إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات عسكرية / التطور في أسلحة الهجوم الجوي الحديثة، والتطور المتوقع لمجابهتها









المبحث الأول

المبحث الثالث

ملامح التطور في أنظمة ووسائل الاستطلاع المختلفة

(أقمار اصطناعية، نظم استطلاع وإنذار محمولة جواً)

فقدت الاعتبارات الجغرافية المعروفة، مثل الأرض والأحوال الجوية والمسافات بين الدول، التي لعبت دوراً مهماً في الحروب السابقة، أهميتها بالصورة السابقة، مع تطور عناصر الاستطلاع المختلفة باستخدام الفضاء. الأمر الذي آثر على الاستخدامات المختلفة لاختيار الشكل والأسلوب المناسب للتصدي للعدائيات الجوية الحديثة.

التطور في استخدام النظم الفضائية العسكرية الحديثة، كان له تأثير على الفكر العسكري، بما يحققه من توفير أزمنة قياسية، ودقة في التوقيتات والاتصالات، لوضع منظومة الدفاع الجوي في أنسب الظروف الملائمة، للتعامل مع أسلحة الهجوم الجوي الحديثة.

أولاً: النظم الفضائية العسكرية

تنقسم النظم الفضائية العسكرية إلى الأتي:

1. نظم الاستطلاع وتشتمل على استطلاع تصويري, وإلكتروني

2. نظم الإنذار المبكر.

3. نظم الملاحة/ تحديد المواقع.

4. نظم الاتصالات.

5.     نظم الأرصاد والتنبؤات الجوية.

6. نظم فضائية في أعمال المراقبة الأرضية.

ثانياً: نظم الاستطلاع التصويري

تعمل الأقمار الصناعية العسكرية للاستطلاع التصويري باستخدام مستشعرات خاصة، لرصد الموجات الكهرومغناطيسية المرئية. ويراوح الطول الموجي لها من 4 - 7 ميكرومتر وحتى 300 مم، ويختار مدار المركبة الفضائية بحيث يحقق مسقط المسار على سطح الأرض التغطية المطلوبة، للمواقع المطلوب مراقبتها , مع إعادة المرور فوق النقطة المطلوبة نفسها في توقيتات تحدد مسبقا. ويعد ارتفاع المدار وميله من البارامترات المهمة، التي تحقق هذه المتطلبات.

1. العوامل التي تعتمد عليها خصائص التصوير الجوى من المركبات الفضائية للاستطلاع، تتلخص في الأتي:

أ. الفارق في شكل الجسم المراد تصويره، والخلفية الموجودة فيه.

ب. الظلال إلى تسببها الأجسام المجاورة للجسم المراد رصده وتصويره.

ج. ارتفاع المركبة الفضائية، وأقرب نقطة وأبعد نقطة في المدار.

د. نوع الكاميرات والأفلام المستخدمة.

هـ. حالة الجو ودرجة الرطوبة والسحب وتكاثرها.

و. معامل التفرقة. (اُنظر صورة أقمار اصطناعية مختلفة)

2. يكون الحصول على صور الأقمار الاصطناعية، بأي من الطرق الآتية:

أ. تسجيل الصور على وسط (أفلام)، بوضع داخل كبسولة، وإرسالها من القمر الصناعي والتقاطها من على سطح الأرض.

ب. تسجيل الصور في القمر الصناعي والحصول عليها بعد عودة القمر الصناعي للأرض. ويستخدم هذا الأسلوب في الأقمار الصناعية التي تستخدم في المهام العلمية، والمهام ذات المديات البعيدة جداً، والتي لا تتطلب سرعة الحاجة لها.

ج. البث المباشر للصور، إما أثناء التصوير ومرور القمر فوق الأهداف لحظياً، أو من طريق تسجيل البيانات طبقاً لطاقة التخزين المخططة، ثم إذاعة هذه البيانات إلى محطات الاستقبال الأرضية.

3. يجري التصوير باستخدام الأقمار الصناعية كالأتي:

أ. التصوير الفوتوغرافي

يكون التصوير الفوتوغرافي على تسجيل انعكاسات الضوء على أسطح خاصة (ملونة, أبيض وأسود)، ونتيجة لوضوح انعكاسات الضوء، طبقاً لطبيعة الجسم المنعكسة ومنها يتم إنتاج الصور. وتتميز الكاميرات والوسائط الخاصة بتسجيل (الأفلام)، وتستخدم في الأقمار الصناعية بالحساسية العالية.

