إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات عسكرية / الصواريخ أرض - أرض الإستراتيجية، والمنظومات المضادة




مدفع الطاقة الحركية
مروحة فتحة العادم
مراحل تطور الصواريخ -1
مراحل تطور الصواريخ -2
مراحل تطور الصواريخ -3
مراحل تطور الصواريخ -4
النظام مؤاب
النظام الصاروخي (ثاد)
الرادار Green Pine
انطلاق الصاروخ Peacekeeper
الطائرة ماحيتس
الصاروخ أطلس ـ ب
الصاروخ Atlas E & F
الصاروخ CSS-3
الصاروخ CSS-N-3
الصاروخ تيتان ـ 1
الصاروخ بيرشنج
الصاروخ Galosh
الصاروخ Goddard
الصاروخ جوبيتر
الصاروخ King- Fish AS-6
الصاروخ Minuteman 1 & 3
الصاروخ Minuteman 2
الصاروخ ردستون
الصاروخ ساتيرن -5
الصاروخ Peacekeeper
الصاروخ Polaris
الصاروخ Poseidon
الصاروخ S-300
الصاروخ Shadook SS-N-3B
الصاروخ SS-11
الصاروخ SS-12
الصاروخ SS-13
الصاروخ SS-16
الصاروخ SS-20
الصاروخ SS-21
الصاروخ SS-4
الصاروخ SS-6
الصاروخ SS-7
الصاروخ SS-8
الصاروخ SS-9
الصاروخ SS-N-5
الصاروخ SS-N-6
الصاروخ SS-N-8
الصاروخ Tirdent-1
الصاروخ Titan-2
الصاروخ Tomahawk
الصاروخ V-2
الصاروخان Sprint & Spartan
الصاروخان SS-3, SS-5
جودارد وصناعة الصواريخ

أماكن توزيع النظام BMD
أنبوب البارود
محرك الدفع بالطاقة النووية
محرك الصواريخ بالوقود الصلب
محرك الصواريخ بالوقود السائل
محرك الصواريخ بالطاقة الكهربائية
إطلاق سد صواريخ
مكونات وعمل منظومة الدفاع
نظام الاستطلاع والإنذار
النظام NMD
النظام TMD
التغلب على المنظومة المضادة
الدرع الصاروخي الأمريكي
الطوربيد العربي
الصاروخان Mirak- 2 وA-3
سهام النيران الطائرة
صاروخ Frezien

أماكن فتح الصواريخ



مقدمة

المبحث الثاني

تقسيمات الصواريخ المختلفة و مكوناتها

أولاً: تقسيمات الصواريخ

1. التقسيم طبقًا لنوع الوقود

أ. صواريخ ذات الدفع بالوقود الصلب (اُنظر شكل محرك الصواريخ بالوقود الصلب)

الوقود الصلب عبارة عن مادة احتراق مطاطية، تسمى GRAIN، وهو يتكون من وقود ومؤكسد في صورة صلبة، وهذا الوقود يشتعل بإحدى الطريقتين:

(1) الاشتعال باحتراق شحنة تتناسب مع حجم الوقود الرئيسي وقسمي المشعل أو البادئ من المسحوق الأسود، وهو يتكون من خليط من الملح الصخري والفحم الحجري والكبريت وبعض الكيماويات.

(2) الاشتعال نتيجة التفاعلات الكيماوية لسائل كلوريدى مركب، ينفث داخل الوقود الصلب.

تصل درجة الحرارة في غرفة الاحتراق بالنسبة للوقود الصلب من 1600- 3300 درجة مئوية في معظم الصواريخ؛ ولذا يستخدم الصلب عالي المقاومة أو معدن التيتانيوم في بناء حوائط غرفة الاحتراق، حتى تستطيع تحمل الضغط العالي المتولد ودرجة الحرارة العالية، ويستخدم أيضًا المواد العازلة للحرارة، كعزل غرفة الاحتراق عن الغلاف المعدني للصاروخ. يحترق الوقود الصلب أسرع من الوقود السائل، ولكن في العادة ينتج قوة دفع أقل من الكمية المساوية للوقود السائل، التي تحترق في نفس الوقت، ولكنه لا يتأثر بفترات التخزين الطويلة ولا يمثل درجة خطورة عالية، واشتعاله لا يحتاج إلى معدات ضخ أو خلط، كالتي تلزم مع الوقود السائل.

