إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات وأحداث تاريخية / الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود




الملك عبدالعزيز آل سعود
الملك عبدالعزيز وملك أفغانستان
الملك عبدالعزيز والملك حسين بن طلال
الملك عبدالعزيز والملك عبدالله بن الحسين
الملك عبدالعزيز والملك فاروق
الملك عبدالعزيز والملك فيصل بن الحسين
الملك عبدالعزيز وتشرشل
الملك عبدالعزيز يطالع جريدة





القسم الرابع

القسم الرابع

هيئته ومتاعه ومعيشته

 

1. نومه

كان الملك عبدالعزيز، قليل النوم، قد لا ينام أكثر من ست ساعات في اليوم. ويقسم أوقات نومه إلى ثلاثة أقسام: ليلاً نحو أربع ساعات، وساعة صبوحاً، وهو المسمى بالصفرة، من بعد صلاة الفجر إلى شروق الشمس. وساعة في القائلة، وهو بعد الغداء. وقد مكنه هذا النظام، مع ما كان يتصف به من قوة جسمانية، من اتباع جدول عمل قاس في المدينة والصحراء. وعندما تأخذه سنة النوم ينام في موقعه، فقد ينام في السيارة، أوعلى ظهر الذلول. ولا يستعمل السرير إلا نادراً، ويفضل النوم على فراش ممدود على الأرض. وإذا وضع رأسه على الوسادة فهو سريع الإغفاء. وكانت أدنى حركة من حوله توقظه، فيهب فزعاً.

2. ثيابه

كانت ملابس عبدالعزيز غاية في البساطة. فهي في الصيف، ثوب من القماش القطني، أو الكتاني الأبيض، تعلوه عباءة رهيفة. وفي الشتاء يلبس قميصاً من الصوف، تحت الثوب الخارجي، وهو من الصوف كذلك، أو قنابيز من الجوخ تحت عباءة بنية.

وكان يرتدي، عادة، عباءة بنية في الصباح، ورمادية في الظهيرة، وسوداء في الليل. لكنه كان يرتدي الملابس البيضاء في يوم الجمعة، ويضع على رأسه العمامة الحمراء (شماغ) وفوقها عقال مقصب.

ويرجح نوعاً من القماش يسمى "ريزة" أو "طرابزون"[1]، وأيام الجمع يلبس عباءة بيضاء ومثلها غترة. ولا يلبس الثياب المطرزة بالقصب، بل يلبس الشال الكشمير أو السليمي. ويحتذي النعال في الصيف. والكندرة (الحذاء) في الشتاء. وكان لا يلبس جوارب قط، مكتف بالخف يلبسه في رجله على طريقة أهل الحجاز ونجد. وقد ينزعه عند ركوبه الخيل.

وكان من عادته أن يبدل ثيابه عدة مرات في اليوم. ويندر أن يعود فيلبس رداءً نزعه.

وألبسته غالباً تنسج وتخاط في دمشق وترسل إليه. ونوه بعض المراسلين الصحفيين بمعمل خاص، قيل إنه أنشئ في دمشق، لصنع ملابس الملك عبدالعزيز وأنجاله وخاصته وبعض هداياه، كان يشتغل فيه مئات من العمال. وقدر المراسل ما ينفق سنوياً على صنع هذه الملابس بثلاثة عشر ألف جنيه ذهب.

3. حمّامه

كان يكثر من الاغتسال في الصيف والشتاء، خاصة في أيام القيظ. ولا يقل استحمامه عن مرتين كل يوم، حتى في الشتاء، إلا لسبب صحي.

4. عصاه

اعتاد الملك عبدالعزيز، في أول عهده بالحكم، أن يحمل عصا طويلة من الشوحط، وهو شجر ينبت في غربي نجد، وتتخذ منه القسي. وكان يستعين بهذه العصا في الإفصاح عن آرائه، وتشكيل كلماته ـ إذا صحت الاستعارة ـ فيضرب بها السجادة أو يربت بها على رقبة بعيره. يقول الريحاني عن الملك عبدالعزيز: إذا ضرب الأرض بعصاه مرة، يلمس القلب منك عشر مرات. وقد يتسرع في الكلام أحياناً.

5. خاتمه

وكان يتختم بخاتم فضي، له فص من العقيق، نقش عليه اسمه ـ بشكل طغراء ـ كما يأتي: (عبدالعزيز بن عبدالرحمن الفيصل السعود)، ويختم به جميع الرسائل، والأوامر الصادرة منه.

وله خاتم آخر فيه كسر قليل من جانبه، إلا أنه قلما كان يستعمله.

