إرشادات مقترحات البحث معلومات خط الزمن الفهارس الخرائط الصور الوثائق الأقسام

مقاتل من الصحراء
Home Page / الأقســام / موضوعات عسكرية / الأقمار الصناعية (أقمار الاستطلاع بالتصوير)






المسقط الرأسي لبيج بيرد
المسقط الرأسي لكوزموس 653



أولاً: أقمار الاتصالات

5. أقمار الاستطلاع بالتصوير الأمريكية (اُنظر شكل تطور الأقمار)

مرَّت أقمار الاستطلاع بالتصوير الأمريكية بثلاث مراحل، منذ نشأتها حتى الآن، وهي:

أ. مرحلة الإنشاء: وتميزت باستخدام نوعين من الأقمار. يُكلَّف كل منها بمهمة تُكمِّل الآخر. وبدأت عام 1958.

ب. مرحلة الطائر الكبير: وفيها تم تجميع المهمتين في قمر واحد. وبدأت عام 1972.

ج. مرحلة أقمار شبكة الاستجابة الإستراتيجية: واستُخدِمت فيها أقمار حديثة، من نوع KH-11 وبدأت عام 1976.

وفي عام 1988، أضيف إلى هذه الشبكة نوع جديد من الأقمار، يستخدم التصوير الراداري. وقد تداخلت هذه المراحل، زمنياً، إذ كان يستمر إطلاق الأقمار القديمة، لفترة، مع الأقمار الحديثة.

وتشمل شبكة الاستطلاع بالتصوير، الحالية، ثلاثة أقمار KH -11، تعمل بالتصوير الكهروبصري والحراري، وقمرين لاكروس، يعملان بالتصوير الراداري.

أ. المرحلة الأولى

في نوفمبر 1958، أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية منظومة الأسلحة الرقم 117 إل ـ Weapon System - 117L وهي برنامج فضائي عسكري، يشمل نوعين من الأقمار الصناعية للاستطلاع بالتصوير. أحدهما يُكلَّف بمهمة التفتيش، واكتشاف الأهداف بصورة عامة. وتولت القوات الجوية هذا البرنامج. أما الثاني، فيُطلق للحصول على تفاصيل دقيقة عن أهداف ذات أهمية خاصة، يُجرى انتخابها من الصور، التي حصل عليها النوع الأول. ولهذا، سميت بأقمار الفحص الدقيق. وتولت وكالة الاستخبارات المركزية (Central Intelligence  Agency- C I A)  تنفيذ هذا البرنامج.

وبدأ العمل واستمر في البرنامجين معاً. وفي ذلك الوقت، أمر الرئيس أيزنهاور بإنشاء مكتب الاستطلاع القومي (National Reconnaissance Office – NRO)، للإشراف على البرنامجين والتنسيق بينهما. وتولى رئاسته نائب قائد القوات الجوية، وعُين الرجل الثاني من وكالة الاستخبارات المركزية، ولا يزال هذا المكتب قائماً حتى الآن، وهو المسؤول عن أقمار الاستطلاع.

(1) أقمار التفتيش والاكتشاف (Search & Find)

وتُسمى، أحياناً، أقمار النظرة الشاملة. وكانت مهمتها مراقبة مساحات شاسعة في الاتحاد السوفيتي وحلف وارسو، بحثاً عن الأهداف الإستراتيجية، واكتشاف المنشآت العسكرية الجديدة، خاصة مواقع الصواريخ عابرة القارات، وقواعد القاذفات الإستراتيجية. ولهذا، جُهزت بآلات تصوير ذات مجال رؤية واسع. وكان يتم تحميض الصور داخل القمر، ثم تُحوَّل إلى نبضات كهرومغناطيسية، وتُرسل، تباعاً، إلى مراكز السيطرة الأرضية.

وسُمِّيت هذه الأقمار ساموس (SAMOS)، وهي الأحرف الأولى من جملة، تعني منظومة الملاحظة باستخدام الصاروخ والقمر الصناعي Satellite & Missile Observation System. وكان وزن القمر 3500 رطـل (1588 كجم)، وطوله 30 قدماً (9.1م). وأطلقت القوات الجوية ثلاثة أجيـال من هذه الأقمار.

