إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات عسكرية / الأقمار الصناعية (أقمار الاستطلاع بالتصوير)






المسقط الرأسي لبيج بيرد
المسقط الرأسي لكوزموس 653



أولاً: أقمار الاتصالات

9. أقمار الاستطلاع الأمريكية في حرب الخليج الثانية

كانت حرب الخليج الثانية، هي المرة الأولى، التي تشترك فيها أقمار الاستطلاع بالتصوير في حرب فعلية. وفي بداية الأزمة، كانت الشبكة الأمريكية تشمل الأقمار الأربعة الآتية:

·   قمران KH -11، أُطلقا في أكتوبر 1987و نوفمبر 1988، ويُحلِّقان في مدار قطبي، لمراقبة الاتحاد السوفيتي. وقامت القيادة الأمريكية بإجراء مناورة لهما، إلى مدارات جديدة، تتيح لكل منهما أن يمرّ فوق منطقة الخليج مباشرة، مرة، كل يومين.

·   قمر KH - 11، أُطلق في يونيه 1990، ويُحلِّق في مـدار مناسب إلى حـدّ ما، إذ كانت زاوية مَيله 52ْ.

·   قمر استطلاع راداري (لاكروس ـ 1)، الذي أُطلق في ديسمبر 1988.

ولم تكُن هذه الأقمار كافية لمراقبة مسرح العمليات، وتوفير المعلومات المستمرة، والتفصيلية، اللازمة لإدارة العمليات المقبلة. ولذلك، أطلق مكتب الاستطلاع القومي الأمريكي قمراً جديداً، من نوع KH-11، في 15 نوفمبر 1990. ووضعه في المدار الملائم تماماً لمسرح العمليات، إذ كانت زاوية مَيله 28.45ْ، ويمكِنه مراقبة المنطقة، كل 91 دقيقة.

وكانت هذه الأقمار تمرّ بالقرب من المنطقة أو فوقها، عشر مرات، يومياً، مُلتَقِطة مئات الصور لمسرح العمليات، في كل مرة، حتى في المرات، التي لا تمرّ فيها فوق المنطقة مباشرة، وذلك بتوجيه أجهزة التصوير يمين يسار خط السير أو يساره. ووفرت بذلك المعلومات اللازمة للقيادات السياسية والعسكرية في المجالات الآتية:

·   اكتشاف الأهداف الإستراتيجية العراقية، مثل منشآت الأسلحة فوق التقليدية (نووية، كيماوية، بيولوجية)، والقواعد الجوية، ومراكز القيادة الرئيسية، ومناطق التجمع والحشد ... إلخ.

·   تحديد إحداثيات الأهداف العراقية الرئيسية، وقد استُخدمت هذه المعلومات لوضع برامج الحواسب الإلكترونية، التي توجِّه صواريخ توماهوك، وكذا للتخطيط لعمليات القصف  الجوي.

·   وفرت صوراً تفصيلية لنتائج القصف الجوي للقواعد الجوية، ومناطق تجمّع الحرس الجمهوري العراقي.

·   وفّر القمر لاكروس صوراً رادارية للمدرعات العراقية، نهاراً وليلاً. كما استُخدم في تتبّع منصات صواريخ سكود، المتحركة أثناء الليل، عندما كان يمرّ بالقرب من المنطقة أو فوقها.

نقاط الضعف

أوضحت الدراسات، التي أجرتها وزارة الدفاع الأمريكية، بعد الحرب، أن معلومات الاستطلاع بالتصوير لرسم الخرائط، اللازمة لتوجيه صواريخ توماهوك، لم توفر الدقة المطلوبة. ولهذا استُعين بنوعية أخرى من الأقمار الصناعية، هي لاندسات (Landsat).

كان وقع العمليات أسرع من معدل تدفّق معلومات أقمار الاستطلاع، وذلك للأسباب الآتية:

(1) طاقة منظومة أقمار البيانات (Satellite Data System – SDS)، التي استُخدمت في نقْل المعلومات، من أقمار الاستطلاع إلى مراكز الاستقبال الأرضية، لم تكُن كافية. ولهذا، استُعين بأقمار التتبع وإعادة الاتصال (Tracking & Data Relay System – TDRSS)، التابعة لوكالة الفضاء الأمريكية (ناسا) National Aeronautics And Space Administration "NASA""، للمعاونة على نقْل المعلومات.

(2) كانت الصور الملتقَطة تصب في مركز تجميع، في فورت بيلفوار (Fort Belvoir)، جنوب واشنطن مباشرة، ثم تُرسل إلى المركز القومي لتحليل الصور (National Photo Interpretation Center – NPC)، حيث يتم معالجة الشرائط الرقمية، التي تحتوي على الصور. ولم تكُن إمكانات هذا المركز قادرة على ملاحقة الكمّ الهائل من المعلومات، الذي يرد إليها. ولهذا، كانت عملية معالجة المعلومات، تجري، كذلك، في فورت بيلفوار، ومع  ذلك، فقد كانت معلومات كثيرة، تُحجز، أو تتأخر في هذا المركز.

(3) كانت المعلومات تُرسل من واشنطن إلى القيادة المركزية في الرياض، ويتم انتخاب الصور، التي تهم قادة الجيش ومشاة الأسطول (المارينز)، وتُرسل إليهم باستخدام أجهزة ذات معدل بطيء في نقْل الصور، وتحتاج إلى عدة دقائق لنقْل كل صورة. ومن ثَم، فإن المعلومات كانت تصل إلى القادة الميدانيين متأخرة، وناقصة إلى حدّ ما.