إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات عسكرية / التطور في أسلحة الهجوم الجوي الحديثة، والتطور المتوقع لمجابهتها









الفصل الأول

مقدمة

يشهد العالم تطوراً كبيراً ومستمراً في تكنولوجيا أسلحة الهجوم الجوى، وكذا وسائل حملها، والتي تمثل تهديداً مباشراً لأنظمة الدفاع الجوى، والمتمثلة في الإخفاء الراداري، وفي القدرة على العمل نهاراً وليلاً وفى كافة الظروف الجوية، باستخدام أجهزة الملاحة ونظم التوجيه الحديثة، إضافة إلى زيادة مدى العمل والقدرة العالية على المناورة.

أظهرت الحروب الحديثة بعض التهديدات التي أفرزتها التكنولوجيا العالمية، ومنها استخدام الطائرات الموجهة من دون طيار، والطائرات العمودية المسلحة المضادة للدبابات، فضلاً عن الدور الذي تلعبه الصواريخ الباليستية أرض/ أرض، والصواريخ الطوافة، ما يؤكد أن العمليات العسكرية المقبلة سوف تحسمها أسلحة الجو.

أسهم التطور الهائل في خصائص وإمكانيات وأساليب قتال أسلحة الجو، في تغيير شكل الحرب الحديثة تغيراً شاملاً. وأدى الاستخدام المركز والمفاجئ لوسائل الهجوم الجوى الحديثة، إلى قدرتها على اختراق أنظمة الدفاع الجوى من كافة الاتجاهات والارتفاعات، وتحت مختلف الظروف، ما نتج عنه تطور وتعقد أنظمة وأساليب استخدام منظومة الدفاع الجوى لمجابهتها.

وتسعى دائماً الدول المتقدمة لامتلاك التكنولوجيا المتطورة، وتوظيفها في الأسلحة الجوية، ليتأتى لها السيطرة الجوية وعزل ميدان المعركة في المراحل الافتتاحية، وذلك بامتلاك الطائرات الحديثة، التي تعمل بمفهوم الإخفاء الكلى والجزئي، والطائرات الموجهة من دون طيار، للعمل ضد أنظمة الدفاع الجوى من خارج مناطق التدمير، للتغلب على منظومة الدفاع الجوى بأقل خسائر ممكنة، ومنعها من التصدي لها.

تُشكل منظومة الدفاع الجوى في الحروب الحديثة خطورة كبيرة على أعمال قتال القوات الجوية، الأمر الذي يستلزم ضرورة التغلب على هذه المنظومة في أسرع وقت ممكن. وقد ثبت أنه لا يوجد نظام دفاع جوى لا يمكن اختراقه؛ ولكن المهم هو وجود القدر الكافي من المعلومات الكاملة والدقيقة عن العدائيات الجوية، وفى الوقت نفسه تقليل المعلومات عن منظومة الدفاع الجوى، لعدم تحقيق مفاجأة القوات أثناء اقترابها، والوقوف حائلاً دون تحقيق مهامها.

ولضمان مجابهة العدائيات الجوية بأنواعها المختلفة، والتي تهدد باختراق أنظمة الدفاع الجوى، يتطلب ذلك تكامل وترابط عناصر المنظومة، التي تبدأ بعناصر استطلاع العدو الجوي، وإنذار القوات عنه، وتوافر المعلومات للعناصر الإيجابية والمقاتلات للتعامل معها، من خلال نظام قيادة وسيطرة، مع تأمينه بأعمال الحرب الإلكترونية.

ويعد العمليات الجوية للقوات المتحالفة في حرب الخليج الثانية، وعمليات كوسوفا، وحرب أفغانستان، مجالاً خصباً لتجربة أنواع جديدة من الطائرات وأسلحة الهجوم الجوى الحديثة، التي لم تُستخدم من قبل؛ وكذلك تطبيق فكر واستخدام وأساليب وتكتيكات العملية الجوية، التي تناسب متطلبات الحرب الحديثة.