إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات عسكرية / التطور في أسلحة الهجوم الجوي الحديثة، والتطور المتوقع لمجابهتها









المبحث السادس

المبحث السابع

تطور منظومة الدفاع الجوي بما يحقق مجابهة التطور المستمر

لأسلحة الهجوم الجوي الحديثة

تشمل الأسس والاعتبارات، التي يُبنى عليها تطوير منظومة الدفاع الجوي الآتي:

1. تطور مفاهيم استخدام العقائد العسكرية عالمياً، خاصة بعد الحروب الحديثة والتحولات في مفهوم العدائيات، مع ظهور تطور في استخدام القوات الجوية وأسلحة الهجوم الجوي الحديثة.

2. التنوع في أساليب الاستخدام في نظم التسليح، على الرغم من التقدم التكنولوجي الواضح لها، إذ هي العامل الحاسم في نجاح أو فشل الصراعات، لاعتمادها على القدرات الذهنية للمخططين والمنفذين. هذا الاتجاه ينبغي التركيز عليه في منظوم أي تطوير.

3. الواقعية في تطوير منظومة الدفاع الجوي، بحيث تصبح مواكبة لقدرات وإمكانات الدولة في التطوير، وتدبير نظم التسليح مادياً وفنياً، مع مراعاة قدرات استيعاب المقاتل للتطور التكنولوجي.

4. الاستفادة من الإمكانيات والقدرات العلمية والفنية لمراكز البحوث المتخصصة، في أعمال التطوير والتحديث.

أولاً: مطالب تطوير منظومة الدفاع الجوي

1. الاستعداد القتالي العالي والدائم

وذلك بالتنظيم المستمر لاستطلاع العدائيات الجوية، والفتح الكامل لكافة وسائل الدفاع الجوي، وسرعة تخصيص المهام لعناصر النيران الإيجابية في الوقت المناسب، مع تنظيم أوضاع الاستعداد القتالي المتقدمة لبعض العناصر، وتوافر احتياطيات من الوحدات الفرعية والأجهزة والاحتياجات المختلفة من الذخائر وعناصر النيران (الصواريخ - الذخائر)، وقطع الغيار.

2. الفاعلية

هي القدرة على تدمير العدائيات الجوية المختلفة (أسلحة الهجوم الجوي الحديثة، الطائرات المخفاة، الطائرات الموجهة من دون طيار) سواء على طرق اقترابها، أو على الحدود البعيدة لمناطق التدمير، لحرمانها من تحقيق أهدافها وإحباط تنفيذ مهامها القتالية، وإحداث أكبر قدر من الخسائر بها. ويعتمد ذلك على نسبة احتمالات التدمير وسرعة رد الفعل للأنظمة الحديثة، وتحدد فاعلية المنظومة من خلال نسبة تدمير طائرات الضربة/ الغارة.

3. القدرة على مجابهة العدائيات الجوية المختلفة، وخاصة الطائرات المخفاة والطائرات الموجهة من دون طيار

هي القدرة على  صد العدائيات الجوية بأنواعها، والضربات والهجمات الجوية المركزة من اتجاهات مختلفة في وقت واحد، وتحت كافة الظروف

أ. عند تدمير العدو الجوي حالة هجومه على مواجهة واسعة، ينبغي توزيع الجهود في الاتجاهات المهددة، وفتح قوات ووسائل منظومة الدفاع الجوي للاشتباك على الخطوط المخصصة لها في الوقت المناسب، وتجهيز الوحدات النارية للصواريخ بمواقع القتال.

ب. عند تدمير العدو الجوي، عند شنه الهجوم على مواجهة ضيقة، ينبغي أن تركِّز الجهود لتدميره على التوالي، وذلك بتشكيل دفاع جوي في أنساق متعددة ودائرياً، مع الاستعداد للمناورة على المواقع التبادلية في الوقت المناسب.

