إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات عسكرية / التطور في أسلحة الهجوم الجوي الحديثة، والتطور المتوقع لمجابهتها









المبحث الأول

المبحث الأول

ملامح التطور في وسائل وأسلحة الهجوم الجوي الحديثة

تتعدد العمليات الجوية الحديثة لتشمل أسلحة الهجوم الجوي بأنواعها، الموجهة والحرة، ووسائل حمل هذه الأسلحة للوصول إلى أهدافها، من طائرات قتال مختلفة، وطائرات عمودية مسلحة، وطائرات موجهة من دون طيار، إضافة إلى الصواريخ الباليستية والطوافة. وتعتمد العمليات الجوية في عملها على منظومات متنوعة، تساعد على تعظيم التأثير التدميري، وتشمل طائرات القيادة والسيطرة، والطائرات المجهزة بأجهزة الحرب الإلكترونية، فضلاً عن الأقمار الصناعية التي تستخدم في الاستطلاع الدقيق لمسرح العمليات، وتوجيه الصواريخ الباليستية والطوافة.

وقد ظهر بوضوح مدى تأثير التقدم العلمي والتقني الهائل، في تطوير وسائل وأسلحة وأساليب الهجوم الجوى، ما أدى إلى تعاظم دورها في إدارة الصراع المسلح في الحروب الحديثة.

وأظهرت الحروب الحديثة، وأخرها حرب أفغانستان، دور القوات الجوية في التمهيد للنصر. ولعبت أنظمة الطائرات المخفاة والطائرات الموجهة من دون طيار، دوراً كبيراً في استخدامها في أغراض الاستطلاع والقتال الجوي وحمل الأسلحة التقليدية والذكية. ويُحتمل أن يكون حمل أسلحة الدمار الشامل، من إحدى مهام هذه الأنظمة مستقبلاً.

وتتعدد وتختلف أدوار وأساليب القتال الجوى، بهدف تحقيق المفاجأة للقوات المعادية، من ناحية، والاقتصاد في الجهود والإمكانيات المادية والبشرية، من ناحية أخرى، ما يبرز أهمية التوسع في استخدام الطائرات المخفاة والطائرات الموجهة من دون طيار.

وقد شملت ملامح التطوير في أسلحة الجو الحديثة، وطائرات القتال، استخدام تقنيات الإخفاء، والقدرة على العمل في كافة الأوقات، والقدرة على القتال الجوي بكفاءة عالية، والتزود بالوقود جواً، وتطوير المحركات بمفهوم توجيه فتحات العادم، وزيادة المدى وزمن البقاء في الجو، إضافة إلى إنتاج طائرات قتال وطائرات عمودية مسلحة، ضد وسائل الدفاع الجوى، وتطوير قدراتها في مجال الحرب الإلكترونية. كما شمل التطوير طائرات الإنذار المبكر، والقيادة والسيطرة، والطائرات الموجهة من دون طيار، إضافة إلى تطوير الصواريخ الباليستية (أرض/ أرض)، والصواريخ الطوافة، والأهداف الخداعية.

وفي إطار الثورة في الشؤون العسكرية بمختلف مجالاتها، يؤكد الخبراء ورجال الفكر العسكري أن من سيمتلك التكنولوجيا، سيكون النصر حليفه في حروب المستقبل.

ويعد التطور الحاد والسريع في القوات الجوية وأنظمة تسليحها، انعكاساً للثورة في الشؤون العسكرية.

وتشمل ركائز الحرب الحديثة، من خلال الثورة في الشؤون العسكرية، الآتي:

1. الاعتماد على القوة الجوية، كركيزة أساسية لحسم الحرب.

2. الاعتماد على الأسلحة الذكية ذات الإصابة الدقيقة.

3. الاعتماد على النوع وليس الكم.

4. الاعتماد على الحرب الرقمية.

أولاً: اتجاهات التطور في طائرات القتال

1. العمليات الجوية الحديثة

أكدت الدروس المستفادة من العمليات الجوية الحديثة، أهمية الحصول على السيطرة الجوية. كما أبرزت ملامح جديدة لاستخدام العمليات الجوية، بشكل عام، وأسلحة الهجوم الجوي الحديثة، بشكل خاص، وتطبيقات جديدة للتكنولوجيا العالمية، على أساس أن القوة الجوية تمثل أخطر وأهم أسلحة الردع في الحروب التقليدية. وفى ضوء ذلك تطورت وسائل وأساليب العمليات الجوية بشكل كبير، ومن ثم أسلحة الهجوم الجوي بكافة أنواعها، والتي ظهر الاستخدام الموسع لها خلال العمليات الجوية في الحروب الحديثة.

وتشمل العمليات الجوية الحديثة:

أ. الأهداف الجوية بأنواعها (طائرات القتال ـ الطائرات العمودية)، ذات السطح الراداري العاكس الصغير.

ب. الطائرات المخفاة والطائرات الموجهة من دون طيار.

ج. أسلحة الهجوم الجوي الحديثة.

د. أنظمة الصواريخ (أرض/ أرض)، والصواريخ الطوافة.

هـ. أنظمة الحرب الإلكترونية والمحمولة جواً.

و. العمليات الأخرى مثل (النبضة الكهرومغناطيسية ـ حرب المعلومات).