ولما مرض الملك مرضه الأخير، أراد أطباؤه إجراء تخطيط كهربائي لقلبه، فاضطروا إلى إبعاد كل جسم معدني عنه، واستأذنوه في نزع خاتمة الفضي، فابتسم وقال:  هذه أول مرة أنزع فيها هذا الخاتم من أصبعي.  فتأثر الأطباء لهذه الكلمة تأثراً كبيراً.

6. نظارته

وكان يضع النظارات على عينيه، لأنّ في عينه اليسرى بياضاً خفيفاً، يضعف الرؤية، ولكنه يقرأ بلا نظارات. وفي نظره إلى البعيد، خاصة، حدة شديدة.

7. مقاعده

وكان له في كل غرفة اعتاد دخولها، من غرف ديوانه، مقعد خاص (فوتي أو كنبة)، لا يجلس عليه أحد غيره، في حضوره أو غيابه. وهو لا يختلف عن سواه من مفروشات الغرفة. وقد يجلس عليه أحد الزوار الجدد، فيشير إليه مدير المكتب بلطف أن هذا مقعد الملك، فينتقل إلى غيره.

وجُدد فرش الصالون. في القصر الملكي بجدة، وأقبل الملك عبدالعزيز، فجلس على المقعد الخاص به. وهو كرسي ضخم عليه طراحة منفصلة، وأظهر سروره من حسن صنعه. وكان فيلبي حاضراً، فشارك في استحسان الكرسي، وقال: هذا عرش!

غير أن الملك تحرك قليلاً إلى الأمام، فتحركت الطراحة. تحته، فاستنكر ذلك، ونهض مسرعاً إلى مقعد آخر، وهو يقول مبتسماً: لا! لا أحب العرش المتقلقل.

وعلى الأثر، طلب مقعده القديم، فجاءه به الخدم. وجلس عليه مطمئناً. فأخذ يمر بيده على متكأ المقعد، ويقول: حملتني سنوات، فلا تفارقني. وأمر بأن يبقى المقعد في القصر، حتى بعد إصلاح الجديد.

8. سيوفه

كانت للملك عبدالعزيز عناية فائقة بالسيوف، وخبرة في أنواعها، ومعرفة بتواريخها. وقد أمر بالمحافظة على السيوف القديمة، التي اشتهرت في الأسرة السعودية، واهتم لجمع ما تفرق منها في حوادث الفتن الأهلية وغيرها، فتم له ما أراد. ويقول فؤاد حمزة: سمعته يذكر أن هنالك سيفاً مشهوراً واحداً، من سيوف آل سعود الأولين، لم يزل مفقوداً.

وكان يرى السيوف الفارسية القديمة أفضل من الهندية، ويفضل الهندية على السيوف اليمانية.

ويحب السيوف الفارسية القديمة، ولا سيما الصنف المسمى  (خريسان)، والصنف المسمى (دابان)، وقد انعدمت صناعتهما من مئات السنين، والموجود منها الآن نادر جداً.

وأكثر السيوف القديمة الموجودة في الأسرة السعودية، من الصنف الثاني (دابان)، ومنه السيوف الآتية: رقبان[2]، وكان من أحب سيوفه إليه، وصويلح  وثويني  وياقوت.

9. بنادقه

كانت للملك عبدالعزيز بندقية موزر أيام حروبه وغزواته. ولكنه أطلق عليها اسم (عوافية)، وذلك أنه قلما استعملها في الحروب لاستغنائه بالسيوف عنها، ولم يذكر أنه استعملها في حرب.

10. خيوله

كان الملك عبدالعزيز، من بدء حياته، وإلي ما بعد استعمال السيارات والطائرات، كثير العناية بالخيول الأصلية. وكانت اصطبلات خيوله الخاصة في الرياض، كما وصفها خبير بالخيل سنة 1355هـ / 1936م، تحوي أشهر المرابط، وقدر عددها يومئذ بنحو ألف فرس، قال: إنها ترعى في أنحاء مختلفة من الصحراء، منها 200 اختصها الملك بالتفضيل على سواها، لأن معظمها من خيول أجداده، فوضعها في واحة الخرج، حيث تجد كفايتها من البرسيم الحجازي، وتشرب من المياه الجارية من ينابيع الخرج.

وكان من أجود خيله في حروبه الأولى، فرس يفضلها لركوبه، اسمها (منيفة)، قتلت في إحدى المعارك، بينما كان يركبها أحد رجاله. واستعاض عنها بفرس أخرى تسمى (الصويتية).