ب. التصوير متعدد الأطياف

يكون التصوير متعدد الأطياف بتسجيل الموجات الكهرومغناطيسية المنعكسة من الأجسام، في شكل بيانات رقمية تجمع بواسطة الحاسبات الآلية، لإنتاج صورة طبقا للطول الموجي المنعكس من الأجسام.

ج. التصوير الراداري

يعتمد إنتاج الصور الرادارية على إرسال موجات رادارية من القمر الصناعي، ويتم استقبالها بعد انعكاسها من الأجسام المراد تصويرها أيضا بالقمر الصناعي. ويتم تكوين صورة رادارية تحدد شكل الأرض/ الأهداف، نتيجة لاختلاف انعكاس الموجات الرادارية.

د. يتأثر التصوير الفوتوغرافي بالوقت من اليوم

فهو لا يستخدم ليلاً، علاوة على تأثره بوضع الشمس على الأهداف المطلوب تصويرها (الظل)؛ بينما يصلح التصوير متعدد الأطياف في جميع الأوقات ليلاً ونهاراً؛ ولكنه يتأثر إلى حد ما بالأحوال الجوية, أما التصوير الراداري، فلا يتأثر بالوقت من اليوم، أو الأحوال الجوية, وهو إيجابي نظراً لبث الموجات الكهرومغناطيسية من القمر الصناعي. وتتوقف درجة وضوح الصور الرادارية، على كفاءة المستشعرات المستخدمة.

د. تقاس جودة الصورة بقدرتها التحليلية Ground Resolution

وهى أقل مسافة أرضية بين جسمين متجاورين للتعامل معهما، بوصفهما جسمين منفصلين.

ثالثاً: النظم الفضائية للاستطلاع الإلكتروني

الهدف من الاستطلاع الإلكتروني هو تحديد إحداثيات وبارامترات الرادارات المعادية ونظم توجيه الصواريخ؛ وغالباً تكون هذه النظم على الحدود السياسية للدول. وعندما تُحدد بارامترات الرادارات المعادية: من تردد، وقدرة خرج، وعرض النبضة، وأسلوب تعديل الإشارة، والتردد التكراري للنبضات، إضافة إلى موقع المحطة الرادارية، يمكن التخطيط لتدمير هذه الرادارات وتنفيذ ذلك بأقل خسائر ممكنة.

وتحمل المركبات الفضائية للاستطلاع مستشعرات تعمل في الطول الموجى الملليمتري، والموجات القصيرة للغاية.

كما تتميز مدارات المركبات الفضائية المخصصة للاستطلاع الإلكتروني، بارتفاع أعلى من مدارات مركبات الاستطلاع التصويري إذ تصل إلى 300 – 500 كم.

وتعتمد مركبات الاستطلاع الإلكتروني على رصد الإشعاع الكهرومغناطيسي، وتسجيله وإرساله إلى المحطات الأرضية لتحليله، أو إعادة إذاعته مباشرة لأحد الأقمار الصناعية المخصصة لتبادل المعلومات من المحطات الأرضية، لضمان سرعة وصول البيانات إلى مركز المراقبة الأرضية.

رابعاً: الأقمار الصناعية للإنذار المبكر

يهدف الإنذار المبكر إلى إطالة زمن الإنذار ضد الضربات الصاروخية المحتملة. ويعد استخدام المركبات الفضائية في أعمال الإنذار المبكر عاملاً حاسماً في تغيير الأسلوب الدفاعي، بشكل عام؛ اعتماداً على تقنيات الفضاء في الإنذار المبكر، والنظم الفضائية التي لا تعتمد على خط بين الهدف ووسيلة التقاطه. (اُنظر صورة القمر الصناعي اكسبلورر)

وتضم المنظومة الفضائية للإنذار المبكر مجموعة من الأقمار الصناعية، قد تصل إلى ثلاثة أقمار في بعض الأنظمة, يعمل كل منها أمام نقطة ثابتة على سطح الأرض، في مدار متزامن مع الكرة الأرضية. ويشمل النظام محطات لاستقبال المعلومات، وتخصيص الأسلحة، التي تتعامل مع كل نوع من أنواع الهجوم المعادى المكتشف.