2. الأهداف الجوية بأنواعها (طائرات القتال ـ الطائرات العمودية) ذات السطح الراداري الصغير

يُعد تقليل مساحة السطح الراداري العاكس للأهداف الجوية، إحدى الصعوبات المستخدمة ضد أجهزة الرادار؛ فمنذ ظهور أجهزة الرادار خلال الثلاثينيات من القرن السابق، واستخدامها في الأغراض العسكرية، استمرت البحوث لإيجاد وسيلة يمكن بها إخفاء الأهداف الجوية عن الكشف الراداري، وذلك بتبني مفهوم تقليل مساحة السطح الراداري العاكس للأهداف الجوية، وكذلك استخدام تكنولوجيا الإخفاء التي تحقق الآتي:

أ. منع وسائل الدفاع الجوي من اكتشاف الأهداف الجوية رادارياً، ومن ثم تقليل زمن الإنذار المتيسر لرد الفعل.

ب. تقليل كفاءة الكشف والتوجيه لأنظمة الدفاع الجوى.

ج. إجبار أجهزة الرادار على زيادة قدرات الإرسال، ومن ثم احتمال اكتشافها بأنظمة الاستطلاع المعادية.

د. تقليل قدرة الإعاقة اللازمة للحماية الذاتية، ما يمكن الطائرة من استخدام مستودعات الإعاقة المحمولة جواً ذات الأحجام والأوزان الصغيرة.

3. المصاعب الناتجة عن الأهداف الجوية بأنواعها ذات المقطع الراداري الصغير، ضد وسائل الدفاع الجوى

أ. تقليل مدى الكشف الراداري بدرجة كبيرة، مع صعوبة اكتشاف الطائرات المخفاة والموجهة من دون طيار.

ب. يؤدى الهجوم بأعداد كبيرة جداً من الطائرات (القتال ـ الموجهة من دون طيار) إلى إرباك أطقم القتال بأجهزة الرادار/ مراكز القيادة، وتشبع نظم القيادة والسيطرة الآلية، مع صعوبة تميزها وتتبعها، إضافة إلى عدم إمكانية إذاعتها من مراكز القيادة اليدوية.

ج. يمثل الطيران المنخفض أهم المصاعب لوحدات الرادار والإنذار، نظراً لمدى الكشف الراداري المحدود الذي يؤدي إلى انخفاض أزمنة الإنذار.

4. اتجاهات التطور في طائرات القتال

يشمل التطور زيادة الإمكانيات والقدرات (السرعة ـ المناورة ـ المدى ـ إمكانية العمل مع الارتفاعات المختلفة ـ العمل في جميع الأجواء ـ التسليح والتزود بأسلحة إلكترونية حديثة)، لبناء قوة جوية متنوعة متكاملة العناصر، وذات إمكانيات ردع وقدرة عالية على تنفيذ مهام بعيدة المدى، ليلاً ونهاراً ، لمواجهة اتساع مسارح العمليات المقبلة، وذلك من خلال تحقيق الآتي:

أ. تطوير تكنولوجيا بناء الطائرات من المواد المركبة، واستخدام تكنولوجيا الأجنحة المتحركة، لتقليل مقاومة الرياح وزيادة المناورة.

ب. تفوق نوعي باستخدام الأجيال المتطورة من الطائرات والأسلحة والوسائل الإلكترونية، مع تنمية معدلات التحميل والقدرة التدميرية والوسائل متعددة التوجيه، والتي تتميز بدقة التصويب.

ج. القدرة على الهبوط والإقلاع العمودي، أو من مدارج صغيرة.

د. العمل العميق باستثمار الأجيال المتطورة من طائرات المهام بعيدة المدى، وأعمال التطوير في مجال إعادة التزود بالوقود جواً، لتغطي كافة طائرات القتال وطائرات المعاونة الجوية والقيادة والسيطرة.

هـ. استخدام تكنولوجيا الطائرات المخفاة، وتطوير وسائل الاستشعار والإنذار لها، لزيادة مدى القذائف المزودة بها.

و. تزويد طائرات القتال بمنظومات متكاملة من الوسائل الرادارية، لكشف وتحديد الأهداف، التي تعمل على مدى أكبر من 150 كم، مع زيادة إمكانيات العمل الليلي بتزويد الطائرات بأجهزة ومعدات رؤية ليلية، إضافة إلى نظم التسليح الموجهة بالأشعة تحت الحمراء.

ز. إحلال طائرات القتال الحديثة (F-15, F-16) محل الأنواع القديمة.

5. ملامح التطور في طائرات القتال عالمياً

أ. تطور وسائل ومعدات الملاحة لزيادة القدرة على الطيران على الارتفاعات المنخفضة جداً، من خلال أنظمة تتبع التضاريس الأرضية، والقدرة على الوصول للأهداف بدقة عالية ليلاً، بواسطة وسائل الرؤية الليلية.

ب. زيادة المدى وزمن البقاء في الجو، من خلال زيادة سعة خزانات الوقود، أو استخدام أنظمة التزود بالوقود في الجو، وكذلك تطوير المحركات لتقليل استهلاك الوقود. ويتجه التطور المستقبلي إلى تصنيع محركات تعمل بالطاقة الشمسية والوقود، في آن واحد.

ج. زيادة القدرة على العمل في كافة الأجواء، من خلال تطوير أنظمة التصويب وتقدير المسافة، باستخدام مجالات الأشعة تحت الحمراء، والليزر، والرادارات الملليمترية، ونظم الملاحة الفضائية.

د. تقليل البصمة الحرارية والصوتية، من خلال الأساليب الفنية، وتغيير مكان خروج العادم أو تشتيته أو تبريده قبل خروجه، أو تحويل العادم إلى أعلى مع استخدام كاتم الصوت.