11. سياراته

لا يعلم على وجه الدقة، متى امتلك الملك عبدالعزيز أول سيارة، ولكنه في وقت مبكر من دخوله الحجاز كان يملك عدداً من السيارات، ابتاع عدداً منها من مصر. وقد أوفد رئيس السائقين عنده، صديق الهندي، إلى أوروبا، لشراء عدداً من السيارات للديوان الملكي، وأوصى بأن تصنع له سيارتان خصيصاً، إحداهما مرسيدس والأخرى رولزرويس، تقويان على السير في الصحراء والمناطق الوعرة، نظراً لعدم توفر طرق معبدة ومسفلتة في المملكة آنذاك. ولما تأخر وصول السيارات، ابتاع سيارات من التجار في جدة وبلغ عددها 22 سيارة.

وقد أهدى إليه رئيس الوزراء البريطاني، تشرشل، سيارة رولزرويس مجهزة للسير في الصحراء والمناطق الوعرة، ولكنه أهداها لأخيه الأمير محمد بن عبدالرحمن، لأنه وجد مقود السيارة على اليمين، مما يضطره للجلوس على يسار السائق وهذا ما لا يطيقه اتباعاً للسنة النبوية، بالتيامن في كل شيء.

وكان رئيس السائقين الهندي صديق، قد لازمه فترة طويلة من الزمن. كما كان يعمل لديه عدد آخر من السائقين والفنيين من الإندونيسيين.

ولما كثرت موارد البلاد أصبح عدد سياراته كبيراً، من صناعات أمريكية مثل كدلاك وهدسون ودودج وشيفروليه، وألمانية مثل مرسيدس. وظل يستخدم السيارة حتى حلت محلها الطائرة، في أواخر عمره.

12. طائرته

أهدى الرئيس الأمريكي، فرانكلين روزفلت، طائرة إلى الملك عبدالعزيز، عقب لقائهما في البحيرات المرة، بقناة السويس في 15 فبراير 1945م، ولكنها لم تصل إلا بعد وفاة الرئيس الأمريكي. وكانت من نوع دوجلاس دي. سي3. ووصلت في يوم السبت 2 جمادى الأولى 1364هـ/ أبريل 1945م مطار جدة، مجهزة بمقاعد وثيرة، وبأحدث الوسائل الفنية. وقدمها الكولونيل وليم إدي الوزير المفوض الأمريكي، لدى المملكة العربية السعودية. واشترك معه في التقديم كل من: الكولونيل ماكين والكولونيل هويت، والكولونيل أولدريش، واللفتنانت كولونيل كد. وتسلمها وكيل نائب الملك في الحجاز، الأمير منصور بن عبدالعزيز. وقال الوزير المفوض الأمريكي: "إن قوات الطيران في جيش الولايات المتحدة، قد أعدت هذه الطائرة الأمريكية، للخدمة في بلادكم العظيمة، التي أتشرف بتقديمها لسموكم بوصفكم نائباً لجلالة الملك". ورد الأمير منصور بخطاب موجزه: "أتقبل باسم جلالة والدي الملك عبدالعزيز هذه الهدية الثمينة التاريخية، المهداة من الراحل العظيم فرانكلين روزفلت، تلك الهدية التي ترمز في نظرنا لأمرين عظيمين: الأول، ذكرى الاجتماع التاريخي، والثاني رمز الصداقة بين المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة. وقد أصبح لهذه الطائرة مكانة خاصة سيحتفظ بها كذكرى خالدة في هذه البلاد، للزعيم الذي كان زعيماً إنسانياً عالمياً، كما كان زعيماً بحق للولايات المتحدة".

وأول مرة ركب فيها الملك عبدالعزيز الطائرة، كان في رحلة من عفيف إلى الحوية في الطائف في شوال 1364هـ/ أكتوبر 1945م، وكان مسروراً بذلك.

13. أوسمته

أ.  من بريطانيا العظمى:

   الوشاح الأكبر من وسام الحمام العالي الشأن.

   الوشاح الأكبر من وسام نجمة الهند.

ب. من الجمهورية الفرنسية:

    الوشاح الأكبر من وسام جوقة الشرف.

ج.  من إيطاليا:

   الوشاح الأكبر من وسام سان موريس ولازار.

   الوشاح الأكبر من وسام تاج إيطاليا.

د.  من مملكة العراق:

   الوسام الهاشمي.

   الوشاح الأكبر من وسام الرافدين.

هـ. من هولندا

    الوشاح الأكبر من وسام الأسد الهولندي.

و.  وهناك أوسمة ونياشين أهديت له من قبل الدولة العثمانية قبل زوالها.

 



[1]  ريزة وطرابزون من مدن تركيا الواقعة على البحر الأسود.

[2]  في جريدة أم القرى ورد اسمه ركبان.