً. وظهرت بسالته في زحفه إلى صعدة باليمن سنة 1934م، في أراض شديدة الوعورة، وانتهت الحرب بعد أسابيع قليلة، بعقد معاهدة الطائف في مايو 1934م. وكان الملك عبدالعزيز يعامله كأحد أنجاله.

4. الأمير مشاري بن سعود بن جلوي

تولى بعض الأعمال في مكة المكرمة، بعد دخول الملك عبدالعزيز إليها، ورافق المحمل المصري لحراسته، مع ثلة من الجند السعوديين، عقب حادثة المحمل المشهورة في حج عام 1344هـ. ولما سافر الأمير فيصل بن عبدالعزيز، نائب جلالة الملك في الحجاز، في رحلة إلى أوروبا عام 1345هـ/ 1926م، عينه وكيلاً لنائب جلالة الملك. ثم عينه وكيلاً لأمير المدينة المنورة، ثم أميراً على القصيم، حتى وفاته عام 1348هـ. عرف عنه الشدة والحزم والبطش بالمجرمين.

5. الأمير عبدالعزيز بن مساعد بن جلوي بن تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود

والدته هي الجوهرة بنت ناصر بن فيصل بن هذلول آل سعود. كان واحداً من الفرسان المغاوير، الذين أبلوا بلاءً حسناً في معارك الملك عبدالعزيز لتوحيد المملكة. ولد في الرياض في ربيع الأول عام 1302هـ، ورحل مع والده إلى الكويت، عندما رحل آل سعود إليها. اشترك مع الأمير عبدالعزيز في فتح الرياض عام 1319هـ/ 1902م. واشترك في معظم معارك توحيد المملكة العربية السعودية، فقاد عدداً من الحملات والسرايا المظفّرة، منها حملة إلى عسير عام 1338هـ، وتمكن من فتحها وضمها لملك ابن سعود. ولاه السلطان عبدالعزيز أول عمل إداري له، إمارة القصيم عام 1339هـ، ثم أميراً على حائل عام 1341هـ. وتمكن من ضبط الأمن على الحدود الشمالية. وفي عام 1351هـ/ 1932م. عُين قائداً عاماً للقوات السعودية، التي قضت على فتنة الإدريسي في تهامة. ثم عاد إلى عمله في إمارة حائل في نهاية العام. واستمر في عمله حتى أقعده المرض، فقبل الملك فيصل استقالته في صفر عام 1391هـ/1971م، انتقل بعدها إلى الرياض. وتوفي بها في ربيع الأول عام 1397هـ/1977م عن 85 عاماً. وهو جد الأمير خالد بن سلطان بن عبدالعزيز لأمه.

6. عبدالعزيز بن إبراهيم بن عبدالرحمن آل إبراهيم

ولد في الرياض عام 1297هـ، كان جده عبدالرحمن ووالده إبراهيم، من أمراء المناطق في الدولة السعودية الثانية. انتقل والده إلى حائل ثم إلى مكة، وجاور بها إلى وفاته عام 1326هـ. وبقي ابنه عبدالعزيز بن إبراهيم في حائل، كان كريماً حازماً وداهية. لعب دوراً مهماً في الوساطة لتسليم حائل لابن سعود. وبعد دخول السلطان عبدالعزيز حائل عام 1341هـ، التحق عبدالعزيز بن إبراهيم بخدمته، لما تميز به من قوة في الشخصية والثبات على المبدأ. فصار أحد الرّجال البارزين. تولى إمارة عسير عام 1341هـ، وأخمد فيها القلاقل بحزمه، وقضى على الفتن حتى خافه البدو. ولاه السلطان عام 1343هـ إمارة الطائف، بعد دخول القوات السعودية إليها، فضبط الأمور بها، ثم عزله الملك لشدته على الناس. نقل إلى إمارة المدينة المنورة، عام 1346هـ، وكيلاً لأميرها الرسمي الأمير محمد بن عبدالعزيز. وأمن الطريق بين مكة والمدينة. عين في عام 1355هـ عضواً في مجلس الوكلاء بمكة المكرمة، وذهب إلى القاهرة للعلاج من مرض عضال، فتوفي بها في رجب عام 1365هـ/ 1946م.

7. فهد بن زعير

عينه الملك عبدالعزيز أميراً على منطقة جازان وتهامة، وفي أثناء عمله تعرض لهجوم الحسن الإدريسي في رجب 1351هـ، واعتقله ومن معه في مكان خاص، فجهز الملك قوة من جنوده لفك الحصار عنهم.