ويعد هذا المجال من أوسع التطبيقات العسكرية لاستخدام الفضاء، ولا يسبقه في هذا المجال إلا أقمار الاتصالات، ولا يزال لهذا النظام دوره المهم، حيث اتسع مدى الإنذار إلى الصواريخ الباليستية المعادية من مئات الكيلومترات، إلى حوالي 5000 كم. وقد تطور النظام بشكل جوهري ورئيسي، حتى أصبح قادراً على كشف الصواريخ المعادية لحظة إطلاقها.

خامساً: النظم الفضائية لأغراض الملاحة/ تحديد المواقع

1. الهدف من النظام الملاحي

هو تحديد الموقع الحالي والتوجه الدقيق إلى موقع أخر، بحيث يشتمل ذلك المعلومات الدقيقة، عن خط الطول وخط العرض والسرعة والاتجاه. ولتحقيق هذه المتطلبات، فثمة العديد من التقنيات والمعدات المستخدمة في ذلك، مثل: معدات وأنظمة الملاحة المتكاملة باستخدام الفضاء، والتي توافر باستخدامها بناء أنظمة ملاحية متكاملة، تغطي سطح الكرة الأرضية تماماً لمدة 24 ساعة، وتعطى البيانات الملاحية لكل من له حق طلبها. ومن هذه الأنظمة نظام GOLNASS الروسي، والنظام الأمريكي GPS.

2. مكونات النظام GPS

يتكون من ثلاثة أجزاء رئيسية، هي: الوحدات الفضائية (الأقمار الصناعية)، ووحدات التحكم والمراقبة الأرضية، ووحدات الاستقبال للمستخدمين. وهذه المكونات الثلاثة ترتبط يبعضها؛ وتأثرها بالعوامل المختلفة، سواء داخلية أو خارجية، هو الذي يحدد درجة الدقة لأجهزة الاستقبال، إذ تختلف هذه الدقة من وقت لأخر.

سادساً: النظم الفضائية للاتصالات العسكرية

استُخدمت أنظمة الاتصالات العسكرية عبر الأقمار العسكرية، في عمليات درع/ عاصفة الصحراء، حيث نقلت معظم خطوط الاتصالات العسكرية (محادثات ـ تداول بيانات ـ نقل صور موقف ـ خرائط) من وإلى مسرح العمليات. كما وفرت مواصلات تكتيكية داخل مسرح العمليات وخطوط مواصلات، لأنظمة أرضية ذات تردد عالٍ جداً وفوق العالي، التي يعيقها محدودية خط الرؤية لتنفيذها عبر الأقمار الاصطناعية, وكذلك توفير المواصلات وتداول المعلومات بين القطع البحرية والقوات البرية والجوية، مع توفير الإنذار المبكر لإطلاق صواريخ سكود، وتحقيق الاتصال الإستراتيجي بين القيادة العسكرية لقوات التحالف بالقيادة السياسية لكل دولة.

ويحقق استخدام الأقمار الصناعية في الاتصالات الأتي :

1. الاعتمادية العالية لوظائف مكونات شبكة الاتصالات.

2. درجة أمان عالية.

3. إمكانية إذاعة التعليمات والأوامر لجميع الوحدات المرؤوسة والسيطرة عليها.

4. نقل المعلومات المسموعة والمرئية والخرائط والصور الجوية، لتحديث الموقف آلياً بغرف القيادة والسيطرة الآلية.

5. إمكانية الربط بين عناصر شبكات القيادة والسيطرة المتكاملة (أقمار صناعية ـ قيادات إستراتيجية ـ قيادات تعبوية ـ قيادات تكتيكية).

6. تحديد أماكن القادة وإعطائهم أولوية الاتصال من طريق أنظمة الباحث الآلي، مع القدرة على تأمين الاتصالات، وإمكانية التغلب على مشاكل التدمير الجزئي للشبكة.