(اُنظر جدول المواصفات الفنية والخواص القتالية لطائرات القتال الحديثة)

ثانياً: اتجاهات التطور في الطائرات العمودية

1. تزويد الطائرات العمودية المكلفة بتنفيذ مهام المعاونة النيرانية والكمائن المضادة للدبابات وإسكات وسائل الدفاع الجوي الأمامية، بالأسلحة المتطورة المضادة للدبابات بمدايات 12 - 46 كم (هل فاير ـ نمرود)، والصواريخ المضادة للإشعاع الراداري (سيد آرم)، بمدى 25 كم، طبقاً لمفهوم (Fire and Forget) أطلق وأنسَ.

2. تطوير الطائرات العمودية الهجومية (أباتشي) إلى الطراز (أباتشي AM64D)، المزودة بأنظمة (Long Bow)، واستخدامها في مجال السيطرة وتوجيه الذخائر، ما يضاعف من إمكانيات القيادة والسيطرة، وزيادة القدرة على اكتشاف الأهداف الجوية والأرضية، والقدرة العالية على تخصيص الأهداف.

3. تطوير بعض الأنواع من الطائرات القديمة، مثل طراز بلاك هوك (UH7P) لتصبح (UH7L)، لزيادة المدى التكتيكي ومدة البقاء في الجو بالتزود بالوقود جواً، وإمكانية حمل خزاني وقود خارجي، مع تزويدها بمدفع طراز فالكون ذي معدل عالٍ في الإطلاق، وكذا تزويدها بصواريخ موجهة (جو/ جو)، ومستشعرات لاكتشاف وتميز وملاحقة الأهداف نهاراً وليلاً، وزيادة قدرتها على الصمود بتدريع جسم الطائرة، ورفع قدرتها على المناورة والتعليق في الجو.

4. تقليل الصوت المنبعث من المحركات، ونسبة الإشعاع الحراري.

5. تقليل المقطع الراداري من خلال تغيير الشكل الخارجي لهيكل الطائرة، واستخدام مواد ماصة للإشعاع الراداري.

6. استخدام المراوح المصنوعة من المواد المركبة بدلاً من المواد المعدنية، لتقليل البصمة الصوتية، وتحسين الأداء من حيث السرعة واستهلاك الوقود.

7. التوسع في إنتاج الطائرات العمودية من دون مروحة الذيل، لتجنب المشاكل الفنية الناتجة عنها. ويعتمد التصميم الجديد على استخدام جزء من العادم الناتج من المحرك، من خلال فتحات في مؤخرة الذيل لإحداث عزم دوران، بما يحقق اتزان الطائرة من دون المروحة الخلفية، ما يزيد أيضاً من القدرة على المناورة. وتستخدم هذه التقنية في الطائرات الأمريكية (نوتار ـ هوسكى)، والطائرات الروسية (كامون 25 و26).

8. استخدام تقنية المراوح القابلة لتغيير الاتجاه (Tilt Rotor)، وتهدف إلى الجمع بين خصائص الطائرة العمودية وقدرات الطيران المستقيم، ما يزيد مدى الطيران.

9. تقوية تدريع هيكل الطائرة، باستخدام سبائك ومكونات حديثة.

10. زيادة القدرة التدميرية للطائرة العمودية المسلحة المضادة (للدبابات/ للغواصات)، بأسلحة متطورة (جو/ سطح ـ جو/ أرض).

11. تزويد الطائرة بأجهزة تصويب علوية (Long Bow)، وهو نظام راداري ملليمتري ذو هوائي دائري مُركب بأعلى المروحة الرئيسية، إضافة إلى أنظمة رؤية ليلية، ووسائل إدارة نيران، وأجهزة تعارف مثل الطائرة الأباتشي (AH-640D).

12. إضافة نظام Long Star، ويعمل على الطائرة العمودية بلاك هوك (UH-60D)، وهو نظام إعاقة راداري محمول جواً على الطائرات العمودية التي ترافق الطائرات العمودية المهاجمة داخل التشكيل أثناء تقدمها، وذلك بغرض إعاقة عمل أجهزة الرادار المعادية، عن اكتشاف الطائرات أثناء اقترابها.

ثالثاً: الطائرات المخفاة

كشفت الولايات المتحدة الأمريكية، في 22 نوفمبر 1988، عن إنتاج الطائرة المخفاة (Stealth)، متمثلة في القاذفة المتطورة (B-2) (اُنظر صورة قاذفة القنابل B2)، والتي تمثل نقطة تحول جذري في تكنولوجيا الطائرات التي تكتشف رادارياً، كما كشف عن الطائرة المقاتلة المخفاة (F-117A Night Hawk) (اُنظر صورة الطائرة F-117)، التي تعد من أشهر الطائرات، التي اشتركت في حرب الخليج وكوسوفا. وتتميز هذه الطائرة بحرية الحركة، ودقة التوجيه، والمناورة العالية، وتستخدم لتنفيذ المهام الآتية:

1. الاستطلاع الجوي في المستوى الإستراتيجي.

2. تقديم الحماية الجوية للقوات والجيوش الميدانية.

3. تحقيق السيطرة الجوية وعزل مسرح العمليات.

4. قتال احتياطيات العدو الإستراتيجية والتعبوية، لحرمانها من تنفيذ الضربات المضادة، مع تنفيذ مهام القذف الإستراتيجي في العمق، وعلى مختلف الارتفاعات وكافة الظروف.

5. الاشتراك في التمهيد النيراني، والقيام بأعمال المعاونة الجوية للقوات البرية.

6. الاشتراك في أعمال القتال الجوي، من خلال الضربات الجوية الشاملة والمنفصلة، زائد الاشتراك في المعارك الجوية.