8. إبراهيم بن عبدالرحمن النشمي

ولد في شقراء بالوشم عام 1313هـ، شارك في كثير من حملات الملك عبدالعزيز، مثل حصار المدينة المنورة وفتحها عام 1344هـ، وكلف بمهمات عسكرية على الحدود الشمالية، وأخرى في الجنوب. كما تولى إمارات ينبع والجوف والعلا وتربة ونجران والخرج. توفي عام 1398هـ.

9. مساعد بن سويلم

ولد في عام 1322هـ/1904م. قاد سرية أرسلها الإمام عبدالرحمن بعد فتح الرياض، توجهت إلى المحمل والشعيب، فاستولى عليهما، ثم زحف إلى شقراء في الوشم، واستولى عليها بعد خروج أميرها من قبل ابن رشيد. ثم دخل ثرمداء. حاصره ابن رشيد في شقراء، ثم فك الحصار عنه. عينه السلطان عبدالعزيز أميراً على القنفذة عام 1343هـ.

10. حمد الشويعر

كان من رجال ابن رشيد البارزين في حائل، حيث ولاه على الجوف. ولما دخل السلطان عبدالعزيز حائل، قربه منه، وأرسله مندوباً عنه لإدارة الإمارة الإدريسية في جازان عام 1347هـ. ثم أُعفي من عمله. ولكنه عاد إلى جازان مرة أخرى عام 1352هـ، عندما اشتعلت الاضطرابات في المنطقة. واشترك مع الأمير فيصل بن عبدالعزيز في حملته على تهامة والحديدة. ظل أميراً على جازان حتى وفاته عام 1354هـ.

11. عبدالله بن إبراهيم العسكر

من أسرة كانت لها إمارة المجمعة. وتولى إمارتها قبل حكم الملك عبدالعزيز، فأبقاه عليها بعد دخوله في طاعته. وصاحب الملك عبدالعزيز في كثير من حملاته. وكان صاحب رأي ومشورة. ولاه السلطان على عسير عام 1342هـ، خلفاً لعبدالعزيز بن إبراهيم، فسار فيها سيراً حسناً، وظل في منصبه حتى مرض، ورجع إلى بلدته المجمعة وتوفي بها عام 1349هـ.

12. تركي بن محمد الماضي

كان مساعداً لأمير عسير عبدالله بن إبراهيم العسكر، ثم تولى الإمارة بعد وفاته عام 1349هـ. اشترك في الوفود، التي توجهت للتفاوض مع الجانب اليمني أثناء الحرب السعودية اليمنية عام 1352هـ.

13. عبدالله بن محمد بن صالح بن عقيّل

صاحب قصور ابن عقيّل في غرب القصيم، ولد بها عام 1298هـ، ونشأ في كنف أبيه محمد بن صالح بن عقيل أمير القصر. وحفظ القرآن على يد الشيخ عبدالرحمن بن بطي من الوشم. اتصل بابن سعود بعد موقعة الشنانة عام 1322هـ، حيث قاتل فيها إلى جانبه. واشترك معه كذلك في بعض معاركه، مثل حصار بريدة عام 1326هـ، وحصار حائل عام 1340هـ. عينه ابن سعود مستشاراً لابنه البكر تركي في صفر 1334هـ. تولى إمارة الجوف في رمضان عام 1342هـ، واستمر إلى عام 1344هـ. ثم صار من القادة المقربين، فأُرسل في قوة من الإخوان إلى شمال غربي المملكة عام 1346هـ، لقتال أبي طقيقة شيخ الحويطات في ضبا، ولإخماد فتنة بني عطية بتبوك. واشترك في معركة السبلة عام 1347هـ. وفي عام 1351هـ قاد قوة كبيرة لإخماد فتنة حامد بن رفادة، التي قام بها في شمال غرب المملكة، وتمكن من القضاء على ابن رفادة ومن معه قضاء مبرماً. تولى إمارة جازان عام 1353هـ. وعندما أسس الحرس الوطني كان عبدالله بن عقيّل من رجاله، حتى أحيل للتقاعد عام 1382هـ. توفي في رجب 1385هـ/ 1965م.

14. عبدالرحمن بن ثنيان العبيكان

كان أميراً وجابياً للزكاة، في مناطق الأفلاج ووادي الدواسر. عينه الملك عبدالعزيز أميراً على بيشة. وكان أخوه محمد بن ثنيان أميراً على الجبيل بالمنطقة الشرقية، وابنه عبدالله بن محمد بن ثنيان أميراً على القطيف، حتى وفاته عام 1365هـ.