سابعاً: استخدام الأقمار الصناعية في الأرصاد الجوية

تتمثل أهمية الرصد الجوى في توفير معلومات مناخية للأحوال الجوية في مسرح العمليات المنتظر، خلال الفترة المتوقعة لتنفيذ أعمال يصعب على العدو اكتشافها؛ ومثال على ذلك ما حدث في الحرب العالمية الثانية من هزيمة القوات الألمانية في روسيا، بسبب طول فترة سوء الأحوال الجوية وتواصل هطول الثلج.

من هذه الأنظمة نظام DMSP الأمريكي، المكون من عدد من الأقمار الصناعية العسكرية تدور في مدار قطبي، وترسل صوراً جوية للمتغيرات الجوية، تحلل في مراكز عسكرية لخدمة الأغراض العسكرية.

ثامناً: استخدام الأقمار الصناعية في أعمال المراقبة الأرضية

تتطور القدرة المدنية والتجارية للرصد والمراقبة بسرعة عالية، متحدية الأقمار الصناعية العسكرية في الأداء، وخاصة في مجال المراقبة الاستطلاعية Surveillance والرصد الجوى، مع إعداد الصور الفضائية ذات القدرات التحليلية العالية.

يُعد الاستشعار عن بُعد أحد تطبيقات الأقمار الاستطلاعية، وسوف تشهد السنوات القادمة انفتاح عالمي في سوق الصور الفضائية. كما أنها ستستخدم في مجال التجسس للحصول على معلومات، سواء بالتصوير الإلكتروني أو بالمجالات الطيفية والمزودة بأحدث المعدات التقنية للتمييز بين الحقيقي والخداعي أو الهيكلي. وترسل المعلومات من أقمار التجسس إلى المحطات الأرضية بواسطة أشعة الليزر، التي تصل سرعتها 100 مرة أسرع من إرسالها بالموجات اللاسلكية.

كما تستخدم الأقمار الصناعية في الإنذار المبكر بالهجوم، وتقدير حجمه ونوع القوات. كذلك تنذر بإطلاق الصواريخ عابرة القارات والمتوسطة المدى فوق إطلاقها من مواقعها، ومتابعتها لتوجيه الصواريخ المضادة عليها وتدميرها , كما تستخدم في رصد الهجوم النووي ومتابعة تأثيراته ومراقبة مدى تأثير الإشعاعات.

تاسعاً: تطوير طائرات النقل

تمثلت اتجاهات التطوير، حالياً، في استخدام طائرات النقل المتوسطة والثقيلة، بعد إجراء التعديلات المناسبة عليها وتطويرها لتنفيذ مهام الاستطلاع الجوى، باستخدام الوسائل الفنية المختلفة، والمراقبة الجوية والأرضية والإنذار المبكر والقيادة والسيطرة، من خلال منظومات متكاملة، أو باستخدام هذا النوع من الطائرات بعد تطويرها. وهناك أمثلة متعددة على ذلك، منها تطوير الولايات المتحدة الأمريكية طائرات الاستطلاع، لتحسين القدرات والخصائص التكتيكية لها، مثل:

1. الطائرة من نوع P-3، طائرة الاستطلاع البحري ومكافحة الغواصات.

2. الطائرة من نوع بوينج 707، بعد تطويرها وإطلاق اسم (E8A) عليها، واستخدامها ضمن منظومة القيادة والسيطرة والمراقبة الأرضية الأمريكية (JSTARS).

3. الطائرة من نوع بوينج 707، لتنفيذ مهام الاستطلاع الراداري واللاسلكي والمراقبة الأرضية، باستخدام نظام الكشف الراداري الجانبي المائل (SLAR).

4. استخدام الطائرة من نوع أرافا، لتنفيذ مهام الاستطلاع الإلكتروني.

5. تطوير الطائرة Wind – West، لتنفيذ مهام الاستطلاع البحري ومعاونة أعمال التأمين وحراسة الشواطئ، وأطلق عليها اسم (SEASCAN).

6. تطوير الطائرة من نوع بوينج 707، وتجهيزها للعمل كطائرة قيادة وسيطرة ومراقبة أرضية، بتركيب نظام فالكون عليها.

