إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات عسكرية / القناصة




أنواع بنادق الرماية
الأدوات الإضافية
البندقية بلازر 93 التكيتيكة
البندقية بريتا Beretta
تليسكوب المراقبة الأرضية
تليسكوب التنشين
جهاز التنشين بالأشعة

موقع القناصة
نسب الوضع
التهيئة العامة للرامي
التنفس العادي والخاص بالرمي
السحب السليم
القبض الصحيح
تمرينات الإحماء
طرق التصويب




القنّاصة

المبحث الرابع

تنمية المهارة في الميدان

تأتي موضوعات المهارة في الميدان في المرتبة الثانية، بعد المهارات الحركية، لإعداد القناص حتى يصبح رامياً ماهراً. وعلى القناص أن يكون على مستوى عال من دقة الملاحظة، وحسن تقدير المسافات، واستخدام الأرض، وتمييز الأهداف، والإخفاء والتمويه.

وحتى يستطيع القناص اكتشاف الهدف، فلا بد أن تكون تتوفر لديه القدرة على الملاحظة، وحتى يصل إلى الموقع المناسب لاقتناص عدوه، تلزمه المهارة في استخدام الأرض، وإذا لم يحسن تقدير المسافة فلن يصيب الهدف، وإذا لم يكن ماهراً في الإخفاء والتمويه، فقد يصبح هدفاً سهلاً لغريمه.

أولاً: تقدير المسافة

يتوقف تقدير المسافة على درجة وضوح الهدف؛ فكلما زادت درجة الوضوح، استطاع القناص تقدير المسافة على نحوٍ أقرب إلى الواقع. ولكن هناك بعض العوامل التي تؤدي إلى خداع في تقدير المسافة، وعلى القناص أن يدركها، وهي:

1. العوامل التي تؤدي إلى تقدير مسافة أقل من الواقع

أ. إذا كانت الشمس خلف القناص.

ب. إذا كانت ظروف الرؤية جيدة.

ج. إذا كان لون الهدف مخالفاً للون خلفيته.

د. إذا كان الهدف مرتفعاً عن مكان القناص.

هـ. إذا كان الهدف في ميل أمامي.

و. وجود أرض ميتة[1]قبل الهدف.

2. العوامل التي تؤدي إلى تقدير المسافة أبعد من الواقع

أ. إذا كانت الشمس تقع في عين القنّاص.

ب. إذا كان لون الهدف معتماً، أو مشابهاً لخلفيته.

ج. إذا كان الهدف منخفضاً عن مكان القناص.

د. إذا كان الهدف في أرض محصورة "ممر أو وادي ضيق".

هـ. إذا لم تكن هناك أرض ميتة تسبق الهدف.

3. طرق تقدير المسافة

يُعد تقدير المسافة من أهم خطوات البيانات الأولية اللازمة للرمي، وترتبط ارتباطاً وثيقاً بدقة النيران، التي على أساسها يضع القناص السلاح في زاوية الرمي المناسبة لمسافة الهدف، ومن ثم تؤدي إلى سقوط الطّلقة في نقطة التصويب.

وتختلف طرق تقدير المسافة، طبقاً لظروف تنفيذ المهمة. وهذه الطرق كالآتي:

أ. طريقة تطبيق وحدة القياس

تعتمد هذه الطريقة على تدريب القناص على تصور مسافة تساوي 100 م، في مختلف أنواع الأرض، والتدرّب عليها في مختلف الأحوال الجوية، حتى تنطبق في ذهنه. وعند تقديره المسافة إلى هدف ما، يطبق وحدة القياس 100 م، على المسافة بينه وبين الهدف؛ فإذا وُجده، مثلاً، أنها تساوي 3 مرات وحدة قياس الـ 100 م، تكون مسافة الهدف 300 م، وهكذا. وتستخدم هذه الطريقة بكفاءة حتى مسافة 400 م.

ب. طريقة متوسط تقديرات المسافة

تعتمد هذه الطريقة على إيجاد متوسط المسافات إلى الهدف، باستخدام وحدة القياس عدة مرات "3-4 مرة"، ثم إيجاد متوسط القياس، فنحصل على المسافة؛ وكلما زاد عدد مرات تقدير المسافة للهدف الواحد، فإن متوسط هذه التقديرات يقترب من الحقيقة. وتستخدم هذه الطريقة في الأهداف التي تزيد عن 400 م.