4. استقرار واستمرار الدفاع الجوي

هي القدرة على الصمود والقتال تحت مختلف الظروف، في ظل أعمال قتال العدو الجوي والبري والبحري والإعاقة الإلكترونية بأنواعها. ويكون ذلك بتحقيق التجهيز الهندسي الجيد للمنظومة ووسائلها مواقع القتال المحتلة والتبادلية وتحصينها، مع اتخاذ كافة الإجراءات التي تحقق الإخفاء والتمويه، مع استخدام تجمعات مختلفة ذات  أنظمة ترددية مختلفة النطاقات ومتعددة الترددات في النظام الواحد، مزودة بتقنيات التغلب على أعمال الإعاقة والتشويش والتداخلات المختلفة، للحد من تأثيرها، مع إمكانية المناورة السريعة بمواقع القتال، والعمل تحت كافة الظروف الجوية ومسارح العمليات المختلفة.

5. التوازن

هي الحالة التي ينبغي أن تنظم عليها القوات، بما يمكنها من تأدية مهامها وتنفيذها خلال مراحل العمليات، مع القدرة على مواجهة المغيرات والعدائيات غير المتوقعة. ويستدعي هذا تطوير إمكانيات المنظومة الحالية، بما يجعلها متوازنة مع إمكانيات العدائيات الجوية، وأسلحة الهجوم الجوي الحديثة، والطائرات المخفاة، والطائرات الموجهة من دون طيار.

وبالوصول إلى هذا التوازن، تتحقق إمكانية توافر الدفاع الجوي لجميع الأهداف الحيوية بالدولة، على جميع الاتجاهات الإستراتيجية بالحجم الكافي، بكافة وسائل المنظومة، مع تحقيق احتياطيات لتأمين الأعمال التعرضية للمنظومة، واستعادة الكفاءة القتالية للتشكيلات والوحدات بأسرع وقت ممكن، واستمرار صد وتدمير العدو في ظل استمرار هجمات/ ضربات العدو الجوي والبري، وذلك باستخدام القدر الكافي من التكنولوجيا دون مغالاة، مع الإعداد الجيد للعنصر البشري.

6. التكامل والتنوع

ويكون ذلك بتوافر الإمكانيات المتعددة داخل النظام الواحد، كالآتي:

أ. نظام استطلاع العدو الجوي

توافر أنواع مختلفة من أجهزة الرادار والإنذار الأرضية، والاستفادة من كافة الأنظمة للدولة والتشكيلات، ومعلومات الاستطلاع اللاسلكي، وأنظمة الاستطلاع للقوات البحرية، والنظم المحمولة جواً، والأجهزة المدنية.

ب. أنظمة الدفاع الجوي الإيجابية (المقاتلات والصواريخ)

بتوافر المقاتلات والصواريخ بأنواعها بمديات مختلفة، قادرة على تدمير وإصابة الهدف الجوي على الارتفاعات المختلفة، مع إمكانية الاشتباك مع جميع العدائيات الجوية المختلفة والصواريخ الباليستية والطوافة، والطائرات المخفاة، والطائرات الموجهة من دون طيار، مع إمكانية تجميع معلومات مستويات القيادة والسيطرة تحت نظام قيادة وسيطرة واحد، واستمرار الاشتباك مع الأهداف الجوية على طرق اقترابها.

ثانياً: اتجاهات التطوير العالمية في نظم الدفاع الجوي، لمجابهة التطور المستمر في أسلحة الهجوم الجوي الحديثة (الطائرات المخفاة والطائرات الموجهة من دون طيار)

1. اتجاهات التطور في وسائل الاستطلاع والإنذار

يشمل التطور في أنظمة الاستطلاع والإنذار الآتي:

أ. أجهزة الرادار الأرضية.

ب. أنظمة الإنذار المبكر المحمول جواً.

ج. نظام المراقبة الجوية بالنظر.

د. أنظمة الكشف السلبي.

هـ. الكشف بالأقمار الصناعية.

و. أنظمة كشف الصواريخ.

2. أجهزة الرادار الأرضية

أ. أجهزة الرادار الحديثة التي تعمل في النطاقات الترددية المختلفة

توافر أجهزة الرادار الحديثة، التي تعمل في النطاقات الترددية (مترية، ديسيمترية، سنتيمترية) لمواجهة العدائيات الجوية الحديثة، وتتنوع في إمكانياتها واستخداماتها كالآتي:

(1) القدرة العالية على الاستمرار في تنفيذ المهام، تحت تأثير الاستخدام المكثف للإعاقة الإلكترونية (إيجابية - سلبية).