عاشراً: تطوير وسائل الاستطلاع لطائرات القتال

يكون تطوير طائرات القتال لتنفيذ مهام الاستطلاع الجوى، باستخدام مستودعات متنوعة لصالح أعمال قتال الأفرع الرئيسية والقوات البرية، أو لصالح أعمال قتال الألوية الجوية، أو لتنفيذ طلعات الاستطلاع الجوى المسلح. وهذا الأسلوب يحقق تنوعاً في استخدام طائرات القتال في استكمال عناصر استطلاع العدائيات الجوية، مع عناصر منظومة الدفاع الجوي الأخرى.

ومن أمثلة المستودعات المستخدمة في طائرات القتال، والتي تساعدها في تنفيذ مهامها القتالية في تنفيذ أعمال الملاحة والتصويب والرؤية الليلية للأهداف، والتي يمكن استخدامها بكفاءة في تنفيذ الاستطلاع الجوى المسلح:

1. المستودع تتيالد TTIALD

يتضمن جهاز تصوير أمامي (FLIR) يعمل بالأشعة تحت الحمراء، يعرض صورة تليفزيونية على شاشة العرض العلوي (HUD) أمام الطيار، إضافة إلى وجود نظام رؤية ليلية لاستكمال الرؤية خارج نطاق جهاز (FLIR، إضافة إلى كاميرات تليفزيونية ومضيء للأهداف بالليزر. ولهذا المستودع نافذة واحدة من مادة ذات نفاذية متعددة للأشعة الحرارية والضوئية والصوتية.

2. المستودع لانتيرن LANTIRN

يُستخدم للمساعدة على الطيران المنخفض والملاحة والتصويب ليلاً ونهاراً، ويتضمن هذا النظام مستودعاً ملاحياً، وراداراً يتبع هيئات أرضية، وجهاز تصوير أمامي بالأشعة تحت الحمراء (FLIR)، ومضيء أهداف ليزرى يستخدم في تنفيذ الهجوم.

حادي عشر: التطوير العالمي في وسائل الاستطلاع والإنذار المحمولة جواً

بدأ استخدام المستودعات، المُركب بها العديد من المستشعرات، مع إمكانية تنفيذ البث الفوري للصور، سواء أمام الطيار أثناء الطيران، لتأكيد الحصول على صور للهدف المطلوب استطلاعه، مع إرسالها فوراً إلى المحطات الأرضية لتوفير الوقت، والتغلب على أهم المشاكل، التي كانت تواجه الاستطلاع الجوى، وهي زمن دورة الحصول على المعلومات والصور وتوصيلها إلى المستفيدين؛ إضافة إلى قدرة المستودعات على الحصول على المعلومات نهاراً في الأحوال الجوية السيئة، أو العدو لأعمال خداع وإخفاء جيدة, أو في حالات الإضاءة الضعيفة, إضافة إلى القدرة على العمل بكفاءة، في ظل استخدام العدو للإعاقة الرادارية واللاسلكية باستخدام الأنظمة الآتية:

1. نظام الاستطلاع اللاسلكي SIGNT من نوع (EL/L3300)

نظام إسرائيلي الصنع، مجهز على الطائرة بوينج 707، لتنفيذ الاستطلاع الراداري واللاسلكي مع الإرسال الفوري للمعلومات إلى محطة أرضية لتحليلها، وإظهار النتائج من خلال وصلة نقل المعلومات. ويتميز النظام بالعمل في مجال 360 درجة، بمدى حتى 450 كم.

2. نظام الاستطلاع الراداري ELINT من نوع (RAS-IB)

نظام إسرائيلي من إنتاج شركة تاديران. يستخدم على طائرات النقل لقياس الحيز الترددي للإشعاع الراداري ومعدل تكرار النبضة وقوة الإشارة، مع تحديد الموقع لجهاز الرادار. ويعمل في الحيز 7 – 18 جيجا، وهو ذو دقة عالية في الكشف.

ثاني عشر: استخدام أنظمة الاستطلاع الجوى التي تجمع بين التصوير الضوئي والإلكتروني

يعمل باستغلال دمج الكواشف الكيميائية والإلكترونية داخل نظام واحد، مع التوسع في استخدام التصوير الكهروبصري بمجموعة كاميرات تصل حساسيتها من 10 – 17 ميكرون. وعندما يسقط عليها الضوء فإنها تتحول إلى تيار كهربي يعبر عن الصورة بدلاً من استخدام الأفلام التقليدية، مثل أفلام التصوير الكهروبصري. وهو يحقق الإمكانيات الآتية:

1. يجري التصوير الجوى من خلال جهاز تصوير ضوئي ذي حجم صغير محمول جواً، يُسجل شرائط فيلمية للأهداف من مسافات بعيدة، وقدرات تحليلية عالية, حيث ترسل الصور الملتقطة فورياً إلى محطات استقبال أرضية.