(أ) الجيل الأول

شمل إطلاق ثلاثة أقمار، في الفترة من 11 أكتوبر 1960 إلى 19 سبتمبر 1961. ونجحت عملية الإطلاق الثانية فقط (ساموس ـ 2، في 31 يناير 1961). وكان القمر يحمل آلات تصوير، يمكِنها تصوير منطقة، مساحتها (50) ميلا مربعاً، في الصورة الواحدة. لذلك، كان يحتاج إلى التقاط أربعة آلاف صورة، لمسْح الاتحاد السوفيتي كله. واستمر هذا القمر في مداره شهراً، أتم خلاله (500) دورة حول الأرض. وخلال عمله، صحح كثيراً من المعلومات، التي حصلت عليها الاستخبارات المركزية من طائرات التجسس (يو ـ 2). فقد أوضحت الصور، التي التقطها القمر، أن لدى السوفيت (60) صاروخاً إستراتيجياً فقط، منها (14) موجَّهة إلى الولايات المتحدة الأمريكية. بينما كانت المعلومات السابقة تقول إن لديهم (120) صاروخاً من هذا النوع. وكان ذلك سبباً في اتخاذ الرئيس جون كيندي John Fitzgerald Kennedy موقفاً حازماً أمام الرئيس نيكيتا خروتشوف، عند لقائـهما في فيينا، أثناء أزمـة برلين، عام 1961، وإبان أزمة الصواريخ الكوبية، عام 1962.

(ب) الجيل الثاني (KH-5)

أخذت أقمار الاستطلاع بالتصوير الأمريكية اسماً رمزياً، هو "ثقب المفتاح Key Hole".ويشار إليها بالحرفين الأولين (KH). وأُعطيت أقمار النظرة الشاملة (ساموس) الأرقام الفردية، بينما أخذت أقمار الفحص الدقيق (ديسكفرر) الأرقام الزوجية.

أخفقت المحاولتان، الأولى والثانية، لإطلاق أقمار الجيل الثاني. ونجحت عملية الإطلاق الثالثة، في 18 مايو 1963. وأعقبها إطلاق ستة أقمار، في عامَي 1963، 1964. أما في عام 1965، فقد كانت القوات الجوية، تُطلق قمراً من هذا النوع (KH – 5)، كل شهر، ليبقى في مدراه (3 ـ 4) أسابيع.

وتبلغ قدرة أقمار (KH – 5)على الفصل سبعة أقدام (2.1م). والقدرة على الفصل (Resolution) تعني تصوير الأهداف القريب بعضها من بعض،وإظهار كل منها منفصلاً عن الآخر.

وقد اكتشفت هذه الأقمار، أن السوفيت كانوا يقومون ببناء غواصات نووية. كما رصدت إنشاء صوامع تحت الأرض، لنشر الصواريخ عابرة القارات.

(ج) الجيل الثالث KH -7

أطلقت القوات الجوية أول أقمار هذا الجيل، في 9 أغسطس 1966. وكان أهم ما يميزه، هو أجهزة الاستشعار، التي تعمل بالأشعة تحت الحمراء. وبذلك، بدأ عصر التصوير الليلي، من الفضاء. واستخدم هذا الجيل شبكة أقمار الاتصالات Satellite Data System – SDS، لنقل ما يحصل عليه من بيانات إلى واشنطن، مما قلّل من زمن وصول المعلومات إلى حدٍّ كبير.

(2) أقمار الفحص الدقيق Close Look Accurate Satellite

كانت وكالة الاستخبارات المركزية تُطلق هذه الأقمار، بعد دراسة الصور، التي حصلت عليها أقمار التفتيش والكشف (النظرة الشاملة). وعندما يتبين وجود أهداف جديدة، وتظهر الحاجة إلى الحصول على معلومات تفصيلية عنها، يجري تحديد مواقعها بالضبط، ثم يُطلَـق قمر الفحص الدقيق إلى المدار الملائم لتصوير هذه الأهداف، بدقة. وإذا ظهرت أهداف، أخرى أثناء وجود القمر في الفضاء، كانت تصدر إليه الأوامر بإجراء المناورة، واتخاذ مدار جديد ملائم.

وقد ُزوِّدت هذه الأقمار بأجهزة تصوير عالية الدقة. وتميزت بقدرة عالية على الفصل بين الأهداف المتقاربة. ولها مجال رؤية ضيّق، نسبياً، لتتمكّن من الحصول على تفاصيل دقيقة. وكان القمر من هذا النوع، يبقى في مداره مدة قصيرة (3 ـ 4 أيام)، وفي نهايتها، تصدر إليه الأوامر من محطة السيطرة، لقذف الكبسولة، التي تحمل الأفلام، في مكان محدد، حيث يتم التقاطها، جواً أو بحراً.