ج. طريقة تذكرة الرمي

وهي أكثر الطرق دقة، لأنها تعتمد على تقدير مسافة الهدف مقارنة إلى أهداف أخرى ثابتة، واستخراج المسافة لها بدقة، مثل النقط الإرشادية.

د. طريقة الظهور

وهي بملاحظة مدى وضوح تفاصيل معالم الأفراد، على المسافات المختلفة، كالآتي:

(1) جميع أجزاء الوجه واضحة، على مسافة حتى 200 م.

(2) معالم الوجه غير كاملة، على مسافة 300 م.

(3) تظهر معالم ولكن من الصعب تمييزها، على مسافة 400 م.

(4) يتضاءل الجسم قليلاً عند الأكتاف، وتظل حركة الأطراف ظاهرة، على مسافة 500 م.

(5) يظهر الرأس مثل نقطة دون تفاصيل، ويتضاءل الجسم بوضوح، على مسافة 600 م.

هـ. طريقة نظارة الميدان

تعتمد هذه الطريقة على مواجهة الهدف بالديسي[2]، بواسطة نظارة الميدان، ويمكن حساب مسافة الهدف بالتطبيق العملي كالآتي:

(1) للأفراد:

(أ) على مسافة 100 م، عرض الفرد 5 ديسي.

(ب) على مسافة 200 م، عرض الفرد 1.5 ديسي.

(2) للدبابات

(أ) على مسافة 200 م، ارتفاع الدبابة 12 ديسي تقريباً.

(ب) على مسافة 300 م، ارتفاع الدبابة 8 ديسي تقريباً.

(ج) على مسافة 400 م، ارتفاع الدبابة 6.5 ديسي تقريباً.

(د) على مسافة 500 م، ارتفاع الدبابة 5 ديسي تقريباً.

و. طريقة التنصّت

تُستخدم هذه الطريقة ليلاً، بتقدير مسافة الهدف، طبقاً لنوع الأعمال التي يقوم بها؛ فمثلاً نيران آلية تُسمع على مسافة 3-4 كم، مدفع هاوتزر 122مم يُسمع على مسافة 12 كم، وذلك طبقاً لجدول محدد يعرفه القناص. (أُنظر جدول مسافات اكتشاف الأهداف ليلاً نتيجة التنصت) وهذه الطريقة تختلف درجة دقتها، طبقاً لسرعة واتجاه الريح.

ز. تقدير المسافة بالتليسكوب

روعي في تصميم بنادق القناصة، ألاّ تكون مسافة الهدف متوقفة على مستوى تدريب الفرد وتقديره الشخصي، ولكن زُوِدَت البنادق بتليسكوب للتصويب وتقدير مسافة الهدف، وذلك على طريقتين:

(1) تدريج تقدير المسافة

يستخدم لتقدير مسافة فرد واقف، بمتوسط ارتفاع 170 سم، حتى مسافة ألف متر. فعند رؤية الهدف، يُحصر داخل التدريج بحيث تلامس قدميه الخط السفلي، ويُشير رأسه إلى رقم داخل التدريج بالتليسكوب، ويكون هو مسافة الفرد.

(2) الخطوط الأفقية

        يُحصر عرض الهدف داخل التدريج العرضي بالتليسكوب، وتقرأ الأرقام لتكون هي زاوية الهدف بالديسي، ثم يطبق القانون الآتي، لنحصل على مسافة الهدف بالمتر:

مسافة الهدف =

الجزء المعرض بالمتر × 1000

= ...... متر

الزاوية بالديسي

     ويستخرج الجزء المعرض بالمتر من جدول خاص يوضح العرض، أو الطول، للأهداف المختلفة بالمتر. (أُنظر جدول متوسط عرض الهدف بالمتر)

ثانياً: تنظيم الملاحظة

     تُعد القدرة على الملاحظة واكتشاف الأهداف، من أهم المهارات، التي يجب أن يتقنها القناص، لأنه لن يستطيع من دونها أن يحقق المهمة المكلف بها. وحتى تكون الملاحظة ناجحة يلزم توفر الشروط الآتية:

أ. أن تكون مستمرة

وذلك باستخدام جميع وسائل الملاحظة وطرقها أثناء القتال، وفي جميع الظروف الجوية.

ب. أن تكون موقوتة

وذلك بالتبليغ الفوري عن الهدف، إذا غالباً ما يكون الهدف شخصية مهمة، والتبليغ الفوري يسهل من مهمة القناص، في اختيار التوقيت المناسب لتنفيذ مهمته.