15. محمد بن فيصل المبارك

كان من العلماء، عينه الملك عبدالعزيز أميراً على وادي الدواسر.

16. عبدالله بن ناصر المبارك

كان أميراً على الأفلاج، حضر على رأس وفد الأفلاج لحضور الجمعية العمومية، التي عقدت في الرياض، أثناء فتنة زعماء الأخوان عام 1347هـ.

17. عساف بن حسين العساف

 عينه السلطان عبدالعزيز على إمارة الجوف في ذي القعدة عام 1341هـ،  ثم نقل أميراً على نجران في شعبان 1343هـ، ثم أميراً على الرس، حتى وفاته عام 1374هـ.

18. شويش بن ضويحي

كان أميراً على أبها، ثم خلفه عبدالله بن سويلم، ثم فهد العقيلي، وسعد بن عفيصان.

19. عبدالرحمن بن سويلم

كان أميراً على القطيف.

شعراء الملك عبدالعزيز

تغنى عدد من شعراء العرب ببطولات الملك عبدالعزيز، مثل الشاعر الكويتي محمود شوقي الأيوبي، والشاعر العراقي، نزيل مصر، عبدالمحسن الكاظمي، وخير الدين الزركلي وغيرهم. وهناك شعراء من نجد والحجاز، وقفوا شعرهم على مدحه، وتخليد أمجاده. اشتهر منهم أربعة:

1. محمد بن عبدالله بن سعد بن عثيمين

ولد عام 1270هـ في بلدة السلمية بالخرج، وتعلم فيها القراءة والكتابة على أيدي مشايخ البلدة، ثم انتقل إلى الرياض، لتلقي العلم على أيدى العلماء.

ارتحل طلباً للرزق في منطقة الخليج العربي، وحط عصا الترحال في قطر، حيث اتصل بحاكمها الشيخ قاسم بن ثاني، فقربه إليه. فعاش في كنفه فترة من الزمن، وتفتحت قريحته الشعرية، وظهرت مواهبة الأدبية. وانتقل من قطر إلى البحرين للتجارة، فاتصل بشيوخها من آل خليفة، الذين قربوه إليهم.

ولما تمكّن ابن سعود من استرداد الأحساء عام 1331هـ/1913م، قصده محمد بن عثيمين وهنأه بقصيدة، عارض بها قصيدة أبي تمام (السيف أصدق أنباء من الكتب)، ومطلعها:

العزُّ والمجدُ في الهنديّة القُضُبِ                  لا في الرسائل والتنميق للخُطبِ

ومن ذلك الوقت ارتبط بالملك عبدالعزيز، وخلد بشعره انتصارات الملك وفتوحاته ومكارمه. ونشر كثيراً من شعره في جريدة أم القرى. اتسم شعره بجزالة اللفظ، وقوة المعنى وجمال الصياغة.

ترك ابن عثيمين في أواخر حياته قول الشعر، وتوفي في حوطة بني تميم عام 1363هـ، عن عمر يناهز التسعين عاماً.

2. أحمد بن إبراهيم الغزاوي

ولد في ربيع الأول عام 1318هـ/ 1900م بمكة المكرمة، وتعلم بمدارسها، فالتحق بالمدرسة الصولتية عام 1322هـ، وحفظ القرآن، وتخرج فيها عام 1330هـ، ثم التحق بمدرسة الفلاح في العام نفسه. سافر مع والده إلى السودان والهند عام 1343هـ.

عمل في رئاسة القضاء في أواخر عام 1344هـ، ثم أوكل إليه الملك عبدالعزيز تحرير جريدة أم القرى، ثم تحرير صوت الحجاز. وبعد ذلك تقلب في عدة أعمال رسمية حتى عين مديراً للإذاعة في بداية عملها عام 1368هـ. ثم رئيساً للجنة الحج العليا، ثم رئيساً للمجلس البلدي بمكة. وقد أقعده المرض، حتى توفي يوم 22 جمادى الآخرة عام 1402هـ في مكة المكرمة.

حاز على لقب شاعر آل سعود عام 1351هـ، وسماه الملك عبدالعزيز (حسّان الملك عبدالعزيز)، وصحب الملك في رحلته إلى مصر عام 1365هـ، وألقى هناك قصيدة في مدح الملكين عبدالعزيز وفاروق.

3. محمد بن عبدالله بن بُلَيْهِد

من قبيلة بني خالد، ينتمي إلى قحـطـان. ولد في سنة 1300هـ، في (ذات غسل)، من قرى الوشم، بنجد. وتعلم بها القراءة والكتابة، وتذوق شعر الشعبي (النبط، الملحون) وشدا به. وأكثر من قراءة كتب الأدب، وتتبع أخبار القبائل المعاصرة والغابرة، وكتب الشعر. وكانت قصائده في مدح الملك عبدالعزيز تُنشر في جريدة أم القرى.