ويفضل استخدام الصواريخ ذات الدفع الصلب في جيوش الدول؛ لأنها تكون مستعدة للانطلاق الفوري، علاوة على سهولة تخزينها، وهذه الصواريخ تعطي القوة الكافية للصواريخ الباليستية عابرة القارات ICBM[1]، مثل الصاروخ Minuteman 2-MX، وبعض الصواريخ الصغيرة مثل: Terrier – Talos - Howk، كما تستخدم بصفة صاروخ مساعد لعمل الصواريخ، مثل صواريخ Gato، وكذا في صواريخ محدثات الصوت، كما تستخدم في الألعاب النارية.

ب. صواريخ ذات الدفع بالوقود السائل (اُنظر شكل محرك الصواريخ بالوقود السائل)

يتم تشغيل محرك هذه الصواريخ بواسطة خليط من الوقود والمؤكسد في الحالة السائلة، وتحمل الصواريخ الوقود والمؤكسد داخل حاويات منفصلة في الصاروخ، وهناك نظام ضخ من الأنابيب والصمامات لتغذية غرفة الاحتراق بالوقود والمؤكسد، وتتم التغذية بالوقود والمؤكسد داخل غرفة الاحتراق، باستخدام المضخات، التي تدار بواسطة غاز ناتج من احتراق كمية صغيرة من وقود الدفع، وتعطى المضخات الوقود قوة الدفع اللازمة داخل غرفة الاحتراق، وفي الطرق الأخرى يدفع الوقود والمؤكسد بضغط الغاز داخل الخزانات، وتُمد بالغاز عالي الضغط عن طريق غاز النيتروجين أو غازات أخرى، مخزنة تحت ضغط عال، أو بالطريقة سالفة الذكر، باحتراق كمية صغيرة من الوقود.

ومن أنواع الوقود السائل، ما يسمى بـ "هيبر جولز" Hyper gols، وهو يشتعل عند خلطه بالمؤكسد، ولكن معظم أنواع الوقود السائل يتطلب وجود نظام إشعال يولد شرارة كهربية تشعل الوقود، أو احتراق كمية صغيرة من الوقود الصلب داخل غرفة الاحتراق، ويستمر الوقود السائل في الاحتراق طالما استمر مخلوط الوقود والمؤكسد في التدفق داخل غرفة الاحتراق.

وتستخدم رقائق، من الصلب عالي المقاومة أو الألومنيوم، في إنشاء حاويات الوقود، ومعظم غرف الاشتعال تصنع من سبائك الصلب والنيكل والتيتانيوم مع معادن أخرى، ويستخدم العلماء الصواريخ ذات الدفع بالوقود السائل في إطلاق معظم مركبات الفضاء، مثل الصاروخ ساتيرن- 5، الذي حمل أول مركبة فضاء إلى القمر. (اُنظر صورة الصاروخ ساتيرن ـ 5).

ج. الصواريخ ذات الدفع بالطاقة الكهربائية (اُنظر شكل محرك الصواريخ بالطاقة الكهربائية)

تستخدم الطاقة الكهربائية في إنتاج القوة الدافعة للصواريخ وتشتمل على:

·   صواريخ القوس النفاثة Arc jet Rockets.

·   صواريخ البلازما النفاثة Plasma jet Rockets.

·   والصواريخ الأيونية Ion Rockets

وهي تستطيع العمل مدة أطول مما تستطيعه أي صواريخ أخرى، ولكنها تنتج قوة دافعة أقل. والصواريخ الكهربائية، لا تستطيع رفع مركبة الفضاء إلى خارج الأرض، داخل الغلاف الجوى، ولكنها تستطيع دفع المركبة داخل الفضاء، ولازال العلماء يعملون على تطوير الصواريخ الكهربائية لفترة أطول للطيران في الفضاء.

(1) صواريخ القوس النفاثة

تعمل بتسخين الغاز الدافع بواسطة شرارة كهربائية، تسمى القوس الكهربي، وتستطيع الشرارة تسخين الغاز إلى أكثر من 3- 4 مرات من إمكانية الوقود الصلب أو السائل.

(2) صواريخ ذات الدفع باستخدام البلازما النفاثة

عبارة عن نوع من أنواع صواريخ القوس النفاثة، تزيد تدفق الغاز الدافع بواسطة القوس الكهربي، الذي يحتوى على شحنة كهربائية خاصة، وخليط الغاز والشحنة الكهربائية الخاصة يطلق عليه البلازما. وصواريخ البلازما النفاثة تستخدم تيارًا كهربائيًا ومجالا مغناطيسيًا لزيادة السرعة، حيث تتدفق البلازما من الصاروخ.