(2) التزويد بأنظمة الإنذار والحماية ضد الصواريخ راكبة الشعاع.

(3) القدرة على اكتشاف الأهداف الجوية ذات المقطع الراداري الصغير. وتُعد أجهزة الرادار، التي تعمل في النطاق الترددي المتري، من أنسب الأجهزة لاكتشاف مثل هذه الأهداف.

(4) اكتشاف الأهداف المنخفضة على مسافات بعيدة نسبياً. وتعتمد هذه الأجهزة على نصب الهوائيات على صواري للتغلب على المدى المحدود للأفق اللاسلكي، الناتج عن كروية الأرض.

(5) تعاظم إمكانية الكشف الراداري، باحتمالات كشف لا تقل عن 90%، والقدرة على كشف الأهداف ذات السرعات العالية حتى 3 ماخ.

(6) توافر أجهزة رادار ثلاثية الأبعاد تحقق إمكانية التعامل مع الكثافة العالية للأهداف الجوية، والإنشاء الآلي لخطوط سير الأهداف، والربط المباشر مع مراكز القيادة الآلية.

(7) التأمين ضد النبضة الكهرومغناطيسية الناتجة عن الانفجار النووي.

(8) القدرة العالية على المناورة.

ب. أجهزة الرادار التي تعمل على النطاق الترددي الملليمتري

يقع النطاق الترددي الملليمتري في الحيز من (40 – 300 جيجاهرتز)، وطول موجة (1 – 7.5 مم). وتتسم طبيعة انتشار هذه الموجات بخصائص مختلفة عن انتشار الموجات الرادارية التقليدية، ولذلك يتطلب تصميم وإنتاج المعدات، التي تعمل في هذا النطاق تكنولوجيا خاصة.

ج. أجهزة الرادار ثلاثية الأبعاد

يُعد جهاز الرادار ثلاثي الأبعاد هو الجهاز الأمثل للعمل في المواقف الجوية المعقدة (مواجهة أعداد كبيرة من الأهداف الجوية، سرعات عالية، مناورات حادة، الطيران على ارتفاعات مختلفة)، حيث يتميز بالآتي:

(1) قدرة عالية على مقاومة الإعاقة الإلكترونية.

(2) اكتشاف وتتبع عدد كبير من الأهداف الجوية.

(3) توفير الإحداثيات الثلاثية للأهداف الجوية أيضاً، ما يزيد من إمكانيات تأمين أعمال قتال وسائل الدفاع الجوي الإيجابية (المقاتلات، الصواريخ).

د. أجهزة رادار كشف ما وراء الأفق

تُعد أجهزة رادار كشف ما وراء الأفق الحل العملي لكثير من المصاعب، التي تواجه أجهزة الرادار الأرضية محدودة الكشف للأهداف المنخفضة نتيجة كروية الأرض؛ وكذلك الأهداف ذات المقطع الراداري الصغير. وتستخدم هذه الأجهزة نظريات ونطاقات ترددية عالية (3 – 30 ميجاهرتز) المستخدمة في الاتصالات اللاسلكية، وتختلف عن النطاقات المستخدمة في الرادارات العادية.

تنفرد هذه الأجهزة بخاصية انتشار موجاتها لمسافات بعيدة جداً، فيما وراء الأفق اللاسلكي، إما من طريق انعكاس الموجات من طبقة الأيونوسفير الجوية (موجات سماوية)، ويصل مدى كشف هذا الأسلوب بدءاً من 800 – 1000 كم، وحتى حوالي 4000 كم، وإما من طريق انعطاف الموجات على سطح البحر والتصاقها بمستوى سطح البحر، والوصول لمسافات تصل إلى حوالي 400 – 800 كم على هذا المستوى.

هـ. أجهزة الرادار ثنائية/ متعددة المواقع

هي الأجهزة التي تستخدم نظام إرسال وهوائي واحد في موقع محدد، ثم نظام أو عدة أنظمة استقبال بهوائيات أخرى في مواقع بعيدة عن موقع نظام الإرسال. وقد أحدث إنتاج هذه الأجهزة ثورة في بناء أجهزة الرادار لزيادة إمكانيات المناورة وخفة الحركة وسهولة الاستخدام، وقدرة عالية على التغلب على أعمال الإعاقة الإلكترونية والاستطلاع الإلكتروني، والأسلحة المضادة للأشعة الرادارية، وكذلك التغلب على بعض المشاكل الفنية لأجهزة الرادار العادية. ومن أمثلة هذه الأجهزة النظام الأمريكي (BOMEWS).