2. يحقق إمكانية التصوير الجوى في أي وقت خلال النهار، مع النقل الفوري للصور الملتقطة إلى وحدة المعمل الأرضي المتنقلة، دون الإخلال بدرجة وضوح الصورة، مع إمكانية التصوير في ظروف الإضاءة الضعيفة.

3. استخدام الحاسبات الصغيرة في معالجة الصور الجوية، واستخراج البيانات والمعلومات عن الأهداف العادية.

4. إمكانية استقبال الصور الملتقطة خلال 1/1000 من الثانية فور التقاطها، وعلى بعد عشرات الكيلومترات, من زوايا مائلة بعيدة المدى، دون التعرض لأخطار الدفاع الجوى المعادى.

5. القدرة على استمرار التصوير الجوى لأوقات طويلة، دون أن يتقيد بأي عامل إلا زمن بقاء الطائرة في الجو.

6. يمكن توصيل نهايات طرفية للنظام إلى أي عدد من مراكز القيادة الأرضية، ما يمكن القادة من الإلمام المستمر بموقف القوات في أرض المعركة، والتغلب على التأخير الناتج من استخدام نظام التصوير الجوى التقليدي.

ثالث عشر: التصوير الجوى غير التقليدي، من خلال استخدام وسائل ومعدات الاستشعار عن بعد

1. استخدام كاميرات التصوير متعددة الأطياف، التي لها القدرة على تسجيل عدد من الصور لمساحة محددة من الأرض، من خلال مجموعة من مرشحات الطيف, والتي تسمح بتحويل الصور إلى شفافات موجبة (أبيض ـ أسود)، وتكون إضاءتها من خلال مجموعة أخرى من المرشحات الطيفية، لتظهر على مسجل في شكل عرض ملون للأهداف.

2. استخدام كاميرات التصوير بالأشعة فوق البنفسجية، والتي تستخدم لأغراض خاصة بأفلام حساسة للأشعة فوق البنفسجية، وتستخدم لتصوير الطرق والمنشآت الصناعية.

3. استخدام الرادار من نوع (APS-94)، والذي يعمل بنظام الاستطلاع الراداري الجانبي، ويعرف باسم (SLAR)؛ لاستطلاع ومراقبة أرض المعركة والمنطقة الأمامية بمدى 70 - 100 كم، للأهداف الثابتة والمتحركة.

رابع عشر: نظام الاستطلاع التكتيكي المطور ATARS

تعمل القوات الجوية الأمريكية على تطوير نظام ATARS، وذلك بإحلال نظام الاستطلاع بالتصوير الفوتوغرافي، الذي يعتمد على استخدام الأفلام الجوية في التصوير، إلى نظام التصوير الكهروبصري, ومستشعرات التصوير في الضوء الخافت Light Sensors- Low، والمستشعرات الحرارية (الأشعة تحت الحمراء) التي تسجل البيانات والمعلومات على شرائط تسجيل رقمية، وإرسال هذه المعلومات إلى مراكز تجميع المعلومات باستخدام أنظمة (Technique- Transmission- Burst)، لتأمين المعلومات المرسلة ضد التدخل الإلكتروني المعادى (ELINT)،  ويجري تحميل هذا النظام بعد تطويره داخل مستودع مغلق يمكن تركيبه وحمله بواسطة طائرة قتال. سيؤدى هذا إلى انتشار استخدام هذا النظام, كما أنه يمكن استخدامه على المركبات الهوائية من دون طيار (UAV,S)، من النوع المتوسط MIDI.