(3) الصواريخ ذات الدفع باستخدام التدفق الأيوني

تنتج فيها القوة الدافعة بواسطة تدفق شحنة كهربائية خاصة، تسمى الأيون ION، وجزء من الصاروخ يسمى Ionization grid، وتتدفق الغازات الخاصة فوق سطح Grid ويعمل المجال الكهربائي على تسارع تدفق الأيونات من الصاروخ.

د. الصواريخ ذات الدفع باستخدام الطاقة النووية (اُنظر شكل محرك الدفع بالطاقة النووية)

يتم فيها تسخين الوقود بواسطة المفاعل النووي، تلك الآلة التي تنتج الطاقة النووية. وهذه الطاقة المتولدة تنتج قوة دفع تصل إلى 3- 4 أضعاف الطاقة الناتجة من الوقود الصلب والسائل، ويعمل العلماء لتطوير هذه الصواريخ للسفر في الفضاء ويضخ الهيدروجين السائل إلى المفاعل الخاص بهذه الصواريخ، من خلال جدار مزدوج يحيط بمحرك الصاروخ، هذا الضخ يساعد في تبريد الصاروخ، ويسخن الهيدروجين السائل أيضًا خلال مئات من القنوات الضيقة، التي تمر خلال المفاعل النووي، حيث يمر الهيدروجين السائل في هذه القنوات، وتحول الحرارة الناتجة من المفاعل،الوقود إلى غاز مندفع سريع، ويندفع الغاز من خلال فتحة العادم للصاروخ بسرعة تصل إلى 35400 كم/ ساعة.

2. التقسيم طبقًا للتوجيه

أ. الصواريخ الحرة Free Rockets

وهي نوع من القذائف، التي تنطلق من مكان ما على سطح الأرض، لتسقط على مكان آخر على سطح الأرض، ويقصد بالحرية هنا أن الصاروخ من لحظة إطلاقه لا يمكن تغيير مساره في أثناء طيرانه حتى سقوطه على الهدف، بأي وسيلة تحكم على الأرض أو من الجو، لأن الصاروخ يسدد (زاوية اتجاه، زاوية ارتفاع مع التصحيحات الخاصة بالظروف الجوية والطبوغرافية) قبل إطلاقه للوصول إلى غرض أو هدف معين، وينطلق الصاروخ فيصيب بهذا التوجيه الابتدائي الهدف المقصود.

ب. الصواريخ الموجهة Guided Rockets

وهي عبارة عن الصواريخ التي يمكن التحكم في مسارها في أثناء طيرانها، بعد الإطلاق لتغيير هذا المسار، سواء تم الإطلاق من محطات أرضية أو جوية أو بحرية، وتوجد عدة طرق للتوجيه كالآتي:

(1) التوجيه بالقصور الذاتي

وتضم مجموعة التوجيه في الصاروخ مجموعة من الجيروسكوبات والحاسب الآلي، تقوم بتعديل المسار خلال طيران الصاروخ، نتيجة البيانات الابتدائية على الحاسب، ونتائج الحسابات المستخرجة منه ليتطابق مع المسار المحسوب مسبقًا، وذلك عن طريق إصدار الإشارات اللازمة إلى وحدات تحريك خاصة، إما أن تحرك الدفات، التي تتحرك أمام الغاز المندفع من غرفة الاحتراق، أو تقوم بتحريك الغرفة نفسها، أو تقوم بتحريك وحدات (زعانف) خارجية.

ويركب على وحدات التحريك وحدات التغذية العكسية، التي تمد نظام التوجيه بالإشارات اللازمة لتمام الاتزان.

(2) التوجيه بمسارات ملاحية

يتم ذلك بتزويد جهاز التوجيه في الصاروخ ببيانات خط السير المخطط للوصول إلى  الهدف، متجنبًا وسائل الكشف المختلفة، ومتبعًا أسلوب الطيران المنخفض والمنخفض جداً، وذلك لوجود راصد للمنحنيات، وكاميرا تلتقط صورة للهدف لمقارنتها بالصورة المخزنة في الصاروخ، وإجراء التعديلات قبل الاصطدام بالهدف.

(3) التوجيه بمعاونة الأقمار الصناعية

يتم ذلك بتزويد الصاروخ ببرامج خط السير المخطط للوصول إلى الهدف، ويتم الاستعانة بالأقمار الصناعية، في تحديد إحداثيات الصاروخ، خلال رحلة طيرانه، وإجراء تصحيحات المسار بالدقة اللازمة.