3. أنظمة الإنذار المحمولة جواً:

أ. طائرات الإنذار المبكر

(1) تُعد أنظمة الإنذار المحمول جواً في الطائرات من أهم أنظمة اكتشاف الأهداف المنخفضة، والمنخفضة جداً لمدى حتى 400 كم؛ ومن أمثلتها طائرات الأواكس، وطائرات (E-2C)، وطائرات فالكون. ويكون استخدامها، عادة، في الآتي:

(أ) استطلاع مسرح العمليات واكتشاف الطائرات المعادية بأنواعها المختلفة على جميع الارتفاعات، من مسافات بعيدة، وإنذار القوات عنها، وإمدادها بمعلومات مستمرة تشمل: المدى والاتجاه وخط السير والسرعة والارتفاع. كما يمكن تحديد نوع الأهداف التي تبعث الإشعاع الإلكتروني.

(ب) الاتصال بالقواعد الجوية وبالمقاتلات الاعتراضية في الجو، وقيادة عمليات الاعتراض الجوي، بما في ذلك توزيع الأهداف وتوجيه المقاتلات وإنذارها عند اقتراب الطائرات المعادية، أو أي عدائيات جوية مختلفة، والصواريخ الباليستية والطوافة.

(ج) السيطرة على طائرات الدوريات الجوية المقاتلة، والطائرات في وضع المظلة الجوية، مع إدارة عمليات القصف الجوي للأهداف الأرضية، خاصة ضد مواقع الدفاع الجوي.

(د) العمل كمحطة إعادة اتصال بين مراكز التوجيه الأرضية وطائرات المعاونة، والمشاركة في عمليات الإنقاذ واكتشاف القطع البحرية في البحار والمحيطات، وتقييم نتائج أعمال القتال.

(2) تطوير الطائرات بتجهيزها بأنظمة كشف فوق الماء واليابس، باستخدام رادار حديث من نوع (APS-145) للكشف والتتبع بمدى حتى 270 كم في الطائرات (E-2C - فالكون)، ومدى حتى 600 كم في الطائرات (أواكس)، مع زيادة ارتفاع الطيران.

(3) تطوير قدرات طائرات الإنذار المبكر للعمل ككشف وإنذار وقيادة وسيطرة، مع القدرة على كشف الأهداف الجوية لمسافات بعيدة، وتحت كافة ظروف الإعاقة الإلكترونية، والقدرة على البقاء في الجو لفترة طويلة.

(4) تطوير رادار الكشف والإنذار بطائرات الإنذار المبكر وأجهزة الاستشعار الحرارية، لاكتشاف الصواريخ الباليستية والصواريخ الطوافة لحظة إطلاقها، واستمرار تتبعها أثناء مرحلة الطيران المتوسط وحتى الوصول للهدف.

ب. أنظمة الرادار المحمول في منطاد جوي

تُستخدم هذه الأنظمة للتغلب على نقاط الضعف في أنظمة الإنذار المحمول جواً في طائرات. والنظام هو رادار يُحمل في منطاد صُنع خصيصاً لهذا الغرض، ويكون ارتفاع العمل 3 – 5 كم، ويتميز بإمكانية كشف الأهداف الجوية التي تطير على ارتفاعات منخفضة جداً، مثل الصواريخ الطوافة، والطائرات المخفاة، والطائرات الموجهة من دون طيار.

وتوجد هذه الأنظمة على مناطيد ثابتة، مثل النظام (M-71)، والنظام (420K) الأمريكي، ونظام (البوما) الروسي. أو قد توجد على منطاد متحرك، مثل سفينة الهواء الأمريكية (Air Ship).

ج. الكشف بالطائرات الموجهة من دون طيار

(1) الإنذار عن جميع العدائيات الجوية المختلفة، والصواريخ الباليستية والطوافة. وجرى تطويرها بتزويدها بأنظمة اتصالات بالأقمار الصناعية، وصواريخ (جو/ جو)، مثل الطائرات (كوندور، رابير) الأمريكية، والطائرة (هيرون) الإسرائيلية.