1. المصاعب الناجمة عن استخدام الطائرات المخفاة، ضد وسائل الدفاع الجوي

أ. صُممت هذه الطائرات للعمل ضد الحيز الترددي الراداري، ولا تتعدى نسبة انعكاس الأشعة الرادارية منها 2%، من الأشعة الساقطة عليها.

ب. التوسع في استخدام مبدأ الإخفاء الراداري في طائرات القتال، والطائرات العمودية، والطائرات الموجهة من دون طيار، والصواريخ (أرض/ أرض)، والصواريخ الطوافة.

ج. تقليص أزمنة الإنذار التي ينبغي أن يوفرها نظام الاستطلاع الجوي، واللازمة لتأمين أعمال قتال وسائل الدفاع الجوي الإيجابية.

د. ضعف إمكانيات بعض أجهزة الرادار الشرقية في اكتشاف الأهداف، ذات المقطع الراداري الصغير والمخفاة على الارتفاعات المنخفضة جداً والعالية جداً.

2. اتجاهات التطور في الطائرات المخفاة

أ. استخدام تكنولوجيا إخفاء حديثة، من خلال تصميم واستخدام مواد خاصة ومشتتة للموجات الرادارية.

ب. تسليحها بصواريخ (جو/ أرض)، ذات قدرة تدميرية كبيرة وبعيدة المدى.

ج. زيادة القدرة على التزود بالوقود جواً، وتعدد المهام، واستخدام رادارات الليزر، واستقبال معلومات الأقمار الصناعية.

د. الوصول بسرعة الطائرة حتى (5) ماخ، والطيران على ارتفاعات منخفضة جداً.

رابعاً: الطائرات الموجهة من دون طيار (RPV'S)

تُعرف الطائرة الموجهة من دون طيار علمياً، بأنها مركبة هوائية تُدار بقوة دفع ولا تحمل طياراً على متنها، وتستخدم القوى الأيروديناميكية لتوليد قوة الدفع، والتي تستطيع الطيران ذاتياً، أو من طريق التحكم من بعد، ويمكن استعادتها. كما يمكنها حمل حمولة ذات تأثير تدميري، أو استخدام فني.

أثبتت الحروب الحديثة أهمية الطائرات الموجهة من دون طيار، لما تقوم به في تنفيذ مهام قتالية تشابه لحد كبير مهام المقاتلات، مثل التعامل مع وسائل الدفاع الجوي، لإسكاتها، أو مشاغلتها، أو استنزافها للحفاظ على حياة الطيارين، حتى تتفرغ طائرات القتال لتنفيذ مهامها بكفاءة. (اُنظر صورة الطائرة X45)

1. المهام الأساسية للطائرات الموجهة من دون طيار

أ. الاستطلاع/ المراقبة المستمرة لمسرح العمليات وأعمال الحرب الإلكترونية.

ب. تدمير المحطات الرادارية الأرضية.

ج. الكشف الإشعاعي والكيميائي، والكشف عن حقول الألغام.

د. إضاءة الأهداف بالليزر والعمل كأهداف خداعية وألغام جوية.

هـ. قذف الدبابات والأفراد، إضافة إلى الاشتراك غير المباشر في أعمال الإنقاذ والإمداد والإخلاء.

و. القتال الجوي (تمثيل هجمة جوية، مجموعات، هجمات).

2. الخصائص القتالية للطائرات الموجهة من دون طيار

أ. القدرة العالية على اختراق الدفاعات الجوية المعادية، نظراً لصغر مقطعها الراداري واستخدامها تكنولوجيا الإخفاء.

ب. تقليل البصمة البصرية من خلال صغر حجم الطائرة، حيث يصعب اكتشافها بواسطة وسائل الاستطلاع البصرية.

ج. تقليل البصمة الصوتية لصعوبة اكتشاف الأزيز الناشئ عنها، نظراً لانخفاض نسبة الضوضاء الصادرة عنها، نتيجة لتغليف المحرك بمواد عازلة للصوت

د. تقليل البصمة الحرارية بتوجيه فتحة العادم لأعلى من خلال أنبوب أو أثنين خلف الطائرة، مع تشتيت العادم بواسطة مروحة المحرك.

هـ. تقليل البصمة الرادارية باستخدام طلاءات خاصة، واستخدام مواد ذات نسبة انعكاس راداري ضئيلة جداً، وتصميم جسم الطائرة بمقاطع هندسية تشتت الإشعاع الراداري.

و. القدرة العالية على المناورة: إمكانية العمل في المناطق غير المجهزة، مع إمكانية المناورة بها من اتجاه لآخر بسهولة، لمواجهة المطالب العملياتية.

3. المصاعب الناجمة عن استخدام الطائرات الموجهة من دون طيار، ضد وسائل الدفاع الجوى

أ. صعوبة اكتشافها رادارياً نتيجة صغر مقطعها الراداري، الذي قد تصل قيمته إلى 0.05 م2.

ب. القدرة على العمل ليلاً ونهاراً وفى جميع الأجواء تقريباً، دون التأثر بالعوامل البشرية.

ج. تعدد المهام التي يمكن أن تقوم بها هذه الطائرات.

د. صعوبة التعامل معها بالمدفعية المضادة للطائرات بالتصويت، المنظور إلا على المسافات القريبة.

هـ. صعوبة اكتشافها بواسطة المستشعرات الحرارية.

4. اتجاهات التطوير في الطائرات الموجهة من دون طيار

أ. تقليل مساحة المقطع الراداري واستخدام المواد الماصة للإشعاع الراداري في تصنيع أبدانها، مع تخفيض قدرة الاكتشاف البصري والصوتي والحراري لها.