ج. دقة المعلومات

يتحقق ذلك بتأكيد المعلومة، بمختلف طرق الملاحظة، وتحليلها بالقرائن الدالة المتيسرة.

وحتى تكون الملاحظة في نقاط الملاحظة التي بها طاقم القناصة: مستمرة وموقوتة ومؤكدة، يلزم تحقق الشروط الآتية:

(1) أن تكون مشرفة ومسيطرة على الأرض التي أمامها.

(2) يخصص لكل فرد قطاع ملاحظة في حدود من 1000 - 1200 ديسي.

(3) أن تكون بعيدة عن الأغراض الشهيرة.

(4) أن تسمح بإنتاج النيران، ولا يكون هناك عائق بين الهدف والرامي.

(5) أن تكون مستورة ومموهة حتى يصعب اكتشافها.

(6) أن تكون مجهزة هندسياً.

(7) أن تزود بنظارة ميدان، وبوصلة، وتليسكوب ملاحظة، وخريطة، وتذكرة مرمى[3]، وتسليح الأفراد، ومهمات الوقاية الفردية[4]، ووسيلة اتصال.

ثالثاً: وصف الأهداف وتمييزها:

يُعد وصف الأهداف هو لغة التّخاطب بين مكتشف الهدف والقناص. ويتوقف نجاح تنفيذ المهمة على مدى تفهم الأفراد لهذه المهارة، فهي تحقق السرعة والدقة في الوصول إلى الهدف المراد، ويجب أن يصل الوصف في الوقت المناسب، وأن يكون مختصراً، مع عدم الإخلال بالدقة، ومراعاة تسلسل الوصف[5].

ويكون وصف الأهداف وتعينها بالطرق الآتية:

1. استخدام النقط الإشارية

ويتبع في ذلك اختيار أقرب النقط الإشارية للهدف، ومن هذه النقطة يُوصف الهدف باستخدام الأصابع، أو طريقة السّاعة، أو انحراف الهدف من النقطة الإشارية. ومن أمثلة ذلك:

أ. استخدام الأصابع

الواصف: النقطة الإشارية الرقم 2، يمين اثنين إصبع، دبابة، راقب.

الموصوف له: فيتجه إلى النقطة الإشارية الرقم 2، ومنها يتجه إلى اليمين بقيمة إصبعين، ويتعرف على طبيعة الهدف، وهو دبابة، ويبدأ في مراقبته.

ب. طريقة السّاعة الزمنية

الواصف: النقطة الإشارية الرقم 1، اتجاه الساعة اثنين، فرد حراسة، راقب.

الموصوف له: فيتجه إلى النقطة الإشارية الرقم 1، ويعدها مركز السّاعة، ومنها يتجه لليمين في اتجاه الساعة الثانية، ويتعرف على فرد الحراسة ويراقبه.

ج. انحراف الهدف من نقطة إشارية

الواصف: النقطة الإشارية الرقم 3، يسار عشرة درجات، عربة مدرعة، دمر.

الموصوف له: فيتجه إلى النقطة الإشارية الرقم 3، وبواسطة آلة رصد يتحرك في اتجاه اليسار بقيمة عشرة درجات، ويتعرف على عربة مدرعة، ويدمرها.

2. استخدام طلقات الإشارة

تُستخدم هذه الطريقة في حالة تعذر استخدام طرق أخرى، لأنها قد لا تتناسب مع مهمة القناص، ومفاجأة الهدف. وعند استخدام هذه الطريقة، فإنها تُطلق باتجاه الهدف، وغالباً ما يكون الواصف والموصوف له، في مكانين مختلفين.

3. التصويب على الهدف

يستخدم عند وجود الواصف مع القناص، وعدم توفر نقط إشارية، أو هيئات أرضية، في منطقة الهدف.

ويمكن استخدام طرق مبتكرة لعملية التصويب، مثل قضيب من الحديد مثبت عليه ناشنكاهات بسيطة، ثم يوجه إلى الهدف بوساطة الواصف.

4. وصف الهدف بالنسبة للاتجاه الرئيسي

تستخدم هذه الطريقة عندما يكون الواصف والقناص في مكانين مختلفين، وعند وصف الهدف بهذه الطريقة يُتبع الآتي:

أ. يُحدد الواصف انحراف الهدف من الاتجاه الرئيسي، بواسطة آلة الرصد، وتحديد المسافة بإحدى الطرق المتيسرة.