(2) اعتراض وتدمير الصواريخ الباليستية، وهي إحدى الوسائل التي تُستخدم ضد العدائيات الجوية قليلة التكلفة.

4. تسليح عناصر المراقبة الجوية بالنظر

أ. الخوذة الذكية (رادار قصير المدى، وأجهزة رؤية ليلية).

ب. نظارة ميدان للرؤية النهارية وتحديد المدى (PLD)، وهي نظارة رؤية مكبرة وتحديد المدى بأشعة الليزر، من إنتاج يوغسلافي، تزن كم واحد، ولها القدرة على تحديد المدى بدقة متناهية (100 – 1000 م).

ج. نظام الرؤية الليلة (AN/PAP-4A)

نظام رؤية ليلي بعيد المدى، يعمل بنظرية تكثيف الضوء، ويستخدم على حامل أرضي أو عربة جيب، ويمكن التحكم فيه من بُعد. كما يمكن كشف الدبابات والمركبات والطائرات العمودية من مدى 40 كم نهاراً، و30 كم ليلاً، وتمييزها على مسافة 16 كم.

د. نظام الرؤية الليلية (إيجابي/ سلبي) من نوع (TRTV-4451)

هو تلسكوب للمراقبة الليلية والنهارية.

هـ. نظام (MK428/410)

نظام رؤية ليلية سلبية، يعمل بنظرية تكثيف الضوء، ويُستخدم في مراقبة السواحل والحدود، وله القدرة على التكبير 5.5 مرة.

5. أنظمة الكشف السلبية الحديثة

اتجهت البحوث العلمية في مجال الكشف والتتبع عن الأهداف الجوية، إلى الهدف نفسه، الذي غالباً ما يبث موجات (حرارية، ضوئية، كهرومغناطيسية، صوتية...)، يمكن الاستفادة منها في كشفها وتتبعها، وتأكيد معلومات الرادار، خاصة كشف الأجهزة الإلكترونية بالطائرات والصواريخ الطوافة، التي تحلق على ارتفاعات منخفضة، كالآتي:

أ. المستشعرات البصرية، وتعمل بأسلوب كهروبصري، وتتكون من تلسكوب ذي مجال رؤية واسعة، يكبّر الرؤية للأهداف الجوية لمسافة تزيد عن 30 كم.

ب. المستشعرات الصوتية، حيث تُستغل الموجات الصوتية لمدى يصل حتى 20 كم من جميع الاتجاهات، وإظهار بيانات الأهداف المكتشفة (النوع، السرعة، الاتجاه) في صورة رقمية ومقارنتها بالبيانات والمعلومات المخزنة في ذاكرة المستشعرات. وهي تكشف الصواريخ الطوافة والطائرات بمختلف أنواعها.

ج. مستشعرات كهرومغناطيسية، وتُستخدم لاستطلاع موجات كهرومغناطيسية في حيز التردد اللاسلكي أو الراداري، ويمكنها العمل مع نقاط المراقبة الجوية المنعزلة.

د. مستشعرات حرارية، وتعتمد على الإحساس بالإشعاع الحراري المنطلق من الأجسام، وقد أنتجت مستشعرات تصل إلى 25 – 30 كم، وهي تكتشف الصواريخ الطوافة والطائرات الموجهة من دون طيار، والطائرات بمختلف أنواعها.

هـ. أجهزة الكشف السلبية (الرادارات السلبية الحديثة) لاكتشاف الطائرة المخفاة، وبها جهاز اتصال لاسلكي وباعث ليزري لإضاءة الهدف وتوجيه القنابل، إلى جانب أجهزة ومعدات الإعاقة الإلكترونية. وهذه المعدات تبث طاقة يمكن التقاطها باستخدام أجهزة استقبال عالية الحساسية.

و. نظام مانور، أو الرادار ثنائي الاستاتيكية السلبي، وتُسمى، أيضاً، الرادارات السلبية الخفية. وقد أعلن معهد (روك مانور) الإنجليزي للأبحاث الإلكترونية، أنه توصل إلى طريقة عملية تعتمد على التقاط صدى إشارات الهاتف الخلوي، المنعكسة على جسم الطائرة، وتتبعها.