ب. إطالة زمن البقاء في الجو وزيادة قدرتها في أعمال الاستطلاع، وإمكانياتها في مجال الإعاقة بأنواعها، وتجهيز بعض الأنواع للعمل كألغام جوية ضد الإشعاع الراداري، ومخفاة رادارياً مثل الطائرة (كادار ـ  هاربي).

ج. التوسع في استخدامها في المهام التدميرية، واستخدام بعض الأنواع للعمل كصواريخ طوافة (دليلة)، وتطويرها للعمل لمدى يصل حتى 400 كم.

د. تطويرها لتنفيذ مهام تشبه المهام القتالية للطائرات الخفيفة، بتسليحها بصواريخ (جو/ أرض) من نوع بوب آى الموجهة (حرارياً/ تليفزيونياً)، واستخدامها في مجال القذف الجوي، ومعاونة المقاتلات، مثل الطائرة الموجهة من دون طيار، من نوع هانتر.

هـ. زيادة إنتاج أنواع حديثة متطورة، مثل (إيتالد، ستار-1)، واستخدامها كأهداف خداعية.

و. توجيه الطائرة بالأقمار الصناعية، لإرشادها بدقة لإصابة الأهداف، وعدم التشويش.

خامساً: أسلحة الهجوم الجوي الحديثة

تطورت المعدات والأسلحة والذخائر الجوية تطوراً هائلاً؛ ما أدى إلى تعاظم التهديدات الجوية ضد نظم الدفاع الجوي الأرضية، في ظل إمكانيات طائرات القتال الحديثة، من حيث المناورة، والارتفاع، والمدى، والتجهيز بوسائل الإعاقة.

وأثبتت الحروب الحديثة أن تحقيق النتائج المؤثرة لعمليات القذف الجوي، لا يتوقف على إمكانيات الطائرة، وكفاءة الطيار، وتطور أجهزة الملاحة والتصويب بالطائرة فقط؛ ولكن يتوقف أيضاً على خصائص الحمولة من الصواريخ والقنابل، وإمكانية إطلاقها في أوضاع الطيران المختلفة.

إن زيادة احتمال تدمير الطائرة بنظم الدفاع الجوي المتطورة، أدت غلى التفكير في التعامل مع تجميعات الدفاع الجوي من بعد، والبحث عن أسلحة هجوم جوي حديثة (جو/ أرض) أكثر ذكاءً، وذات تكنولوجيا حديثة تُطلق من خارج مناطق التدمير. (انظر جدول خصائص أسلحة الهجوم الجوي الحديثة)

1. المصاعب الناجمة عن استخدام أسلحة الهجوم الحديثة، ضد وسائل الدفاع الجوى

أ. تتميز أسلحة الهجوم الجوي الحديثة، والتي تُطلق من بعد، والمزودة بتكنولوجيا المقذوفات الذكية، بدقة التصويب العالية والقدرة التدميرية الكبيرة، ما يجبر أجهزة الرادار على إيقاف الإشعاع لتفادي هذه الأسلحة، ومن ثم إتاحة الفرصة لطائرات الهجوم لتنفيذ مهامها. وتُعد الأسلحة المضادة للإشعاع الراداري من أخطر التهديدات الالكترونية المباشرة ضد أجهزة الرادار، حيث تعتمد على استقبال موجات جهاز الرادار المراد تدميره، واستغلالها في توجيه هذه الأسلحة حتى إصابة الجهاز. (اُنظر صورة الصاروخ مافريك)

ب. تجهيز بعض أنواع الطائرات الموجهة من دون طيار للعمل كقذيفة مضادة للإشعاع الراداري، حيث تتميز بطول فترة بقائها في الجو؛ ما يحقق مبدأ الاستمرار ويسمح باختراق حدود الكشف الراداري، من خلال ثغرات في توقيت متزامن على أكثر من اتجاه، لإرباك مراكز القيادة، ومراكز الإنذار والتوجيه، على مختلف المستويات.

ج. استخدام الخصائص المميزة للطائرات الموجهة من دون طيار، التي تعمل بمفهوم الإخفاء، مثل الطائرة (ماحيتس)، للعمل ضد وسائل الاستطلاع الراداري بلغم جوي، لخلخلة تجميعات الدفاع الجوي ذات الكثافة العالية.

د. التوسع في أعمال الإعاقة مع إطلاق صواريخ أسلحة هجوم جوي حديثة ذات أنظمة توجيه متعددة من بعد، لتحديد وسائل نيران الدفاع الجوى.

هـ. استغلال معلومات شبكة الأقمار الصناعية المتوافرة، لتغذية منظومات الإنذار والقيادة والسيطرة، والتي تعتمد على مجموعة نظم أرضية ومحمولة جواً، لتوفر قاعدة من المعلومات الدقيقة عن كافة مصادر التهديد، وبما يحقق سرعة إنذار كافية له، والحصول على المبادأة وتنفيذ الضربات الجوية ومتابعة أنشطة القوات.

و. استغلال التفوق في وسائل العمل من بعد، بدءاً من المرحلة الافتتاحية للعملية، من خلال استخدام الضربات الصاروخية (لانس/ أريحا)، والطائرات الموجهة من دون طيار، التي تعمل بمفهوم الطواف (ستار-1)، والمستودعات الحاملة للذخائر (موسوف).

