إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات عسكرية / الأقمار الصناعية (أقمار الاستطلاع بالتصوير)






المسقط الرأسي لبيج بيرد
المسقط الرأسي لكوزموس 653



أولاً: أقمار الاتصالات

8. أقمار الاستطلاع بالتصوير السوفيتية/ الروسية

أطلق السوفيت أول أقمار الاستطلاع بالتصوير، يوم 26 أبريل 1962، بوساطة الصاروخ فوستوكVostok 1، وهو النوع عينه، الذي استخدمه رائد الفضاء، يوري جاجارين Yuri Alekseyevich Gagarin، في جولته حول الكرة الأرضية، في 12 أبريل 1961.

وكان قمر الاستطلاع الأول، من نوع زينيت ـ 2 (Zenit-2) ولم تعلن روسيا نوعه، إلاّ عام 1990.

وتُعَدّ أقمار الاستطلاع بالتصوير، من أكثر مجالات الفضاء السوفيتية نشاطاً. فقد أُطلق منها 804 أقمار، حتى عام 1996، فشل منها 34 قمراً، في الوصول إلى مداراتها، بينما نجح الباقي (770 قمراً).

وفي السنوات الأخيرة، لوحظ تناقص واضح في إطلاق هذا النوع من الأقمار. وذلك لعِدة أسباب، من أهمها الوضع الاقتصادي الروسي المتردي، والوفاق مع الولايات المتحدة الأمريكية، والتحول من أقمار الجيل الثالث، ذات العمر القصير، (من أسبوعين إلى ثلاثة أسابيع)، إلى أقمار الجيل الرابع (شهرين)، والجيل الخامس، التي تبقى في مداراتها عاماً كاملاً. أما آخر الأسباب، فهو عدم وجود صواريخ إطلاق كافية، لحمل الأقمار ذات الوزن الثقيل إلى مداراتها.

وقد كان عام 1987 هو قمة نشاط أقمار الاستطلاع السوفيتية، إذ بلغ مجموع الأيام التي حلَّقت فيها هذه الأقمار في مداراتها، 1400 يوم. ثم أخذ العدد في التناقص، كما يتضح من الآتي:

1996

1995

1994

1993

1992

1991

1990

السنة

361

745

940

840

808

896

962

عدد الأيام

وبعد انتهاء عُمر القمر كوزموس ـ 2320، في سبتمبر 1996، خلا الفضاء من أي قمر روسي للاستطلاع بالتصوير، حتى يوم 9 ديسمبر 1997، حين أُطلق كوزموس ـ 2347، من قاعدة بايكونور Baikonur، وأعقبه كوزموس ـ 2348، يوم 15 ديسمبر 1997. ولأغراض السِّريَّة، كان الاتحاد السوفيتي يُسمي جميع عمليات إطلاق الأقمار الصناعية "كوزموس"، (ومعناها الفضاء)، ويعطيها رقماً متسلسلاً، بصرف النظر عن نوع القمر ومهمته. وسارت روسيا على النهج عينه.

وقد بلغ عدد أجيال أقمار الاستطلاع بالتصوير التي أطلقها الاتحاد السوفيتي السابق / أو روسيا حاليا، سبعة أجيال، على النحو التالي:

أ. الجيل الأول

شمل هذا الجيل نوعين من الأقمار الصناعية، هما زينيت ـ 2 Zenit - 2 ، وزينيت ـ 2 إم Zenit - 2M، وكان أطول عمراً من النوع الأول.

وكانت أقمار هذا الجيل قريبة الشبه بأقمار الفحص الدقيق الأمريكية "ديسكفرر". وكان القمر إما أن يستعاد كاملاً، بعد بقائه فترة قصيرة في الفضاء، أو تصدر إليه الأوامر من محطات السيطرة الأرضية، لقذف الكبسولات، التي تحتوي على الأفلام المصوَّرة. ثم تُنتشل من بحيرة أورال.

وأُطلقت هذه الأقمار بوساطة الصواريخ فوستوك Vostok، إلى نوعين من المدارات، أحدهما بزاوية مَيل 65ْ، ويُغطي الجزء الأكبر من الولايات المتحدة الأمريكية، باستثناء ألاسكا Alaska، وتُطلق إليه الأقمار من قاعدة توراتام Tyuratam في كازاخستان، وتُسمَّى، حالياً، قاعدة بايكونور. أما المدار الآخر، فقريب من المدارات القطبية، وكانت تطلق الأقمار إليه من قاعدة بلستسك Plesetsk، التي تقع على بُعد 1000 كم، شمال موسكو. وتُغطي هذه الأقمار الولايات المتحدة الأمريكية كلها.