3. التقسيم طبقًا للنوع وقاعدة الإطلاق

أ. صواريخ من السطح إلى السطح: من قاعدة ثابتة أو متحركة علي الأرض أو من قطعة بحرية إلى هدف أرضي أو بحري.

ب. صواريخ من تحت الماء إلى السطح: من غواصة إلى هدف بحري أو أرضي.

ج. صواريخ من السطح إلى الجو: من قاعدة أرضية ثابتة أو متحركة أو قطعة بحرية إلى هدف طائر (طائره أو صاروخ).

د. صواريخ من الجو إلى السطح: من الطائرة إلى هدف بحري أو أرضي.

هـ. صواريخ من الجو إلى تحت الماء: من الطائرة إلى هدف تحت الماء (غواصة مثلا).

و.     صواريخ من الجو إلى الجو: من الطائرة إلى هدف طائر:

ز. صواريخ من السطح إلى تحت الماء: من قاعدة أرضية أو من قطعة بحرية إلي غواصة.

ح. صواريخ من تحت الماء إلى الجو: من غواصة إلي هدف جوي أو إلي هدف أرضي.

ط. صواريخ من تحت الماء إلى تحت الماء: من غواصة إلى أخرى.

4. التقسيم وفقا للمدى:

أ. الصواريخ قصيرة المدى، ويتراوح مداها بين 150 – 500 كم.

ب. الصواريخ متوسطة المدى، ويتعدى مداها إلى 500 كم.

ج. الصواريخ بعيدة المدى ويتعدى مداها إلى 2000 كم. ويوجد منها نوعان التكتيكية حتى 2000 كم والإستراتيجية التي يصل مداها إلى 5500 كم.

د. الصواريخ عابرة القارات ويصل مداها إلى أكثر من 6000 كم. وتطير هذه الصواريخ إلى أغوار الفضاء حاملة الأقمار الصناعية وسفن الفضاء.

5. التقسيم وفقا للاستخدام الحربي

تنقسم الصواريخ وفقًا للاستخدام الحربي إلى أربعة أنواع، تكتيكية وإستراتيجية وفضائية ومضادة للصواريخ.

أ. الصواريخ التكتيكية

وتتميز بصغر حجمها وصغر قاعدة الإطلاق، التي قد تكون عربة أو حاملاً مبسطًا، فضلاً عن صغر مداها وقصر استعمالها على مسرح العمليات، سواء كانت ذات رؤوس تقليدية أو فوق تقليدية أو نووية.

ب. الصواريخ الإستراتيجية

وتتميز بضخامتها، وغالبًا تكون متعددة المراحل وذات مدى بعيد، يقاس بآلاف الكيلومترات وتطلق من قواعد ضخمة، مجهزة تجهيزًا خاصًا، ويطلق عليها اسم عابرة القارات، نظرًا إلى كبر مداها.

ج. صواريخ الفضاء

وهي صواريخ بعيدة المدى متعددة المراحل، يمكنها حمل أجهزة، وآلات قياس وتصوير، ومعدات إرسال واستقبال لاسلكي، ورصد جوى، وقياس درجات حرارة، ورطوبة وإشعاع، وقد تحمل قمرًا صناعيًا. أو حيوانًا أو إنسانًا، وبمثل هذه الصواريخ نجحت رحلات رواد الفضاء.

د. الصواريخ المضادة للصواريخ

وهي صواريخ تطلق، لتعترض صاروخًا آخر معادياً وتدمره، على ارتفاع عالٍ، قبل أن يقترب من هدف هجومه، وهي تشكل منظومة تتكون من شبكات من الرادار يقوم بدور الإنذار المبكر؛ للكشف عن الصاروخ المعادي، وتحديد سرعته، واتجاهه، وارتفاعه وخط سيرة ومسافته وتقوم شبكات أخرى بعمليات حسابية دقيقة وسريعة للغاية، لتتبع هذه المعلومات المتغيرة كل ثانية نظرًا للسرعة الفائقة، التي ينطلق بها الصاروخ، وتعمل بالارتباط مع قاعدة إطلاق الصاروخ المضاد المعترض؛ لحساب النقطة التي يتم فيها الاعتراض لتعطيل حركة الصاروخ المعادي، وإيقاف اقترابه أو اقتناص رأسه المدمرة.

6. التقسيم وفقًا لطبيعة الرأس المدمرة

تنقسم إلى ثلاثة أقسام (تقليدية ـ مطورة ـ غير تقليدية):

أ. رؤوس مدمرة تقليدية؛ وهي رؤوس شديدة الانفجار عادية.