تنقل في بوادي شبه الجزيرة غازياً، وتاجراً، وجابياً، ودليلاً، فاستفاد خبرة بمنازلها وأوديتها وسهولها وجبالها ومناهلها. فصار خبيراً بمسالك قلب الجزيرة العربية.

وصنّف كتاب (صحيح الأخبار عما في بلاد العرب من آثار ـ مطبوع) في خمسة أجزاء. وأَخرج طبعة جديدة من كتاب (صفة جزيرة العرب) للهمداني، ذيّلها بتعليقات وفهارس. وجمع شعره العامي والفصيح في ديوان سماه (ابتسامات الأيام ـ مطبوع). وكان في علمه بمسالك قلب الجزيرة، ثقة عند كثير من العارفين بها، إلاّ أن الملك عبدالعزيز، وهو من أدرى الناس بتلك البقاع، كان يتردد في توثيقه. وقد أصيب ببعض الشلل في يده ولسانه، توفي مستشفياً في لبنان عام 1377هـ.

4. خالد بن محمد الفرج

من أسرة آل طراد، من المناديل من الدواسر. استقر أبوه في الزبارة في قطر، ثم انتقل إلى مسقط ثم الكويت، وبها ولد خالد في عام 1316هـ، وتعلم بها. سافر إلى بومبي بالهند، ليعمل كاتباً لدى أحد التجار العرب. وأنشأ فيها مطبعة، ثم عاد إلى الكويت. انتقل إلى البحرين ومدح حاكمها آل خليفة. ثم عاد إلى الكويت عام 1927م. اتصل بالملك عبدالعزيز آل سعود، ومدحه. عُين مديراً لبلدية الأحساء، فالقطيف فالدمام. وأنشأ في الدمام المطبعة السعودية. أصيب بمرض الصدر، فسكن دمشق قبل وفاته بسنتين، وتوفي في بيروت عام 1374هـ.

له ديوان شعر، ومؤلفات أخرى.

نظم تاريخ الملك عبدالعزيز وسيرته في ملحمة شعرية اسمها (أحسن القصص، أو سيرة الملك، عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل آل سعود، ملك الحجاز وملحقاتها، الملحمة الأولى). جعل كل صفحة من الشعر تقابلها صفحة نثرية. وقد نشرت من دون تاريخ في عهد الملك عبدالعزيز.

بدأ خالد الفرج المنظومة بسفر الخلود، وقال فيه:

هو ذا الدهر أكبر الأسفـارِ              فيه أسمى  العظـات  والاعتبـارِ

ما الليالي فيه سوى أسطارِ               في طروس من نسج ضوء النهارِ

ملأت من تقادم الأعصـارِ              صفحات مُلئن بالأخبارِ

                         لذوي الاتعاظ والأبصارِ

وعن الملك عبدالعزيز في شبابه يقول خالد الفرج:

هو هذا فتى وسيمٌ أغرُّ

عاش ما بين أهله وهو حرّ

ولدوه إذ المرابع خضر

ثم أضحى أبوه والكف صفر

نائياً عن بلاده وهي وكر

هو عيش لدى الأبيينَ مرُّ                     كيف يقضي حياته بمرارِ؟

هو عبدالعزيز آل سعود

كامنٌ سره بعين الوجود

ومخبّا ليومه الموعود

مثل سيف في غمده مغمودِ

أو كنار الزناد في الجلمودِ

أو كعرف الشذا برند العودِ                   واللآلي في غامض المحارِ

 



[1]  يذكر خيرالدين الزركلي في كتابه "شبه الجزيرة في عهد الملك عبدالعزيز"، ص1012 أنه توفي في بيروت.

[2]  هذا ماذكره الزركلي أما ما جاء في كتاب "كنت مع عبدالعزيز" فإنه توفي في 6 رجب عام 1389هـ.

[3]  كان مفوض ابن رشيد في الآستانة، ومنحه السلطان العثماني لقب باشا. ثم التحق بخدمة الملك عبدالعزيز فعينه عضواً في مجلس الشورى، ثم اسند إليه مهمة وكيله في سورية.

[4]  جعل الزركلي في "الأعلام"، وفاته عام 1366هـ.

[5] جعل عبدالله بن عبدالرحمن بن صالح البسام، "علماء نجد في ثمانية قرون" وفاته في رجب 1378هـ.