وقد أُعطيت هذه الأقمار، في البداية، اسم "ديسكفرر". وأطلقت وكالة الاستخبارات المركزية ثلاثـة أجيـال من هذه الفئة.

(أ) الجيل الأول

بدءاً من بداية 1959، ولمدة عام ونصف، جرت اثنتا عشرة محاولة لإطلاق قمر من نوع ديسكفرر، ووضْعه في المدار، والاستفادة منه. وفشلت جميع هذه المحاولات، إما أثناء عملية الإطلاق، أو لخروجه عن المدار، أو بسبب الفشل في العثور على الكبسولة، التي تحتوي على الأفلام.

وفي 10 أغسطس 1960، أطلقت وكالة الاستخبارات المركزية القمر ديسكفرر ـ 13، بنجاح. ووُضِع القمر في مدار بيضوي، أبعاده 135 × 375 ميلاً (217 × 603 كم)، بزاوية مَيـل، قدرها (593). وأثناء دورته السابعة عشرة، صدرت إليه الأوامر بإطلاق الكبسولة. وفشلت عملية التقاطها، جواً، بينما أمكَن التقاطها من فوق الماء. وفي 14 أغسطس 1960، أُطلق آخر أقمار هذا الجيل. ونجحت العملية، مع بعض الصعوبات في التقاط الكبسولة.

(ب) الجيل الثاني (KH – 6)

بدأ إطلاق هذا الجيل، في عام 1962. وكانت مدة بقاء القمر في مداره، لا تتجاوز عدة أيام. وقد أحاطته وكالة الاستخبارات المركزية بستار كثيف من السرية. ولم يُعرف، على وجه التحديد، عدد الأقمار، التي أُطلقت من هذا الجيل، الذي استمر الاعتماد عليه لعدة سنوات، تم خلالها تطوير صواريخ الإطلاق، وأصبحت قادرة على إيصال حمولة، وزنها ستة آلاف رطل (2722كجم) إلى الفضاء. كما تم تطوير أقمار الفحص الدقيق، ليظهر الجيل الثالث.

(ج) الجيل الثالث (KH-8)

أطلقت الوكالة أول أقماره، في 29 يوليه 1966، بوساطة الصاروخ تيتان ـ 3ب (Titan -3B) وكان يحمل كبسولتين، فيهما مجموعة كبيرة من الأفلام. ووُضِعت أقمار هذا الجيل في مدارات أعلى من السابقة، مما قلّل من الاحتكاك والمقاومة الجوية، ومن ثَم، ظلت تعمل فترات أطول. بدأت بثمانية أيام، ووصلت إلى خمسة عشر يوماً. وبهذا، انتهت المرحلة الأولى، التي اعتمدت فيها الولايات المتحدة الأمريكية على نوعين من أقمار الاستطلاع.

ب. المرحلة الثانية: الطائر الكبير

في عام 1971، تم جمْع مهمتَي النظرة الشاملة والفحص الدقيق، في قمر واحد، هو الطائر الكبير(Big Bird) وأطلق مكتب الاستطلاع القومي قمرين تجريبيين، في البداية. وفي 20 يناير 1972، أطلق الثالث في مدار، أبعاده 100 ميل × 170 ميلاً (161 × 273 كم)، بزاوية مَيل، قدرها(96 ْ). وكان وزن القمر 29 ألف رطل (1354 كجم). وطوله 50 قدماً (15 مترا). وقطره عشر أقدام (3 أمتار). ويحمل نوعيات مختلفة، ومتطورة، من أجهزة التصوير. وكان يرسل المعلومات إلى المراكز الأرضية بطريقتين، هما: الكبسولات، والبث اللاسلكي لمحتويات الفيلم. وقد زُوِّد بآلات تصوير تليفزيونية ذات تركيز عالٍ، تستطيع القيام بالمسح السريع لمساحات كبيرة، ثم ترشد آلات تصوير أخرى إلى مناطق محددة، لمعرفة تفاصيلها. وكانت العدسة الرئيسية، تستخدم مرآة ضخمة، قطرها ستة أقدام (183 سم). وفي يوليه 1972، أُطِلق قمر الاستطلاع الرابع.