خامس عشر: التطور العالمي في مراكز استقبال وتحليل وتداول معلومات الاستطلاع الجوى

يُعد التطوير في مراكز استقبال وتحليل وتداول معلومات الاستطلاع الجوى، هو أهم عامل في اختصار وتقليل زمن  استقبال المعلومات وعرضها من وسيلة الحصول عليها، ودراستها وتحليلها وتفسيرها؛ ثم توزيعها على مراكز المعلومات بالمستويات المختلفة ومراكز القيادة والسيطرة للاستفادة منها في صنع القرار أو تعديله، طبقاً للموقف في أرض المعركة. وتتركز أهم نقاط التطوير في الأتي:

1. إمكانية الاستقبال الفوري (Up Link- Down Link) للمعلومات مع طائرات القيادة والسيطرة، طائرات الاستطلاع الجوي، طائرات القتال المجهزة لتنفيذ مهام الاستطلاع الجوي، الطائرات المجهزة من دون طيار، الأقمار الاصطناعية, مع إمكانية الاستقبال الصوتي المؤمن.

2. إتمام عملية الغسل والطبع والتحليل للصور الجوية أوتوماتيكياً، مع إمكانية الحفظ لكل ما يتم استقباله من معلومات، للمقارنة واستدعائها عند الحاجة.

3. تنظيم العمل وتحليل كافة المعلومات باستخدام الحاسبات الإلكترونية ذات إمكانية التحليل، والإرسال إلى كافة مراكز المعلومات في صور متعددة، مثل (صور جوية وتقارير وخرائط وموقف بري وبحري وجوي)؛ بواسطة شبكة من المواصلات الرقمية الآمنة، ذات سعة تسمح بعمل أكثر من مستويين في وقت واحد، واشتراك أكثر من مركز معلومات للحصول على المعلومة نفسها، وذلك لإمكانية تداول معلومات مهمة في أقل وقت ممكن.

4. مراكز حفظ معلومات آلية ذات قدرة حفظ هائلة، لتخزين كافة المعلومات وسهولة استخراجها في صورة يمكن استخدامها فورياً، دون الحاجة إلى معالجة أو طبع مرة اخرى.

5. مكتبة معلومات مخزن بها كافة أنواع الأسلحة والمعدات المنتجة عالمياً، وجميع المعلومات المتوافرة عنها، للاستعانة بها في إجراء المقارنات وأعمال التحليل لمعلومات متحصل عليها وتحتاج إلى مراجعة وتدقيق.

سادس عشر: نظام تجميع المعلومات والصور الجوية JSIPS

لكل عنصر من عناصر الاستطلاع وجمع المعلومات نظام خاص، وأسلوب في معالجة واستخراج البيانات والتقارير الخاصة به، دون الارتباط أو التعاون بالنظم الأخرى لجمع المعلومات. وهذه هي المشكلة التاريخية والأساسية في مجال المعلومات.

يعُد هذا النظام تطويراً لصالح الاستفادة من نظام المعلومات التكتيكي ATARS، والتغلب على مشكلة استخلاص البيانات، وتحليل وتفسير الصور الجوية، وإرسال البيانات في أقل وقت ممكن للقادة على جميع المستويات، مع توفير القدرة العالية على المناورة والعمل مستقلاً في أي اتجاه، ولصالح أي قوات تعمل في اتجاهات منفصلة.

يتكون النظام من محطة أرضية متحركة، تستقبل المعلومات من عناصر ووسائل الاستطلاع المختلفة، وتفسيرها وتحليلها، والخروج بالاستنتاجات والمعلومات في صورها المختلفة، وإرسالها إلى مراكز القيادة والسيطرة. كما يمكن للمحطة استقبال ومعالجة الصور الجوية ومعالجة البيانات الرقمية الملتقطة، بالوسائل الكهروبصرية والحرارية والرادارية.

تُلتقط هذه البيانات والصور والمعلومات على شاشات بالمحطة، ومتصلة بوصلات نقل المعلومات المختلفة والمتنوعة، لنقل الصور الرادارية والصور الرقمية وصور فوتوغرافية ملتقطة بواسطة الأفلام الجوية. كما يمكن للنظام استقبال المعلومات من النظام ATARS، أو أنظمة الاستطلاع المتكاملة والأقمار الاصطناعية. كما سيتم باستخدام نظام ATARS ، دراسة الأهداف التي سيتم مهاجمتها، قبل تنفيذ الطلعات الجوية.

