إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات عسكرية / الدفاع المضاد لصواريخ المسرح، في حرب تحرير دولة الكويت (الباتريوت وسكود)





مكونات بطارية Patriot
المنظومة الإسرائيلية
المرحلة الأولى
المرحلة الثالثة
المرحلة الثانية
المرحلة الخامسة
المرحلة الرابعة
المرحلة السادسة
الدفاع المضاد لصواريخ المسرح




الدفاع المضادّ لصواريخ المسرح

2. عمليات الهجوم الجوي

في 18 يناير، أعلن الفريق الأول نورمان شوارتزكوف Norman Schwarzkopf، في أول مؤتمر صحفي له، أثناء الحرب:

"إن القوات الجوية الأمريكية، اكتشفت، هذا الصباح، ثلاثة قواذف متحركة، وعليها صواريخ، داخل الأراضي العراقية، وقد تم تدميرها. وفي الوقت نفسه، اكتشفنا ثمانية قواذف متحركة أخرى، في الموقع عينه، ونقوم، الآن، بمهاجمتها، وقـد تأكـد لنا تدميـر ثلاثة منها، وما زلنا ماضين في مهاجمة القواذف المتبقية...".

لم يكن ذلك صحيحاً. فمن غير المحتمل، أن يُحرِّك العراقيون قواذفهم، في وضح النهار، معرِّضين سلاحهم الثمين للضربات الجوية. والأمر الأكثر احتمالاً، أن الطيّار الأمريكي، قد دمِّر أهدافاً هيكلية، وليس قواذف حقيقية. وإذا لم تكُن أهدافاً هيكلية، فربما كانت شاحنات طويلة، تُستَخدم في نقل الصواريخ (وهي تشبه القواذف من حيث الشكل). وكان هذا هو الواقع. فقد تبيّن، بعد أيام قليلة، أن الأهداف التي دُمّرت، لم تكُن إلاّ أهدافاً هيكلية، فعلاً.

وقد سببت هذه القواذف لقوات التحالف إحباطاً وضِيقاً شديدين. وكانت مئات الطائرات، المزوَّدة بأحدث أنظمة الرؤية الليلية، تدور في السماء للانقضاض عليها. إلى حد تخصيص 2500 طلعة طائرة ضد صواريخ سكود (المواقع الثابتة، والقواذف المتحركة ومصانع الإنتاج، ومستودعات الوقود).

واستهلكت مطاردة صواريخ سكود نحو25% من طلعات F- 15E، و8% من طلعات F- 111، و7% من طلعات A-10، و6% من طلعاتF-16.

وعلى الرغم من ذلك فإن عملية اصطياد منصات صواريخ سكود، كانت أقلّ العمليات نجاحاً. فقد تمثلت المشكلة في تحديد أماكن تلك المنصات، وذلك للأسباب الآتية:

أ. كان ثمة قمران صناعيان أمريكيان للإنذار ضد الصواريخ، في وُسعهما اكتشاف الوميض الناتج من إطلاق سكود، وإرسال المعلومات عن مكان القاذف، خلال دقيقتين من الإطلاق. ولكن القواذف كانت تنطلق بأقصى سرعتها، بعد الإطلاق، لتختبئ في أماكن، جُهِّزت لذلك الغرض. فإذا أخفقت طائرات التحالف في الوصول إلى موقع الإطلاق بالسرعة المطلوبة، فإن القواذف ستتمكن من الهرب والاختباء.

ب. كان جميع قواذف سكود متحركة. إذ توضع على عربات ذات هيكل طويل. وتستطيع القواذف إطلاق صواريخها من على الطرق، أو من الأراضي المفتوحة (مواقع غير مجهزة)، ثم تسارع إلى الاختباء بعد الإطلاق. كما تستطيع أن تطلق صواريخها، كذلك، من مواقع إطلاق مجهَّزة، ومحصَّنة بأكياس الرمل، ومزوَّدة بملاجئ منيعة لأطقم القواعد ولقائد البطارية. ولقد هوجم الكثير من تلك المواقع المجهزة، من قِبل التحالف، في الأيام القليلة الأولى من الحرب. ولكن القواذف المتحركة، تمكنت من الهرب. وظلت هذه القواذف تراوغ قوات التحالف، حتى نهاية الحرب.

ج. كان العراقيون يجيدون الاستفادة من الظروف الجوية؛ إذ كانوا يطلقون صواريخهم في الأحوال الجوية الرديئة فقط، عندما يكون سقف السحاب عند ارتفاع 3000 قدم أو أقلّ. وقد لاحظت القيادة الارتباط الشديد بين هجمات سكود والظروف الجوية السيئة، في مواقع الإطلاق[1]. ورأى كثير من الطيارين صواريخ سكود، تخرج من حُجُب السحاب، أثناء قيامهم بالدوريات الجوية. وكانت أنظمة الأقمار الصناعية الأمريكية، التي تُستخْدَم في الإنذار ضد الهجمات الصاروخية، أنظمة صُمِّمَت لفترة الحرب الباردة، لاكتشاف الصواريخ عابرة القارات، وليس الصواريخ متوسطة المدى ؛ وهناك فارق كبير بين شدة اللهب المنبعث من كل منهما ونوعيته، فإنها كانت تفتقر إلى الدقة المطلوبة، لتكتشف، بالتحديد، مواقع الإطلاق، من خلال حُجُب السحاب، ثم تنقل تلك المعلومات، بدورها، إلى الطيارين الذين ينتظرون في الجو.

د. كانت القوات الأمريكية، تعرف خصائص صاروخ سكود، إلاّ أنه لم يكُن لها سابق خبرة عملية به. فلم يكُن الأمريكيون يعرفون أسلوب استخدامه. ولا يمكِن معرفة نقاط القوة والضعف لصواريخ سكود، إلاّ بالاستخدام العملي لوحداتها.



[1] كان العراق ضمن الدول، التي تحصل، بانتظام، على معلومات شبكة الأقمار الصناعية للأرصاد الجوية. وظل يحصل على معلوماتها، أثناء الحرب.