وعلى الرغم من أن الطائر الكبير، جمَع بين مهام الأقمار السابقة، فقد لوحظ أن الولايات المتحدة الأمريكية، ظلت تطلق الأقمار القديمة، خلال الأعوام التالية. ففي عام 1972، أطلقت ثمانية أقمار استطلاع بالتصوير، منها ثلاثة فقط من الطائر الكبير. وكان إجمالي زمن بقائها في الفضاء (158) يوماً. وفي عام 1973، أطلقت خمسة أقمار، منها ثلاثة فقط من الطائر الكبير، أولها في 9 مارس، واستمر في مداره (71) يوماً، والثاني في 31 يوليه، والثالث في 10 نوفمبر، واستمر كل منهما في مداره ثلاثة أشهر. أما باقي الأقمار، فكانت من الأنواع القديمة (KH-7.8)، وذلك بسبب النفقة العالية للطائر الكبير. وظلت الأقمار القديمة تطلق في الفترات، التي يخلو فيها الفضاء من الطائر الكبير، وتكون هناك حاجة ماسة للمراقبة، أثناء غيابه. وقد وصل عمر آخر أقمار الطائر الكبير إلى خمسة أشهر. ولهذا، فقد استقر الرأي على أن يطلق مرتين، سنوياً، فقط. واستمر هذا الوضع حتى عام 1983، عندما بدأت المرحلة الثالثة.

ج. المرحلة الثالثة: أقمار الاستجابة الإستراتيجية Strategic Response Satellites

في عام 1976، أطلق مكتب الاستطلاع القومي نوعاً جديداً من أقمار الاستطلاع بالتصوير، هو القمـر KH-11 وكان أهم ما يميز القمر الجديد، استخدامه لأسلوب التصوير الرقمي (Digital Image Technique) كما كانت قدرته على المناورة أكبر من الأقمار السابقة، ومن ثَم، يمكِن تغيير مداره بسرعة، لتلبية المطالب الإستراتيجية، واستطلاع المناطق، التي تحدث فيها أزمات إقليمية، أو للتركيز على أهداف جديدة، ذات أهمية خاصة. ولهذا، سُمِّيت الشبكة الجديدة "أقمار الاستجابة الإستراتيجية". ووُضِع القمر الجديد في مدار بيضوي، أبعاده (217 × 533 كم). وبعد أربعة أيام، رُفع إلى مدار أعلى، من أجل إمكانية إطالة عمره لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ليستمر في العمل تسعة أشهر. وكان وزن القمر13.5طناً.

وعندما أُطلق هذا القمر، بالغت وسائل الإعلام في إمكاناته، وقالت إنه قادر على تمييز النقش من الكتابة، على قطعة نقود معدنية من فئة نصف الدولار، وإنه استطاع قراءة عناوين جريدة "البرافدا Pravda"، مع رجل كان يسير في سيبيريا. وتعليقاً على ذلك، قال ضابط سابق في وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية، واسمه فيكتور مارشيني: "إن في مثل هذه الأقاويل مبالغة، ولا معنى لها سوى الدعاية".

والواقع، أن هذا الموضوع يتوقف على قدرة أجهزة التصوير على الفصل. وتُجمِع التقارير على أن إمكانات هذا القمر، كانت عدة بوصات، أي أن الأجسام أو الصور أو الكلمات والأرقام، التي تقلّ مساحتهـا عن ذلك، ستظهر في الصورة مندمجاً بعضها في بعض. والحقيقة، أن قمر الاستطـلاع، لا يحتاج إلى قراءة الصحف من ارتفاع 500 كم، فهو مُكلَّف بأعمال أخرى أكثر أهمية.

وقد أُطلق من أقمار KH-11 ثلاثة أجيال حتى الآن، آخرها في 20 ديسمبر 1996. وقد أُدخلت عدة تحسينات على الأجيال المتعاقبة، بهدف زيادة درجة وضوح الصور، وتطوير وسائل نقْل المعلومات، وتحسين القدرة على المناورة، وإطالة عمر القمر، حتى وصل إلى ثماني سنوات، وإمكان التغلب على إجراءات الإخفاء والتمويه، التي تتخذها الأطراف الأخرى.

(1) الجيل الأول

ظلت أقماره تُطلق، حتى عام 1983، جنباً إلى جنب مع أقمار من نوع الطائر الكبير.

(2) الجيل الثاني

أُطلق منه سبعة أقمار، أولها في ديسمبر 1984، وآخرها في نوفمبر 1990. (اُنظر جدول أقمار KH-11).