ب. رؤوس تقليدية مطورة؛ وهي رؤوس حاملة للألغام والمقذوفات الموجهة وغير الموجهة، وحاملة للقنيبلات.

ج. رؤوس غير تقليدية؛ كيماوية أو ارتجاجية أو نووية أو بكتريولوجية.  

ثانياً: مكونات الصواريخ

1. صواريخ الوقود الصلب (اُنظر شكل محرك الصواريخ بالوقود الصلب)

وهي بسيطة التركيب، وتقل بها الأجزاء المتحركة، ويتكون الصاروخ من الأجزاء الرئيسية الآتية:

أ. القسم الخارجي للصاروخ

وهو عادة أسطواني الشكل، يملأ من الداخل بالمادة القاذفة، التي ينتج عن احتراقها كميات ضخمة من الغازات، تندفع خارج الصاروخ من فتحة غرفة الاحتراق المنفث، مسببة حركة الصاروخ في الاتجاه المضاد، ويجب أن يتوافر في الجسم الصلابة اللازمة لتحمل الضغط العالي جدًا الناتج عن الغازات، ودرجات الحرارة العالية الناتجة عن الاحتراق.

ب. المادة القاذفة

قد تكون على هيئة مسحوق من مادة قابلة للاحتراق، ينتج عنها حجم هائل من الغازات، خاصة إذا كان المسحوق مضغوطًا، و يشتعل من ناحية واحدة، شأنه في ذلك شأن السيجار، فيمتد اللهب لأحد طرفيه، في حين يظل باقي الجسم دون اشتعال، منتظرًا امتداد الجزء المشتعل إليه، وبذا يَبقى الصاروخ ذو الوقود الصلب في حالة اشتعال مدة أطول، إلا أن هناك نوعًا آخر من المواد الصلبة القابلة للاشتعال، على هيئة أصابع أسطوانية رفيعة مفرغة من الداخل، توضع داخل الصاروخ في صفوف طولية بجوار بعضها، وموازية لمحوره الطولي، حتى يعمل أكسجين الهواء الموجود في الفراغ الداخلي لهذه الأسطوانات الرفيعة، على إتمام الاشتعال في زمن قصير، ويقتصر استخدام الصواريخ ذات الوقود الصلب المسحوق حاليًا، على دفع الأجسام لبلوغ سرعة معينة للطيران، أو مساعدة الصواريخ بعيدة المدى عند بدء إطلاقها، أو الصواريخ العكسية، التي تعيد الأقمار الصناعية إلى إطار جاذبية الأرض، أما الوقود الصلب، الذي على هيئة الأصابع الأسطوانية فيستخدم في المراحل الأولى للصواريخ الحاملة للأقمار الصناعية إلى الفضاء، نظرًا إلى خفة وزنها وطول زمن اشتعالها، كما أن صواريخ الوقود الصلب تتميز بإمكانية تخزينها مددًا طويلة من دون أن تتلف.

ج. بادئ الاشتعال

يبدأ اشتعال عبوات الوقود الصلب بتوفير شعلة ابتدائية، بواسطة دائرة كهربية أو بواسطة فتيل اشتعال، أو تفجير كبسولة حساسة صغيرة، وقد تتعدد صور بادئ الاشتعال طبقاً لشكل الوقود الصلب وحجمه، فيكون بادئ الاشتعال قرب نهاية الصاروخ، إذا كان الوقود الصلب على شكل مسحوق، وقد يكون أسطوانة تتوسط الأصابع، إذا كان الوقود الصلب على هيئة أسطوانات أو أصابع.

د. عنق النفث أو فتحة خروج الغازات

وهو في قاعدة الصاروخ في صورة عنق مسلوب، على شكل مخروط، تندفع منه الغازات إلى خارج الصاروخ بسرعة طرد عالية جدًا، يسببها الاختناق في أول المخروط، الذي يسمى بالعنق Nozzle.

هـ. الرأس المدمر للصاروخ

ويتمثل الرأس المدمر للصاروخ في الجزء الانسيابي المكون لبداية الصاروخ، والذي توضع فيه المادة المتفجرة Pay load المطلوب توصيلها إلى الهدف.

و. الزعانف

وهي تساعد على اتزان الصاروخ أثناء طيرانه، وفي بعض أنواع الصواريخ، وفي المراحل القريبة من الأرض، إذ تتحكم في انسياب الهواء حول جسم الصاروخ بسرعة انطلاقه العالية فضلا عن اتزان الصاروخ حول محوره الطولي بما يساعد في دقة التوجيه.