6. أنظمة الكشف والتتبع والإنذار بمنظومات الصواريخ المضادة للطائرات

أ. رادار نظام الباتريوت (MPQ/ RS)، وله القدرة على كشف وتتبع وتمييز حتى 100 هدف، بمدى يصل إلى 170كم، وتوجيه عدد يصل إلى ثمانية صواريخ، ضد أهداف مختلفة، ويعمل بتردد (4 – 6 جيجاهرتز)، فـي الحيـز (G-Band)، ويتواجد رادار لكل بطارية، وهذا الحيز يتيح اكتشاف الصواريخ الطوافة والطائرات الموجهة من دون طيار على ارتفاعات عالية، وذات المقطع الراداري الصغير.

ب. رادار الصاروخ سام-10 (S300PMU4) و(S-400)، ويعمل كجهاز إنذار مبكر، بمدى يصل إلى 375 كم، وله القدرة على اكتشاف الصواريخ الباليستية، وتوجيه العنصر الإيجابي (الصاروخ) للتعامل معها.

ج. رادار كشف منظومة الدفاع الجوي الأمريكي (THAAD) ضد الأهداف الجوية والصواريخ الباليستية على المديات البعيدة، حيث يصل مدى الكشف إلى 1000 كم، وارتفاع 150 كم، ويمكن ربط النظام مع رادارات الإنذار المبكر بعيدة المدى، وطائرات الإنذار المبكر والأقمار الصناعية، كما يمكنه التعامل مع جميع أنواع الإعاقة الإلكترونية.

د. تطور أجهزة الرادار التي تعمل مع منظومات الصواريخ

(1) استخدام الرادارات التي تعمل بنظام الهوائيات ذات المصفوفة الإيجابية، وتؤدي مهمة المسح الإلكتروني في المستويين الأفقي والرأسي، وتعمل في حيز الترددات المترية والديسيمترية، مثل الرادار (كوبرا - داين) الأمريكي لكشف الصواريخ الباليستية بمدى 3230 كم، والرادار (FPS-115) الأمريكي ومـداه حتـى 4800 كم، والرادار (تبس 59 المعدل) ويكشف الصواريخ الباليستية حتى 700 كم وارتفاع 150 كم، والرادار (SPS-48E) ويكشف الصواريخ الباليستية حتى 930 كم وارتفاع 150 كم، وكذلك أجهزة رادار كشف ما وراء الأفق ذات الموجات السماوية.

(2) استخدام أجهزة رادار أرضية متطورة، مثل الرادار الصيني (YLC-12) ومداه 1000 كم، الذي يتميز بسرعة اكتشاف الصواريخ الباليستية، والرادار (تيبو) الروسي، والرادار (YLC20-503) الصيني، الذي يتميز باكتشاف الأهداف، والصواريخ الطوافة، والطائرات المخفاة، والطائرات الموجهة من دون طيار.

ثالثاً: اتجاهات التطوير في النظم الإيجابية

يشمل التطوير في نظم الدفاع الجوي الإيجابية، ما يلي:

·   التطوير في المقاتلات ونظم تسليحها.

·   التطوير في الصواريخ (أرض/ جو).

·   التطوير في الصواريخ الفردية.

·   التطوير في المدفعية المضادة للطائرات.

1. اتجاهات التطوير في المقاتلات، ونظم تسليحها

يشمل التطوير زيادة الإمكانيات والقدرات (السرعة، والمناورة، والطيران على الارتفاعات المختلفة، والتسليح، والتزود بأجهزة إلكترونية حديثة)، التي تحقق لها القدرة على تنفيذ مهام بعيدة المدى نهاراً وليلاً، من خلال:

أ. إنتاج واستخدام أجيال متطورة من المقاتلات ودخولها الخدمة، مثل الطائرة الأمريكية (F-35: JSF)، والطائرة الروسية (SU-37)، والطائرة الصينية (F-22).

ب. إدخال مفهوم تكنولوجيا الإخفاء بكافة أنواعه (راداري، وصوتي، ودهانات)، في المقاتلات الحديثة.

ج. زيادة زمن البقاء في الجو والقدرة العالية على المناورة.

د. تزويد المقاتلات بالمعدات الإلكترونية الحديثة للاتصال والملاحة، واكتشاف الأهداف، والتصوير الإلكتروني والبصري، والتحذير الراداري والحراري، إضافة إلى الحاسبات الإلكترونية.