وقد وُضعت الأقمار الثلاثة الأولى في مدارات قطبية بيضوية، لمراقبة الاتحاد السوفيتي والصين. وقد ظل آخرها فعالاً في مداره، لمدة تزيد على سبع سنوات ونصف. وفي أغسطس 1989، أُطلق القمر الرابع إلى مدار جديد، أبعاده (303 × 315 كم) بزاوية مَيل 557، ليتمكن من مراقبة الشرق الأوسط، وأجزاء من الاتحاد السوفيتي. وقد رصد الفلكيون في سبع دول هذا القمر، وأعلنوا أنه لم يكُن متزناً في مداره (يتشقلب Tumbling) وقال المسؤولون في الولايات المتحدة الأمريكية، إنه صادف بعض المشاكل. وقد رُفع القمر، بعد ذلك، إلى مدار أعلى (460 كم)، في محاولة لإعادة اتّزانه. ولكن يبدو أنه خرج عن سيطرة المحطات الأرضية.

وفي فبراير 1990، أقلع مكوك الفضاء كولومبيا (Columbia)، حاملاً القمر الخامس. ولكن القمر تحطم، بعد أيام قليلة من وضْعه في المدار.

وفي 8 يونيه 1990، أُطلق القمر السادس إلى مدار، يميل بمقدار 52 درجة إلى خط الاستواء. وبعد غزو العراق للكويت، أطلق مكتب الاستطلاع القومي آخر أقمار الجيل الثاني، في 15 نوفمبر 1990، إلى مدار، زاوية مَيله 28.45 درجة، لمراقبة مسرح العمليات، وتقديم صور تفصيلية له. وكان يتم دورة كاملة حول الأرض، في 91 دقيقة.

وبلغت نفقة إنتاج القمر من هذا الجيل 500 مليون دولار. وكان وزنه يقترب من 11.5 طناً.

(3) الجيل الثالث (الحالي)

تسمى أقمار هذا الجيل: KH - 11 المتقدمة (Advanced KH – 11). وأُطلق منها ثلاثة أقمار، حتى الآن. وقدرة القمر على الفصل ست بوصات (15سم). ونفقة إنتاجه 750 ـ 1000 مليون دولار، ونفقة الإطلاق 250 ـ 300 مليون دولار، بوساطة الصاروخ تيتان ـ 4. وعمر القمر ثمانية أعوام، ووزنه 14 طناً، وزمن دورته حول الأرض 97 دقيقة.

وقد وُضِعت هذه الأقمار في مستويين مداريين. يميلان إلى مستوى خط الاستواء، بزاوية قدرها 96.8 ْ، 97.8 ْ على التوالي. ويسمى أول هذه المستويات "مستوى منتصف الصباح/ منتصف المساء"
(Mid-morning\ Mid-evening plane)
. ويُحلِّق فيه أحدث هذه الأقمار، وهو الذي أُطلق في 20 ديسمبر 1996. أما المستوى الثاني، فيسمى "مستوى منتصف النهار/ منتصف الليل" (Mid-day\ Mid-night plane). ويُحلِّق فيه القمر، الذي أُطلق في 5 ديسمبر 1995. وتدل هذه التسميات على الوقـت، الذي يعبر فيه القمر خط الاستواء، وهي معلومة مهمة عسكرياً، لأنها تساعد الدول على معرفة التوقيت الذي تمر فيه أقمار الاستطلاع الأمريكية فوق أراضيها، إذ إن القمر يُكمل دورة كاملة حـول الأرض، في 97 دقيقة. ويوفر التحليق على هذين المدارين تصوير الأهداف عينها بالأجهزة البصرية والحرارية (التي تعمل بالأشعة تحت الحمراء)، أربع مرات، يومياً، في ظروف الإضاءة المختلفة.

أمّا القمر الأول، الذي أُطلق في 2 ديسمبر 1992، فيعمل على تدعيم مهام هذين القمرين، من مدار يختلف قليلاً. وقد كان، حتى ربيع 1996، يُحلِّق في مدار (نصف النهار/ نصف الليل)، ثم صدرت إليه الأوامر بالبدء في إزاحة مداره غرباً، بحوالي درجتين، كل شهر. وهذا يزيد من عدد الأهداف، التي يمكِن الولايات المتحدة الأمريكية استطلاعها، في أي يوم، ويوفر، مع القمرين الآخرين، صوراً ثلاثية الأبعاد.