ز. الدفات

وتصنع من مواد تتحمل الحرارة الشديدة، وتوضع في طريق خروج الغازات عند فتحة المحرك؛ لتحريك الصاروخ طبقًا للأوامر القادمة إليها من نظام التوجيه. وقد يستعاض عنها في بعض أنواع الصواريخ بإرسال أوامر التحريك إلى نظام تحريك لخدمة الاحتراق بالكامل لتوجيه الصاروخ.

2. صواريخ الوقود السائل (اُنظر شكل محرك الصواريخ بالوقود السائل)

تتكون صواريخ الوقود السائل من الأجزاء الرئيسية التالية،الجسم وخزان الوقود وخزان المؤكسد وغرفة الاحتراق وعنق النفث والرأس المدمرة.

أ. الجسم

غالبًا ما يكون الجسم على شكل اسطواني، أو أقرب ما يكون إليه منتهيًا برأس انسيابي مسلوب بنهاية مدببة، كما ينتهي من ناحية القاعدة بالزعانف الموزعة على الأجناب متماثلة الأوضاع، لتحفظ توازن حركة الصاروخ ومنعه من الانقلاب في أي اتجاه، خاصة في مرحلة القطاع غير الفعال من مسار الصاروخ، وعند تصميم الجسم يراعي تحديد مركز الثقل ومركز الشكل، بعد توزيع الأجهزة والمعدات اللازمة داخل الصاروخ، وكذلك العزل الحراري بغرفة الاحتراق وما حولها، فضلاً عن توافر الانسيابية في الشكل الخارجي، مع استخدام معادن تتحمل الإجهادات، التي يتعرض لها الصاروخ من الداخل والخارج، أثناء اختراق الصاروخ للغلاف الجوي بالسرعة الهائلة، مع العمل على تقليل وزن الصاروخ إلى أخف ما يمكن حتى ينطلق إلى  ارتفاعات أعلى.

ب. خزان الوقود

تتميز الصواريخ ذات الوقود السائل بقدرتها العالية على الانطلاق عبر الهواء والفضاء، بقوة أكبر من الصواريخ ذات الوقود الصلب، كما يتوقف ذلك بالدرجة الأولى، على نوع الوقود السائل المستعمل، وسعة خزان هذا الوقود، ومقدار ما يحرق منه في كل ثانية، وللتفرقة بين صاروخ وآخر يستعمل التعبير العلمي، الدفع النوعي، وهو مقدار قوة الدفع الناتجة من محرك يشتعل به رطل واحد من الوقود كل ثانية، ومن هذا يمكن حساب كمية الوقود اللازمة لمحرك معين، وزمن تشغيل معين؛ للوصول إلى المدى المطلوب، و كذلك حجم الخزانات.

ج. خزان المؤكسد

يُعد خزان المؤكسد جزءً من جسم الصاروخ، ويصنع من مادة تقاوم التأثير الكيماوي للمؤكسد، و يتحمل التخزين فترة طويلة.

والمؤكسد عبارة عن سائل يدخل في تركيبه الأكسجين بشكل هائل، وهذا يساعد ويعجل على إتمام احتراق الوقود في غرفة الاحتراق؛ لذا فإن الوقود وحده ليس كافيا للاحتراق، ولكن عند مزجه بالسائل المؤكسد داخل غرفة الاحتراق، ونتيجة للاحتراق الكامل للوقود الممزوج بالأكسجين، تزداد قوة الدفع؛ وأهم أنواع السوائل المؤكسدة، الأكسجين السائل - بيروأكسيد الأيدروجين - وفوق أكسيد النيتروجين - وحامض النيتريك - وكثير من مركبات الفلورين، والكلورين، وحامض البيروكلوريك.و لكل نوع من الوقود نوع من المؤكسد خاص به، يعطي الاحتراق الكامل المطلوب عند خلطهما سويًا.