ب. الجيل الثاني

شمل هذا الجيل نوعين من الأقمار، أولهما Zenit - 4، وهو الأول من أقمار النظرة الشاملة، وقدرته على الفصل متواضعة، (تراوح بين 15 و24 متراً).

أمّا النوع الثاني، Zenit – 4M، فهو من أقمار الفحص الدقيق، وقدرته على الفصل عالية (61 سم). وكان قادراً على إجراء المناورة، وتغيير مداره، بناءً على أوامر محطات السيطرة الأرضية.

ج. الجيل الثالث

شمل هذا الجيل أربعة أنواع، هي:

1. الأول، Zenit - 4 MK، وهو من أقمار الفحص الدقيق. وله قدرة على المناورة.

2. الثاني، Zenit  - 4 MT، وهو من أقمار النظرة الشاملة، وغير قادر على المناورة.

3. الثالث، Zenit - 6، قارد على المناورة، وكانت هذه القدرة تُستخدم في تغيير مساره، لتقريبه إلى الأرض، لالتقاط صور أكثر وضوحاً.

4. الرابع، Zenit - 8، وكانت هذه الأقمار تُطلق إلى مدارات أبعادها 350 × 420 كم، بزاويَتَي مَيل مختلفتين، الأولى قدرها 73ْ، وتُطلق أقمارها من قاعدة بلستسك. والثانية قدرها 70ْ، وتُطلق أقمارها من قاعدة توراتام. وكُلِّفت هذه الأقمار بتصوير الكرة الأرضية كلها. وكانت، في كل دورة، تُصوِّر شريطاً منها، عرضه درجتان. وتستغرق عملية التصوير 11 يوماً.

وزوِّدت أقمار هذا الجيل بكبسولات مجهزة بمظلات، وأجهزة بيكون (مناورات لاسلكية) لتسهيل عملية التقاطها.

وقد ظلت هذه الأقمار، من نوع زينيت، تستخدم في مهام الاستطلاع بالتصوير، حتى عام 1994، وأُطلق آخرها في يونيه 1994. ويُستخدم هذا النوع، حالياً، ضمن أقمار اكتشاف الموارد الأرضية (Earth Resource Satellites).

د. الجيل الرابع

يشمل هذا الجيل، الذي لا يزال مستخدماً، نوعين من الأقمار، هما ينتار Yantar - 2K، وكوميتا Kometa.

وقد جرى أول إطلاق ناجح للقمر ينتار، في 13 ديسمبر 1974، وكانت محاولة إطلاق فاشلة قد سبقته، في 23 مايو 1974.

وتُحلِّق أقمار ينتار، في مدار بيضوي، أبعاده 174 × 326 كم، بزاوية مَيل، قدرها 67ْ (في المتوسط). ويزن القمر 607 أطنان. وهو يماثل القمر الأمريكي "بيج بيرد" في قدرته على تنفيذ مهام الفحص الدقيق والنظرة الشاملة. ويختلف عنه في أنه يستخدم الأفلام والكبسولات، وليس التصوير الرقميDigital Imaging Remote Sensing Satellite، كما أن عمره قصيرٌ، وأطول فترة قضاها في الفضاء 89 يوماً، وهذا يعني أنه أطول عمراً من الأقمار الروسية السابقة.

وقد كان القمر ينتار، الذي أُطلق في العملية "كوزموس 932"، يوم 20 يوليه 1977، هو الذي اكتشف تحضيرات جنوب أفريقيا، لإجراء تفجير نووي في الفضاء، عندما كان يُحلِّق في مدار، أبعاده 180 × 342كم، بزاوية مَيل 65ْ إلى خط الاستواء.

وكانت القاعدة، أن يوجد قمر واحد، على الأقل، من هذا النوع في الفضاء، أغلب أيام السنة. ولكن، بدءاً من عام 1994، أصبح مُعدَّل الإطلاق قمرين، كل عام (اُنظر جدول عمليات إطلاق أقمار Yantar، في الفترة من 1990 إلى 1995 (الجيل الرابع)).

وفي عام 1997، خلا الفضاء من أي قمر روسي للاستطلاع بالتصوير، حتى أواخر شهر ديسمبر، إذ أطلقت روسيا قمرين، يُحتمل أن يكون أحدهما من نوع Yantar - 2K.