ز. إجبار وسائل الدفاع الجوي على الفتح مبكراً والتعامل مع أهداف خداعية (سامسون) في تزامن، مع إطلاق أسلحة مضادة للإشعاع الراداري من خارج مناطق التدمير، في ظل إعاقة إيجابية وسلبية وحرارية، مع اختراق طائرات الضربة لحدود مناطق التدمير على ارتفاعات منخفضة جداً من مناطق تحدد لها أقصى مناورة حادة، لتعقيد الموقف الجوي وتقليل كفاءتها وتشتيتها واستنزافها.

2. الاتجاهات العامة لتطوير أسلحة الهجوم الجوي الحديثة

ثمة ثلاثة اتجاهات أساسية لتطوير أسلحة الهجوم الجوي الحديثة، وهى:

·       زيادة المدى لاستخدامها من خارج مناطق التدمير.

·       زيادة دقة الإصابة باستخدام أنظمة توجيه حديثة متطورة (راداري/ تليفزيوني/ حراري/ ليزرى/ GPS).

·       زيادة القدرة التدميرية.

لتنفيذ هذا الفكر، شمل التطوير في أسلحة الهجوم الجوي الحديثة المحاور الآتية:

 أ. إنتاج الذخائر التي تطلق من بعد، وقد شمل التطوير معظم الأسلحة ذات وسائل التوجيه المختلفة لزيادة مداها.

ب. خفض البصمة الرادارية للذخائر (جو/ أرض): شمل التطوير الصواريخ والقنابل المضادة للإشعاع الراداري، مع زيادة حساسية مستقبلات كشف الرادارات من مسافات بعيدة.

ج. تطوير محركات الدفع للصواريخ (جو/ أرض): العمل بمفهوم التحكم في حجم الدفع، وبما يحقق معدلات أعلى لسرعة الصاروخ وزيادة المدى، وتطوير محركات الدفع، وتقليل البصمة الحرارية، ما يصعب تدميره بوسائل الدفاع الجوى.

د. إنتاج الذخائر الموجهة رادارياً في الحيز الملليمتري، مثل الصواريخ الموجهة المضادة للدبابات.

هـ. تعدد رؤوس التوجيه للذخائر (جو/ أرض) (حراري/ ليزرى/ تليفزيوني/ GPS/ إشعاعي).

3. تطوير الذخائر التقليدية للعمل كمقذوفات موجهة، من خلال:

أ. إنتاج نظام مزود بأسطح اتزان ونظم ومستشعرات للتوجيه، يتم تحميلها بالذخائر التقليدية ذات الأوزان المختلفة لزيادة دقة الإصابة، وتحويلها للعمل كمقذوفات موجهة.

ب. تنمية سعة الذاكرة ودقة التوجيه للصواريخ الموجهة (جو/ أرض)، بتطوير مستودعات التصويب لزيادة معدلات الدقة في إطلاق الصواريخ المضادة للإشعاع الراداري.

ج. استخدام الليزر كوسيلة للتدمير، من خلال تطوير إمكانيات الليزر المحمول جواً للعمل ضد الصواريخ الباليستية، وكذلك استخدامه في تدمير مستقبلات الدفاع الجوي الحرارية.

د. تنمية قدرات الاختراق للذخائر المضادة للدشم الحصينة.

هـ. استخدام المستودعات الحاملة للذخائر متعددة الاستخدام، مع تطوير أنواع منها للعمل بمفهوم الطيران الطواف.

سادساً: الصواريخ الباليستية (أرض/ أرض)

تُعد الصواريخ (أرض/ أرض) أحد أسلحة الردع الإستراتيجية الحديثة، لقدرتها على حمل وسائل التدمير التقليدية وفوق التقليدية. وقد اكتسبت هذه الأسلحة أهمية  خاصة في الصراع المسلح في العصر الحديث، من واقع ما تمتلكه من قدرة على تحقيق المفاجأة، وما تتميز به من تأثير مادي ومعنوي ضد الخصم. (اُنظر صورة النظام الصاروخي ATACMS)

1. المصاعب الناتجة عن استخدام الصواريخ (أرض/ أرض) ضد وسائل الدفاع الجوي

أ. مقطع راداري صغير لا يزيد عن 0.5م2.

ب. ارتفاع طيران عالي جداً يراوح بين 90 – 300 كم، خصوصاً في المرحلة الثانية للإطلاق، ما يزيد من صعوبة إجراءات الكشف والتدمير والتتبع.

ج. لا يمكن تتبع الصواريخ الباليستية في المرحلة الثالثة (مرحلة السقوط)، نظراً لسرعتها العالية 5 – 17 ماخ، وتتعدى حدود بوابات السرعة في معالجة البيانات بالأجهزة التقليدية.

د. تستلزم مسافة الإطلاق الشديدة البعد، وقد تصل إلى آلاف الكيلومترات؛ تستلزم رادارات خاصة مثل (رادارات ما وراء الأفق).

هـ. استخدام رؤوس تقليدية وغير تقليدية تزيد من صعوبة المجابهة، كما أنها تستخدم رؤوساً خداعية (عواكس ركنية) لتمثيلها بحجم أكبر.

و. زمن تعرض قصير يقلل من زمن رد الفعل لعناصر الدفاع الجوي في الكشف والتدمير، ويحقق عامل المفاجأة.

يتضح من هذه الصعوبات أن الوسائل الرادارية التقليدية، المكلفة باكتشاف الأهداف الجوية التقليدية، مثل الطائرات التي تتميز بسرعات منخفضة وارتفاعات طيران ومدايات عمل محدودة نسبياً، لا يمكن استخدامها لاكتشاف وتتبع الصواريخ الباليستية، حيث صُممت هذه الوسائل لاكتشاف أهداف جوية ذات ارتفاعات لا تتجاوز 30 كم، وسرعات حتى 2.5 ماخ.