د. غرفة الاحتراق

ويتم احتراق مخلوط الوقود والمؤكسد داخل هذه الغرفة، الأسطوانية الشكل، ويستخدم في صناعتها المعادن، التي تتحمل درجات الحرارة والضغط العالي جدًا، والناتجة عن الاحتراق، ماعدا تفاعل هذه المعادن مع الوقود والمؤكسد، ولضمان انتظام تدفق الوقود والمؤكسد إلى غرفة الاحتراق، فإنهما يصلان إلى الغرفة عن طريق أنابيب متفرعة من الخزانات عبر منظم للضغط، وتتوقف قوة الدفع الناتجة على حجم غرفة الاحتراق التي تنتهي بعنق النفث، الذي تندفع منه غازات نواتج الاحتراق. وقد يحتاج الاشتعال إلى تهيئة غرفة الاحتراق بالضغط اللازم والحرارة اللازمة، عن طريق استخدام كمية ابتدائية من وقود بادئ، يشتعل عند اختلاطه مباشرة بالمؤكسد الخاص به، ويستمر الاشتعال بعد ذلك باستخدام الوقود الرئيسي، والذي قد يكون أحد الأنواع التالية: الكحول أو الهيدرازين، أو الكيروسين، أوالإنيلين، أو الجازولين، أو النشادر السائل، أو الهيدروجين السائل، أو بعض مركبات الليثيوم والبرون والميثان.

هـ. عنق النفث

وهو عبارة عن الجزء المختنق الذي تنتهي به غرفة الاحتراق، وتتسرب منه غازات الاحتراق المتدفقة من الغرفة عبر اختناق العنق بسرعة عالية جدًا، وتبلغ أقصى سرعتها عند أضيق اختناق في العنق، ولذلك يُصنع عنق النفث من سبائك تتحمل درجة الحرارة والضغط العاليين، كما يلزم تبريدها من الخارج بدورات تبريدية خاصة، ويتصل عادة عنق النفث ببادئ الاشتعال ومحدث الشرارة، التي تبدأ الاحتراق.

و. الرأس المدمرة

ويُعد أهم الأجزاء، التي يحملها جسم الصاروخ، إذ تتمركز فيه العبوة الناسفة المطلوب من الصاروخ نقلها إلى المكان المراد تدميره، وقد تكون العبوه تقليدية شديدة الانفجار، أو فوق تقليدية كيماوية، أو بيولوجية، أو ذرية، أو هيدروجينية، أو كوبالتية… إلخ، كما قد يملأ فراغ الرأس المدمر في الصواريخ غير الحربية، بأجهزة قياس علميه، لتسجيل الظواهر الجوية، أو أجهزة إرسال واستقبال إلكترونية، وقد يوضع في نفس الفراغ قمر صناعي ينطلق إلى الفراغ الكوني عند ارتفاع معين، أو قد يجهز مكان خاص لسفينة فضاء يقودها بشر، أي أن الرأس المدمرة هي الجزء العلوي من الصاروخ، وتمثل الحمولة ذات الفائدة.

مما تقدم، يتضح أن الصاروخ يتكون من جسم يحمل في داخله محركًا صاروخيًا، يتمثل في خزانات الوقود والمؤكسد، وأسطوانات الهواء المضغوط، وغرفة الاحتراق، وعنق المنفث، ويعمل هذا المحرك على دفع الصاروخ ليصل إلى مسافات بعيدة حاملاً الرأس المدمر للأغراض الحربية أو الأجهزة العلمية والأقمار الصناعية للأغراض السلمية، ويتحكم في الرأس المدمر بادئ تشغيل، يطلق عليه اسم مجموعة الطابات Fuses ، تقوم بتفجير الرأس المدمر عند ارتطامها بالهدف، أو عند وصول إشارة تفجير ذاتي لها، كما قد يحتوي فراغ الرأس المدمر على أجهزة التوجيه، التي قد تشغل حيزًا كبيرًا يلزم توفير مكان خاص لها بعيدًا عن المحرك، تعمل هذه الأجهزة على تحقيق دقة التصويب.

ز. منظومة التوجيه

لقد استخدمت طريقة التوجيه بالأوامر اللاسلكية في النوعيات الأولى من الصواريخ الباليستية، وكان يعيب هذه الطريقة اعتماد الصاروخ المستمر على مصدر خارجي لتوجيه حركته وضبط سرعته، وعندما يبتعد الصاروخ عن هذا المصدر، يصبح الاتصال معرضاً للانقطاع لسبب أو لآخر، كما تتعرض الموجات اللاسلكية، التي تحمل الأوامر، إلى الإعاقة الإلكترونية المعادية؛ ولهذا أصبحت جميع الصواريخ أرض/ أرض توجه بالقصور الذاتي.

وتوضع منظومة التوجيه بالقصور الذاتي، في وحدة نشر الرؤوس النووية، "مركبة ما بعد الإطلاق"، في حالة الصواريخ متعددة المراحل، وتشتمل على وحدتين أساسيتين: أولاهما وحدة قياس القصور الذاتي، والأخرى وحدة التحكم في حركة الصاروخ وذلك بالإضافة إلى بعض الوحدات الفرعية المساعدة، مثل أجهزة التبريد ومولدات القوى والحاسب.