هـ. التطوير الجزئي للجيل الحالي من المقاتلات، مثل (F16A/B/C/D/I – F15 I./S) لزيادة إمكانياتها في الإخفاء.

2. اتجاهات التطوير في أنظمة الصواريخ الإيجابية (أرض/ جو)

أ. زيادة القدرات الفنية والتكتيكية للتعامل مع الأهداف الجوية ذات السرعات العالية، ومساحة المقطع الراداري الصغير، مثل الطائرات المخفاة والطائرات العمودية والطائرات الموجهة من دون طيار، والصواريخ الباليستية والطوافة، مثل النظام (SAM-10) ونظام (هوك ألفيز الرابع) الأمريكي، ونظام (جيـن فـون BUK-M2) الروسي.

ب. خفة الحركة وزيادة القدرة على المناورة، وذلك بتحميل نظم الصواريخ على عربات مجنزرة، مع إمكانية نقل مكونات النظم جواً بطائرات النقل، مثل النظام (SAM-9/8/13)، مع تخصيص رادار لكل مركبة، ما يزيد من القدرات القتالية للتشكيل القتالي.

ج. تطوير النظم الرادارية للاكتشاف وتتبع الأهداف المعادية، أو لتوجيه الصواريخ، وذلك للتغلب على الإعاقة الإلكترونية، بإدخال نظم رشاقة التردد، أو بتقليل الفصوص الجانبية للشعاع الراداري، مع استخدام الرادارات أحادية النبضة، وكذلك التي تعمل بنظرية دوبلر، مع تعدد الترددات وتغييرها آلياً للتغلب على أعمال التداخل الإلكتروني المعادي.

د. استخدام الهوائيات التي تعمل بنظام المسح الإلكتروني والأشعة المتعددة، مع تطوير أسلوب جديد للصواريخ يعتمد على تتبع الهدف والصاروخ، في الوقت نفسه، بشعاع راداري منفصل من الهوائي ذاته، مع إمكانية الاشتباك مع أكثر من هدف من محطة توجيه؛ وكذلك تعدد قنوات التوجيه، بما يحقق توجيه أكثر من صاروخ على أكثر من هدف.

هـ. تقليل زمن دورة الاشتباك وزمن رد الفعل، والاشتباك مع أكثر من هدف بواسطة الوحدة الفرعية، أو الوحدة الفرعية الصغرى، مثل نظام (ميسترال- 30) الفرنسي، والنظام الروسي (SAM-12). كما طُورت بعض الأنظمة لتصل سرعة الصاروخ إلى 9 ماخ، كما في النظام الروسي ، (SAM-12B) الذي يمكنه التعامل مع أهداف باليستية تصل سرعتها إلى 8.2 ماخ، والطائرات المخفاة والموجهة من دون طيار، والهوائي يعمل بنظام المصفوفة، ومعه هوائي آخر لقيادة النيران، وهو يمثل تهديداً كبيراً للطائرات المخفاة.

و. تطوير بعض النظم للاشتباك مع الصواريخ الباليستية خارج الغلاف الجوي، مثل النظام (Save Guard) الأمريكي، والنظام (THAAD)، والنظام الروسي (TALEN) ، الذي يحدد الهدف ثم يدمره بالصواريخ (جالوش الروسي - وباتريوت الأمريكي)، أو خلال مرحلة الطيران الأخيرة (مرحلة السقوط)، مثل النظام متوسط المدى (MEDAS)، وهو منظومة دفاع جوي تشمل نظام صواريخ باتريوت، مع نظام متوسط المدى يُستخدم ضد الأهداف الجوية، والطائرات المخفاة، والصواريخ الباليستية قصيرة المدى.

3. اتجاهات التطوير في الصواريخ الفردية

أ. يشتمل التطوير على الآتي

(1) زيادة المدى والسرعة ومعدلات الإطلاق.

(2) استخدام الليزر في التوجيه.

(3) زيادة القدرة التدميرية بإنتاج صواريخ تعمل ضد الطائرات والدبابات، في وقت واحد.