2. اتجاهات التطوير في الصواريخ الباليستية

أ. تقليل نسبة الانعكاس الراداري من الصاروخ باستخدام تكنولوجيا الإخفاء، وتبريد جسم الصاروخ خلال طيرانه لتقليل البصمة الحرارية، وطلاء بعض الأنواع الحديثة بمواد تشتت أشعة الليزر أو تمتصها، في حالة التعرض لها.

ب. زيادة القدرة التدميرية باستخدام رؤوس تحميل أسلحة دمار شامل، مع تطوير الرؤوس التقليدية بتحسين نوع المادة المتفجرة.

ج. تحسين دقة الإصابة من خلال تطوير نظم التوجيه والتحكم في حرك الصاروخ أثناء طيرانه، وخاصة في المرحلة النهائية.

د. زيادة المدى بتطوير قوة الدفع، التي تتوقف على نوع الوقود المستخدم، وعدد مراحل طيران الصاروخ، وتطوير محركات الدفع بأنواع صاروخية حديثة.

(اُنظر جدول أنواع وخصائص الصواريخ الباليستية "أرض/ أرض")

سابعاً: الصواريخ الطوافة Cruise Missiles

هي صواريخ تطير داخل الغلاف الجوي على ارتفاعات منخفضة جداً، معتمدة على أجهزة (GPS)، وأنظمة رادارية ذات نطاق ترددي ملليمتري، لتحافظ على ارتفاع ثابت من الهيئات الطبيعية، بما يحقق وصولها إلى أهدافها المحددة. ويمكن إطلاق هذه الصواريخ من الطائرات القاذفة الإستراتيجية، أو من القطع البحرية الكبيرة، أو من الغواصات على مسافة كبيرة جداً من أهدافها. ومن أبرز الأمثلة لهذه الصواريخ هو النوع توماهوك الأمريكي، الذي يمتلك خط مرور منخفض جداً يصل من 30 – 80 م، وسرعة طيران منخفضة 0.8 - 0.9 ماخ، ومدى حتى 2500 كم. (اُنظر جدول أنواع وخصائص الصواريخ الطوافة)

1. المصاعب الناجمة عن استخدام الصواريخ الطوافة، ضد وسائل الدفاع الجوى

أ. صغر مساحة المقطع الراداري حوالي 0.05 - 0.1م2.

ب. ارتفاع طيران منخفض جداً من 30 م، مع صعوبة اكتشاف وتحديد مساراتها غير المتوقعة.

ج. مدى إطلاق كبير يصل إلى 2500 كم أو أكثر، في الأنواع الحديثة.

د. استخدام تكنولوجيا الإخفاء والطلاء بمواد ماصة ومشتتة للإشعاع الراداري.

هـ. الظهور المفاجئ لاستخدامها أسلوب تتبع الهيئات الأرضية.

و. تعدد وسائل الإطلاق يزيد من صعوبة تحديد أماكن إطلاقها وتدميرها.

ز. القدرة العالية للصواريخ على المناورة، والخروج من حدود الالتقاط للرادار.

ح. محدودية إمكانيات بعض أجهزة الرادار في التغلب على الكسرات الثابتة، والتأثر بكروية الأرض.

ط. انخفاض قدرة الحواسب في بعض الرادارات، في تتبع هذه الأنواع من العمليات.

2. اتجاهات التطور في الصواريخ الطوافة

أ. تطوير الطائرات الموجهة من دون طيار للعمل كصاروخ طواف، مثل الطائرة دليلة تحت اسم ستار-1، بمدى حتى 450 كم عند الإطلاق أرضاً، وحتى 150 كم عند الإطلاق جواً.

ب. تطوير الأنواع الحالية لتعمل بمفهوم الدوران حول الهدف وعدم الهجوم، مع إرسال صورة تفصيلية عن الهدف لمركز الإطلاق، واتخاذ قرار الهجوم أو المناورة لهدف آخر ذي أسبقية أعلى.

ج. ظهرت أنواع جديدة في ترسانة الأسلحة الأمريكية للعمل ضد محطات توليد الكهرباء، من خلال وضع بكرات عليها خيوط كربون موصلة جيدة للكهرباء بأطوال كبيرة، يجري فردها أعلى محطة توليد الكهرباء لإحداث (قفلة/ صدمة) كهربائية بين كابلات الضغط العالي، وإحراق الدوائر الكهربائية.

د. استخدام أنظمة حواسب حديثة، تحدد إحداثيات الصاروخ بدقة معتمدة على إحداثيات (GPS) والأقمار الصناعية، مع رفع كفاءة الأنظمة الهيدروليكية والميكانيكية والبصرية بالصاروخ، للمحافظة على الصورة التضاريسية.

هـ. تطبيق تكنولوجيا الإخفاء على الصاروخ، من خلال استخدام الدهانات الملائمة لامتصاص الإشعاع الراداري.

و. تطبيق تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي والنانوتكنولوجي ذاتياً بأوامر تحكم داخلية مسبقة، من خلال التعرف على الأهداف وتميزها مع تطوير تكنولوجيا المستشعرات.

ز. تدمير الأهداف بأقل كمية مقذوفات، وتزويدها بالطابات الذكية للذخائر.