وبعد مُضي أكثر من ست سنوات، على إطلاق القمرYantar - 2K، أطلق السوفيت، في فبراير 1981، نوعـاً جديـداً مـن أقمار هذا الجيل، (العملية كوزموس ـ 1246). وكان اسمهYantar - 1KFT، ثم تغيَّر إلى كوميتاKometa.وظل هذا النوع من الأقمار يُطلق بمعدل قمر أو اثنين، في كل عام، حتى عام 1996 (اُنظر جدول عمليات إطلاق أقمار Kometa، من 1981 إلى 1996 (الجيل الرابع كذلك))، وبلغ مجموع ما أُطلق منه 19 قمراً، آخرها في 14 مايو 1996. ويراوح عمر القمر، من هذا النوع، بين 23 و45 يوماً.

هـ. الجيل الخامس

أُطلق أول أقمار هذا الجيل يوم 28 ديسمبر 1982، بوساطة الصاروخ سايوز ـ يو 2 Soyuz - U2، من قاعدة بايكونور (العملية كوزموس ـ 1421). ولم تُعلن روسيا اسمه أو  مواصفاته. ولكنها عرضت في معرض لا بورجيه ـ 1995 (معرض باريس الدولي للطيران والفضاء، عام 1995)، قمراً صناعياً من نوع أقمار اكتشاف الموارد، يعمل بالتصوير الرقمي. وقال الخبراء إنه يشبه الشكل العام لأقمار الجيل الخامس الروسية.

وتُحلِّق أقمار هذا الجيل في مدارات، تبعد أقرب نقطها عن الأرض (الحضيض) مسافة 230 كم، بينما تراوح مسافة الأوج بين 280 و320 كم، وزاوية مَيل المدار، قدرها (64.7ْ ـ 64.9ْ)، باستثناء القمر الأول، (50.5ْ)، والقمر السابع عشر (70.4ْ).

أطلقت روسيا عشرين قمراً من هذا الجيل، حتى عام 1995، كما هو موضح في الجدول الآتي:

1988

1987

1986

1985

1984

1983

1982

السنة

1

2

3

1

1

ـ

1

عدد الأقمار

1995

1994

1993

1992

1991

1990

1989

السنة

1

2

1

2

1

2

2

عدد الأقمار

وكان أول هذه الأقمار هو أقصرها عمراً (67 يوماً). أما أطولها عمراً، فهو القمر الذي كان ترتيبه في الإطلاق، السابع عشر. أمّا آخر أقمار هذا الجيل، فقد أُطلق في 29 سبتمبر 1995، وصدرت إليه الأوامر بالخروج من المدار (Deorbited)، في 28 سبتمبر 1996. (اُنظر جدول عمليات إطلاق الجيل الخامس من أقمار الاستطلاع بالتصوير الروسية من عام 1982 إلى عام 1995)

وقد بدأت أقمار الاستطلاع بالتصوير الروسية، تستخدم الطريقة الرقمية في التصوير وإرسال المعلومات، في الجيل الخامس، وما تلاه من أجيال. ويراوح وزن القمر من الجيل الخامس بين 6 و7 أطنان.

و. الجيل السادس

في 18 يوليه 1989، أطلقت روسيا القمر كوزموس 2031، من قاعدة بايكونور، إلى مدارٍ، نادراً ما كانت تستخدمه؛ إذ إن زاوية مَيله 6. 50ْ. وخلال فترة بقائه في الفضاء، أُجريت له مناورات، تختلف عن تلك التي كانت تجريها لأقمار الجيلين الرابع والخامس. وكانت مسافة أقرب نُقطة إلى الأرض 210 ـ 220 كم، مثله في ذلك مثل أقمار كوميتا Kometa. بينما كانت أعلى نقطة في المدار، تبعد عن الأرض مسافة 350 كم أو أكثر، مثل أقمار Yantar. وبعد 44 يوماً، دُمِّر القمر بأوامر من محطة السيطرة الأرضية، من دون إجراء أي محاولة لاستعادته.

وفي أكتوبر 1990، أُطلق القمر كوزموس 2101، إلى مدار، يميل إلى خط الاستواء بالزاوية المألوفة (64.8ْ) وأُجريت له مناورات مشابهة لمناورات القمر السابق. وظل هذا القمر يُحلِّق في مداره 60 يوماً. ثم أطلقت روسيا من هذا الجيل ثلاثة أقمار أخرى، في الأعوام 1991، 1992، 1993، بفاصل عام، تقريباً، بين كل منها. وكان آخرها كوزموس 2262، وظل في الفضاء (101) مائة يوم ويوماً واحداً.