ويحقق استخدام النظام وظيفة رئيسية في قدرته على إرسال البيانات، بمعدل عالٍ جداً، مفسرة ومحدد بها إحداثيات الأهداف على الصور الجوية, ورسم خرائط جوية متكاملة ومعلومات مصورة رقمياً.

ويمكن ربط النظام بنظم المعلومات الأخرى للعناصر المختلفة لجمع المعلومات، بوصلات معلومات تحقق تبادل الصور والرسائل المكتوبة. كما يمكن، أيضاً، تبادل المعلومات الصوتية مع تأمين الإرسال ضد التداخل في صورة تقارير ورقية مكتوبة، أو صور جوية، أو أوساط مغناطيسية مسجل عليها البيانات.

ويمكن تحقيق ربط للنظام بجميع القواعد الجوية المختلفة، وأسراب الاستطلاع باستخدام ثلاثة إلى ستة حاسبات إلكترونية، مربوطة بأنظمة المعلومات بالأولوية الجوية، ما يقلل حجم المجهود الجوي، حيث توّفر المعلومات المتحصل عليها لجميع القواعد الجوية والتشكيلات الجوية، من خلال النظام؛ ومن ثم لن يحتاج تنفيذ طلعات جوية الحصول على معلومات عن منطقة عمل التشكيل الجوي والأهداف المعادية، التي سيهاجمها، وسيتحقق الحصول على المعلومات في توقيت الحصول نفسه عليها بواسطة أي عنصر من عناصر الاستطلاع الجوي.

يتميز النظام بالقدرة العالية على الحركة والمناورة والسير في مختلف أنواع الأراضي، ما يحقق إمكانية تنفيذ طلعات الاستطلاع الجوي، وتوفير المعلومات للقادة، مع عدم الحاجة إلى استخدام إمكانيات القواعد الرئيسية أو إمكانيات المستوى الأعلى لتحميل الصور الجوية.

سابع عشر: نظام المراقبة الأرضية المحمول جواً الأمريكي J-STARS

1. يستخدم النظام طائرة من نوع بوينج 707، عُدّلت لتحميل النظام، وأطلق عليها اسم (E-8C).

2. رادار محمول جواً متعدد الأنظمة Multimode، وهوائي مصفوفة Phasedarry مثبت أسفل الطائرة.

3. نظم معالجة البيانات Data Processing، ونظام اتصالات.

4. محطات استقبال أرضية متحركة GSM.S، مزودة بأجهزة استقبال للمعلومات، وتبادل الاتصالات، ونظم معالجة البيانات.

ثامن عشر: تطوير أسلوب انتقاء و تأهيل طياري الاستطلاع والكوادر الفنية

1. الاهتمام بالاختيار الدقيق لطياري الاستطلاع الجوي من الطيارين ذوي الكفاءة العالية، علمياً وصحياً وفنياً.

2. التدريب المكثف لطياري الاستطلاع، من خلال تنفيذ مشاريع تكتيكية تدريبية تماثل الواقع.

3. التدقيق في اختيار الكوادر الفنية من الأفراد المتميزين ثقافياً وعلمياً، مع الاستعداد الذهني لاستكمال الدراسات النظرية والعملية، حتى يمكن الوصول بهم إلى مستوى الاحتراف، واستخدام مساعدات التدريب، التي تتناسب في تطويرها مع تطوير وسائل الاستطلاع الجوي.

إن توافر منظومة استطلاع متكاملة العناصر، من حيث الطيار، والمُعدة (الطائرة)، ووسائل الاستطلاع المحمولة المختلفة، ومراكز المعلومات، ومراكز تحليل واستيعاب وتداول المعلومات، لا يحقق استمرار تدفق المعلومات عن العدو أو الدول المجاورة، لوجود قيود تحد من استخدامها، أو في حالة قصر مدى العمل للوسيلة، بما لا يغطى المناطق المطلوب استطلاعها، مع حرص الدول على عدم الدخول في صراعات واستمرار العلاقات السلمية؛ ولكن بتوافر أقمار صناعية تستخدم في الاستطلاع الجوى بلا قيود على استخدامها، حيث تسبح في مدارها وترسل ما يلتقط من صور ومعلومات طوال مدة وجودها فوق منطقة الهدف، فإن ذلك يحقق أفضل وسائل الاستطلاع المستمر في السلم والحرب.