وتشتمل وحدة قياس القصور الذاتي IMU Inertial measurement unit، على كرة حرة الحركة، تحتوي على أجهزة الجيرو Gyro، وأجهزة قياس التسارع Accelerometers، وبعض المعدات الإلكترونية التكميلية، ووظيفتها قياس وضع الصاروخ في الجو، وسرعته وقيم حركته بالنسبة للمحاور الثلاثة في الفراغ، لحظة بلحظة، و إمداد مجموعة التحكم بهذه البيانات على الفور.

أما مجموعة التحكم، فإنها تشمل عددًا من الحواسب الإلكترونية، وما تحتاجه من برامج الطيران والبيانات الأولية، بما في ذلك إحداثيات الهدف، ونقطة الإطلاق، والسرعة المحددة، وتأثير الجاذبية على حركة الصاروخ... إلخ.

وتقوم الحاسبات الإلكترونية بمقارنة البيانات المخزنة لديها، بتلك البيانات المعبرة عن تفاصيل موقف الصاروخ، الواردة من وحدة قياس القصور الذاتي، ثم تصدر أوامر التحكم إلى جهاز الطيران الآلي، ومحركات الدفع؛ لضبط حركة الصاروخ، وتنظيم سرعته؛ لتتطابق مع السرعة المخططة، كما تحدد منظومة التوجيه الأماكن الصحيحة التي تنشر فيها وتطلق مركبات العودة.

وتتوقف عملية التوجيه هذه في نهاية احتراق وقود المحرك الرئيسي الأخير، ثم تبدأ بعد ذلك عملية التوجيه التكميلية، التي تقوم بها وحدة نشر الرؤوس النووية أو مركبة العودة، التي سبقت الإشارة إليها.

ويستعان حاليًا بشبكة الأقمار الصناعية الملاحية الأمريكية نافستار، في عملية التوجيه، فتقوم بتحديد محل الصاروخ في أي لحظة، بخطأ لا يتجاوز عدة أمتار، وهذا يساعد على تصحيح وضعه ووصوله إلى هدفه بدقة. وتتكون هذه الشبكة من 24 قمرًا صناعيًا تدور حول الأرض في ثلاث حلقات دائرية متساوية العدد، 8 أقمار في كل منها، وقد صممت أساساً لتوجيه الصواريخ عابرة القارات وإن كانت تستخدم حاليا في العديد من المهام العسكرية والمدنية.

وتستعين بعض الصواريخ الحديثة بالنجوم، في ضبط مسار حركتها، بعد الإطلاق الذي ينشر الرؤوس النووية، وذلك بعد انفصال محركات الدفع، وتتلخص الفكرة في إجراء تحديد مسبق لخط السير المفروض أن تلتزم به المركبة، بالنسبة لوضع نجم أو أكثر، ونظرًا إلى أن زمن طيران المركبة يكون قصيرًا، فإن ذلك الوضع النسبي لن يتغير.

ولهذا يضاف، إلى منظومة التوجيه بالقصور الذاتي Inertial Guidance، مستشعر خاص Steller Sensor، مهمته الرصد المستمر لهذا النجم المختار، وتحال بياناته إلى الحاسب الإلكتروني، الذي يجري مقارنات مستمرة بين المسار الفعلي للمركبة بالنسبة إلى النجم وبين خط السير المخزن في ذاكرته، ثم يصدر أوامر التصحيح اللازمة.

وقد بدأ استخدام هذه الطريقة المساعدة في الصواريخ الأمريكية C-4 Trident 1، التي تطلق من الغواصات، ويتوقف احتمال وصول الصاروخ إلى هدفه، على دقة طيرانه بالسرعة المحددة، والتحكم في توازنه وفي حركته على المستويات الثلاثة، الأفقي والرأسي والعمودي، وتحدد درجة الدقة بما يسمى الخطأ الدائري المحتمل CEP- Circular Error Probable ، ويعني نصف قطر الدائرة التي يسقط فيها 50% من الصواريخ أو الرؤوس النووية، فإذا كان الخطأ الدائري المحتمل أو درجة الدقة تساوى مائة متر للصاروخ الأمريكي MX، فهذا يعنى أن 50% من هذه الصواريخ سوف تسقط بعد مسيرة 11ألف كم في دائرة نصف قطرها مائة متر، وهو ما يعادل إصابة هدف قطره متر واحد على مسافة 70 كم.



[1] ICBM: Intercontinental Ballistic Missile.