ولم تُعرف مواصفات أو إمكانات أقمار هذا الجيل، كما أن روسيا لم تعلنها رسمياً. ولكن المصادر الغربية عَدّتها جيلاً سادساً، على الرغم من قِلة عددها (خمسة أقمار فقط).

وقد أُطلقت أقمار هذا الجيل بوساطة الصاروخ Soyuz-U2، الذي يمكِنه حمْل أقمار، زنة 7.25 أطنان، إلى مداراتها (اُنظر جدول عمليات إطلاق الجيل السادس من أقمار الاستطلاع بالتصوير الروسية في الفترة من 1989 إلى 1993).

ز. الجيل السابع

في 26 أغسطس 1994، انطلق الصاروخ زينيت ـ 2 Zenit - 2 (وهو غير القمر زينيت)، من قاعدة بايكونور، حاملاً قمراً، وزنه 6. 10 أطنان، ليضعه في مدار بيضوي، أبعاده 212 × 293 كم، ويميل إلى خط الاستواء بزاوية، قدرها 81. 64ْ. وظل في هذا المدار حتى آخر مارس 1995، إذ أُجريت له مناورة، ليوضع في مدار جديد، أبعاده 182 × 577 كم. وفي 4 أبريل، صدرت إليه الأوامر بالعودة (Re-enter) وكانت هذه هي المرَّة الأولى، التي يُستخدم فيها صاروخ الإطلاق زينيت ـ 2 في إطلاق قمر استطلاع بالتصوير. وهذا القمر هو الوحيد، الذي أُطلق من هذا الجيل، حتى الآن.

ملاحظات

·   ما زالت روسيا تعتمد على أقمار الأجيال، الخامس والسادس والسابع، في آن معاً.

·   يرى الخبراء الغربيون أن قدرة هذه الأقمار على الفصل، عالية جداً، وتصل إلى 20 سم.

·   أبدت القوات الجوية الأمريكية رغبتها، في عام 1994، في شراء الصور، التي تلتقطها أقمار الجيل الخامس الروسية.

·   تستفيد أقمار الاستطلاع بالتصوير الروسية، من معلومات أقمار الأرصاد الجوية، لمعرفة مدى صفاء الجو فوق الأهداف، التي تريد تصويرها، حتى لا تذهب المناورة سدى.

·   تناور الأقمار الروسية، لكي تقترب من الأرض إلى مسافات تتراوح بين 150 ـ 170 كم فقط، لتتمكن من التقاط صور أكثر وضوحاً.

·   استخدمت بعض الأقمار السوفيتية / الروسية كعاكسات من نوع خاص، لتظهر، إضافة إلى مواقع الصواريخ عابرة القارات الأمريكية، الخلفية السماوية لها، بما فيها من نجوم. وهذه الطريقة تؤدي إلى تحديد المواقع، بدقة تراوح نسبة الخطأ فيها بين 15 و30 متراً فقط.

·   تميزت الأقمار السوفيتية (سابقاً) بسرعة الاستجابة للإطلاق  Quick Response Launch (QRL) فعند بداية الحرب العراقية ـ الإيرانية، عام 1980، أطلق الاتحاد السوفيتي قمر استطلاع بالتصوير، يوم 19 سبتمبر 1980، (العملية كوزموس 1210)، إلى مدار بيضوي، أبعاده 187 × 320 كم، بزاوية مَيل، قدرها 82ْ، ليمرّ فوق منطقة القتال، ظُهر كل يوم واستُعيد يوم 3 أكتوبر. وقد دُعِّم هذا القمر، خلال تحليقه، بقمر آخر (كوزموس 1211)، في 23 سبتمبر، في مدار مماثل، واستُعيد بعد 11 يوماً (24 أكتوبر).

·   وخلال حرب فوكلاند، بين الأرجنتين وبريطانيا، (من 2 أبريل إلى 14 يونيه 1982)، أطلق 29 قمر استطلاع بالتصوير، لمراقبة مسرح العمليات.

·   تُطلق أقمار الاستطلاع بالتصوير، حالياً، من قاعدة بايكونور فقط. أما قاعدة بلستسك، فتستخدم لإطلاق أقمار اكتشاف الموارد الأرضية (وهي أيضاً أقمار تصوير). وقدرتها على الفصل خمسة أمتار. وتبيع روسيا صورها لمن يريدها.