ثامناً: وسائل أخرى

1. تأثير النبضة الكهرومغناطيسية

تُعد النبضة الكهرومغناطيسية Electromagnetic Pulse (EMP)) إحدى النواتج الرئيسية للانفجار النووي، حيث تولد هذه النبضة مجالاً كهرومغناطيسي شديد التأثير، ينتج عنه جهود كهربائية كبيرة جداً تدمر المكونات الإلكترونية الحساسة بالمعدات الكهربائية، وأجهزة الحاسب، ومعدات الإشارة. كما يمكن التأثير عليها بدخول المجال الكهرومغناطيسي إلى داخل الجهاز، من خلال هوائيات الاستقبال الموجودة بها، فيتم تدميرها، على الرغم من توافر الحماية اللازمة لها وتزويدها بأغلفة واقية أو عازلة.

2. تأثير حرب المعلومات

هي تحقق القدرة على تطويع أو إفشال فكر الاستخدام لشبكات الحواسب، ونظم القيادة والسيطرة، لمنظومة الدفاع الجوي، مما يتطلب تنفيذ كافة الإجراءات الفنية والتكتيكية لتأمين شبكة الحواسب، وتأمين منظومة القيادة والسيطرة الآلية، وكذا تنشيط غرف السيطرة اليدوية والمراكز التبادلية، للعمل كبدائل لنظام القيادة والسيطرة الآلية. وهناك ثلاثة عناصر أساسية للحرب المعلوماتية، هي المهاجم والمدافع والمعلومات وأنظمتها.

تاسعاً: نظم الحرب الإلكترونية

تنقسم الحرب الإلكترونية إلى ثلاثة أقسام رئيسية، كالآتي:

1. الإجراءات الإلكترونية المساندة Electronic Support Measures (ESM))

تُعد الإجراءات الإلكترونية المساندة مصدر المعلومات الرئيسي عن العدو الإلكتروني، واللازمة لاتخاذ الإجراءات المضادة، بهدف:

أ. اكتشاف حجم وتجميع وأوضاع وطبيعة عناصر نظام الاستطلاع.

ب. تحديد الخصائص والمدلولات الفنية للنظم الرادارية والإشارية، لتنفيذ أعمال الإعاقة الإلكترونية المضادة.

2. الإجراءات الإلكترونية المضادة Electronic Counter Measures (ECM)

هي إحدى الطرق الإيجابية التي تهدف إلى شل وإرباك الوسائل الإلكترونية المعادية، المستخدمة في السيطرة على قواته وأسلحته، وتقليل فاعلية الاستخدام القتالي للقوات والأسلحة التدميرية. وتشمل الإجراءات الإلكترونية المضادة الآتي:

أ. إعاقة وسائل ونظم العدو الإلكترونية.

ب. تدمير وسائل ونظم العدو الإلكترونية.

تأثير الإعاقة الرادارية على استطلاع المجال الجوي ورادارات التوجيه

أ. إخفاء الأهداف الحقيقية داخل قطاعات الإعاقة، مع زيادة معدل الإنذار الكاذب؛ ما يؤدى إلى إرباك أطقم القتال لأجهزة الرادار، ومراكز القيادة اليدوية والآلية، على كافة المستويات.

ب. تشبع قنوات الاستقبال لأجهزة الرادار وأنظمة معالجة البيانات، ما يقلل من فرصة كشف وتتبع الأهداف الحقيقية.

ج. إجبار أطقم القتال على الانتقال إلى أنظمة عمل تخفض إمكانيات أجهزة الرادار، في كشف وتتبع الأهداف.

3. الإجراءات الإلكترونية المضادة للإجراءات الإلكترونية المضادة Electronic Counter Counter Measures (ECCM)

أ. تزويد جميع معدات الدفاع الجوي (أجهزة الرادار ـ الإنذار ـ التوجيه...) بالأنظمة الفنية اللازمة، لعمل هذه المعدات تحت تأثير الإعاقة بأنواعها المختلفة.

ب. اتخاذ الإجراءات التنظيمية والتكتيكية، لتهيئة أنسب الظروف لمعدات الدفاع الجوي، للعمل تحت تأثير هذه الإجراءات.

4. اتجاهات التطوير في نظم الإعاقة الإلكترونية

أ. تطوير مرسلات الإعاقة

(1) التغلب على مشكلة الوزن والحجم، للأنظمة المحمولة جواً.

(2) زيادة قدرة الإرسال مع توسيع الطيف الترددي للتغلب على أجهزة الرادار واللاسلكي، التي تعمل بأسلوب الرشاقة الترددية والقفز الترددي.

(3) بناء أنظمة عمل مزدوجة في مستودع واحد لإمكانية التعامل مع نوعيات مختلفة من النظم المعادية.

(4) التوسع في استخدام مرسلات الإعاقة التكرارية، باستقبال الإشعاع المعادى وتكبيرة وإعادة إرساله مرة أخرى.

ب. تطوير أنظمة الهوائيات

(1) استخدام الهوائيات الحلزونية صغيرة الحجم والوزن، في الأنظمة المحمولة جواً.

(2) استخدام الهوائيات الموجهة إلكترونياً بتوجيه الإعاقة آلياً، باتجاه الهدف.

ج. تطوير المستقبلات: بزيادة الحساسية وسرعة المسح للحيزات الترددية المعادية.

د. التوسع في استخدام دوائر المعالجة الرقمية ووسائل التخزين في نظم الإعاقة، بغرض الإلمام المستمر بالموقف الإلكتروني المعادي، وإعادة تخصيص المهام آلياً، ومن ثم سرعة الاستجابة في التعامل مع الأهداف الجوية، مع إمكانية نقل الموقف الإلكتروني آنياً إلى مراكز السيطرة الآلية.

هـ. التوسع في استخدام الطائرات الموجهة من دون طيار في أعمال الإعاقة.