ب. يُعد الصاروخ الفردي (ميسترال) من الوسائل الإيجابية، التي يمكنها التعامل، بكفاءة عالية، ضد الصواريخ الطوافة، والطائرات المخفاة، والأهداف ذات السرعات البطيئة نسبياً، والطائرات الموجهة من دون طيار.

ج. تُعد الصواريخ (سام-8) الروسية حتى مدى 12 كم، والنظام الياباني (ثانام) بمدى 10 كم، والنظام السويسري/ الأمريكي (أداكس) بمدى 8 كم، من أنسب الصواريخ الفردية للاشتباك مع الطائرات الموجهة من دون طيار، والصواريخ الطوافة، والطائرات المقاتلة بأنواعها.

د. التوسع في استخدام أجهزة قيادة نيران آلية حديثة وقادرة على اكتشاف الأهداف، ذات المقطع الراداري الصغير، وإمداد عناصر الصواريخ الفردية بمعلومات عنه، مع تحقيق زمن رد فعل صغير، للتعامل مع الأهداف الجوية المفاجئة والسريعة.

هـ. التوسع في استخدام أجهزة رؤية ليلية قادرة على اكتشاف الأهداف الجوية المختلفة ليلاً، ومجابهة الطائرات المخفاة والطائرات الموجهة من دون طيار، والتعامل مع الأهداف ذات السرعات البطيئة.

و. التوسع في استخدام وسائل التعارف، وتمييز الأهداف الصديقة.

4. اتجاهات التطوير في المدفعية المضادة للطائرات

استمر الدور الذي تلعبه المدفعيات والرشاشات المضادة للطائرات، على الرغم من تطور العدائيات الجوية، وهو ما أثبتته الحروب الحديثة؛ ذلك أن تطويرها يزيد فاعليتها وإمكانياتها الخاصة لمجابهة بعض العدائيات، مثل الطيران على الارتفاعات شديدة الانخفاض، وكذلك مجابهة الصواريخ الطوافة والطائرات البطيئة نسبياً (الطائرات العمودية)، والطائرات الموجهة من دون طيار على الارتفاعات المنخفضة والمتوسطة. كما أنها تتميز عن غيرها من وسائل الدفاع الجوي بسرعتها في الاشتباك مع الطائرات المفاجئة، وعلى مسافات قريبة يصعب اكتشافها رادارياً. وقد تمثلت اتجاهات التطوير في الآتي:

أ. زيادة معدل النيران (مخروط النيران)، باستخدام مدافع متعددة المواسير لها القدرة على إنتاج معدل عالٍ من النيران، مع زيادة السرعة الابتدائية للمقذوف وتحسين قدرته الانفجارية وإمكانية الاختراق للأهداف المعادية. ومن أبرزها معدة (الشيلكا) المطورة، والمدفع الألماني ذاتي الحركة عيار 35 مم (جيبارد)، والإيطالي ذاتي الحركة عيار 76 مم (أوتو ميلارا).

ب. استخدام معدات نظم هيدروليكية وكهربائية حديثة في التفتيش والتتبع، للتغلب على قصر زمن التعرض، وتقليل زمن رد الفعل.

ج. توفير خفة الحركة والقدرة على السير في جميع أنواع الأراضي، بتحميل المدافع ومعدات إدارة النيران على مجنزرات أو عجل.

د. زيادة المدى لإمكانية التعامل مع الطائرات العمودية المضادة للدبابات المتطورة، والضرب الأرضي.

هـ. إنتاج مدفع ليزر له القدرة على تدمير الصواريخ (أرض/ أرض) قصيرة ومتوسطة المدى، مثل النظام الأمريكي/ الإسرائيلي (نيوتلس).

و. استخدام معدات قيادة نيران حديثة مجهزة بحاسبات آلية ورادارات كشف، واستخدام أجهزة تعارف حديثة لتأمين طلعات الطائرات الصديقة، مع استخدام أجهزة منع الضرب الخاطئ.

ز. زيادة إمكانية التعامل مع الطائرات الموجهة من دون طيار، باستخدام الأسلحة الحديثة، مثل المدفع الأمريكي عيار 75 مم (سكاي سويير)، والمدفع عيار 40 مم (سويدي - أمريكي - إنجليزي) بمدى 2.8 كم، والمدفع السويسري عيار 30 مم بمدى 2.8 كم.