ب. يوقّع الواصف الهدف على خريطة ويُحدد انحرافه من وجهة نظر الموصوف له "الرامي"، لأنه تختلف من مكان لآخر.

ج. يبّلغ الواصف بيانات الهدف إلى الرامي، الذي يتعرف على الهدف بالاستعانة بتذكرة الرمي، الموقع عليها الاتجاه الرئيسي.

رابعاً: الإخفاء والاستتار

هي وسائل مبتكرة، يُفضل أن تكون من البيئة المحيطة، يُقصد بها تضليل العدو، بغرض الإخفاء والخداع. وتختلف طريقة الإخفاء من غرض إلى آخر. وحتى تكون عملية الإخفاء جيدة، يلزم معرفة أسباب الظهور حتى يمكن تلافيها، وهي كالآتي:

1. اللون ودرجة الإضاءة

يقصد به درجة انكسار اللون[6]، فمثلاً اللون الأحمر أكثر انكساراً من اللون الأصفر، ولذلك يُرى من مسافات بعيدة، ما يجعله يستخدم في الأضواء الخلفية للسّيارات وللتحذير.

وقد يكون اللون واحد، ولكن تختلف درجة الإضاءة، ويقصد بها درجة اللّمعان.

2. الضوء والظل

يعتمد توزيع الضوء والظل على سطح الهدف على شكل السطح، إذ إن التظليل يظهر البروز والانخفاض في سطح الجسم، ويساعد على تجسيمه.

3. الشكل والحدود

الشكل هو التعريف الأولي للأجسام، كما أن حدود الجسم تدل على طبيعته.

4. الخيال "الظل الساقط"

وهو من أهم الأسباب، التي تظهر طبيعة الأغراض وحجمها؛ وكلّما كبر ظل الغرض، أمكن اكتشافه وتمييزه.

5. الأرض الخلفية ووضع الأهداف

يقصد بها شكل الأرض الخلفية للهدف بالنسبة للمراقب، وكلما كان هناك تباين بين الهدف والأرض الخلفية، كان الهدف ظاهراً.

خامساً: طرق التغلب على ظهور الأهداف

1. تجانس الألوان

تُلون الأهداف بلون المنطقة، التي توجد بها؛ ففي الصحراء تُلون الأغراض باللون الرملي، وفي المناطق الزراعية باللون الأخضر، أو الترابي.

2. التظليل العكسي

يكون بدهن الأجزاء العليا باللون الغامق، مع التدرّج إلى الأجزاء الأسفل باللون الفاتح.

3. التشويه

ويكون غرضه "التمويه"، بعمل عدة بقع على الغرض، في أشكال غير هندسية، ومناسبة لحجم الغرض، وتكون عمودية عليه، وغير موازية لحدوده.

4. تقليل القرائن الدّالة

وذلك بإخفاء القرائن الدالة على ظهور الأهداف، مثل المدقات، والأسلاك، وناتج الحفر، وعلامات النّشاط والحياة، والمخلفات.

5. الخداع

وذلك بمحاكاة الطبيعة في شكل الأهداف، وجعل الغرض يأخذ شكل أو هيئة شجرة أو تربة، طبقاً لحجم الهدف الحقيقي، ويكون من الطبيعة التي يوجد بها الهدف.



[1] الأرض الميتة: هي مساحة من الأرض تكون خلف هيئة تحول دون السيطرة عليها بالملاحظة والنيران، أو الملاحظة فقط.

[2] الدائرة الكاملة تساوي 6000 ديسي، والديسي يساوي 0.06 درجة.

[3] تذكرة المرمى: كروكي يوضح مكان السلاح والأرض التي يشرف عليها، موقع عليها مسافات النقط الإشارية والاتجاه الرئيسي.

[4] مهمات الوقاية الفردية: ويقصد بها الأقنعة والملابس التي توفر الوقاية للفرد من أسلحة التدمير الشامل.

[5] تسلسل الوصف: اتجاه الهدف أو أقرب نقطة معلومة من الهدف ـ طبيعة الهدف ـ نوع المهمة المطلوبة.

[6] درجة انكسار الضوء / اللون: هي قدرة الضوء على النفاذ خلال الأوساط المختلفة مثل الهواء والماء.. إلخ، كلما زادت درجة الانكسار زادت المسافة التي يقطعها الضوء.